….العــلاقة مع روسيــــــــا وإيـــــــــــــــــــــران .jpg)
…………………هل هـي عـــــلاقة تحــــالف أم تبـــــــــــــــعية ؟
………. ……….هل لروسيا وايران مصلحة في هذه الحــــرب ؟
ـــــــــــــــــــــــالمحامي الاستاذ محمد محسن ـــــــــــــــــــ سورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس منطقياً قياس العلاقات الدولية على المعايير والعلاقات الشخصية ، هذه تقوم على الكثير من العواطف والقيم والأمزجة المشتركة وتحتل المصلحة فيها غالباً المرتبة الأخيرة من سلم أولويات تلك العلائق ، أما علاقات الدول فمعيارها الأساسي المصالح الاقتصادية والسياسية والتاريخية ، وهذا لا ينفي بالمطلق المشتركات الثقافية والقيمية بين الشعوب المتحالفة . وبخاصة بين دول الشرق فلهذه القيم مكانتها المرموقة التي يجب أن تتوفر في أي تحالف ولكن ليست هي الأساس . لذلك يتهمنا الكثير من مستشرقي الغرب باننا شعوب عاطفية ، وشعوبهم " عقلانية " وأنا أرى أن العاطفة قيمة انسانية جليلة يجب أن نحرص عليها فبدونها يتجرد الانسان من تعاطفه مع الآخر ويصبح كجدار في مقبرة يوحي بالكآبة . يقاس موقع المرء في الغرب بحجم ارصدته في البنوك ، في الوقت الذي "كان " يقاس عندنا بالأخلاق ، وهذا ما يسم الانسان في الغرب الرأسمالي حتى باتت العلاقات في الأسرة الواحدة كالعلاقة ضمن شركة مصغرة كل يساهم بحصته في نفقاتها ، حتى باتت الفردية هوية ملازمة وصفة طبيعية للمجتمع الرأسمالي .
هذا الغرب المادي تنكب قيم الانسانية الاجتماعية منذ أن سرق خيرات الدنيا وراكمها ثروات في شركاته الاحتكارية وفي بنوكه ، وباتت مصلحة هذه الدول الاقتصادية مع شركاتها هي التي تحدد الموقف من هذه الدولة أو تلك ، وأصبح الربح هو غاية الغايات ، حتى باتت صفة المصلحية " البراغماتية " يفاخر فيها الغربي ويعتبرها من الصفات الأصيلة التي تطبع العلاقات في الغرب الرأسمالي أي أن المصلحة هي التي تحدد الموقف السياسي ،
.
رب قائل أليست روسيا بلداً رأسمالياً ؟ الحقيقة نعم ولكن مع كثير من التباين بينها وبين الغرب الرأسمالي .
فالنظام السوفييتي الاشتراكي الممتد لأكثر من سبعين عاماً بات ارثاً تاريخياً لروسيا بايجابياته وسلبياته ، وهذا الارث الاشتراكي المنحاز للفقراء من عمال وفلاحين ، لابد مخلفاً الكثير من آثاره الايجابية على روحية ونفسية وتواضع الانسان الروسي ، ببعكس الانسان الغربي الذي تتضخم عنده الأنا ، السوفييت الذين وقفوا إلى جانب حركات التحرر في العالم ، ضد الغرب الاستعماري الذي يرغب جعل العالم مزرعة له الحق بسرقتها متى شاء وتأديب الناطور متى أراد ، والانجاز الأهم للسوفييت تعليمهم لملايين من الكوادر المثقفة والمدربة من أنحاء العالم الثالث على حسابهم ، في الوقت الذي كان فيه الغرب ولا يزال يسرق طاقاتنا المبدعة ليوظف طاقاتها في شركاته الاحتكارية ، بعكس الغرب الذي لا تتوافق مصلحته وخلاص العالم الثالث من جهله وتخلفه لأن ذلك يهدد وصايته ومصلحته في نهبه .
فاذا ما اضفنا إلى كل هذا وذاك انتماء روسيا للشرق وفلسفة الشرق وقيم الشرق وهذا يعطيها مسحة انسانية عاطفية تجاه شعوب العالم الثالث يجعلها تتفاعل وتتلاقى عاطفياً مع الشعوب المستضعفة .
