.jpg)
…………ليست معارضة لأنها تسعى لاقامة الخلافة
………الميــــــــــــدان هو الفــــــيـــــــــصل ولا خيار
ــــــــالاستاذ المحامي محمد محسن ـــــــــــــــــــ سورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطريق الأقصر الذي يوصلنا إلى معرفة المواقع التي باتت تتخندق فيها المعارضات السورية وإلى أين المآل ، هو البحث عن بنيتها الفكرية الأيدولوجية والنظام الذي تسعى لاقامته وبرامجها السياسية وإلى ماذا تهدف ، ومن هي الجهات التي تقف وراءها ؟ عندها نستطيع تحديد مستقبلها ودورها السياسي .
ونجيب على السؤال المركزي هل هي معارضة أم ماذا ؟
الغالبية العظمى من المعارضات ــ مع بعض الاستثناآت ــ تنطلق من أرضية دينية ولو تغطت باية مسوح سياسية اخرى ناصرية أوبعثية أوماركسية أو حتى عقلانية كاذبة ، كل ذلك تبدى من خلال المذابح وعمليات القتل الوحشية والعمليات الانتحارية .
فالذين تيمموا صوب تركيا جلهم من "الاخوانين " أو الذين يعيشون على هوامشهم بدون انتماء ، أوالبعض الذي قادته أحقاده وأمنياته وانتهازيته غير المحسوبة وبدون هدي ، فسقط في حضن أردوغان الذي قاد تركيا العلمانية إلى الاخوانية .
.
ومن ذهب إلى السعودية إما أن يكون وهابياً ، أو كان عميلاً مخبوءاً أوسعى إلى المال النفطي ، وهذا التصنيف ليس دقيقاً تماماً فلقد تحدث انتقالات واعادة تموضع بحسب المصالح ، كما حدث أن انتقلت عهدتهم من انقرة إلى الرياض ، استجابة لمصلحتهم المشتركة وللتصالح بين الدولتين رغم التناقض .
وبعضهم كان من عملاء الأجهزة الاستخباراتية الأوروبية فهو يتنقل بين فنادق أوروبا ، وظيفته الظهورالمتكررعلى أجهزة الاعلام المرئية شاتماً ومهدداً النظام بالويل والثبور وعظائم الأمور، ويبيع السامعين الكثير من المزايدات والاتهامات ويقبض بالقطعة مع اضافات يتم تقديرها على ضوء انفعالاته .
كل هذه التنويعات يجمعها الحقد الذي يعتمل في نفوسهم جميعاً وهو الذي أعمى بصيرتهم وبصائرهم ضد ما كان وطنهم ، والحقد هو المادة السحرية التي تكشف المعادن البشرية ، لأنه يعيد حامله إلى سلوك الغابة الوحشية الذي ينسيه أنسنته ،
قلنا في الأغلب الأعم أو الأكثرية الساحقة من الذين لبسوا لبوس المعارضه هم من القوى الدينية المتطرفة ، ومشروعهم لايتضمن بالمطلق المطالبة بنظام حر ديموقراطي ، بل يطالبون بحكم ديني اسلامي يضفي على الحاكم ــ ملكاً ، سلطاناً ، أميراً ، مرشداً ، فقيهاً ــ صفات دينية اقرب للقداسة ، وما يقوله كبيرهم الذي علمهم السحر هو القول الحق المستمد من مفهوم" الحاكمية لله ".
ولأنه يستمد حكمه من السماء السابعة فلا بد ان يكون حاكماً مطلقاً ، وله القول الفصل في كل الامور الدينية والدنيوية ، فبيده الثواب والعقاب ولا راد لقضائه ، فهو المرجع والموئل وعلى الكافة الطاعة والامتثال ، طبعاً وفاقاً لفقه مذهبه فان كان وهابياً كانت " مدونة "محمد بن عبد الوهاب هي الكتاب والمرجع وكل ما جاءبها واجب التطبيق وملزم ، وما عداها من اجتهادات من جميع المذاهب الأخرى ــ الأربعة ــ وغيرها هي تحريفية ومن يتبعها كافر وعليه التوبة والا فالقتل قصاص ، وان كان اخوانياً فللمرشد العام لحزب الاخوان المسلمين القول الفصل في اي أمرديني ودنيوي ، وهو المعصوم عن الخطأ .
أما المذاهب الأخرى فأمامها السبي أوالتوبة أو القتل ؟
وهل يقبل من" النصراني " دفع الجزية فقط ؟.
وهناك سابقة كلية الدلالة :
" عندما ألغى الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الجزية عن المسيحيين قتله المسلمون المتشددون قبل أن يبلغ الأربعين من العمر "
حدث ذلك في زمن الخلفاء ، فما هو حكمه في زمن داعش ؟ وما ينطبق على الوهابية الظلامية ينطبق على " الاخوانية " التي كانت مفرخة لجميع الحركات التكفيرية الظلامية المتطرفة ، وان نسينا فلن ننسى الاغتيالات والتفجيرات التي قام بها " الاخوانيون " في سورية في الثمانينات من القرن الماضي وكان ذلك قبل ولادة داعش .
ما دامت هذه المعارضات هي معارضات دينية إرهابية بكل تلاوينها ، فهي تسعى لاقامة حكم الشريعة الاسلامية على الارض وفق مذاهبهم الخاصة ، كما ويطالبون باعادة الخلافة الاسلامية ، أي حكماً اسلاموياً يتعارض كلياً مع أي صيغة لحكم مدني ديموقراطي أو غير ديموقراطي بل بالعكس يعتبرون اي حكم غير اسلامي هو نظام كافر ويجب سحقه ، ومن هذه الأرضية المفاهيمية الدينية انطلقت الحركات الارهابية لتدمير الأنظمة التي تسمى مدنية .
.
…..هذه المحاولة الارهابية القائمة على إغتيال الحضارة الانسانية هي آخر صيحة لاقامة دولة دينية وهي تعبر عن ردة تاريخية ، لأنها ضد الحياة ضد المنطق ، ضد الحضارة ، في الوقت الذي هزمت فيه مثل هذه الدعوات الدينية في أوروبا منذ مئآت السنين ، انه حلم طوباوي يخالف منطق التطور وحركة التاريخ ، صحيح أن حركة التاريخ قد تتعثر ولكنها لاتعود إلى الوراء ، .
بالمحصله ولكل ما تقدم هذه المعارضه لايمكن الحوار معها ولا تقبل باي حل سياسي ، لأنها لاتريد تعديلاً لنظام حكم ، بل تريد نسف كل ما بنته الأنظمة المدنية منذ قرون لأنه يخالف الشرع والشريعة ، لذلك فان أي حوار سياسي معها هو مجرد عبث لاطائل تحته ، فلا بديل من اقامة دولة الخلافة ، ولما كانت قد تلاقت مصلحتها المرحلية مع دول اقليمية ودولية ، قام هذا التحالف العدواني الذي يهدف تدمير سورية الدولة المدنية التي تكافح للحفاظ على استقلال قرارها السياسي .
…………………..فالحوار معها مجرد عبث ……