منيرة احمد – نفحات القلم
ممن يؤمنون ان للفن رسائل متعددة تشمل جوانب متعددة ورسائل عدة
ميزتها الاصالة فهي تذكر منذ بدايتها من كان لها سندا في كشف موهبتها ورعايتا
تخط دروب مسيرتها الفنية الابداعية على ايمان بان النجاح خطوة نحو المسؤولية وتنمية المواهب وكل لحوحة عندها هي الاحب والاقرب انها
الدكتورة نجوى أحمد مدرسة بجامعة تشرين..اجرى الحوار لنفحات القلم الزميل ..فؤاد حسن حسن
السؤال الأول: حدثينا عن مسيرتك الإبداعية في الفن التشكيلي. كانت البداية بصحبة والدي الذي أغرم بالرسم والفن وعلوم الجمال ؛ شجعني للولوج بعوالمه عبر تأمين مختلف الأدوات والخامات والنواد الضرورية للرسم بالإضافة إلى تنمية ثقافتي البصرية من خلال القصص المصورة. ثم كان لمنظمة طلائع البعث الدور التالي برعاية موهبتي التي ﻻحظها مدرسو الفن ونلت الريادة في هذه الفترة. أما في المرحلة الإعدادية فقد كانت لي نصيب الحضور والمشاركة بفعاليات ثقافية وفنية متنوعة؛ أهمها فرصة المشاركة بالمعسكرات الإنتاجية لطﻻب كلية الفنون الجميلة في سنتهم الثالثة، فتعرفت عبرها على أساليب متعددة وتقنيات متنوعة لفنانين كبار أمثال الفنان ميلاد الشايب رحمه الله والفنان جريس سعد رحمه الله وحيدر هوﻻ أطال الله بعمره كما تعرفت على بدايات نتاج الفنانين التشكيليين المشاركين من أمثال صفوان داحول وباسم دحدوح ويوسف البوشي…..وغيرهم. وأخيرا صقلت موهبتي عندما درست الفن دراسة أكاديمية في كلية الفنون الجميلة ومن ثم نضجت تجربتي التشكيلية عندما قمت بأبحاث تقنية عبر الخامة والأسلوب وكذلك عندما تابعت دراساتي العليا حتى نلت درجة الدكتوراه. وسوف أجدها فرصة لتوجيه شكري الجزيل لوالدي الكريم ولكل من ساهم برعاية وتطوير باكورة انطلاقتي الفنية ولكل من أضاف إلى تجربتي التشكيلية.
السؤال الثاني: هل يمكن أن تسجلي لنا اللوحة الأكثر قربا منك وما هي أعمالك الفنية
اللوحة الأكثر قربا مني هي اللوحة التي أسعى إلى رسمها دائما…هي اللوحة التي لم أرسمها بعد وقد ﻻأتمكن من رسمها أبدا…هي اللوحة التي ﻻأزال أحلم بتجسيدها بكل ما أمتلك من أدوات ومهارات. أعمالي الفنية متنوعة اختلفت بحسب مراحل مرت بها تجربتي التشكيلية…تنوعت فيها الخامات المستخدمة وكذلك الموضوعات والمضامين المطروحة بحسب كل مرحلة… والحديث عنها يطول.
السؤال الثالث: في رأيك متى ينتهي الفنان فنيا عوامل عدة تلعب دورا مهما في دوام تألق الفنان، وعلى عاتق الفنان الناجح والمتألق مهمة جسيمة هي المحافظة على دوام تألقه عبر تطور تجربته الفنية وفق سلسلة إبداعية متواصلة ومترابطة، والعدو المتربص بكل نجاح هو الغرور والإحساس بالوصول إلى القمة… الفنان المتألق هو الذي يسعى دائما نحو اﻻبداع المتجدد الذي ﻻنهاية له، يتوق لتجسيد عوالم بصرية هادفة تحمل المعنى والمغزى والجمال وتحمل الرسالة الحضارية القادرة على صناعة إرث فني يبقى خالدا أبدا.
