.jpg)
——
عشتار
إنّي لا أجدُ لغيرِ البحرِ ذراعاً
أتكئُ عَلَيْهَا ..
أَفْترشُ الحسرةَ قبلَ هروبِ الليلِ
أخاطبُ وَجْهَ القمرِ ..
مِسكينٌ يَا هَذَا الهَارِبُ مِنْ عينيَّ
إِلَى عينيَّ
القافلةُ الليلةَ تَنْأَى بالأحزانْ
وَمواويلُ الخوفِ تنامُ عَلَى الْشُّطْآَنْ
وَالمسحورةُ ..
هَذِي المرميَّةُ في قدرٍ
ينتابُ الأرقُ تمرّدَهَا
فتعودُ إِلَى حضني لتنامْ
***
مسكينٌ يَا فنجانَ البحرِ
كانَ اسمُ صديقتِك الممنوحُ إلى الأشجارْ
عشتارْ ..
كانتْ خلجتُها تَتَمَايَل صَوبَ الحلمِ
وتَقرأ في سورةِ (( يس ))
للهِ مفاتيحُ الأقدارْ
***
عشتارْ
ستنامين على الأصفاحْ ..
وتذوبُ الشمسُ عَلَى أوراقِ الصبْر
أنت الحلمُ العائدُ مِنْ غَابَاتِ القهرْ
أنت المصلوبةُ …
والممدودةُ ..
والمقتولةْ ..
ويظلُ لفنجانكَ يا بحرُ
صورةُ قلبِك يا عشتارْ
***
في خاصرةِ الشمسِ ينامُ سريرُك يا عشتارْ ..
وَعَلَى حجمِ اللونِ الأزرقِ يسكنُ طولُك يا عشتارْ ..
ومن الأهدابِ المرويةِ فوقَ جفونكِ
يخرجُ لونُ الضوءِ قصيدةْ ..
أُبحرُ فِيْهَا نَحو جنونِ العشقِ الخالدِ …
أهمسُ .. أهمسُ …
أهمسُ .. أهمسُ …
هذا يومُك يا عشتارُ
هذا عشقُك يا عشتارْ
هذا قلبُك يا عشتار ْ
هذا طعمُك يا عشتارْ
أنظرُ … أنظرُ…
أنظرُ … أنظرْ ..
حيثُ الوهمُ ينامُ عَلَى أصفادٍ مِن بللورْ
لأِرَى الجنةَ تُخرجُ للبركانِ خليجاً
وَأَرَى أشرعةً مرميةْ
تَلتحفُ الصدأَ جوانبُها
وتَعومُ عَلَى وجهٍ للماءْ
فالدّفةُ أفلتَها الربانْ
وشاخَ بريقُ اللونِ الأحمرِ
قَبل تفتُّحِ
كلِّ أقاحي الحقلِ العائمِ
فَوقَ النارْ ..
***
عشتارْ ..
أصلُ الآنَ حدودَ الروحْ
أشربُ نخبَ صلاةِ الفجرِ..
لأفتْحَ بواباتِ الأرضِ
وأكتبَ للآتي من وطني …
أنتَ نشيدُ العربِ الخالدْ
يَا هذا الوهجُ المتعاضدْ
صَفِّقْ أنتَ الساكنُ روحي
أمسكْ عنْ عينيَّ الدمعْ
وابسط منكَ إليَّ ذراعَ الشمسْ
يسري الدفءُ إليَّ نبياً
يحبو ..
يقفُ ..
يمشي ..
يعدو …
حين تصيرُ الحربُ لزاماً
يُخرجُ كلَّ فنونِ العشقْ
يصرخُ ..
وا .. عشتارَ جنوني
حين يجنُ الليلُ علينا
نعرفُ كيفَ نضيءُ الليلْ
ونعرفُ فنَّ ركوبِ الخيلْ
وموعدَ …
نعرفُ…
ذاك السيلْ …
………………………………………………………
من ديوان ( لو أنها التفتت )