بعد هذه المقارنة وهذا السرد نجيب على سؤال :
………………..ماهي مصلحة روسيا في هذه الحرب ؟
كانت روسيا قبل الربع الأخير من القرن الماضي تشكل قطباً عالمياً قوياً ومنافساً للقطب الرأسمالي الغربي ، مما أوقف إلى حد كبير غطرسة ذاك القطب المهيمن الجبار والقاتل ، وأنقذ العالم من الكثير من الويلات والحروب ، وهي دولة كبيرة وممتدة من شرق آسيا حتى أوروبا ، وتمتلك اقتصاداً كبيراً ومنافساً ، وهي الآن وبسبب كل امكاناتها وتاريخها تجد نفسها مضطرة للعودة إلى الساحة العالمية بقوة وفاعلية ، متزعمة تكتل دول " البركس" ودول منظمة " شانغهاي " لتقف أمام الجبروت الأمريكي مع الدول المتحالفة معها وبخاصه الصين ، التي تعتبر بلداً منافساً للهيمنة الأمريكية اقتصادياً وسياسياً .
.
وبسبب الغطرسة الأمريكية واشعالها لحروب المنطقة
و بعد الغزو الغربي الخليجي لليبيا وتسليمها للإرهاب . كانت روسيا أمام قرار استراتيجي تاريخي هام ، إما أن تدافع عن مجالها الحيوي في المنطقة وبخاصة في سورية التي تربطها بها روابط تاريخية ، والتي تمنحها قاعدة بحرية في طرطوس ، تتيح لسفنها حرية التنقل في ارجاء البحر الأبيض المتوسط ، لحماية مصالحها البحرية وغيرها . فضلاً عن أن الارهاب التكفيري بات يهدد الجمهوريات الإسلامية ، لذلك كان من مصلحة روسيا قتاله في سورية قبل أن يتمدد إلى أراضيها ،
إذن روسيا دخلت الحرب إلى جانب سورية لأربعة اسباب
(1)للعلاقة التاريخية التي تربط سورية بروسيا العسكرية والسياسية .
(2) القاعدة العسكرية في طرطوس
(3) قتال الارهاب في سورية أهون عليها من قتاله على أراضيها
(4)حلمهاباعادة أمجادها بقيادة قطب جديد
لكل هذه الأسباب مجتمعة دخلت روسيا الحرب إلى جانب سورية ، ودخولها شكل موقفاً شجاعاً وحصيفاً واستراتيجياً .
و اهم أو مجنون من يعتقد ان روسيا دخلت الحرب لتخسر !! لأن مصلحتها إن لم توازي مصلحة سورية في ربح المعركة فهي تفوقها ، لأن خسارتها للحرب تعني خسارتها لطموحها في قيادة القطب العالمي الثاني الذي يتشكل بفضل الصمود السوري ، وتعود دولة اقليمية كما تريدها أمريكا وهذا يترتب عليه نتائج كارثية بالنسبة لها ، كما سيصل الارهاب إلى عقر دارها حيث الدول الاسلامية المتخلفة والتي خرقتها الوهابية وهناك ستدفع الحساب أضعافاً .
………………………أما إيران
عندما كانت ايران " شاهنشاهية صديقة أمريكا واسرائيل لم تكن " فارسية ، ولا صفوية ، ولا مجوسية ، ولا شيعية ولم يكن ليعرف أحد أنها كانت تحتل الجزر الإماراتية " بل كانت دولة مسلمة صديقة وجارة وشقيقة للسعودية ومصر وكل ممالك العرب ، وعندما سقط الشاه وأغلقت السفارة الاسرائيلية في طهران ورفع عليها العلم الفلسطيني ، وحطمت السفارة الأمريكية ، ودعمت جميع المقاومات الفلسطينية واللبنانية بالمال والسلاح وأعلنت وقوفها لصالح القضايا العربية وضد أمريكا ،
………….أصبحت ايران بقدرة القادر الأمريكي " فارسية ، وصفوية ، ومجوسية ، وشيعية " بل وعدوة لكل العرب ومعهم حليفتهم اسرائيل ، فحرضوا المجنون صدام لقتالها وزودوه بالسلاح والمال وقالوا للطرفين اقتتلا " إنا هاهنا قاعدون " لعل كل منكما يدمر الآخر فتكون هذه " ليلة المنا عندنا " وعندما لم يدمر البلدان بالكامل ، حوصر العراق ودمر بالطائرات الأمريكية وبالمال الخليجي ، وحوصرت ايران ولا تزال ولكن ايران مشت نحو الأمام مستخدمة العقل وعربان الخليج السفهاء البلهاء العُهر يرجعون القهقرى إلى ما قبل الحضارة
.
فالمسألة إذن لا تتعلق لا" بالفارسية ولا بالمجوسية ولا بالشيعية " بل بانتقال ايران إلى جانب القضايا العربية ـــ
ما دامت ايران قد خرجت من الحلف الأمريكي فهذا يعني أنها خرجت من حلف اسرائيل ــ السعودية ، وكان من البداهة بمكان أن تعاديها السعودية واسرائيل وأمريكا ، فاستحق عليها الحصار والتهديد والوعيد حتى بالحرب النووية من قبل اسرائيل .
