..واهم من يعـتقد أن العـلاقات السـعودية الاسرائيـلية بنـت اليـوم .jpg)
…….المعلم واحد ، والحلف واحد ، والوظيفة متعددة ، والمصير واحد
…….اسرائيل تستهلك طاقتنا بالحروب ، والسعودية تغـــلق عـــــقولنا
ـــــــــــــالمحامي الاستاذ محمد محسن ــــــــــــــــــــ سورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا أعتقد ان أحداً يجادل في أن بريطانيا هي من خلقت وسوت ومكنت مملكة العهر السعودية مع فكرها الوهابي من السيطرة على الجزيرة العربية ، وأن من خلق وسوى اسرائيل هي بريطانيا أيضاً عندما كانت عظمى ، إذن الصانع واحد ، والغاية والهدف من الصناعتين من حيث النتيجة واحد ، وهي الحفاظ على الشرق الأوسط برمته تحت الحماية الغربية ، ولكن بريطانيا تخلت عن العهدة بالرعاية والحماية لكليهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، منذ أواسط القرن الماضي ، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت اسرائيل ONE ) ) والسعودية اسرائيل (TWO) تلك الأولى بصفتها مخفراً أمامياً مهماتها غير محدودة ، إشعال حروب ، تدمير طاقات ، تآمر ، تجسس ، تهجير ، وجميع الأعمال التي تعيق استقرار المنطقة ووحدتها وتقدمها ، أما اسرائيل (TWO ) السعودية أرض الذهب الأسود فمهمتها زرع " الدين " الوهابي بديلاً عن الدين الاسلامي بشتى مذاهبه ، ومحاربة أي مسعاً توحيدياً أو أي فكر عقلاني ، وبعد أن وُضعت تحت الحماية الأمريكية ، كان لأمريكا الحق بتكليفها بالمهمات التي تراها ضرورية لتأبيد سيطرتها على المنطقة ، كما لها الحق بشراء ــ النفط ــ بالثمن الذي تريده ، على أن يوضع الثمن الفائض في بنوك أمريكا كودائع لدعم الاقتصاد الأمريكي طبعاً بدون فوائد .
.
أما باقي الثمن فيصرف في ثلاثة مجالات ، المجال الأول : على العهر المفضوح لأمراء العهر في مواخير أوروبا وفي فنادقها ، حتى أنهم أعطوا وعمموا بسلوكهم صورة نمطية للشخصية العربية في أوروبا حتى بات العربي هناك عبارة ــ عن بدوي أرعن يترحل من ماخور إلى ماخور بعباءة وعقال وكوفية ــ وبسببهم الآن بات العربي في الغرب ارهابياً ، والمجال الثاني : الا نفاق على نشر الفكر الديني التحريفي الوهابي في كل بقاع الدنيا ليشوهوا صورة الاسلام ، وهذه مهمة جليلة يسهم فيها الغرب بشكل نشط ليبقي على حالة التخلف والاقتتال المذهبي والطائفي في كل أرجاء المنطقة ، والمجال الثالث يصرف على التجسس وزرع الفرقة في البيت الواحد والقرية الواحدة ، ومن ثم التآمر فلنتذكر ــ مؤامرة خالد العظم التي رواها لي تفصيلاً شريكه المهم المحامي يوسف تقلا ــ ، ومحاولة اغتيال جمال عبد الناصر من خلال دفعهم الملايين " لعبد الحميد السراج أثناء الوحدة " وموقفهم من ذبح المقاومة عام 1970ــ ..الخ.
.
