…خـــواء سياســي ملأه الفــكر الدينــي الظلامي.jpg)
…………….نشط الغرب الفردية وروح الاستــــــــهلاك
…………….. مرضــــان يهددان حضـــــارة الانســـــان
ـــــــــــــــــــــــ المحامي الاستاذ محمد محسسن ــــــــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كثيراً ما يصاب الوطنيون الشرفاء المخلصون بخيبات أمل ، عندما يجدون ان وطنهم الذي بنوه وحموه بأهداب العيون ، قد بات مرتعاً للشيوخ القتلة والعابثين والفجار والسماسرة الذين يعرفون الوطن مكاسب ومغانم وفضاءً لزرع الفتنة ولا يعنيهم حاضر الوطن ولا مستقبله ، وتواطأ هذا الرهط الفاسد المفسد مع من تبوؤا مواقع الطليعة المثقفة الذين أصموا آذاننا بمفاهيمهم عن الحرية والديموقراطية والاشتراكية ، ونظموا بالوطن شعراً ونسراً ، ثم باعوه قبل صياح الديك .
قرأنا وسمعنا أن الحروب والأزمات غالباً ما تشحذ الهمم وتنشط حالة الوعي الاجتماعي ، وتوقظ النائم والمتراخي وتدفعه إلى أتون المواجهة دفاعا عن الوطن المهدد ، ولكننا قليل ما سمعنا أن الطلائع الواعية المعنية بادراك ما يحدث والمكلفة بشرح ذلك وتوعية المجتمع إلى المخاطر التي تهدده وتعمل على تهيئته للمواجهة وصد العدوان ، هي أول من تنقلب وتحرض وتتآمر عليه ، وتدعوا إلى ضربه وتدميره .
.
كما أن المتداول والمعروف أن المعارضة في حال انشقاقها عن نظام حكومتها الوطنية ، تلجأ إلى الدولة أو الدول التي يتقاطع برنامجها التي تزعم حمله مع برنامج تلك الدولة المضيفة ، اي أن المعارضة "اليسارية " تؤوب إلى الدول التي تؤمن بالاشتراكية ، والمعارضة " الديموقراطية " تستنجد بالدول الديموقراطية ، وكذلك القوى القومية ، ولكن ولأول مرة في التاريخ الحديث تستنجد المعارضات التي تطالب بالديموقراطية والاشتراكية والتقدم والعقلانية بدول ليس فيها رائحة الديموقراطية ولا الاشتراكية ولا العقلانية ، وتتوسلها لمساعدتها في تحقيق الديموقراطية والعقلانية في بلادها أليست من الغرائب ؟؟ ـــ الشيوعيون والقوميون ، والعقلانيون ـــ يفرون من وطنهم ويلجؤون إلي أنظمة وممالك لا علاقة لها لا بالديموقراطية ولا بالعقلانية بل يحوز سجلها في حقوق الانسان على اسوء سجل في العالم ، وابعد دول الدنيا عن العقلانية فهي لاتزال تعيش في" زمن الحريم ، والسبايا ، وقطع رأس المعارض في الساحات ، زمن العبيد " وتستنجد بها ومن منابرها الاعلامية والادارية تحرض على وطنها ، أليست مفارقة العصر ؟
يتساءل المواطن العاقل المنتمي لماذا حدث هذا ؟ لماذا اختلطت الأمور على البعض ؟ لماذا انتقل البعض من مواقعه التاريخية إلى المواقع المضادة ؟ لماذا خان هذا البعض الذي كان محسوباً على النخب الواعية الطليعية ، وتبوء موقع القيادة للقوى الاجتماعية التي كانت مبهورة بذاك البعض والمنقادة لمواقفه وآرائه ؟،
تساؤلات مشروعة ولكن أين يكمن الجواب ؟
.
هل الجواب على هكذا تساؤلات يكمن في بنيتنا الاجتماعية الثقافية الاقتصادية والقيمية التي طبعت المرحلة بطابعها ؟ أم لأسباب عامة تشترك فيها مرحلياً جميع البنى الاجتماعية لكل شعوب العالم ؟ اي أن هذه الخصيصة كما هي موجودة في مجتمعاتنا هي موجودة وقد تكون أكثر وضوحاً في المجتمعات الغربية بشكل خاص ، أي ما ينطبق على مجتمعاتنا يمكن سحبه على جميع المجتمعات ، وفي هذه الحالة الشاملة العامة يصبح التساؤل مشروعاً ماهي الأسباب السياسية والفكرية والاقتصادية التي دفعت الأمور إلى هذه الحالة من العقوق والتخلي وسريان حالة من عدم الانتماء وبخاصة عند النخب " المثقفة " .