واعتبرت دولة مارقة والواجب تأديبها ، ولقد وضع للحرب من قبل مفجريها ثلاثة أهداف برمية واحدة ، هزيمة سورية يعني وبالضرورة محاصرة ايران وانهاء دورها في المنطقة وقطع شريان الوصل مع حزب الله ، من هنا كانت أهمية الحرب والنتائج التي كانت متوخاة منها ،
لذلك جند لهذه الحرب كل وحوش الارهاب العالمي ، مدعوماً من الغرب البربري واستخباراته العالمية وبالمال السعودي والقطري وبمساعدات لوجستية وعسكرية من تركيا ، وبالتعاون مع عملاء الداخل من وهابيين وإخوانيين ومن مثقفين قشريين مترحلين ، كل هذا جُند لقتل سورية وبقتلها تسقط سورية وايران وحزب الله وتعود روسيا دولة اقليمية وتتم السيطرة على المنطقة لعقود ،
ولكن حساب البيدر لم يتوافق وحساب الحقلة ،
فكانت المفاجأة التي أذهلت العالم صمود سورية في اشرس حرب عرفها التاريخ ، جيش يقاتل على أكثر من 1600 جبهة ، هذا الصمود لم يكن ليحدث بهذا المستوى دون مؤازرة الحلفاء التاريخيين روسيا وايران وحزب الله ،
ولكن لابد أن ندرك أن التحالف لا يعني التطابق في جميع المواقف بل من الطبيعي أن يكون هناك تباين في أكثر من قضية ، ولكن يبقى هذا التباين ضمن الاستراتيجية العامة لمواجهة العدوان ،
هذا التحالف المصيري يدافع عن مصالحه عن مستقبله وسينعكس نصره الآتي على كل شعوب المنطقة ، لأن الخلاص من نير التبعية للغرب الاستعماري ، وهزيمة الفكر الديني التحريفي ، هو الممر الاجباري لخروج المنطقة من حالة الركود والاستكانة والتبعية ، إلى طريق الحرية والتقدم ، طريق النهوض ، طريق المستقبل .
……لذلك فالتحالف تاريخي ومصيري وفيه مصلحة للجميع
.jpg)
…………………هل هـي عـــــلاقة تحــــالف أم تبـــــــــــــــعية ؟
………. ……….هل لروسيا وايران مصلحة في هذه الحــــرب ؟
ـــــــــــــــــــــــالمحامي الاستاذ محمد محسن ـــــــــــــــــــ سورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس منطقياً قياس العلاقات الدولية على المعايير والعلاقات الشخصية ، هذه تقوم على الكثير من العواطف والقيم والأمزجة المشتركة وتحتل المصلحة فيها غالباً المرتبة الأخيرة من سلم أولويات تلك العلائق ، أما علاقات الدول فمعيارها الأساسي المصالح الاقتصادية والسياسية والتاريخية ، وهذا لا ينفي بالمطلق المشتركات الثقافية والقيمية بين الشعوب المتحالفة . وبخاصة بين دول الشرق فلهذه القيم مكانتها المرموقة التي يجب أن تتوفر في أي تحالف ولكن ليست هي الأساس . لذلك يتهمنا الكثير من مستشرقي الغرب باننا شعوب عاطفية ، وشعوبهم " عقلانية " وأنا أرى أن العاطفة قيمة انسانية جليلة يجب أن نحرص عليها فبدونها يتجرد الانسان من تعاطفه مع الآخر ويصبح كجدار في مقبرة يوحي بالكآبة . يقاس موقع المرء في الغرب بحجم ارصدته في البنوك ، في الوقت الذي "كان " يقاس عندنا بالأخلاق ، وهذا ما يسم الانسان في الغرب الرأسمالي حتى باتت العلاقات في الأسرة الواحدة كالعلاقة ضمن شركة مصغرة كل يساهم بحصته في نفقاتها ، حتى باتت الفردية هوية ملازمة وصفة طبيعية للمجتمع الرأسمالي .
هذا الغرب المادي تنكب قيم الانسانية الاجتماعية منذ أن سرق خيرات الدنيا وراكمها ثروات في شركاته الاحتكارية وفي بنوكه ، وباتت مصلحة هذه الدول الاقتصادية مع شركاتها هي التي تحدد الموقف من هذه الدولة أو تلك ، وأصبح الربح هو غاية الغايات ، حتى باتت صفة المصلحية " البراغماتية " يفاخر فيها الغربي ويعتبرها من الصفات الأصيلة التي تطبع العلاقات في الغرب الرأسمالي أي أن المصلحة هي التي تحدد الموقف السياسي ،
.