بجردة بسيطة وبتقاطع مهمات الطرفين يتبين لنا بيسر وسهوله أن الدولتين اسرائيل والسعودية ينفذان ذات المهمات ولكن كل بأسلوبه وبحسب قدرته ، مع تباين بسيط في حجم وفاعلية المهمات التي تلقى على عاتق كل منهما ، مع مراعات ظروف الدولتين وقدرة كل منهما، أما الغايات والأهداف فواحدة . ألا وهي الابقاء على المنطقة بحالة عدم استقرار ،
ما دام المايسترو واحد تكون الجوقة واحدة ، فتعالوا نبحث عن مصالح امريكا في المنطقة ، ليتبين لنا وبسهولة الدور المسند لكل من مملكة العهر السعودية واسرائيل ، ( أمريكا القطب الواحد ، أمريكا الرأسمالية ، أمريكا التجارة الحرة ، امريكا العولمة ، أمريكا السيد الآمر الناهي ) .
هذا يقتضي أن تبقى المنطقة منطقة نفوذ اقتصادية وسياسية في آن واحد ، سوقاً لنهب المواد الخام والطاقات البشرية وغيرهما ــ بالكيفية التي تريد وبالسعر التي تريد ، ثم تعود أمريكا فتبيع منتجاتها في ذات السوق وبالسعر الذي تريده لأن لا منافس لها ، …….ــ أي كالمنشار يأكل في الذهاب ويأكل في الإياب ــ .
.
هذه المصالح الاقتصادية تتطلب بالضرورة أو يجب أن يستتبعها سيطرة سياسية ، لأن استقرار السوق في حركة ذهابه والإياب لا تتحقق بدون أن يكون نظام سوق التصريف تابعاً ، فالنظام التابع اقتصادياً لابد وأن يكون في حالة تبعية سياسية .
أعتقد أن هذه مسلمة بديهية ، وهذا يتطلب بالضرورة أن تكون الساحة السياسية والاقتصادية في المنطقة تحت المراقبة الدائمة وذلك بوضعها تحت المجهر ــ مخابرات ، جواسيس ، عملاء ، مراكز أبحاث ــ من قبل أمريكا القائد والموجه ، أما أنظمة العمالة فتوزع عليها مهمات محددة بحسب ، قدرتها وقربها من الحدث ، من " مليك المغرب "المعظم " ، حتى مليك الأردن القزم ، والكامخ بينهما ــ كل هذه الأنظمة تقوم بأدوار تتدرج من : خلق التناقضات في جميع الوحدات الاجتماعية مذهبية واثنية حتى وقبائلية في جميع دول المنطقة ، والتآمر وتحريك العملاء ، ولابأس من الاشتراك بحروب جزئية هنا وهناك من خلف الستار ، أو بشكل مباشر وذلك بتجنيد وتحريض فريق عميل مباع بالدنانير السوداء من بلد ما ضد فريق وطني آخر ، هذا الدور تقوم به السعودية واسرائيل في آن معاً لأن الأوامر تقتضي على كل فريق النهوض بمهمته بحسب خطة مدروسة ، مثلاً : هذه تقدم معلومات و تحرك أزلامها وتلك ترسل جنودها ، كل بمقدار دوره وامكاناته وضمن خطط وبتعاون وتبادل معلومات , ــ لبنان مثالاً فاقعاً ــ
.
وقد ينقلب الدور فالسعودية ترسل جنودها وعملاءها لتأديب دولة ما طبعاً بمساندة وتخطيط أمريكي غربي ، واسرائيل تساند من خلف الستار وأحياناً بشكل علني ومباشر ، ــ اليمن ، والعراق ، وسورية نموذجاً ــ
في مطلع القرن التاسع عشر قال : " نابليون " امبراطور فرنسا أهم منطقتين في العالم مصر وسورية ، فجمع حاخامات اليهود من كل أنحاء فرنسا وطلب منهم تأسيس دولة صهيونية في فلسطين ، حتى تُشكل حاجزصد ورد وتمنع أي تقارب بين الدولتين وهكذا كان ، فا سرائيل لم تمنع الوحدة فقط بل استنزفت طاقات البلدين اقتصادياً وبشرياً من خلال حالة الاستعداد الدائمة للحرب أو من خلال الحروب المستمرة منذ عام 1948وحتى اليوم .
.
