كلمة حق نطق بها احد الضباط المشاركين في الحرب ضد الارهاب اختصرت كل ماتقوله وسائل الاعلام الماجورة عبر شاشاتها عن قرب الحل السلمي وطريقته: قال حضرته والبندقية بيده: طالما ان امريك تدعم الارهاب على سوريا لاسقاط الدولة، فان اي كلام عن جنيف ماهو الا حديث فارغ. نحن الان بذروة انتصاراتنا وعلينا انتهاز الفرصة لاقتلاع بذورالارهاب من ارضنا، وبعد ذلك ليبق في جنيف من شاء ان يبقى. كلام ذلك الضابط يعكس الواقع على الارض تماما، فالانتصارات التي حققها الجيش السوري بدعم من حلفائه الروسي الذين قامت طائراتهم بقصف طرق امداد الارهابيين بالرجال والعتاد ادت الى تفاقم مشاكلهم اللوجستسية سواء من حيث امكانية اتصال وحداتهم المقاتلة مع بعضها او وصول مساعدات من الخارج. وقد ادى هذا التغير الميداني لصالح الجيش الى تحطيم الروح المعنوية لداعش حيث ظهرت بواردها عليهم بوضوح، فنحن لم نعد نر منهم تلك الاستماتة بالقتال بل، الرغبة بايجاد ثغرة للانسحاب الى اماكن اكثر امانا. تحطم المعنويات لدى الداعشيين ادى بالمقاتلين الى الاسراف باستخدام الذخيرة في محاولة لاظهار انفسهم بمظهر القوة، الا ان القيادة كانت تعرف انها بداية النهاية لهم لان مستودعات سلاحهم قد دمرت وطرق الامداد قد قطعت وقريبا لن يكون امامهم الا الموت او الاستسلام. وقد سجلت اجهزة التنصت برقياتهم التي يرسلونها للقيادة حالتهم الحقيقية بدقة. يقول احد اصدقاء صفحتنا – الذي لم يرد لنا ان نكشف عن اسمه- انهم يصرخون بهستريا ويقولون: الروس فتحوا علينا باب الجحيم من السماء، وقوات الاسد تدكنا بالمدافع ليل نهار، وقريبا رجال حزب الله سيلتحمون معنا. اوضاعنا صعبة، حتى معدات طبية لتضميد الجرحى لم تعد تتوفر لدينا. وهذا هو وضعهم الحقيقي نعرفه من افواههم. في مساء اليوم، تابعت برنامجا لاحد المحللين السياسيين حيث اظهر اماكن تواجد قوات داعش، واماكن تواجد قواتنا والخرائط اظهرت بوضوح بانهم محاصرون تماما وفاقدون اي مجال للمناورة او الحركة. فقوات الاستطلاع ترصد اي حركة منهم لامطارهم بوابل من القذائفوبالتالي، فما عليهم الا الهمود بانتظار القدر المحتم وهو الموت او الاسر. لذ، فقد انتشرت ظاهرة الهروب الفردي من القتال وخاصة بعد توقف وصول امدادات الرجال الذين كانوا عادة يرفعون معنويات المحاصرين. ويقول احد الجنود المشاركين في القتال: ان الله ضرب الظالمين ببعضهم، فنظرا لقلة السلاحن فان الارهابيين الان يتقاتلون بين بعضهم للسيطرة على من مستودعات السلاح الباقية لحماية انفسهم. الله محيي السوخوي، فلولاه لما انقطع سيل تدفق الاسلحة الى بلدنا. وقريبا سوف نسمع عواءهم في قبرص. بالفعل، تغيرت الاوضاع لصالح الجيش السوري جذريا، لم يعد السوريون يرون فيهم اؤلئك الشجعان الذين يقتحمون الموت ويصرون الرعب في قلوب الناس. بمجرد اشتداد الضغط ليهم عادوا الى طبيعتهم البشرية ،مجرد اناس محاصرين وخائفون يطلبون الدعم الله بعد ان استبدلوا شعار "الله اكبر" الذي كانوا يذبحون على صداها الابرياء، وحل محله شعار: " انا لله وانا اليه لراجعون، لاحول ولا قوة الا بالله.