مادام هذا المرض مرض الخواء الفكري والتردد وعدم الالتزام والانتقال من موقع إلى موقع آخر فكري وسياسي بكل سهولة ويسر ، قد عمم روح اللامبالاة وعدم الانتماء ، بات يشكل ظاهرة كونية ومرضاً اجتماعياً انسانياً خطيراً سينعكس مردوده على حضارة الانسان ، كان لا بد من البحث والتأمل للعمل على ايقاف مد حالة التزررالعامة هذه ، التي تقود إلى انبعاث وتأبيد مجتمعات غير منتمية إلى أي عقد اجتماعي ولا إلى وطن ولا إلى مجتمع وبالنتيجة إلى تجاهل ونكران لقيم رسختها الانسانية عبر التاريخ . وهذه الظواهر تهدد البنى الاجتماعية وتؤدي إلى تفكك حتى الوحدات الاجتماعية الصغيرة وصولاً إلى الأسرة .
فما هي الأسباب واين تكمن ؟ هل هي نتيجة التشكيلة الرأسمالية الاقتصادية البربرية ، التي ارخت بظلالها على البنى الفكرية والقيمية العالمية وسمحت بخلق حالات خروج وتحد غير مألوفة عن العقد الاجتماعي الذي يجب أن يربط المجتمع الواحد بمفاهيم وقيماً ومصالح مشتركة ، أم في اصول التربية والتعليم ، أم نتيجة الوصاية والسيطرة الدولية للقطب الواحد الأوحد ، مما أحال المجتمعات إلى مجتمعات قاصرة بحاجة الى وصي وموجه يمسك بيدها ؟ ، كلها تساؤلات مشروعة والاجابة عليها جد هامة وبخاصة في مجتمعاتنا الشرقية التي كانت ولا تزال تتمسك ببعض المفاهيم الاجتماعية التي تدعو للتضامن والتعاون والتراحم في أصغر وحدة اجتماعية .
هذا الواقع المستنقعي الراكد يشكل بيئة مواتية وصالحة لنشر الأفكار الدينية المتطرفة التي تعمل كالوباء في عقل الانسان وتدفعه للعيش خارج الواقع وفي أحلام وتهيأت ممرضة ، ولن يستثنى من هذا المرض اي بلد في الدنيا .
.
فما هي العوامل والأجواء السياسية والفكرية التي شكلت هذا الفراغ والذي سمح للفكر الديني المتزمت ، التسلل والوصول إلى مواقع في الدولة والمجتمع ، وبخاصه في شرقنا الذي لم يُسمح له بعد من قبل الأوصياء الغربيين من رسم سياساته الاقتصادية والفكرية المستقلة والانتقال إلى حالة الاعتماد على الذات ؟
فما هي أسباب هذا المرض العامة والخاصة ؟؟
لاريب أن ضمورُ واضمحلال وتراجع دور وأنشطة الأحزاب السياسية في كل العالم ، بعد سقوط الاتحاد السوفييتي الداعم الأساسي لحركات التحرر الوطنية ، والذي كان يشكل قطباً عالمياً ثانياً ، هذا التراجع والضمور أدى الى قعود الأحزاب السياسية في أوربا وحتى في بلادنا عن دورها الفعال في الحياة السياسية والاقتصادية ، وترتب على هذا أيضاً هزيمة النقابات ومنظمات المجتمع المدني ، التي كانت تشكل مع الأحزاب السياسية نبض الحياة السياسية في مجتمعاتها وجذوة النضال ضد طغيان الشركات الاحتكارية العالمية ، وضد العقل الديني الظلامي
هذا الفراغ وذاك الاختلال المجتمعي شكلا البيئة الحاضنة المثلى ، للجمعيات الدينية التي لا تدعوا إلى المحبة والتواد بل إلى الاختلاف والتضاد ، حتى وصل الحال إلى ما نحن عليه من انفلات وحوش الأرض الدينيين الذين عملت على تصنيعهم ومن ثم افلاتهم الدول الغربية وحليفاتها محميات الخليج العتيقة والذي بات وباءً ممرضاً لغيره ومهدداً حضارة البشرية .
والذي ينظر إليه الغرب بالرغم من مخاوفهم منه ، بأنه يحقق وعلى المدى البعيد مصالحهم الاقتصادية ويمكنهم من تمديد فترة السيطرة والوصاية على الشرق . لذلك هم الآن حلفاء هذا الوباء وأعداؤه في آن ، هم الآن يوظفوه وبعد إنجاز مهمته يحاربونه .
إنه الفكر الديني الظلامي المعيق للتقدم والعقلنة ولا محيد عن قتاله حتى الخلاص من حتى ترسباته ، وهذه مهمة جيلنا التي سننهض بها . لأن هزيمته تعني الخلاص في آن من الحلف الغربي الصهيوني الرجعي .
