وردت لموقعنا الشكوى التالية من الاستاذ سامي شميس
نحن بدورنا ننشرها كما وردت املين ان نلقى وسريعا الردوالعلاج من الجهة صاحبة العلاقة
=====
سامي شميس: سلطة، خلف الجدران!
كثيرة هي الضغوط التي يتعرض لها كل مواطن سوري، مهما كان طيفه الديني او السياسي، وكثيرة هي الحواجز التي لا بد لكلٍّ منّا أن يتعرقل عندها.
ولكن من أسوء هذه العراقيل، هي الجدران الحكومية، الجدران التي يحتجبُ خلفها موطفوا الدولة والدوائر الخدمية في غرفهم الصغيرة المعتمة بعيدين كل البعد عن المواطن.
موقف صغير، قادني إلى جدار كبير، وجدتُ نفسي حائراً كيف أتجاوزه، ولكن الحيرة الأكبر، هي عندما تساءلت: لماذا هذا الجدار، من أنشأه ومن الذي يمنع إزالته؟
انه جدار بأحجار غير داعشية، وغير أمريكية، واسمنت غير شعبي، إنه الجدار الحكومي!
أردتُ يا سادتي في يوم من الأيام الحصول على معلومة بسيطة من مديرية الاتصالات في إحدى المحافظات، سؤال بسيط جدا يمكن الاجابة عليه بجملتين، فقررت أن أدخل الى موقع الانترنت الخاص بهذه المديرية، فربما أجد وسيلة للتواصل مع المديرية او رقما هاتفيا، إلا أنني لم اجد موقعا الكترونيا لهذه المديرية على الشبكة العنكبوتية!!
فقرتت أن ادخل الى موقع الشركة السورية للاتصالات والذي هو:
http://www.ste.gov.sy/
طبعا، هنا كانت الصدمة الأولى بالجدار الأول، الموقع متوقف عن العمل!!!
موقع الشركة السورية للاتصالات، متوقف عن الاتصال، لا حول ولا قوة إلا بالله!
دفعني فضولي للدخول الى موقع وزارة الاتصالات والتقانة، للوهلة الأولى، ظننت انه ليس الموقع الرسمي للوزارة، لشدة تواضعه، ولكن قلت في نفسي ربما ضبط الانفاق الحكومي دفع وزارة الاتصالات والقانة الى عدم استخدام شركة متخصصة او شخصص متخصص لبناء موقع يليق شكلا وديناميكيةً باسم هكذا وزارة.
ماعلينا يا سادتي من التواضع في بناء الموقع، ولكن ما كان صادما، هو التواضع في محتوى الموقع، بحثت كثيرا في الموقع لأعثر على وسيلة للتواصل، بريد الكتروني، تعليق، رقم هاتفي، نموذج مراسلة!!!! هل يعقل في هذا القرن أن موقع وزارة الاتصالات والتقانة الالكتروني لا يحتوي على وسيلة تواصل مع الوزارة او ادارة الموقع؟!
هنا كانت الصدمة الاعنف بهذا الجدار الحكومي، تخيلوا معي موظفاً بسيطا يسكن في قرية بعيدة، يريد ان يسأل سؤالا في دائرة حكومية، ماذا يفعل؟ اليكم الخطوات:
1- يتقدم باجازة ليوم كامل
2- يستخدم وسائل النقل الداخلي (قد تصل الى 4 وسائل نقل بكلفة تنخر جيبه المتهالك)
3- يصل الى مركز المحافظة التي يعيش فيها، ثم الى المديرية المعنية
4- يتسول على عدة أبواب بحثا عن الموظف المعني بالاجابة
5- يطرح سؤاله، يتلقى الإجابة ويعود رحلته ظافرا بمعلومة دفع ثمنها غاليا!
بينما في حكومات غير مغلفة، غير متقوقعة، غير نائية، كان بإمكان هذا المواطن التواصل مع هذه المديرية عن طريق شبكة الانترنت بارسال رسالة الكترونية، او اتصال هاتفي!
هنا يشعر المواطن كم هو بعيد عن الدولة، او بالاحرى كم هذه الدولة بعيدة عنه، كم هذه المؤسسات الخدمية تحاول أن تحد من طريقة تقديم خدماتها.
وهذا الامر لا علاقة له بالأزمة، فما من دائرة حكومية الا ووتوافر فيها عدة خطوط هاتفية، وعدة موظفين عاطلين عن العمل!