رب قائل أليست روسيا بلداً رأسمالياً ؟ الحقيقة نعم ولكن مع كثير من التباين بينها وبين الغرب الرأسمالي .
فالنظام السوفييتي الاشتراكي الممتد لأكثر من سبعين عاماً بات ارثاً تاريخياً لروسيا بايجابياته وسلبياته ، وهذا الارث الاشتراكي المنحاز للفقراء من عمال وفلاحين ، لابد مخلفاً الكثير من آثاره الايجابية على روحية ونفسية وتواضع الانسان الروسي ، ببعكس الانسان الغربي الذي تتضخم عنده الأنا ، السوفييت الذين وقفوا إلى جانب حركات التحرر في العالم ، ضد الغرب الاستعماري الذي يرغب جعل العالم مزرعة له الحق بسرقتها متى شاء وتأديب الناطور متى أراد ، والانجاز الأهم للسوفييت تعليمهم لملايين من الكوادر المثقفة والمدربة من أنحاء العالم الثالث على حسابهم ، في الوقت الذي كان فيه الغرب ولا يزال يسرق طاقاتنا المبدعة ليوظف طاقاتها في شركاته الاحتكارية ، بعكس الغرب الذي لا تتوافق مصلحته وخلاص العالم الثالث من جهله وتخلفه لأن ذلك يهدد وصايته ومصلحته في نهبه .
فاذا ما اضفنا إلى كل هذا وذاك انتماء روسيا للشرق وفلسفة الشرق وقيم الشرق وهذا يعطيها مسحة انسانية عاطفية تجاه شعوب العالم الثالث يجعلها تتفاعل وتتلاقى عاطفياً مع الشعوب المستضعفة .
بعد هذه المقارنة وهذا السرد نجيب على سؤال :
………………..ماهي مصلحة روسيا في هذه الحرب ؟
كانت روسيا قبل الربع الأخير من القرن الماضي تشكل قطباً عالمياً قوياً ومنافساً للقطب الرأسمالي الغربي ، مما أوقف إلى حد كبير غطرسة ذاك القطب المهيمن الجبار والقاتل ، وأنقذ العالم من الكثير من الويلات والحروب ، وهي دولة كبيرة وممتدة من شرق آسيا حتى أوروبا ، وتمتلك اقتصاداً كبيراً ومنافساً ، وهي الآن وبسبب كل امكاناتها وتاريخها تجد نفسها مضطرة للعودة إلى الساحة العالمية بقوة وفاعلية ، متزعمة تكتل دول " البركس" ودول منظمة " شانغهاي " لتقف أمام الجبروت الأمريكي مع الدول المتحالفة معها وبخاصه الصين ، التي تعتبر بلداً منافساً للهيمنة الأمريكية اقتصادياً وسياسياً .
.
وبسبب الغطرسة الأمريكية واشعالها لحروب المنطقة
و بعد الغزو الغربي الخليجي لليبيا وتسليمها للإرهاب . كانت روسيا أمام قرار استراتيجي تاريخي هام ، إما أن تدافع عن مجالها الحيوي في المنطقة وبخاصة في سورية التي تربطها بها روابط تاريخية ، والتي تمنحها قاعدة بحرية في طرطوس ، تتيح لسفنها حرية التنقل في ارجاء البحر الأبيض المتوسط ، لحماية مصالحها البحرية وغيرها . فضلاً عن أن الارهاب التكفيري بات يهدد الجمهوريات الإسلامية ، لذلك كان من مصلحة روسيا قتاله في سورية قبل أن يتمدد إلى أراضيها ،
إذن روسيا دخلت الحرب إلى جانب سورية لأربعة اسباب
(1)للعلاقة التاريخية التي تربط سورية بروسيا العسكرية والسياسية .
(2) القاعدة العسكرية في طرطوس
(3) قتال الارهاب في سورية أهون عليها من قتاله على أراضيها
(4)حلمهاباعادة أمجادها بقيادة قطب جديد
لكل هذه الأسباب مجتمعة دخلت روسيا الحرب إلى جانب سورية ، ودخولها شكل موقفاً شجاعاً وحصيفاً واستراتيجياً .