أما السعودية فلقد شكلت قفلاً أسود على العقول العربية لم تمنعها من العمل فقط بل أعادتها قروناً إلى الوراء ، مستخدمة مالها الوفير لشراء رجال الدين والعاطلين عن العمل والأغبياء والمجرمين وكلاب المال وتلقينهم بالملعقة " الدين الوهابي " الذي يكفر جميع المذاهب الأخرى السنية والشيعية ، وهذا يكفي ليس لتحريك صراعات يومية بين المجتمع الواحد بل خلق حالة عدم استقرار دائمة من خلال تناقضات تستنزف أي جهد نحو التقدم والتطور ، وقد يستدعي الواقع اقتناص فرصة أو استغلال واقعة وعند اللزوم خلق سبب أو أكثر لتأديب دولة ما بدا عليها حالة عدم انضباط ، فإن تركت هذه الدولة بدون عقاب قد تنقل عدوى التمرد إلى غيرها ، فحق عليها القتال فتستنفر كل القوى وتوجه الأوامر إلى كل التابعين والعملاء من اسرائيل إلى ممالك الظلام فيستنفر الجمع من كل أصقاع الدنيا وحوشاً وأغبياء يأكلون الأكباد ، يتكلمون ويلبسون ويعيشون ويقتلون وكأنهم في القرن الأول الهجري ، كل يحمل مديته لقتل الدولة المتمردة التي حاولت كسر الطوق ، كما هو عليه واقع المنطقة اليوم من ليبيا إلى اليمن حتى العراق والجائزة الكبرى سورية .
.
تشعل حروب وتدمر دول ويموت الملايين كله مشروع في مفاهيم السياسة الأمريكية وحلفائها وعملائها ، المهم تأديب الدولة المارقة لإعادة الوصاية وفرضها من جديد ، وبذلك مصلحة لأطراف التحالف ، أمريكا تبقي على تخلف المنطقة وتمزقها ، واسرائيل يغمرها الاطمئنان والاستقرار وهدوء بال فالحرب تجير لصالحها بكل تفاصيلها ، أما السعودية فمن مصلحتها قطع رأس اي نزوع عقلاني ، أو حتى أية حالة استقرار في المنطقة لأن في ذلك تعرية وفضح لنظامها المسروق من التاريخ الوحشي ، لأن أية حالة استقرار في المنطقة تؤشر ، لاحتمال توجه نحو الدولة المدنية العقلانية ، وهذا يشكل تهديداً وجودياً لكيانها العتيق الفاجر الذي لم يعد له مثيل في جهات الدنيا الأربع ، والذي بات مداناً من كل شعوب العالم .
.
وصلنا إلى قناعة أن الحرب الدائرة الآن كانت تهدف مصلحة أمريكا ، وتخدم اسرائيل خدمة العمر ، وكذلك تحول في حال نجاحها دون سقوط الهيكل السعودي المهلهل على رؤوس أصحابه . ولكن خاب فأل حلف العدوان
فما دامت المصالح واحدة والمعلم الحامي واحداً تكون الغايات واحدة والبرامج واحدة ، ولكن لأسباب تتعلق بطبيعة النظام السعودي الذي يدعي العروبة والاسلام ــ والذي هو منهما براء ــ يضطر للتعامل مع اسرائيل من خلف ستار أو من خلال المعلم المحرك أو من خلال عملاء البلدين ، لذلك كان التحالف بين اسرائيل والنظام السعودي الهرم والمتهالك ، ليس ابن ساعته بل هو مترافق مع نشأتهما ، والفارق بين اليوم والأمس أن اليوم بات إعلان تحالفهما على رؤوس الأشهاد ، لا يثير أية جلبة بعض افتضاح أمر ذلك في أكثر من محفل ، وبعد أن بات المصير واحداً وأمراً تفرضه الضرورة والمصلحة المشتركة .
…….فالنجاح يجير لصالح الدولتين استقراراً واستمرارا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
…….والخسارة ستكون وبالاً وتهديداً وجودياً لكليــهما .
