المهندس سائر مقصود
هاد يا سيدي خمووو ١ ما غيرو تبع الابرة ، كان عندو هواية جمع النكل (القطع النقدية المعدنية) بس ما يروح فكركم ع هواية جمع العملات انو الزلمي يكون عم يقضيها روبل سنت ودرهم ودراخم وخلافه من العملات،…
لا هاد كان اختصاص العملة السورية من ايام اللي كان صغير ويادوب متعلم يحكي كلمتين كانوا يضحكوا عليه سته (جدته) وعمامه وخواله ويعطوه قال عيدية فرنكين ، وبعد منها بس كبر ومن باب الانكلة (التأفيل) باواخر التمانينات يعطوه نص ليرة ، يعني شي بيشبه هلق عيدية مارح قول ٢٥ ليرة ، ٥٠ ليرة ، يعني شي بيشبه انك تشتري هلق حبل مصاص تلفو ع رقبتك وتمصمصو بساعتين زمان وبلا سنان مسوسة بلا بطيخ
وهاد يا سيدي بلش التأفيل بعد ما غبلو اكتر من سنة عن الضيعة بسبب استنفار ابوه وخوفه عليهم من شي تفجير او خطف باحداث التمانينات ومناوبات ابوه اللي ما كانت تجي الا بالعيد
فهاد يا سيدي ولو سردنا شوي بالقصة
بعيد الاضحى بسنة ١٩٨٦ جايين ع الضيعة وطارقين مشوار طويل عريض او ع قولته الله ربنا من الشاااااااام ع الضيعة واكله طيارتين تلاتة ولبطين تلاتة من ورا ضجره ونقه طول الطريق ، هاد غير قصة المخطة اللي قضى طول الطريق وهوي يلعب معها لعبة كل ما نزلت يطلعها بدال ما يوسخ كم القميص تبع العيد مو ناقصه بهدلة وضحك جماعة الضيعة عليه
اي ووقتها قال اكيد ع هيك تياب مرتبة وشعر ممشط بياخدلو عيدية مرتبة وخصوصي انه معود ع شوفة ابوه وهوي عم يوزع هالعيدية ع ولاد عماتو وعمامو ويزخ زخ يعني بالليرتين والتلاتة والخمسة والعشرة وهوي بالكتير ربع ليرة قال عيديتو ع هيك قميص و صباط لازم يجمع فيها من عماتو خالاتو . و عمامو و خوالو رقم مرتب يشتريلو بكسليت يتكزدر فيها ويعيرها لنسرين رفيتقه بالمدرسة
طبعا كان مستثني واحد من عمامه من القصة لان كان بعيد كتير عم يدرس بعيد قال ببلد بيطلع قد القمر قال اسمه" الاتحاد السوف يااتي "يعني هالبلد بعيد قد بعد الشام ع الضيعة بروحة قمر
اي يعني ولد هيك كانت وحدة قياس البعد عندو ، يعني بيطلع بالطيارة لجنب القمر وبيروح بعدين قد البعد بين الضيعة والشام
والضيعة ضيعة معترة من ريف جبلة
اي بلا طول سيرة يومها الزلمي طق مخو ونط وبلش بهدلة متل شي مسؤول ابن مدينة جاي كشف ع الضيعة
مجموع العيديات كلها كانت نص ليرة من سته قال هي عن الكل وكلو ناطر شو بدو يعمل ليضحكوا
نط هالولد متل المجنون وبلش : شو هال قلة الذوق ، هالوقاحة ، هالوباشات وهوي مو كان عرفان معانيهم ابدا بس هيك بيسمع ابوه عم يحكي عن جارهم الكذاب ، بس الوباشات قال ضافها من باب الفعل الجماعي للاوباش اللي هني اصحاب نظرية التنكيت عليه بالعيدية عمامه وخواله وعماته وخالاته يعني
هون يا سيدي اكلو كف من ابوه خلاه يعمل دعكلة جانبية شي ٥ متار غير انو طلعتلو سته بقصة عيب يا تاتا هيدول فقيرين وترى اذا بتحكي بالموضوع بزعل منك وببكي
ولان نقطة ضعفو كانت البكي نسي الدعكلة وبلش يبكي وينشم ع فستان ستو سامحيني ما قصدي منشان الله لا تبكي
