"
خموو 1"
قال يا سيدي بلا طول سيرة هي القصة ع أيام الراديو AM
والابرة ام بكرة اللي بتفتل وبتاخدك من محطة لمحطة كان فيه عيلة ساكنة بضواحي الشام وكان فيها ولد بأول عمره ، أبوه يوم جمعة ومدري بشو مشغول ، غلط وطلب منو : حطلي ياها ع الموجز يا ولد ، يعني ع اذاعة دمشق (وكان الموجز ع والربع ، يعني 12 وربع ، 1 وربع ، وهيك ) ، أي كلمة يا ولد كانت تحبب بدالها بالعادة ومن هيدا الاب كان فيه يا تيس ، يا بغل ، ولَكْ ، وخصوصي اذا كان متل صاحبنا هالولد حرك ما بيهدا ، ومسود وش ابوه بالمدرسة مسك هالولد هالدولاب وبلش يبرم، وتقول ملاقي لعبة ، وابوه ناطر الموجز اي يعني رجال من هيداك الجيل اللي اذا راحت عليه نشرة الأخبار ، طلع برا الحدث ، أو يمكن تخربطت الأخبار أي ، بعرف واحد ختيار يوم اللي سقط الاتحاد السوفيتي ، اتهم مرته بالقصة ، لأنها تأخرت بتشغيل الراديو اي خي هاد كان معنفص ، وبيسمع الاخبار متل الاكل من ايد مرته، هيك كان يقول ، بس هوي أساسا ما بيعرف يشغل الراديو ، ومن بعد ما ماتت مرته هلكو ولادو ليعلموه ان هالزر بيشغل الراديو ، وهالزر بيطفيه وكانت تجتمع العيلة كلها ليقتنع بشي فهمان يرجعلو ياها ع نفس المحطة ويقنعو انها نفسها وخصوصي اذا تعتر هالدكتور أو هالمهندس وحطها ع المحطة ، وبالصدفة طلعت كوكب الجيل هيفا أو الست ميريام ، أو اليسا الكبيرة ، أو شي جقل الجبل أو باكي المدينة يعني تعى اقنعو لهالختيار ان هالدكتور بيفهم سيدي ، وكان اكتر واحد مقتنع انه بيفهم ابن بنته لان صوته عالي ، وزلمي ديناميكي ، بيبرم ، بيحط وشو ما كانت ،بيصرخ وبيقول " هي هيي جدي " ، بيقولها وهوي عابس سيدي تنرجع لقصة هالولد وبعد هالفتل والبرم ، هالولد مدري كيف ركزت معه الابره شوي ع صوت جرس "بيغ بن" وصوت رخيم عم يقول " هنا لندن " طار الولد من الفرحة ، وخود ع محاولة تثبيت الابرة ، تقول مصارعة حرة او رومانية بين الولد ودولاب الابرة صرخ فيه ابوه هيداك الصوت ، جفلت العيلة كلها ، " وين صرت يا بهيم " من عزة الروح صرخ الولد : " صرت بلندن " باقي العيلة حبسوا ضحطة ، حتى واحد منهم مرة خبرني ، قاللي لهلق وقت اللي بيتشنج كولوني وبطالع صوت ، بحسها محبوسة من ايام هيديك الضحكة .. عقد هالاب حاجبيه ، وانتفض متل السبع وطحش ع الولد اللي شافو المنظر ، قاللو الولد راح ، وخصوصي ان الأب ولهلق وبعد كل هالسنين اللي مرقت فيه وهوي ورفيق اله من الضيعة : " ايدهم مخباط " لدرجة كانت الام همها الاساسي تضل تقنعه أن الضرب بالقشاط بيربي الولد أكتر من ضرب الايدين ولبط الاجرين وصل هالاب بقفزة وحده ، واجيت ايده ع كتف هالولد ، وهمس بالهمس اللي بتسمعو كل العيلة " ولك انت لراس الشارع ما بتعرف تروح لحالك ، بتقلي وصلت ع لندن " هون البيت اخد نفس ، وتابع بهدوء الحدث "هي الابرة ، متل رقبتك ، كتر التفتيل بتخليها تطق "
***يتبع
المهندس سائر مقصود