الشاعر ياسين عزيز حمود– سورية
إنْ كنْتِ أحرَقْتِ المراكِبَ عَنوةً فقطعْتِ حبلاً للمودّةِ دونيْ
فهَواكِ يبقى في سمائيَ مُلْهِماً وجفونُكِ السمراءُ سِحرُ جفوني
بلْ كُلُّ خَطْوٍ في دُريبٍ مُقفرٍ بقى نديّاً عاطِراً بشؤوني
وخيالُكِ الفَينانُ يبقى أيكتي في غربتي , بلْ مُلهمي وفتوني
لنْ تُفلِتي مِنْ مُقلتي في هجعتي أوتبرحي مِنْ خاطري وحنيني
لنْ تستطيعي قتلَ حلمٍ أخضرٍ في خافقي قدْ عشتهُ , وعيوني
دللّتُهُ برسائلي , عانقْتُهُ بمواجعي هينمْتُهُ بقصائدي , عبقرتُهُ بفنوني
هامسْتُهُ بمشــــاعري أسكنْتُُهُ روضَ الهوى في شعريَ المجنونِ
ستظلُّ ضحكتُكِ الرقيــــقةُ شمعتي في ظلمتي , في وحشتي وشجوني
فالرّيفُ مهدي , والربيعُ قصائدي ومسارحُ الإلهامِ , والتكوينِ
ومنازلُ القمرِ الصّبوحِ على الذُّرا وسوانِحُ الأحلامِ للمَفْتونِ
وبيـــــادرٌ للخير ِ في جنَبَاتــــها كوخُ الكريمِ وروضةُ الحسّونِ
وأظلُّ للريفِ الجميلِ مُناجياً تلكَ الربوعُ الغالياتُ يقيني
فالرّيفِ أهلي , بلْ بريءُ مشاعري وملاعبي , ومرابعي , وشجوني
والرِّيفُ حُلْمي , والمَحبّةُ , والنّدى والصدقُ طهري ما حييْتُ , وديني
هذي خموري في الدِّنانِ , وصبوتي وشقاوتي بمروجهِ , ومُجوني
هذي بساتينُ النجومِ على المدى وشَوادِنٌ في ريفِنا فَدَعيني
هذي نواطيرُ الكرومِ وبلبلٌ مِنْ عنْ شمالي تارةً ويميني
هــــذي ينابيــــــعٌ تُغنّي للمـــــــدى للسّهلِ , والرّيحانِ , والنِّسرينِ
وأُوانِسٌ في الكرْمِ في رأَدِ الضُّحى بِمفاتِنٍ كاللؤلؤِ المَكنونِ
أعطافهُنُّ مـــعَ النسيــــمِ ترنّحَتْ فأبحْنَ للشوقِ القديمِ جفوني
هذي أراجيـــحُ الهوى مســـحورةٌ بكلِّ شطٍّ مرفأ ٌ لسفيني
هذي الربوع ُربوعُ أحبابي المَضَوْا وسُلافتي , وصبابتي , وأنيني
هذي الربوع ربوعُ أحلامٍ خلَتْ وخيامُ أهلي , بل حنينُ حنيني
والذِّكرياتُ – وكِدْتُ – أَسمعُ همسها – رغمَ النّوى , ورغمَ ثقلِ سنيني
في كلِّ ناحٍ من شبابِكِ عابـــــِقٌ مُتألِّقٌ كاللُّؤلؤِ المكنونِ
في كلِّ عِطفٍ كِدْتُ ألثمُ وردةً وأَضمُّ لدْناً من نديِّ غصوني
وأكادُ أسمـــــعُ في الدُّجى أُغنيّةً وأكادُ أفنى في يقين ِ يقيني
لِتُعيــــدَني لصبابتي , لمرابعي لمواجعي , لِمواتعي , وجنوني
وا قهرَ شيبي ! ..لو مرَرْتِ بلُّمّتي ولّى الشباب ُ وزادَ , زادَ أنيني
من ديوانه عيناك كالشام