منيرة أحمد – نفحات القلم
التراث الغني لسورية تنوع وتعددت اشكاله ونتاجاته
وحفل ريفنا الجميل بالكثير من الميزات والعادات ومظاهر التراث الجميل
فمن صنع اطباق القش بزخارف واشكال رائعة الى نسج بقايا الاقمشة والصوف لتشكل بساطا جميلا
الى صناعة الاواني الفخارية وحكايا الجدات عن تعبهن في نقل التربة المناسبة من اماكن بعيدة
كل هذه الحرف التراثيةبمراحل صنعها واستخداماتها ربما صارت ذكرى او حرف نادرة نحدث الاجيال عنها
وللتنور حكاياته وطقوسه التي تبدأ باختيار التربة ولا تنتهي مع اخر خبزة واجتماع للنسوة واحاديثهن فلطعم خبز التنور وحكاياتمحريك التنور معنى وطعم اخر لا يعرفه الا من عجن معه عرق تعبه وعشق اجتماعات واحاديثوسير الناس عن نماذج ممن يخبزنه وقبل ان توصله الى المنزل يكون نصفه قد توزع على المارة كهدية طريق مقابل دعوة ( الله يباركلك يا خالتي – الله يسلم دياتك …..)
واذكر صديق اسرتنا ابو شحادة الذي كان يطل علينا كل فترة من قرية بعيدة كي يطمئن علينا ويقضي يوما او اكثر فيضيافتنا واجمل هداياه لنا كانت خبز تنور حنطة – كنا نتسابق في التقاط هديته ونأكلها كما يقال عندنا ( خبز حاف ) اي دون ان نضيف معه اي اطعمة اخرى وكأننا نأكل حلوة لذيذة .
ولا أنسى تفنن بعضهن باختراع أكلات على التنور وأقراص من السمن البلدي او السلق او البصل مع القريشة…… لتصبح مضرب مثل ( والله ام فلان ما شاء الله بتخبز ميتين خبزة وبتعمل قراص ما في اطيب منها )
وكم ترددت على ألستنا أو ادرنا الة التسجيل على صوت وديع الصافي وهو يغني عن التنوروعنزة ابوطنوس ……
ما أعاد الذاكرة تجاه تلك الأعمال هو ملاحظة انقراضها تقريبا في اريافنا وقلة قليلة جدا الى حد الندرة من حافظوا عليها ومازالوا يقومون بها وتحول مزاولة بعضها الى المدن ومن ابرزها ( خبز التنور ) الذي اصبح رائجا بكثرة في المدن مع ملاحظة إقبال كبير لشرائها رغم غلاء ثمنها .
والسؤال هل فقدت قرانا هويتها . وهل بات تراثنا ذكريات فقط , ام ان تداول بعضا في المدن وعلى الطرقات العامة هو دعوة للعودة لذلك التراث الجميل الذي يشكل ليس فقط معلما تتسم به القرى بل أيضا كانت سبيلا للتكاتف والتعاضد
ايه يا خيتي
كان في تعب
وشقا وتعتير
لنحوش كل اشغالنا بسرعة
ونكون متل البرق
كلمن عاشغلوا منتبه
ونيالها المنا
تكون كتيرشاطرا وعا شغلها منتبها
وبفنها كتير مشهورة
وك يا خيتي
رغم التعب .. وقلك والله انشوينا من الحر
كنا كتير مبسوطين
اوه ما حلاكي يا لمة الضيعة
ويا قلوب عا بعضها بتخاف
==
ما أطيبك خبز التنور