عبد الرحمن تيشوري / خبير سوري
درست القيم الإنسانية بشكل عام / الفلسفة الاسلامية والاغريقية والاوربية والاشتراكية والماركسية واللينينية /
فوصلت إلى هذه القيم التي ساشارك بها اخوتي السوريين في مرحلة حرجة من تاريخ سورية لذلك أقول :
أيتها الحكومة ، أيها الشعب ، أيها الرئيس ، أيها المرؤوس ، أيها المدير ، أيها الوزير ، يا كل هؤلاء يا اخوتي السوريين : نحن نريد لأنفسنا ولكم لمؤسساتنا وإداراتنا ووزاراتنا أن تتحلى بالقيم التالية :
القيمة الأولى : الإيمان بالله / الايمان ليس صوم وصلاة وزكاة وحقد على الاخر وحمل السلاح ضد الدولة والمطالبة برحيل الرئيس الاسد / ، يجب أن نركز عليه كمفهوم بنائي حياتي جوهري وليس سطحي ، ولن تجدوا يا أيها الباحثون عن خير كالإيمان من أجل أن يكون وازعاً في داخل كل إنسان ، لن تجدوا كالإيمان بالله عز وجل ، نريد أن نربي أجيالنا وشبابنا السوريين بعد كل ماجرى في سورية وأن تُعنوِن دولتنا السورية الجديدة نفسها بعنوان الإيمان بالله بكل شعبه ، بالثقة التي يُفرزها شعب الإيمان كما جاء في احاديث الامام علي بن ابي طالب عليه الاسلام : " الإيمان بضع وسبعون شعبه ، أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق وفي الوسط كل القيم الانسانية النبيلة وخاصة الصدق والامانة والحوار والابتكار والابداع والعلم والاطلاع ومحبة الاخر ومحاربة الظلم والبتعاد عن الفسر وحرية النشر والتعبير والمعتقد ووووو ، والحياء شعبة من الإيمان " والاصلاح الاداري شعبة من الايمان والاصلاح السياسي شعبة من الايمان والاصلاح الاعلامي شعبة من الايمان والاصلاح الامني شعبة من الايمان وقلت في أكثر من مرة : لو أننا أردنا أن نحصي شَعبَ الإيمان التي هي بضع وسبعون شعبة كما جاء في حديث الامام علي للولاة ولاسيما للاشتر النخعي : أعتقد أننا سندخل كل شيء من حياتنا في هذه الشعب ، لأن بضع وسبعين شعبة لا تعني قليلاً وإنما هي كثيرة ، وعدُّوا إذا أردتم أن تعدوا يا اخوتي السوريين فستُدخلون الكثيرَ الكثير من شؤون حياتنا في مستلزمات الإيمان ، في شعب الإيمان ، كما أن الإيمان يُفرِز ثقة بالله تجعل الإنسان والموظف والمدير والوزير والمحافظ قوياً وقدوة ومستقيما ومعلما وواعظا ومربيا ، ونحن نريد لأبنائنا واخوتنا السوريين أن يكونوا أقوياء في حياتهم في جهاتهم العامة ، وفي مبادئهم الحقّة ، وفي مواجهة الظلم والظالمين والفاسدين والحيتان ، وفي مقاومة أغلاطهم وأخطائهم وفسادهم وظلمهم وسرقتهم للمال العام السوري وكل ما يسيء إليهم وإلى أرضهم ، وليس هنالك كالإيمان من أجل أن يُفرِز هذه الثقة في مواجهة الفساد والشر والظلم والخطأ ، إن من نفسك أو من غيرك ، وصَدَق سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال لابن عباس الحديث المشهور الذي يقول : " يا غلام إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعت على يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف " .
ثانياً العلم : نريد للدولة أن ترعى العلم النافع الشامل الناقد / اشعر بالمرارة عندما يقول لي ابني سرب نموذج الاسئلة على الفيس بوك صباحا وعلقت فورا بانه يجب اعدام وزير التربية والمعنيين بالامر ، نريد للأفراد أن يرعوا العلم ، نريد أن نكون في مصاحبةٍ مستمرة مع العلم النافع والثقافة المدنية ، مع العلم الشرعي والعلم الطبيعي ، مع العلم الحياتي ، مع المعرفة بكل شيء ، لأن المعرفة هي التي تبني الإنسان وهي التي تبني الأوطان وهي التي تجعل الإنسان في تقدّم مستمر ، والأوطان في تطور مستمر ، نريد للدولة السورية الجديدة أيضاً بكل قطاعاتها أن ترعى العلم ، نريد لوسائل الإعلام أن تغرس العلم وحب العلم في نفوس أبنائنا ، وليس من عادتي أن أصرح بأشياء تؤثر على مسيرة العلم ، لكنني أسائل الآن مستثنياً من عادتي ، أقول لِمَ نحرض على الفن الرخيص الهابط وهز البطن ولا نحرض على العلم النافع ؟! لم نحرض على الرياضة المُلهية ؟! الرياضة في أصلها أمر رائع ، ونحن نريد لشبابنا أن يكونوا أقوياء ، لكننا لا نريد لشبابنا أن يكونوا عَبَدة رياضة ، ولا نريد لهم أن يجتمعوا الآن منتظرين أربع ساعات حتى تبتدئ مباراة بين فريق وفريق ، نحن نحب الرياضة ونعتبر الرياضة حياة ، ولكننا لا نريد أن نكون رياضيين فحسب ، ولا نريد لشبابنا كلهم أن يكونوا رياضيين ، ولا نريد لشبابنا ولبناتنا أن ! يكونوا فنانين ، لقد طغت دعاية الرياضة ودعاية الفن على دعاية العلم ، فليس من ثمة شاب – إلا مَن رحم الله – من زرع في قلبه من قبل وسائل الإعلام حب العلم ، لذلك ستأتي العطلة الصيفية وسترى شبابنا وأولادنا في المحافظات الهادئة إما ذلك الذي يريد الذهاب إلى بُؤر الرياضة ليجعل نفسه غارقاً فيها أو إلى بؤر الفن ، وأنتم سترون فيما إذا تم الإعلان عن مسابقة فنية أو برنامج فني سترون أضعافاً مضاعفة من الناس تفوق مئات الأضعاف من أولئك الذين يأتون إلى المراكز الثقافية حيث نلقي محاضرات عن مشروع الاصلاح الاداري ولا يحضر سوى 40-50 ، سيذهبون من أجل أن يكونوا كما يقال نجوماً في برنامج فني لا يقدم إلا التأخر والتقهقر . ليس من عادتي أن أُصرّح أو ألمح لمثل هذه الأمور ولكن ما يهمني شعبي وأبناء وطني ، وبالتالي فأنا أغار عليهم ، وأغار على قوتهم وجسدهم وقدرتهم وعقولهم وأرواحهم ، وأريد لهم أن تنتعش أجسادهم وأرواحهم ، أجسادهم وعقولهم في المسار الصحيح ، فكفانا أنه إذا ذُكر التأخر والتخلف والفساد وحرية التعبير وضعف الاجور وقلة القراءة والابداع والترجمة كنا أصحاب المرتبة الأولى في العالم ، وإذا ما ذكر التقدم فليس لنا من رقم في هذا العالم : ( وقل ربِّ زدني علماً )