اعداد : منيرة احمد- نفحات القلم
قلناها ونعيد ولا ضير كما اعتقد في الاعادة : تمسكنا بالهوية الحضارية لسورية , وتغطيتنا الدائمة لكل فعل ثقافي يعيد انتج الحالة التراثية السورية ,لا يعني بحال من الاحوال اننا نشد رحالنا إلى الماضي هروبا من مواجهة المستقبل , من هنا وبكل ثقة نقول لابد لذلك الخزان الهائل من الكنوز الحضارية التي بقيت شاهدة على ارثنا موجودة في سورية , وليست مبالغة إن قلنا أن سورية ام الدنيا بل كل ما فيها يعطيها هذه الصفة وبجدارة .
التراث والهوية احد الاركان التي استمعنا اليها بشغف من خلال ما قدمه الباحث في التراث نبيل عجمية والتي قدمها في المركز الثقافي العر بي في صافيتا , مسلطا الضوء على اهم معالم وملامح ومدلولات ذلك التراث وارتباطه بالهوية بالتالي بالذاكرة والوجدان السوري .اضافة الى نماذج من الشعر الشعبي الذي رصد الكثير من الحالات والحياة العامة للمواطن السوري والنابعة من تراثنا في الساحل السوري
وقد قدمت مداخلات من بعض الحضور حول اهمية التراث السوري منها مداخلة الشاعر السوري حسن ابراهيم سمعون
أتضامن معك أستاذ نبيل .. وأؤكد بأن من أهم أركان هذه الحرب المجنونة التي تشن على سورية هو اقتلاع جذور هذه الهوية .. فأنا أراهن بحرق دووايني وكسر أقلامي على انتصار هذا العقل السوري البديع .. فهذا العقل الذي اخترع الحرف والدولاب والسكر .. ودور غذاءه من عام لعام دون يفسد ودعبل الشنكليش والكشك وصنع النبيذ وزيت الزيتون لن ينهزم ولن يموت نعم لقد كان تراثنا مرتبطا عضويا بحالة الخصب السوري بكونه مجتمعا زراعيا .. فلكل مجتمع معجمه التراثي , فإن كان رعويا فستظهر المفردات الرعوية , وإن كان من مجتمعات الصيد فستظهر مفردات الصيد في معجمه.. وما أبو الزلف إلا صلاة للاستسقاء , والدلعونا طلب العونة بالحصاد .. وكل هذا التراث ارتبط عضويا بميكانيزما البقاء فما زلنا حتى الآن نقول ( مادقنا الدجن ) أو (أرض بعل ) فدجن رشيم القمح , والد بعل رب المطر وهو زوج عشتار وعندما نقرأ صلاة عشتار .. نعرف مقدار الارتباط الأرض بالسماء في طقوس الخصب الزراعي وهذه تضامنا معك .
منيرة احمد – مديرة موقع نفحات القلم اضافت : مع ما أورده الاستاذ حسن سمعون من اهمية المكون التراثي السوري والذي تعتبر سورية اكبر خزان تراثي في العالم وما الهجمة الشرسة للجماعات الظلامية لتدمير التراث الحضاري السوري الا نوع من الحرب على سورية واخفاء هذا التراث , ودورنا يجب ان يتركز على اظهار تراثنا وايلاء كل الاهتمام بما يعنيه وحفظه ونقله على اهميته للاجيال القادمة ليكون منطلقا له لينهل منه ما يفيده في المستقبل , ومن حقنا كسوريين ان نفخر بما يمثله ارثنا الثقافي والحضاري الذي نقل للعالم الحرف ويجب ان يبقى شاهدا ومنارة ومصدر فخرنا .
كما استمع الحضور الى قصيدة القاها الشاعر حسن ابراهيم سمعون بعنوان
دن أوغاريت)(
في دَنِّ أوغاريْتَ عُـتـِّـقـَتِ اللـُـغى وبـرأسِ شَـمْرا ينحـَنى العُرْجـونُ
والشـَّمْسُ في البازلـْـتِ تـَغـْمُسُ نورَها لـِــــيفـيضَ عَـقـْلا ًكـَشْفـُهُ مَـكنونُ
مِشكاتــُــــــهُ شَرقٌ بشَرقٍ كـُلـّـُها وإمامُــــــــــها بصَلاتِها الزَّيـتونُ
والسِّــــــــنـْديانُ مَلاحِـمٌ تاريـخـُهُ ويَحـارُ فـــــــيهِ جاهِـلٌ مَـجْـنونُ
سَتـَعودُ للقـَصَبِ الحَزينِ المـِيجَـنا ولأجـلــها سَيـُزَقـْـزِقُ الحَـــــسّونُ
يذكر ان الحضور كان نوعيا و متفاعلا مع المحاضرة وما تضمنته من محطات في ارثنا الحضاري