.jpg)
…….المعلم واحد ، والحلف واحد ، والوظيفة متعددة ، والمصير واحد
…….اسرائيل تستهلك طاقتنا بالحروب ، والسعودية تغـــلق عـــــقولنا
ـــــــــــــالمحامي الاستاذ محمد محسن ــــــــــــــــــــ سورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا أعتقد ان أحداً يجادل في أن بريطانيا هي من خلقت وسوت ومكنت مملكة العهر السعودية مع فكرها الوهابي من السيطرة على الجزيرة العربية ، وأن من خلق وسوى اسرائيل هي بريطانيا أيضاً عندما كانت عظمى ، إذن الصانع واحد ، والغاية والهدف من الصناعتين من حيث النتيجة واحد ، وهي الحفاظ على الشرق الأوسط برمته تحت الحماية الغربية ، ولكن بريطانيا تخلت عن العهدة بالرعاية والحماية لكليهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، منذ أواسط القرن الماضي ، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت اسرائيل ONE ) ) والسعودية اسرائيل (TWO) تلك الأولى بصفتها مخفراً أمامياً مهماتها غير محدودة ، إشعال حروب ، تدمير طاقات ، تآمر ، تجسس ، تهجير ، وجميع الأعمال التي تعيق استقرار المنطقة ووحدتها وتقدمها ، أما اسرائيل (TWO ) السعودية أرض الذهب الأسود فمهمتها زرع " الدين " الوهابي بديلاً عن الدين الاسلامي بشتى مذاهبه ، ومحاربة أي مسعاً توحيدياً أو أي فكر عقلاني ، وبعد أن وُضعت تحت الحماية الأمريكية ، كان لأمريكا الحق بتكليفها بالمهمات التي تراها ضرورية لتأبيد سيطرتها على المنطقة ، كما لها الحق بشراء ــ النفط ــ بالثمن الذي تريده ، على أن يوضع الثمن الفائض في بنوك أمريكا كودائع لدعم الاقتصاد الأمريكي طبعاً بدون فوائد .
.
أما باقي الثمن فيصرف في ثلاثة مجالات ، المجال الأول : على العهر المفضوح لأمراء العهر في مواخير أوروبا وفي فنادقها ، حتى أنهم أعطوا وعمموا بسلوكهم صورة نمطية للشخصية العربية في أوروبا حتى بات العربي هناك عبارة ــ عن بدوي أرعن يترحل من ماخور إلى ماخور بعباءة وعقال وكوفية ــ وبسببهم الآن بات العربي في الغرب ارهابياً ، والمجال الثاني : الا نفاق على نشر الفكر الديني التحريفي الوهابي في كل بقاع الدنيا ليشوهوا صورة الاسلام ، وهذه مهمة جليلة يسهم فيها الغرب بشكل نشط ليبقي على حالة التخلف والاقتتال المذهبي والطائفي في كل أرجاء المنطقة ، والمجال الثالث يصرف على التجسس وزرع الفرقة في البيت الواحد والقرية الواحدة ، ومن ثم التآمر فلنتذكر ــ مؤامرة خالد العظم التي رواها لي تفصيلاً شريكه المهم المحامي يوسف تقلا ــ ، ومحاولة اغتيال جمال عبد الناصر من خلال دفعهم الملايين " لعبد الحميد السراج أثناء الوحدة " وموقفهم من ذبح المقاومة عام 1970ــ ..الخ.
.
