.jpg)
و يقص فيها الشاعر حكاية الحب المذهلة التي ربطت الله بالبشر او السماء بالارض و في صور شعرية مذهلة و فائقة الجمال و فيها دلالات واضحة . و هي تقص ما حدث في زمن بعيد و بعد خلق العالم و الانسان.
في البدء رأت القوى الالهية التي تسكن السماء ان حالة الارض و البشر حالة مؤسفة اذا ما تمت مقارنتها بحالة السماء
حيث يتوفر كل شئ في الجنة و لا يشكوا سكانها من اي شئ .بينما سكان الارض يعيشون في خوف دائم من الجفاف
و عدم توفر المحاصيل الزراعية و الحيوانية اللازمة للحياة.
هكذا يقرر الله الاب ، و هكذا اسمه في النص الاصلي ، و اسمه ( ان-ليل) ، اي رب السماء ، أن يفعل ماهو لازم لمخلوقاته على الارض حتى يعيشوا في رخاء و رغد و سعادة و كأنهم في السماء. و حسب نظرية التكوين الفلسفية السومرية ف( كل ماهو على الارض يجب ان يتطابق مع ماهو في السماء ).
هكذا يجتمع الرب /ان-ليل/ مع ابنه / انكي / ( و اسمه يعني اتحاد السماء /ان/ مع / كي / اي الارض/
و يتكلمان معا عم يمكن فعله لتصير الارض كالسماء او الجنة / اسم الجنة بالسومرية ( دلمون) .فيقول
( انكي) لابيه ( ان-ليل) :
ان-ليل يا ابي اسمع كلامي
ان السيد / لاهر/ و السيدة /اش-نان/ اللذين انت خلقتهما على الارض قبل صعودهما الى السماء بوسعهما ان يقوما
بما تطلب منهما فهما يعرفان الارض جيدا.
فيتساءل / ان-ليل/ : و ماذا بوسعهما ان يفعلا ؟
فيقول / انكي / : انزلهما الى الارض و كلفهما بالعمل من اجل احالة الارض الى جنة.
فينفذ / ان-ليل/ مقترح ابنه و يكلف ( لاهر- و – اش-نان) بالنزول الى الارض.
و يقول لهما :
انت يا /لاهر/ اكلفك بالسهر على المراعي التي ترعى فيها البهائم من اغنام و ابقار و التي على ارضها تقوم النباتات و ينمو العشب
اما انت يا ( اش-نان) فسوف ابني لك بيتا على الارض
و هانذا اعطيك المحراث و الفأس و اعلمك فن الحراثة و الزراعة
فيقوم/ لاهر/ و قرينته/ اش-نان/ و يهبطان الى الارض
و على الارض المجدبة سكن /لاهر/ في المراعي و الحقول و راح يعمل حتى جعل عشب المراعي ينبت من جديد
و جعل الحقول تعطي محصولا وافرا . وجعل المطر يهطل و الانهار تجري . و كانت/ اش-نان/ تساعده في العمل.
و هكذا راحت الاغنام و الابقار و غيرها من الحيونات تأكل و تتكاثر و تعطي اللحم و الحليب و الدسم للناس
فلما رأت /اش-نان/ كيف صارت الارض قالت:
هانحن ، و كما طلب منا الله ، قد جعلنا في الارض كل ماهو في السماء.
و هانحن قد منحنا الناس رغد العيش و انعمنا عليهم بالطيبات.
هكذا ازدهرت الارض و كأن نفس الحياة دبّ فيها من جديد.
و ها نحن قد جعلنا المخازن الفارغة حافلة بما لذ و طاب
و جعلنا مخزن المؤنة في كل بيت حافل بالطيبات
و لقد غسلنا بيوت الفقراء و نفضنا عنها الغبار
و اعطينا لهم القوت و اللباس و الشراب
إن الرغد قد غطى الارض و صارت اشبه ببساتين السماء
…………………..
و لما سمع الرب /ان-ليل/ بالامر ابتهج قلبه من الفرح.
ففرح قلب ابنه / ان-كي/ امتلأ بالهجة.
——————————————————-
ملاحظة
من اسم /اش-نان / الذي يعمني بالسومرية: الكائن/ عاش / السماوي/ نن / او العيش السماوي جاء اسم /إشا- عيشا-
الذي تحول فيما بعد الى /عائشة/ و من ثم الى حواء .
ف.م
2015