………….الســــــــــــعودية خـــــــــــــطفت الاســــــلام
…. من الاســـلام المحمــــــــــــــدي إلى" الديــن " الوهابي
…..لا خلاص للإسلام إلا بهـــــزيمة النظام الســـــــــــعودي
ـــــــــــــالمحامي الاستاذ محمد محسن ـــــــــــــــــــــسورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول معلم جيلنا الفيلسوف والمفكر الكبير الدكتور حسين مروة في موسوعته " النزعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية " ، أن الاسلام جاء في قريش لأن قريش كانت درة العرب ، وجاء في بني هاشم لأنهم أشراف قريش ، وجاء الاسلام في فقراء بني هاشم لأن الدين جاء للفقراء ، حيث ساوى بين العبيد والسادة وبين الفقراء والأغنياء ، مما جعل أغنياء قريش يحاربونه حتى كادوا أن يظفروا بنبي الاسلام محمد ، مما اضطره للهجرة إلى يثرب ــ المدينة ــ ولكن الاسلام خطف من بين أيادي الفقراء إلى أيادي الأغنياء ، ومن بعده الانساني إلى " ملك عضوض " منذ أن أصبح معاوية والياً على دمشق ثم نصب نفسه خليفة للمسلمين ــ فهوابن ابي سفيان أغنى أغنياء قريش والذي حارب الرسول وكاد يقتله في معركة أحد وفي حروب أخرى حتى فتح مكة ، حيث صنفه الرسول مع أتباعه " بالطلقاء " أي رغم عدم اسلامهم عفى عنهم ، ولقد نصب معاوية نفسه خليفة على المسلمين ، على قاعدة فقهية لاتزال سائدة حتى يومنا هذا ، ولا نزال نعاني منها حتى اليوم وضعها عنواناً لحكمه وهي " أن الانسان مسير وليس بمخير " وأن كل الأمور التي يأتيها الانسان هي بأمر من الله ومعاوية ليس أكثر من منفذ ، حتى عندما يعدم مسلماً معارضاً كان يقتله بحجة أن الله هو الذي أمره بقتله
ــ مع الأسف ــ غالبية فقهاء المسلمين لايزالون يتبنون هذا الرأي الفقهي الذي يعزي كل أمر إلى الله ــ خيره وشره ــ حتى الآن من هنا كانت بداية اغتيال الفكر العقلاني في الاسلام ، حيث أشاعوا روح التواكل والاستسلام وترك الحياة تسير على غاربها لأنها خاضعة لمشيئة الله وألغوا دور العقل في الحياة ، حتى أنهم حملوا الله مسؤولية سلوكهم ، فان رسب الطالب فرسوبه من الله وان وقع وكسرت ساقه هذا مقدر من عند الله ، وإن قتل شخص شخصاً فهذا حكم الله ، من هنا بدأ الفكر الاستسلامي ، فما دام الله هو الذي يفكر عنك وهو المسؤول عن سلوكك ، فلماذا تجتهد ولماذا تعمل فالرزق مقسوم .
ثم لماذا خلق الله العقل ؟ وما دام الله هو المسؤول عن سلوكك في السلب والايجاب إذن لماذا يحاسبك ؟ هل يعقل أن الله هو المسؤول عن رسوبك ؟ لقد ألغوا العقل منذ ذاك الزمن ، هذه المسألة من أهم السقطات التي أوقع فيها الفقهاء الأغبياء رسالة الاسلام ، والتي لانزال نعاني منها ،
…………. من هنا بدأت هزيمة العقل الأولى
وعلى هذا النهج سار الفقيه الغزالي الذي يعتبر حتى الآن من أهم فقهاء المسلمين ، نافياً الأسباب اي أنه من الممكن أن يخلق في الطبيعة أشياء بدون سبب ، وضمن فلسفته هذه بكتاب تحت عنوان " تهافت الفلسفة " مهاجماً فيه الفلاسفة لأنهم يؤمنون بالعقل ويعتبرون بأن " لكل أمر سببا " والسبب بحسب رايهم يصبح مسبباً لسبب آخر هذه من " دينا ميا ت " الحياة والوجود بكليته .
.
جاء ابن رشد واصدر كتاباً تحت اسم " تهافت التهافت " راداً فيه على كتاب الغزالي " تهافت الفلسفة " وأن كتابه متهافت ولا يملك الحجة والبرهان بل وقف ضد الفلسفة والمنطق وضد العقل ، ولقد ترجمت فلسفة ابن رشد إلى اللغات الأوروبية ، واعتبرت من أهم المصادر التي بنت عليها أوروبا ثورتها ضد الكنيسة ، وذلك بأن أعادت الكنيسة إلى وظيفتها الدينية وفق مبدأ " ما لله لله وما لقيصر لقيصر " أي ابعاد الكنيسة عن السياسة وهذه وباعتراف غالبية الباحثين الغربيين يعتبرون فلسفة ابن رشد أول دعامة من دعائم الخلاص من حكم الكنيسة ، ــ تخيلوا لو أننا اعتمدنا فلسفة ابن رشد كهاد لنا في مسيرتنا الحضارية منذ ما يزيد على عشرة قرون ـــ ألم نكن أسبق من أوروبا الآن ؟
ولكن وبدلاً من اتباع فلسفة ابن رشد ، انتصرت فلسفة الغزالي غير العقلانية وسفه راي ابن رشد وحرقت كتبه ونفي من قرطبة ، على أيد تلامذة الغزالي ، وعليه فان ما يحدث الآن ليس إلا من عقا بيل ذلك الرأي المتزمت القائم على رأي فقهي مخالف للعقل " وأن الانسان مسير وليس بمخير " ، هذا بكل تأكيد من أهم المعيقات لخروج الفكر الاسلامي من وهدته .
.
كرت السبحة وانقسم الاسلام شيعاً وأحزاباً ، إلى أن وصل الأمر إلى وقف الاجتهاد على قاعدة أن ما قاله السلف هو كاف ويجيب على كل أسئلة العصر حاضراً ومستقبلاً
……………..فكانت هزيمة العقل الثانية ………
……..( نزولاً عند رغبة الكثير منالأصدقاء وضد قناعتي قررت نشر بقية المقال في غد وفيه زبدة الكلام )
……………………………….يتبع …….