طبعا الولد ضل يمخط بفستان سته لغفي بحضنها
وسنتها راح العيد ببلاش لا عيدية ولا لعب بالحواكير ولا كان فيه لا تين ولا رمان ولا مشمش ولا تفاح
اي فمن يومها والاخ ما بقى يزعل من العيدية ويجمع بهالنكل من العيديات وخرجية المدرسة اللي كانت تجي بالاسبوع مرة او بالكتير مرتين وكل شهر ياخدهم لعند الدكنجي يقلو جملي هيدول
وطبعا الاخ يشتغل هالشغل بالسر
يخبي الليرة فوق الليرة والخمسة فوق الخمسة ووقت اللي يصيرو شي ٤ ٥ خمسات يفكر حالو صار صاحب ثروة كبيرة
وينبسط
باول مرة صارو خمسين ليرة كانت قلبت السنة وبلشت سنة جديدة وقرر انه يصير همو بكل راس السنة انه شو مشروعه التجاري بهالسنة ليعمل ثروة من هالخمسين ليرة
بس اول خمسين ما ظبطت الحكاي معه
وصل يا معلم عمه من السفر وما معه اجار التكسي كامل ، قام هالخمووو صاحب النخوة شال مخزونه الاستراتيجي وعطاه ياه
ردله عمه وقاله روح الك عندي مكواي هدية بتخبيها لعرسك
تاني يوم. راح لعند رفيقته نسرين اللي كانت هي بيت سراره وخبرها انو صار عنده من غراض العرس مكواي ، قولتك بترضى العروس اذا كانت المكواي متخباي خمستعش سنة
-اوف وليش خمستعش سنة
-ولك هلق عمري ٩ سنين وخمستعش بيصيرو أربعاو وعشرين اي حيجي لوقتا بلا عيلة
-طيب طيب لتجي المكواي منحكي
اي والله وبلا طول سيرة صار يقضيها تجميع نكل وكل ما قرب يوصل المبلغ للخمسين يصير يحلم بالمكواي اكتر واكتر ، ويرجع يسألها لرفيقته ، وكل مرة تعصب عليه وتقله لتجي المكوااااااااااي يا دب
مرة من المرات وبيوم جمعة برررد زمهرير ناطر امه تبعتو بقى ع الدكان ليجمل الثروة تبعه خمسين ليرة وهوي مبسوط انو معناها قربت المكواي تجي
جملها وراح ضبها تحت درج البراغي والمفكات
واذ هالباب بيدق
مين بيطلع
المكواي –عفوا – عمه
وهوي وقبل ما يسلم ع امه وخواته قالهم بدي فراطة للتاكسي، طبعا متل العادة القصة مو فراطه الزلمي ما معه النكلة
نط متل الحردون سحب هالخمسين وعطاها لعمه
وبلش يفرك بعيونو هالمرة فيه مع المكواي هدية تانية
واسى يا دوب صارت الخمسين بايد عمه ، والا بيقلو خلاص الك احلى مكواي
انطمز هالولد انه المكواي رح تتأخر وما في شي تاني معها ، بس يالله هوي بيحبو لعمو وسته رح تضحك وما رح تبكي
تاني يوم بالمدرسة ، اي اي تاني يوم لان ع ايامهم كان فيه مدرسة يوم السبت
خبرها لمخزن اسراره باللي صار
وسمع هالكلمتين اللي صارو بعد نقلة اهلها لرفيقته لمدينة تانية ، متل شي عم يطن براسه، كل ما كبر يكبر الطنننن براسه ، وخصوصي انو باخر سنة دراسة للمكواي – عفوا – لعمه، ولمن اجيت المكواي راحت من عمه لاهله بدال المزهرية اللي اخدها عمه من اهله لقرايبين تانيين كان اله مصلحة معهم.
يومها قالتله رفيقته هالجملة:
"مو غلط تنطر شي من حدا بتحبه بس ما تنطرو كتير ت يصير وهم ، وقتها الوهم بياخدلك مصاريك وعقلاتك ع الفاضي "
هي الجملة تأخر كتير لفهمها
بس وقت اللي فهمها صار تاجر عليه القيمة بالسوق، ونسي عمه والمكواي ونسرين والعيدية والضيعة
*يتبع مع خموووو ٢ في الحلقة الرابعة