.
لقد أكدت لنا ترجمات المكتشفات الأثرية التي حصلت في أوغاريت /راس الشمرة /عن الجهود التي كان يبذلها الكتبة لتلاميذتهم في مجال التعليم بدون حدود…..
علماء اللغات يعرفون اليوم بسهولة ..ما اذا كانت الاشارات المسمارية من نقش يد كاتب مبتدئ قليل الخبرة ….ويمكننا بالتالي أن نتتبع تتبعاً حياً انتقال الكتابة من كاتب مكتمل التعليم الى آخر ما يزال مستجداً…
ويمكننا التخيل بأن المعلم كان يملي على تلاميذه تلك الاحرف ويكون عليهم أن يؤلفوا منها كلمة….
وقد اكتشف في أوغاريت خلال أعمال التنقيب الأثري على الكثير من الالواح الفخارية التي تبين إنها نماذج تدريبية لتلاميذ بمستوى تدريب مختلفة…
ولكن لفتني نص أوغاريتي مترجم ..تبين بأنه طلب موجه من طالب مستجد الى أحد الآلهة ..وهذا يدل على اهمية الكتابة والمستوى الرفيع الذي وصل إليه التلاميذ في الخط …ذلك المستوى الرفيع الذي استمر وابتكر وأبدع حتى وصل به الى اختراع الأبجدية…تلك الابجدية التي لو لاها لما كان للإنسان ان يحيا ويفكر ….
يقول النص:
"استعطفك أن لا تبدي عدم
الأكتراث ..
"بهذا التلميذ الفتى الجالس
أمامك..
استعطفك أن لاتبدي عدم
الاكتراث ..
اكشف له/اي للتلميذ-
التعداد -الحساب/
اكشف له القصب المبري والجلد
والدهن والفخار…
اعط ذلك التلميذ الفتى
كل ما يتصل بفن الكتابة
ولاتهمل شيئاً….
لايمل من سماع أخبار أوغاريت ..مالئة الدنيا وشاغلة الناس ..
عاشق أوغاريت ..غسان القيم