/ما بين تائه في ألمه الشخصي اختار أن ينهي توهانه في حضن الصهيونية ، وتائهة في آلام بلادها فاختارت حضن الارض /. على وقع خبرين بعد يومين من الذكرى التاسعة والاربعين لنكسة حزيران ، أي في السابع من حزيران لعام ٢٠١٦
الخبر الاول : استضافة الكاتب والاستاذ الجامعي أمين معلوف في حيفا ضمن برنامج تلميع صورة (اسرائيل) على فضائية صهيونية ضمن الخطط الاعلامية الصهيونية لطمس حقيقة الارهاب الصهيوني
الخبر الثاني :احتضان الارض السورية لجثمان السيدة المهندسة سهام شبل بعد سنوات من عملها التطوعي الداعم لجنود الجيش العربي السوري في معركته ضد ارهاب داعش والنصرة واخواتها إثر الاستهداف بصاروخ حراري في احدى جبهات القتال.
في النوع الأول من (التائهون) و بكل صراحة ووضوح فإنني لم استغرب مآل التوهان للكاتب و الاستاذ الجامعي أمين معلوف ، وقد لامست قبله انهاء كل من صادق جلال العظم لحيرته الفلسفية وبرهان غليون في انهاء توهانه الفكري وميشيل كيلو وانهاءه للتوهان الثقافي، ورفاق مقعد دراسة وزملاء ، ناهيك عن إعلاميين وصحفيين وكتاب وفنانين وممثلين،…
نعم أيها السادة استمتعت أيها استمتاع وأنا أقرأ صفحاته الاولى في روايته التائهون ،… واستأجلت استغرابي أو قناعتي بخاتمة الرواية حد انتظار رأي صاحبها في رواية تالية أو في تصريح أو تصرف أو مقال حول تلك الخاتمة الحائرة الهائمة في غرفة عناية مشددة.
وأما في النوع الثاني من (التائهون ) وبكل شفافية فإنني لم أصاب بدهشة الحزن الجدلية بمقدار الحزن الصرف المستمر منذ الأيام الأولى لاستلاب العالم كامل الطاقات لتدمير سوريا حضارة وارثا وثقافة ووطن. نعم أيها السادة فقافلة التضحية مستمرة سواء بالروح أو بالدم أو بالرزق أو بالتضييق الاجتماعي أو التهجير أو التنكيل ، ليس أولهم مبدع مخترع ، أو ضابط مقدام ، أو عالم فذ ، أو ناشط خير وألفة ، أو داعية محبة، أو حافظ عهد و ذمة، أو عالم آثار ، أو فنان ، أو كاتب ، أو فقراء لم يستطيعوا أن يبذلوا للوطن للارث للانسان بأقل من أرواحهم وقطع من أرواحهم أو أجسادهم وجلهم كان في ركب التائهون بالوضع السياسي ، الاقتصادي ، الثقافي ، الاجتماعي للوطن فاختاروا انهاء حيرتهم في حضن الارض أو في غرفة عناية مشددة في مشفى، والجبين فخور على قناعة التضحية ، والعين نور على ضياء التحدي، ومابقي من أطراف سند الايمان بالفداء. خرج أمين معلوف من لبنان المستنزف حضارة وارثا وثقافة الى حضن الصهيونية بإدعاء ارهاصات الحرب الأهلية اللبنانية التي تنتظر التجدد. وارتقت سهام شبل من سوريا الصامدة حضارة وارثا وثقافة الى حضن الارض السورية رسالة ضد أي سقوط لمدعي تبعات الكارثة السورية.
وهاهو اليوم يُبقي (التائهون ) أمام شاخصة القرار على مفرق الانسانية منهيآ كل التفاصيل الفاصلة ، وتلونات وجهات النظر. طوبى للشهيدة والشهادة ، و اخسئ التائهون
بقلم المهندس سائر مقصود