ما الفائدة اذا عرفنا ان العالم مخلوق اوموجود من تلقاء نفسه؟
عبد الرحمن تيشوري / كاتب وباحث سوري
الفلسفة البراغماتية هي من اكثر الفلسفات شيوعا وانتشارا في العالم الىوم لاسيما بعد ان اصيبت الفلسفة الماركسية كجسد بمرض خطير وادخلت الثلاجة لكن كفكرة لاتسقط
الفلسفة البراغماتية هي من الفلسفات التي لاتزال حية والبراغماتية مصطلح مشتق من الكلمة الىونانية براغما وتعني العمل وظهرت هذه الفلسفة وتبلورت في التسعينيات من القرن التاسع عشر في امريكا ثم انتشرت في بلدان اوربة الغربية
ابرز اعلام الفلسفة البراغماتية
· شارل ساندرز بيرس ا840 – 1914
· ويليام جيمس 1842- 1910
· جون ديوي 1854- 1952
سمي هذا المذهب في العا لم العربي بالاداتية والذرائعية والوسائلية
المعرفة عملية تراكمية لكن ما لجديد الذي اتت به الفلسفة البراغماتية؟
ساحاول في هذه الكلمات القلية ان اجيب علي اقدم فائدة لابناء بلدي السوريين وللقراء والاصدقاء وانا ادعو الناس الى العمل بالبراغماتية لكن ليس على الطريقة الامريكية
اعلنت البراغماتية منذ البداية برنامج طالبت فيه باعادة البناء في الفلسفة حيث انها اتهمت كل الفلسفات السابقة بالعقم وبناء عليه ينبغي اعادة بناء الفلسفات جميعا كما يجب على هذه الفلسفات ان تكف عن البحث في اصل الكون
فالفلسفة البراغماتية تعلن عقم المذهبين المادي والمثالى وتطالب ان تكف الفلسفة عن التحليق في سماء المجردات وان تنزل الى الارض لتعالج مشاكل الناس
غرض الفلسفة هو ربط الانسان بالواقع وشده نحو عالمه الارضي فيجب على العقل ان ينزل من برجه العاجي فالمعرفة الحقيقية وليدة الواقع وليست الذهن المتأمل البعيد عن مشاكل الحياة هذا من جهة ومن جهة ثانية نجد ان الفلسفة البراغماتية جزء من الحرب بين الفلسفة والدين
· تقول البراغماتية مستقبل الانسان يصنعه الانسان أي اذا كان كل شيء مخطط له من قبل فهذا يعني ان نتحول الى ريشة في مهب الريح
· البراغماتية منهج وعمل ونظرة الى المستقبل وفلسفة وسنوضح ذلك
· البراغماتية من حيث هي منهج:
· تهدف الى توضيح الأفكار والمعاني وبيان صدق الأفكار أي تهدف لايجاد معيار لبيان صدق الأفكار وتهدف ايضا الى ايجاد معيار للفكرة النافعة
لماذا نقول هذه الفكرة نافعة؟ وهذه غير نافعة فمعيار صدق الأفكار نفعيتها بمقدار ما تحقق من نفع للانسان وفائدته
فالفكرة ليس لها معنى مالم ترتبط بالنتائج التي تترتب على هذه الفكرة
فنحن نقول عن هذه الفكرة نافعة ألانها حقيقية وليس حقيقية ألانها نافعة
البراغماتية كنظرة الى المستقبل
تريد حسم الجدال الابدي العقيم بين النظريتين المثالىة والمادية فلو اخذناهما من حيث الماضي فلافرق بينهما اما اذا نظرنا الى المستقبل فالامر مختلف كثيرا
يرى البراغماتيون انه لوقلنا ان اصل العلم مادي فهذا يعني ان العالم قد يحترق بالنار وهذا من شانه ان يسبب القلق والمتاعب النفسية للانسان فيجعل الفرد تائه
اما لو قلنا قوة روحية اوجدت الكون فهذا يحقق لنا شيء من الطمانينة
فالبراغماتية اذا نظرة نظرة الى المستقبل وهكذا يريد البراغماتيون القول نحن بحاجة لوضع نظام اخلاقي ثابت يحقق لنا السعادة النسبية
البراغماتية كفلسفة
هنا ك نقاط اساسية يشترك فيها كل الفلاسفة البراغماتيون:
· الحقائق نسبية لاوجود لحقائق مطلقة فالحقائق تتبدل بتبدل التجارب
· الحق لاحق على التجربة وليس سابق عليها
· الفكر الذي يحقق نفعا هو الفكرالصحيح
· قيمة الفكرة تكون في نتائجها العملية
· تدمير العالم يؤدي الى نفع الشعب الامريكي فلا مانع من ذلك السياسة الامريكية طبقت هذه الفلسفة لكن ذلك ليس ذنب اصحاب هذا المبدأ الفلسفي
فرنسيس بيكون
لقد ترك بيكون اثرا كبيرا في البراغماتية حيث دع بيكون الى التجريد وشنى حملة على الفلسفة المثالىة واتهمها بالعقم وعدم الفائدة منها في بناء العلم
ويعتقد بيكون ان العقل البشري حتى يعمل يعمل بشكل صحيح يجب ان يكون حرا لذا يجب تخليص العقل من الاثقال والاوهام وتحدث بيكون عن اربعة اوهام هي
· اوهام القبيلة وهي اخطاء بحكم المعتقدات يؤمن فيها الفرد
· اوهام الكهف وهي اوهام يقع فيها الانسان بحكم ثقافته واوضاعه الاجتماعية وتعالىمه الدينية
وكل انسان له كهف خاص يجعله يهتم بامر من الأمور
لذا فان احلام من يعيش في الكهوف تختلف عن احلام من يعيش في القصور
· اوهام السوق ويقع فيها الانسان بحكم استعمال اللغة فنحن نتكون معرفيا في رحم المجتمع ونحن بحاجة الى التطور فمثلا نحن العرب لدينا الف جواب عن سؤال كيف كنا في الماضي لكن ليس لدينا جواب واحد لسؤال ماذا سنكون في المستقبل وهنا تأتي وظيفة التربية أي الانطلاق ومناقشة أي امر ثم تحديد المشكلة ثم وضع الحلول وعدم الاكتفاء بالترقيع وتمشية الحال
· اوهام المسرح ويقع فيها الانسان عن وعي نتيجة تسليمه باراء المفكرين الذين نالوا اعجابه فلا بد اذا من اعتماد منهج تجريبي لتخليص العقل من الاوهام