جاءَ الربيعُ بِطلّهِ ودلالهِ فإذا السُّفوحُ مواكبٌ خضراءُ
جاءَ الربيعُ فكنْتِ مِنْ آلائِهِ إنَّ الربيعَ على الزّمانِ وفاءُ
جاءَ الربيعُ وأنتِ في نَيسانِهِ ألقُ الجمالِ , ووردةٌ حمراءُ
جاءَ الربيعُ وفي شبابِكِ روحُهُ إنَّ الربيعَ صبيّةٌ جيداءُ
جاءَ الربيعُ ومِنْ عيونِكِ لونُهُ والوجنتانِ تألُّقٌ , ورواءُ
جاءَ الربيعُ , وأنتِ أنتِ نسيمُهُ وعبيرُهُ وصباحُهُ اللألاءُ
والروضُ هَيمانُ الورودِ , وعابقٌ عشبٌ نديٌّ , غيمةٌ وطْفاءُ
والحبُّ في روضيكِ طفلٌ حالمٌ وخميلةٌ , أو موجةٌ عذراءُ
لكِ في ظلالِ القلبِ حُبٌ عابِقٌ أُرجوحةٌ , بلْ واحةٌ فيحاءُ
أترينَ في عينيَّ دِفءَ مشاعري ؟ كمْ في العيونِ مِنَ السماءِ صفاءُ
وحديثُنا هل تذكرينَ حديثَنا؟ عندَ الغدير ِ , وللهوى إيماءُ؟
وغدائرٌ مِنْ شَعرِكِ النشوانِ تلْـ ــهو في يدي , وجديلةٌ شقراءُ
والشِّعرُ في عينيكِ أحلى ما شدا نايُ الحبيبِ , ورنّمَ الشُّعراءُ
والحُسْنُ في خدّيكِ حِسْنٌ باهرٌ وردٌ , وثلجٌ , شامةٌ سمراءُ
والفنُّ في نهديكِ , تلاّ فتنةٍ وتمنُّعٌ , وتكبُّرٌ , وإباءُ
والفنُّ مَعدِنُهُ الجَمالُ ونَوْرُهُ عندَ الضفافِ صبيّةٌ حسناءُ
كلُّ الفتونِ تماوجَتْ , وتألّقَتْ فيها الربيعُ , وسِحرُهُ الوضّاءُ
كلُّ البِحارِ بِها مراس ٍ للمُنى إلاّ عيونُكِ ما بِها إرساءُ
كالسِّندبادِ أطوفُ فيها حالماً ويطيبُ لي في ليلِها الإسراءُ
أستعذبُ الأخطارَ في أنوائِها وبغيرِها لا يُستساغُ شقاءُ
لا أرتجي فيها شواطئَ في المدى مهما رحلْتُ وكيفَ لي الإرساءُ؟!
مَنْ صاغَ هذا الحُسنَ نضّرَ روضهُ غيرُ الإلهِ فحسنُكِ استثناءُ؟!
في روضِهِ كلُّ الفصولِ تناغمَتْ تمضي الفصولُ وترحلُ الأشياءُ
والسِّحرُ في عينيك ِ باقٍ آسرٌ وبغيرِهِ لا تُقبَلُ الخُيَلاءُ
والبوحُ في عينيكِ نَبْعٌ من شذا وعذوبةٌ , وجِراحةٌ , ودَواءُ
والحُسنُ مِنِ شِعرِ الإلهِ , وفَيْضُهُ وجهٌ صبيحُ , قامةٌ هيفاءُ
والكُحلُ في العينينِ أسرارُ المسا وبسحرِها الإصباحُ , والإمساءُ
أنا ما نسيْتُ على الزَّمانِ , وما أرى…. مَنْ قالَ : إنَّ العاشقينَ سَواءُ؟!
من ديوانه آهة على ضفاف الجراح-دار بعل للطباعة والنشر. دمشق