الحسد هو تمني زوال نعمة الغير ( نعمة المحسود ) و إن لم يصر للحساد مثلها ، ويعرف الحسد باسم العين ، أي إصابة بالعين و يقال : رجل عائن أو معاين أو عيون أي شديد الإصابة بالعين …ويقول ابن القيم رحمه الله في زاد الميعاد " سهام تخرج من نفس الحاسد و العائن نحو المحسود و المعين تصيبه تارة وتخطيه تارة " ويقول صاحب الظلال : الحسد انفعال نفسي إزاء نعمة الله على بعض عباده ، مع تمني زوالها و سواءا اتبع الحاسد هذا الانفعال بسعي منه لإزالة النعمة تحت تأثير الحقد والغيظ أو وقف حد الانفعال النفسي ، فأن كان شرا يمكن أن يعد هذا الانفعال …
و علمياً يتم الحسد على ثلاث مراحل : الأولى : هي الشعور الداخلي لدى الحاسد بالحقد أو الحسد أو الغضب . الثانية : تتمثل بتوجيه النظر إلى الشخص أو الشيء المحسود. الثالثة : فهي الحركة الشعورية و اللاشعورية لدى الحاسد ,وهي تؤدي لاستدعاء القوى الغيبية لكي تؤثر في الشخص المحسود.
فعندما نتحدث عن كيفية حدوث التأثير من خلال النظرة أو العين، ينبغي أن نتحدث عن عالم الطاقة الخفيّ الذي لا نراه، إلا أننا نكتشفه من خلال أثار هذه الطاقة الظاهرة التي تتحرك بسرعة تفوق كثيرا سرعة المادة في موجات تختلف في أطوالها وسعاتها.. وكلما اختلفت هذه الخصائص اختلف أثر الطاقة وإحساسنا بها…
ويستطيع الإنسان الآن دراسة طاقة الإشعاعات الخارجة من الجسم البشري وكل ما يحيط به من كائنات سواءً كانت بشرا أو حيوانات أم نباتات أم جماد، ومن خلال قياس نهر الطاقة ومساراته داخل الجسم وخارجه، يمكن إدراك ما ينفع الإنسان أو يضره، وذلك من خلال بعض الدراسات لقياس مستويات الطاقة بأجهزة معينة وتحديد كميتها في صورة وحدات، حيث تبين أن كل ما في الكون يحتوي على طاقة بداخله بما في ذلك الإنسان بالطبع، ومن هنا برز ما يعرف اليوم بعلم الطاقة المعروف…
ولقد ميز الياباني "هيروشي موتوياما" بين الشخص العادي والشخص غير عادي بأن الأخير لديه قدرة وطاقة نفسية داخلية تجعله صاحب عين ضارة.. واستطاع أن يصمم أجهزة دقيقة لقياس الطاقة أثبت أن هناك انبعاثاً للطاقة من جسد هذا الشخص، هي التي تسبب التأثير على الشخص العادي. وأشار إلى ان هذه الطاقة تنبعث من بؤرات سماها "شاكرا" chakra توجد على امتداد الحبل الشوكي مع المحور الطولي للإنسان، وإن أشدها نشاطاً هي البؤرة الموجودة بين العينين والتي تقابل تماماً الغدة النخامية فيه، وهي الغدة المايسترو الموجودة داخل الجمجمة. وهذه تسيطر بدورها على كل غدد الجسم الأخرى. وخلص "هيروشي موتوياما" إلى أن الأشخاص العاديين غير قادرين على بعث هذه الطاقة، أما الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة فيمكنهم إيقاظ انبعاث تلك الطاقة ذات الشفرة الخاصة عن طريق التركيز..أو أثناء انفعالاتهم الداخلية الناتجة عن حالة نفسية غير مستقرة نتيجة تمني زوال النعمة وعدم الرضا النفسي، لتؤثر على الشخص المصاب بالعين فتفسد انسياب الطاقة في جهازه العصبي أو غيره. ويصاحب ذلك خلل قد يؤدي إلى مرض أو ألم أو فساد أو ضعف أو غير ذلك. ولقد استطاع العالم الياباني "ماسارو إيموتو" أن يكتشف أن جزيئات الماء يمكن ان تفيد في هذه الحالة، لأنها تتفاعل مع أفكار البشر وكلماتهم ومشاعرهم، وقام بقياس ذبذبات الماء إذا نزل فيه شخص حزين مكتئب أو سعيد مرح، أو غيرها من الانفعالات، فاكتشف أن القياسات تختلف تماما تبعا لكل انفعال منها، وكأن للماء رد فعل وانفعالات تغير من تكوينه الجزيئي ردا على ما «يستشعره» من انفعالات الغاطسين فيه أو المتحدثين إليه… والأكثر إدهاشا هو أن الدكتور "إيموتو" نجح من خلال استخدام آلة تصوير فائقة السرعة أن يصور اختلاف شكل بلورات الماء المجمدة عندما «تتجاوب» مع مشاعر الإنسان…فمثلا، يظهر الماء المجمد على شكل بلورات ثلج ملونة وزاهية رائعة الشكل عندما يتم الهمس بكلمات محبة في الماء… فالطاقة الجسدية ، هي اللاعب الرئيسي في كل ماذكرته لكم سابقاً من ظواهر..ومنها الحسد…
وتطلق كلمة الحسد على ثلاثة مفاهيم مختلفة قد تبدوا واضحة الاختلاف عند البعض وقد تتداخل عند الآخرين وقد نخلط بينهما في كثير من الأحيان مع علمنا الأكيد باختلافهما وهذه المفاهيم هي :
1 ) الغبطة أو المنافسة : وهي الشعور بنعمة المغبوط وتعظيمها و تمنى أن يكون للغابط المتنافس مثل هذه النعمة كما في الحديث الشريف ( لا حسد إلا في اثنتين جل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها وجل أتاه مالا فسلطه على هلكته في الحق ) – أخرجه البخاري و مسلم – و الحسد بهذا المعنى غير مذموم بل مطلوب في بعض الأحيان ، خاصة كلما عظمت النعمة المغبوطة وهو إن صدر من شخص دل على إعترافه بفضل المغبوط و إثبات أحقيته في النعمة المرزوق بها كما هو واضح من معنى الحديث السابق .
2) الحسد البغيض : وهو تمني زوال النعمة من المحسود ، وهو خلقية سيئة مذمومة ورد العديد من النصوص القرآنية والنبوية فيذمها و النهي عنها .
3) العين أو النظرة : وهي إصابة الأشياء خاصة جسد الإنسان بعين الحاسد ، أو نضرة وهذا المفهوم شاع بين الناس باسم الحسد أيضا إذ يغلب على صاحب القدرة على الإصابة بالعين أن يكون حاسدا .