– نفحات القلم . الكاتب: باسم إبراهيم شرمك
إنَّ هرم (ماسلو) للاحتياجات الإنسانية يبدأ بالأمان والاستقرار, وينتهي بتحقيق الذات, الإبداع وهنا تؤكد وزارة التربية, والبناء والدفاع التربوي على الإرث الحضاري والثقافي الذي تركه لنا الأجداد ثم الاستشراق إلى المستقبل لمواكبة الانفجار المعرفي الهائل واللحاق بالركب العالمي لتطوّر المعلومات وذلك إيماناً بأعداد أجيالٍ تحمل المهارات والقيم والمعارف وتتحصن بها زاداً لا يقل إذا ما قارناه بغيره من الدول المتقدمة.
إنَّ قرار وزارة التربية بألا يكون لدينا في مدارسنا تلميذٌ أو طالبٌ راسبٌ في مدارس التعليم الأساسي بحلقتيه الأولى والثانية أي من الصف الأول حتى الثامن والحلقة الثانوية للصفين العاشر والحادي عشر وإنما يطلق عليه مؤجلاً أو مكملاً وبحاجة حتى يلحق بدورة لمدة شهرين خلال العطلة الصّيفية تؤهله إذا اجتاز الدورة بنجاح إلى الترفع إلى الصّف الأعلى ضمن خطة عملية ممنهجة ومدروسة بعناية لتعويض الفاقد التعليمي وفسح المجال أمام المتعلم لممارسة حقه في التعليم وأن يكون قادراً على الانخراط بشكل فاعل في المجتمع وأن يقوم بدوره في بناء وطنه وبناء تاريخ سورية المعاصر والقرار هذا جاء كخطوة هامة للأمن الوطني والاستقرار الاقتصادي لأنه يوفر الكثير من الأعباء المادية التي يحتاجها الوطن في مجالات أخرى, وقد تمّ الإعداد والتخطيط والتدريب لتنفيذ هذا القرار بشكل مدروس وبالتشارك مع منظمة (اليونسكو) ومع الخبرات العالمية بالإضافة إلى الاعتماد على الفرق التربوية الوطنية التي عملت بجو من المسؤولية الوطنية والغيرية على المصلحة العامة والإصرار على أهمية بناء الإنسان وصناعتة الصناعة التي تتطابق مع مواصفات الجودة العالمية والمعايير الوطنية, إن هذا الحراك المبارك هو عين الصواب, وهو خطوة في الاتجاه الصحيح, ودفاع مناسب ضدّ الهجمة التي طالت التربية والتعليم واستهدفتها منذ بداية الأزمة السورية وستبنى على هذه الخطوة خطوات أخرى وسيتلمس المواطن السوري الآثار الإيجابية لها في المستقبل القريب, لأنها لبنة أساسية في بناء مستقبل سورية وأمنها من خلال تأهيل الأبناء وتوفير فرص التعلم لهم من خلال كوادر تعليمية وتدريسية تم إعدادها وتأهيلها بشكل مناسب من خلال دورات مركزية ومحليّة أكدنا فيها على الاستراتيجيات والطرائق والأساليب التي تجعل من هذا المشروع مشروعاً إنسانيّاً و وطنيّاً بامتياز, وخلال جولاتنا الميدانية على الدورة التي بدأت في 18/6/2016 لاحظنا رغبة الفريق بإنجاح المشروع وتجاوز جميع التحديات والصعوبات وتقديم أفكار وطرائق إبداعية انطلقت من التشخيص السليم للمشكلات والصعوبات ومعرفتهم بنقاط البداية عند المتعلمين والتعامل الإنساني معهم والعمل بروح الفريق, كما وجدنا تصاعد الإقبال من المتعلمين على الالتحاق بالدورة وانتشار ثقافة المشروع وأهميته وأهدافه وكان الارتياح من الأهل والمباركة عندما رأوا أن خيرة المعلمين والمدرسين من المحافظة هم من يقومون بالعملية التربوية التعليمية وإنّ تغيّراً وتحسناً طرأ على أبنائهم وأنَّ الدورة المجانيّة ستوفر عليهم مصاريف عام كامل.
وكما عملت وزارتنا منذ بداية الأزمة على عدم إضاعة أيّة فرصة تعلّم لأبناء الوطن فهي تؤكد من خلال مشروعها عدم إضاعة عام دراسي على أي متعلم.
وأخيراً أقول: تفاءلوا بالخير, تفاءلوا بالنصر, وتكاتفوا.. وتراصوا.., وانزلوا إلى خنادق البناء فقد جاءت ساعة الانطلاق وآن وقت إعادة البناء والإعمار وصناعة تاريخ سورية الحديث المعاصر بمعاييرنا الوطنية وبخبراتنا الوطنية.