……………هذه معركتنا وهذا عنوان حربنا
.jpg)
…………….نشط الغرب الفردية وروح الاستــــــــهلاك
…………….. مرضــــان يهددان حضـــــارة الانســـــان
ـــــــــــــــــــــــ المحامي الاستاذ محمد محسسن ــــــــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كثيراً ما يصاب الوطنيون الشرفاء المخلصون بخيبات أمل ، عندما يجدون ان وطنهم الذي بنوه وحموه بأهداب العيون ، قد بات مرتعاً للشيوخ القتلة والعابثين والفجار والسماسرة الذين يعرفون الوطن مكاسب ومغانم وفضاءً لزرع الفتنة ولا يعنيهم حاضر الوطن ولا مستقبله ، وتواطأ هذا الرهط الفاسد المفسد مع من تبوؤا مواقع الطليعة المثقفة الذين أصموا آذاننا بمفاهيمهم عن الحرية والديموقراطية والاشتراكية ، ونظموا بالوطن شعراً ونسراً ، ثم باعوه قبل صياح الديك .
قرأنا وسمعنا أن الحروب والأزمات غالباً ما تشحذ الهمم وتنشط حالة الوعي الاجتماعي ، وتوقظ النائم والمتراخي وتدفعه إلى أتون المواجهة دفاعا عن الوطن المهدد ، ولكننا قليل ما سمعنا أن الطلائع الواعية المعنية بادراك ما يحدث والمكلفة بشرح ذلك وتوعية المجتمع إلى المخاطر التي تهدده وتعمل على تهيئته للمواجهة وصد العدوان ، هي أول من تنقلب وتحرض وتتآمر عليه ، وتدعوا إلى ضربه وتدميره .
.
كما أن المتداول والمعروف أن المعارضة في حال انشقاقها عن نظام حكومتها الوطنية ، تلجأ إلى الدولة أو الدول التي يتقاطع برنامجها التي تزعم حمله مع برنامج تلك الدولة المضيفة ، اي أن المعارضة "اليسارية " تؤوب إلى الدول التي تؤمن بالاشتراكية ، والمعارضة " الديموقراطية " تستنجد بالدول الديموقراطية ، وكذلك القوى القومية ، ولكن ولأول مرة في التاريخ الحديث تستنجد المعارضات التي تطالب بالديموقراطية والاشتراكية والتقدم والعقلانية بدول ليس فيها رائحة الديموقراطية ولا الاشتراكية ولا العقلانية ، وتتوسلها لمساعدتها في تحقيق الديموقراطية والعقلانية في بلادها أليست من الغرائب ؟؟ ـــ الشيوعيون والقوميون ، والعقلانيون ـــ يفرون من وطنهم ويلجؤون إلي أنظمة وممالك لا علاقة لها لا بالديموقراطية ولا بالعقلانية بل يحوز سجلها في حقوق الانسان على اسوء سجل في العالم ، وابعد دول الدنيا عن العقلانية فهي لاتزال تعيش في" زمن الحريم ، والسبايا ، وقطع رأس المعارض في الساحات ، زمن العبيد " وتستنجد بها ومن منابرها الاعلامية والادارية تحرض على وطنها ، أليست مفارقة العصر ؟
يتساءل المواطن العاقل المنتمي لماذا حدث هذا ؟ لماذا اختلطت الأمور على البعض ؟ لماذا انتقل البعض من مواقعه التاريخية إلى المواقع المضادة ؟ لماذا خان هذا البعض الذي كان محسوباً على النخب الواعية الطليعية ، وتبوء موقع القيادة للقوى الاجتماعية التي كانت مبهورة بذاك البعض والمنقادة لمواقفه وآرائه ؟،
تساؤلات مشروعة ولكن أين يكمن الجواب ؟
.
هل الجواب على هكذا تساؤلات يكمن في بنيتنا الاجتماعية الثقافية الاقتصادية والقيمية التي طبعت المرحلة بطابعها ؟ أم لأسباب عامة تشترك فيها مرحلياً جميع البنى الاجتماعية لكل شعوب العالم ؟ اي أن هذه الخصيصة كما هي موجودة في مجتمعاتنا هي موجودة وقد تكون أكثر وضوحاً في المجتمعات الغربية بشكل خاص ، أي ما ينطبق على مجتمعاتنا يمكن سحبه على جميع المجتمعات ، وفي هذه الحالة الشاملة العامة يصبح التساؤل مشروعاً ماهي الأسباب السياسية والفكرية والاقتصادية التي دفعت الأمور إلى هذه الحالة من العقوق والتخلي وسريان حالة من عدم الانتماء وبخاصة عند النخب " المثقفة " .