و اهم أو مجنون من يعتقد ان روسيا دخلت الحرب لتخسر !! لأن مصلحتها إن لم توازي مصلحة سورية في ربح المعركة فهي تفوقها ، لأن خسارتها للحرب تعني خسارتها لطموحها في قيادة القطب العالمي الثاني الذي يتشكل بفضل الصمود السوري ، وتعود دولة اقليمية كما تريدها أمريكا وهذا يترتب عليه نتائج كارثية بالنسبة لها ، كما سيصل الارهاب إلى عقر دارها حيث الدول الاسلامية المتخلفة والتي خرقتها الوهابية وهناك ستدفع الحساب أضعافاً .
………………………أما إيران
عندما كانت ايران " شاهنشاهية صديقة أمريكا واسرائيل لم تكن " فارسية ، ولا صفوية ، ولا مجوسية ، ولا شيعية ولم يكن ليعرف أحد أنها كانت تحتل الجزر الإماراتية " بل كانت دولة مسلمة صديقة وجارة وشقيقة للسعودية ومصر وكل ممالك العرب ، وعندما سقط الشاه وأغلقت السفارة الاسرائيلية في طهران ورفع عليها العلم الفلسطيني ، وحطمت السفارة الأمريكية ، ودعمت جميع المقاومات الفلسطينية واللبنانية بالمال والسلاح وأعلنت وقوفها لصالح القضايا العربية وضد أمريكا ،
………….أصبحت ايران بقدرة القادر الأمريكي " فارسية ، وصفوية ، ومجوسية ، وشيعية " بل وعدوة لكل العرب ومعهم حليفتهم اسرائيل ، فحرضوا المجنون صدام لقتالها وزودوه بالسلاح والمال وقالوا للطرفين اقتتلا " إنا هاهنا قاعدون " لعل كل منكما يدمر الآخر فتكون هذه " ليلة المنا عندنا " وعندما لم يدمر البلدان بالكامل ، حوصر العراق ودمر بالطائرات الأمريكية وبالمال الخليجي ، وحوصرت ايران ولا تزال ولكن ايران مشت نحو الأمام مستخدمة العقل وعربان الخليج السفهاء البلهاء العُهر يرجعون القهقرى إلى ما قبل الحضارة
.
فالمسألة إذن لا تتعلق لا" بالفارسية ولا بالمجوسية ولا بالشيعية " بل بانتقال ايران إلى جانب القضايا العربية ـــ
ما دامت ايران قد خرجت من الحلف الأمريكي فهذا يعني أنها خرجت من حلف اسرائيل ــ السعودية ، وكان من البداهة بمكان أن تعاديها السعودية واسرائيل وأمريكا ، فاستحق عليها الحصار والتهديد والوعيد حتى بالحرب النووية من قبل اسرائيل .
واعتبرت دولة مارقة والواجب تأديبها ، ولقد وضع للحرب من قبل مفجريها ثلاثة أهداف برمية واحدة ، هزيمة سورية يعني وبالضرورة محاصرة ايران وانهاء دورها في المنطقة وقطع شريان الوصل مع حزب الله ، من هنا كانت أهمية الحرب والنتائج التي كانت متوخاة منها ،
لذلك جند لهذه الحرب كل وحوش الارهاب العالمي ، مدعوماً من الغرب البربري واستخباراته العالمية وبالمال السعودي والقطري وبمساعدات لوجستية وعسكرية من تركيا ، وبالتعاون مع عملاء الداخل من وهابيين وإخوانيين ومن مثقفين قشريين مترحلين ، كل هذا جُند لقتل سورية وبقتلها تسقط سورية وايران وحزب الله وتعود روسيا دولة اقليمية وتتم السيطرة على المنطقة لعقود ،
ولكن حساب البيدر لم يتوافق وحساب الحقلة ،
فكانت المفاجأة التي أذهلت العالم صمود سورية في اشرس حرب عرفها التاريخ ، جيش يقاتل على أكثر من 1600 جبهة ، هذا الصمود لم يكن ليحدث بهذا المستوى دون مؤازرة الحلفاء التاريخيين روسيا وايران وحزب الله ،
ولكن لابد أن ندرك أن التحالف لا يعني التطابق في جميع المواقف بل من الطبيعي أن يكون هناك تباين في أكثر من قضية ، ولكن يبقى هذا التباين ضمن الاستراتيجية العامة لمواجهة العدوان ،
هذا التحالف المصيري يدافع عن مصالحه عن مستقبله وسينعكس نصره الآتي على كل شعوب المنطقة ، لأن الخلاص من نير التبعية للغرب الاستعماري ، وهزيمة الفكر الديني التحريفي ، هو الممر الاجباري لخروج المنطقة من حالة الركود والاستكانة والتبعية ، إلى طريق الحرية والتقدم ، طريق النهوض ، طريق المستقبل .
……لذلك فالتحالف تاريخي ومصيري وفيه مصلحة للجميع