بجردة بسيطة وبتقاطع مهمات الطرفين يتبين لنا بيسر وسهوله أن الدولتين اسرائيل والسعودية ينفذان ذات المهمات ولكن كل بأسلوبه وبحسب قدرته ، مع تباين بسيط في حجم وفاعلية المهمات التي تلقى على عاتق كل منهما ، مع مراعات ظروف الدولتين وقدرة كل منهما، أما الغايات والأهداف فواحدة . ألا وهي الابقاء على المنطقة بحالة عدم استقرار ،
ما دام المايسترو واحد تكون الجوقة واحدة ، فتعالوا نبحث عن مصالح امريكا في المنطقة ، ليتبين لنا وبسهولة الدور المسند لكل من مملكة العهر السعودية واسرائيل ، ( أمريكا القطب الواحد ، أمريكا الرأسمالية ، أمريكا التجارة الحرة ، امريكا العولمة ، أمريكا السيد الآمر الناهي ) .
هذا يقتضي أن تبقى المنطقة منطقة نفوذ اقتصادية وسياسية في آن واحد ، سوقاً لنهب المواد الخام والطاقات البشرية وغيرهما ــ بالكيفية التي تريد وبالسعر التي تريد ، ثم تعود أمريكا فتبيع منتجاتها في ذات السوق وبالسعر الذي تريده لأن لا منافس لها ، …….ــ أي كالمنشار يأكل في الذهاب ويأكل في الإياب ــ .
.
هذه المصالح الاقتصادية تتطلب بالضرورة أو يجب أن يستتبعها سيطرة سياسية ، لأن استقرار السوق في حركة ذهابه والإياب لا تتحقق بدون أن يكون نظام سوق التصريف تابعاً ، فالنظام التابع اقتصادياً لابد وأن يكون في حالة تبعية سياسية .
أعتقد أن هذه مسلمة بديهية ، وهذا يتطلب بالضرورة أن تكون الساحة السياسية والاقتصادية في المنطقة تحت المراقبة الدائمة وذلك بوضعها تحت المجهر ــ مخابرات ، جواسيس ، عملاء ، مراكز أبحاث ــ من قبل أمريكا القائد والموجه ، أما أنظمة العمالة فتوزع عليها مهمات محددة بحسب ، قدرتها وقربها من الحدث ، من " مليك المغرب "المعظم " ، حتى مليك الأردن القزم ، والكامخ بينهما ــ كل هذه الأنظمة تقوم بأدوار تتدرج من : خلق التناقضات في جميع الوحدات الاجتماعية مذهبية واثنية حتى وقبائلية في جميع دول المنطقة ، والتآمر وتحريك العملاء ، ولابأس من الاشتراك بحروب جزئية هنا وهناك من خلف الستار ، أو بشكل مباشر وذلك بتجنيد وتحريض فريق عميل مباع بالدنانير السوداء من بلد ما ضد فريق وطني آخر ، هذا الدور تقوم به السعودية واسرائيل في آن معاً لأن الأوامر تقتضي على كل فريق النهوض بمهمته بحسب خطة مدروسة ، مثلاً : هذه تقدم معلومات و تحرك أزلامها وتلك ترسل جنودها ، كل بمقدار دوره وامكاناته وضمن خطط وبتعاون وتبادل معلومات , ــ لبنان مثالاً فاقعاً ــ
.
وقد ينقلب الدور فالسعودية ترسل جنودها وعملاءها لتأديب دولة ما طبعاً بمساندة وتخطيط أمريكي غربي ، واسرائيل تساند من خلف الستار وأحياناً بشكل علني ومباشر ، ــ اليمن ، والعراق ، وسورية نموذجاً ــ
في مطلع القرن التاسع عشر قال : " نابليون " امبراطور فرنسا أهم منطقتين في العالم مصر وسورية ، فجمع حاخامات اليهود من كل أنحاء فرنسا وطلب منهم تأسيس دولة صهيونية في فلسطين ، حتى تُشكل حاجزصد ورد وتمنع أي تقارب بين الدولتين وهكذا كان ، فا سرائيل لم تمنع الوحدة فقط بل استنزفت طاقات البلدين اقتصادياً وبشرياً من خلال حالة الاستعداد الدائمة للحرب أو من خلال الحروب المستمرة منذ عام 1948وحتى اليوم .
.