مادام هذا المرض مرض الخواء الفكري والتردد وعدم الالتزام والانتقال من موقع إلى موقع آخر فكري وسياسي بكل سهولة ويسر ، قد عمم روح اللامبالاة وعدم الانتماء ، بات يشكل ظاهرة كونية ومرضاً اجتماعياً انسانياً خطيراً سينعكس مردوده على حضارة الانسان ، كان لا بد من البحث والتأمل للعمل على ايقاف مد حالة التزررالعامة هذه ، التي تقود إلى انبعاث وتأبيد مجتمعات غير منتمية إلى أي عقد اجتماعي ولا إلى وطن ولا إلى مجتمع وبالنتيجة إلى تجاهل ونكران لقيم رسختها الانسانية عبر التاريخ . وهذه الظواهر تهدد البنى الاجتماعية وتؤدي إلى تفكك حتى الوحدات الاجتماعية الصغيرة وصولاً إلى الأسرة .
فما هي الأسباب واين تكمن ؟ هل هي نتيجة التشكيلة الرأسمالية الاقتصادية البربرية ، التي ارخت بظلالها على البنى الفكرية والقيمية العالمية وسمحت بخلق حالات خروج وتحد غير مألوفة عن العقد الاجتماعي الذي يجب أن يربط المجتمع الواحد بمفاهيم وقيماً ومصالح مشتركة ، أم في اصول التربية والتعليم ، أم نتيجة الوصاية والسيطرة الدولية للقطب الواحد الأوحد ، مما أحال المجتمعات إلى مجتمعات قاصرة بحاجة الى وصي وموجه يمسك بيدها ؟ ، كلها تساؤلات مشروعة والاجابة عليها جد هامة وبخاصة في مجتمعاتنا الشرقية التي كانت ولا تزال تتمسك ببعض المفاهيم الاجتماعية التي تدعو للتضامن والتعاون والتراحم في أصغر وحدة اجتماعية .
هذا الواقع المستنقعي الراكد يشكل بيئة مواتية وصالحة لنشر الأفكار الدينية المتطرفة التي تعمل كالوباء في عقل الانسان وتدفعه للعيش خارج الواقع وفي أحلام وتهيأت ممرضة ، ولن يستثنى من هذا المرض اي بلد في الدنيا .
.
فما هي العوامل والأجواء السياسية والفكرية التي شكلت هذا الفراغ والذي سمح للفكر الديني المتزمت ، التسلل والوصول إلى مواقع في الدولة والمجتمع ، وبخاصه في شرقنا الذي لم يُسمح له بعد من قبل الأوصياء الغربيين من رسم سياساته الاقتصادية والفكرية المستقلة والانتقال إلى حالة الاعتماد على الذات ؟
فما هي أسباب هذا المرض العامة والخاصة ؟؟
لاريب أن ضمورُ واضمحلال وتراجع دور وأنشطة الأحزاب السياسية في كل العالم ، بعد سقوط الاتحاد السوفييتي الداعم الأساسي لحركات التحرر الوطنية ، والذي كان يشكل قطباً عالمياً ثانياً ، هذا التراجع والضمور أدى الى قعود الأحزاب السياسية في أوربا وحتى في بلادنا عن دورها الفعال في الحياة السياسية والاقتصادية ، وترتب على هذا أيضاً هزيمة النقابات ومنظمات المجتمع المدني ، التي كانت تشكل مع الأحزاب السياسية نبض الحياة السياسية في مجتمعاتها وجذوة النضال ضد طغيان الشركات الاحتكارية العالمية ، وضد العقل الديني الظلامي
هذا الفراغ وذاك الاختلال المجتمعي شكلا البيئة الحاضنة المثلى ، للجمعيات الدينية التي لا تدعوا إلى المحبة والتواد بل إلى الاختلاف والتضاد ، حتى وصل الحال إلى ما نحن عليه من انفلات وحوش الأرض الدينيين الذين عملت على تصنيعهم ومن ثم افلاتهم الدول الغربية وحليفاتها محميات الخليج العتيقة والذي بات وباءً ممرضاً لغيره ومهدداً حضارة البشرية .
والذي ينظر إليه الغرب بالرغم من مخاوفهم منه ، بأنه يحقق وعلى المدى البعيد مصالحهم الاقتصادية ويمكنهم من تمديد فترة السيطرة والوصاية على الشرق . لذلك هم الآن حلفاء هذا الوباء وأعداؤه في آن ، هم الآن يوظفوه وبعد إنجاز مهمته يحاربونه .
إنه الفكر الديني الظلامي المعيق للتقدم والعقلنة ولا محيد عن قتاله حتى الخلاص من حتى ترسباته ، وهذه مهمة جيلنا التي سننهض بها . لأن هزيمته تعني الخلاص في آن من الحلف الغربي الصهيوني الرجعي .
……………هذه معركتنا وهذا عنوان حربنا