السؤال الرابع : ماهي مشاركتك في المعارض سواء داخل سورية أو خارجها وماهو دور الفنان السوري حاليا في اﻻزمة
أقمت العديد من المعارض الفردية داخل سورية وفي محافظات عدة وشاركت بمعارض ثنائية وثلاثية وكذلك شاركت بالكثير منها وخاصة المعارض الرسمية والدورية وكان لي نصيب المشاركة بمهرجانات سورية ودولية مهمة. أما عن معارض خارجية فقد كان ﻻعمالي الفنية نصيب العرض خارج حدود الوطن وخاصة في عمان اﻻردن وفي لبنان ولكن هذا الحال قبل الأزمة أما اﻵن فأجد صعوبة بذلك تقع على كاهل الفنان السوري حاليا مهام جسيمة في رصد الواقع الإنساني وتجسيد الحدث ونقله بصريا إلى العالم أجمع فالفنان هو اﻻقدر على إيصال أفكار عبر المشاهد البصرية التي ينتجها والتي يتمكن من نشرها عبر المعارض أو عبر وسائل الأنصال العالمية المعاصرة وبالتالي أرى ان لمهمة الفنان حاليا مكانة بارزة في صناعة الرأي العام
السؤال الخامس: من يعجبك من الفنانين التشكيليين يعجبني كل فنان ملتزم أعطى تجربته الفنية حقها من البحث والدراسة لكي تصل الى قلب المتلقي وتﻻمس وجدانه عبر مضمونها الهادف بعيدا عن العبث وقلة اﻻحساس بالمسؤولية تجاه الجمهور المتذوق
السؤال السادس: في رأيك كيف يمكن للفن التشكيلي أن يكون مؤثرا في المجتمعات والعلاقات الاجتماعية للفن التشكيلي دور فعال في المجتمع يطول الحديث في أهميته إذ أن للفن رسائل متعددة ومتنوعة (جمالية، ثقافية، توجيهية، حضارية….الخ) وإذا تنصل الفن من مضمونه أو تم تحييده عن رسائله تحول إلى مجرد لهو ولعب وعبث. فالفن لغة بصرية عالمية ﻻتحتاج الى ترجمة، لغة قادرة على مد جسور التواصل اﻻنساني السمح بعيدا عن العنف والقتل والتدمير وهي لغة قادرة على التأثير على الرأي العام وانتزاع القناعات بالرضى.
السؤال السابعh : ما الذي لم نقله بعد الحديث في الفن ﻻينتهي لكن أجدها فرصة اﻵن للتوجه إلى الفنانين الشباب للوعي إلى ما يجري على الساحة العالمية وأحثهم للوعي ﻷهداف العولمة الخبيثة التي تسعى إلى ذوبان الهويات وتحييد الفن عن دوره الحقيقي ليبقى النتاج الفني في إطار الذاتية منغمسا بالهموم الفردية المختصرة بإرضاء الغرور الشخصي
وأخيرا أود القول أننا قادرون من خلال المشهد البصري الحصول على ما لم نستطع الحصول عليه بالكلمة فالفن التشكيلي يختصر الزمن الذي تحتاجه الكلمة للوصول إلى الفكر باعتباره من الفنون البصرية فهو يختصر الزمن ويختزله في عصر التكنولوجيا و الميديا وعصر الصورة أشكركم على اهتمامكم بنتاجنا الفني وبإيصاله للمتلقي عبر مواقعكم الإلكتروني وجريدتكم نفحات القلم والشكر الجزيل للأستاذة منيرة أحمد وللصديق الشاعر والإعلامي فؤاد حسن فمهما كنا قادرين فنيا نبقى بحاجة لوسائل الاتصال العالمية لكي تصل رسائلنا ونحقق التنشود من أعمالنا الفنية فشكرا لكم