أما السعودية فلقد شكلت قفلاً أسود على العقول العربية لم تمنعها من العمل فقط بل أعادتها قروناً إلى الوراء ، مستخدمة مالها الوفير لشراء رجال الدين والعاطلين عن العمل والأغبياء والمجرمين وكلاب المال وتلقينهم بالملعقة " الدين الوهابي " الذي يكفر جميع المذاهب الأخرى السنية والشيعية ، وهذا يكفي ليس لتحريك صراعات يومية بين المجتمع الواحد بل خلق حالة عدم استقرار دائمة من خلال تناقضات تستنزف أي جهد نحو التقدم والتطور ، وقد يستدعي الواقع اقتناص فرصة أو استغلال واقعة وعند اللزوم خلق سبب أو أكثر لتأديب دولة ما بدا عليها حالة عدم انضباط ، فإن تركت هذه الدولة بدون عقاب قد تنقل عدوى التمرد إلى غيرها ، فحق عليها القتال فتستنفر كل القوى وتوجه الأوامر إلى كل التابعين والعملاء من اسرائيل إلى ممالك الظلام فيستنفر الجمع من كل أصقاع الدنيا وحوشاً وأغبياء يأكلون الأكباد ، يتكلمون ويلبسون ويعيشون ويقتلون وكأنهم في القرن الأول الهجري ، كل يحمل مديته لقتل الدولة المتمردة التي حاولت كسر الطوق ، كما هو عليه واقع المنطقة اليوم من ليبيا إلى اليمن حتى العراق والجائزة الكبرى سورية .
.
تشعل حروب وتدمر دول ويموت الملايين كله مشروع في مفاهيم السياسة الأمريكية وحلفائها وعملائها ، المهم تأديب الدولة المارقة لإعادة الوصاية وفرضها من جديد ، وبذلك مصلحة لأطراف التحالف ، أمريكا تبقي على تخلف المنطقة وتمزقها ، واسرائيل يغمرها الاطمئنان والاستقرار وهدوء بال فالحرب تجير لصالحها بكل تفاصيلها ، أما السعودية فمن مصلحتها قطع رأس اي نزوع عقلاني ، أو حتى أية حالة استقرار في المنطقة لأن في ذلك تعرية وفضح لنظامها المسروق من التاريخ الوحشي ، لأن أية حالة استقرار في المنطقة تؤشر ، لاحتمال توجه نحو الدولة المدنية العقلانية ، وهذا يشكل تهديداً وجودياً لكيانها العتيق الفاجر الذي لم يعد له مثيل في جهات الدنيا الأربع ، والذي بات مداناً من كل شعوب العالم .
.
وصلنا إلى قناعة أن الحرب الدائرة الآن كانت تهدف مصلحة أمريكا ، وتخدم اسرائيل خدمة العمر ، وكذلك تحول في حال نجاحها دون سقوط الهيكل السعودي المهلهل على رؤوس أصحابه . ولكن خاب فأل حلف العدوان
فما دامت المصالح واحدة والمعلم الحامي واحداً تكون الغايات واحدة والبرامج واحدة ، ولكن لأسباب تتعلق بطبيعة النظام السعودي الذي يدعي العروبة والاسلام ــ والذي هو منهما براء ــ يضطر للتعامل مع اسرائيل من خلف ستار أو من خلال المعلم المحرك أو من خلال عملاء البلدين ، لذلك كان التحالف بين اسرائيل والنظام السعودي الهرم والمتهالك ، ليس ابن ساعته بل هو مترافق مع نشأتهما ، والفارق بين اليوم والأمس أن اليوم بات إعلان تحالفهما على رؤوس الأشهاد ، لا يثير أية جلبة بعض افتضاح أمر ذلك في أكثر من محفل ، وبعد أن بات المصير واحداً وأمراً تفرضه الضرورة والمصلحة المشتركة .
…….فالنجاح يجير لصالح الدولتين استقراراً واستمرارا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
…….والخسارة ستكون وبالاً وتهديداً وجودياً لكليــهما .