أوغاريت..حتى بيوتها مدهشة….بنيت بمهارة فنية عالية ..وكانت أكثر اتساعاً وانتظاماً…….…
من خلال اكتشاف مدينة أوغاريت بعد سبعة وثمانون عاماً بدأنا نعرف الحياة اليومية التي كان سكانها يعيشونها في ذلك الزمان..ومدى الرفاهية التي كانت سائدة… لذلك فاننا تستطيع استنتاج الصورة الحقيقية لشكل الأبنية من خلال يقاياها الشاهدة أمامنا..لقد أكدت لنا المكتشفات الأثرية إنه إذا أراد الإنسان الأوغاريتي أن يغدو سيداً أي مواطناً كامل الحقوق ينبغي عليه أن يملك بيتاً خاصا به ..لأن العيش في بيت غريب كان يعتبر أمراً مقيتاً جداً ..ويدل على وضعه الأجتماعي.
فالبيوت الفاخرة /طبعاً بالنسبة الى ذلك العصر/كانت مسقوفة بحجارة جميلة ..وأسوارها الخارجية كانت مطلية بطبقة من المونة الكلسية ….وكان يوجد وسط كل بيت فسحة سماوية يتوسطها بئر ماء مع بركة صغيرة يستند بجانبها جرة كبيرة من الفخار لحفظ الماء ..وفي الفسحة يتواجد الفرن /التنور/ من صناعة الخبز ..إضافة إلى وجود الحمام وغرفة الغسيل والمطبخ ومخازن المؤونة التي كانت كبيرة نسبياً ..بعد ذلك ندلف الى الطابق الثاني بواسطة درج حجري حيث تتواجد فيه غرف النوم …
من الجدير بالذكر ان شبكات التمديدات الصحية ومصارف المياه المستعملة كانت متطورة اكثر من مثيلاتها في بعض مدن الوقت الحالي ..ويبدو ان المياه كانت متوفرة بشكل كاف ..وكان الصرف الصحي للمدينة يصب في شبكة رئيسية تحت الارض خارج المدينة ولم تكن تصب في البحر وذلك حرصاً منهم على حماية وسلامة الاحياء البحرية.. ومستوى المياه الجوفية كان مرتفعاً ..كذلك النهرين اللذين يحيطان بتل رأس الشمرة .. كانا يسا همان في توفير المياه ..وهما نهرا شبيب والدلبة ..اضافة الى الينابيع التي كانت تاتي من الاودية والجبال القريبة من المدينة …
ألم أقل إن أوغاريت ما زالت مثيرة للدهشة والاعجاب ..وها هي الدراسات الأوغاريتية توقظ بنا الذاكرة ..لكي تبقى قادرة على سرد أخبارها وأخبار شعبها
الذي عاش وجمع في طياته جميع الاتجاهات والتمازجات الثقافية والدينية المختلفة ….
..عاشق أوغاريت ..عسان القيّم..