محمد عدلي الخطيب…اذا كان الشعب تحت الاحتلال فالقانون هو مقاومة هذا الاحتلال الغاشم
اعداد وحوار: جو ترزي ـ راما قضباشي
أكد محمد عدلي الخطيب ،أمين سر المساعد للجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة اذا كان الشعب تحت الاحتلال فالقانون هو مقاومة هذا الاحتلال الغاشم .
وقال أبو فاخر في حوار مطول إن التنسيق الأمني يعمل على اخماد روح المقاومة وتجريد الشعب الفلسطيني من السلاح ومطاردة وملاحقة المقاومة السرية والكشف عنها، وتسليم بعض المقاومين للعدو الصهيوني، ويعتبر التنسيق صفحة سوداء في تاريخ السلطة".
وأضاف "أن مشروع التهويد من أقدم المشاريع التي عملت على ضم القدس منذ العام 1967 ويعتبر القدس هي عاصمة اسرائيل الأبدية والوحيدة، ولازال المساس بالمقدسات قائم على قدم وساق وتحديداُ المسجد الأقصى والحفريات بحثاُ عن الهيكل المزعوم مما عرض أساسات المسجد إلى الخلل وإلى الهدم في أي وقت، أمام صمت العالم العربي والإسلامي، نسينا أن القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عليه أُسري النبي محمد عليه الصلاة والسلام ومنها عرج إلى السماء، القدس دخلت الوجدان الاسلامي في الاسراء والمعراج، ودخلت التاريخ الاسلامي منذ أن فتحها عمر بن لخطاب.
وحول زيارات عباس للدول العربية أوضح ابو فاخر الى ان السلطة ترفض أن تجري مراجعة وتقيم لربع قرن من تجربة أوسلو والمفاوضات، ولأنها ملتزمة بالمفاوضات تعيش الأزمات أكثر وأكثر وهذا يجعل السلطة في تخبط تبحث عن مكان وموقع لها، فتتنقل من عاصمة لأخرى وهي تدرك أن المؤامرة القادمة ليست تقتصر على مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، وإنما على فرض الحل للشعب الفلسطيني من خلال الدور العربي الرسمي ومحاولة البدء بتوجه لتعديل ما يسمى المبادرة العربية لتكون مبادرة تطبيع قبل أن تكون مبادرة انسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، كل هذا تمهيداً لفرض الحل لتصفية الشعب الفلسطيني.
وحول قضية ذبح الطفل عيسيى أوضح أبو فاخر من لا يريد التعبير عن مشاعر السخط والغضب، وعن الإدانة والاستنكار لهذه الجريمة البشعة، التي يندى لها جبين الإنسانية، وعن كل الجرائم التي اُرتكبت بحق الشعب السوري الشقيق، رجالاً ونساءً، شباباً وشابات، أطفالاً وفتية، عسكريين ومدنيين، على خلفية سياسية لأن ذلك يتعارض مع مواقفه وقناعاته، فإن الخلفية الإنسانية والواجب الإنساني يحتم عليه أن يفعل.
لافتا الى ان عكس ذلك فإن المشهد يكون، ضياع فكري.. وسقوط سياسي.. وتبلد بالمشاعر والأحاسيس.. ومن كل ما يمت للمشاعر والعواطف الإنسانية النبيلة.
وإذا كانت هذه الكلمات تمت اليوم إلى جريمة ذبح الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى على أيدي عصابات القتل والإجرام، فإنها تطال كل جريمة جرى ارتكابها في سورية، وهي جرائم ممتدة على مدار خمس سنوات مضت ولا تزال.
وفيما يلي نص الحوار بالكامل:
محمد عدلي الخطيب "أبو فاخر" تولد 1944 أمين سر المساعد للجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة، تخرج من جامعة بيروت العربية، انتمى لصفوف لحركة في أواخر العام 1966 وكانت تلك المرحلة مرحلة العمل السري، وبعد معركة الكرامة قدم استقالته من البنك الذي كان يعمل به، والتحق بصفوف المناضلين والمقاومين الفلسطينيين في قوات العاصفة في أغوار الأردن، وبعد انتهاء المقاومة الفلسطينية على الساحة الأردنية، انتقل إلى الساحتين السورية واللبنانية لإعادة تنظيم الحركة واستئناف العمل المقاوم حتى تبقى القضية حية عامرة في القلوب والعقول، ويكون بذلك أُفشلت كل الأهداف من وراء تصفية المقاومة الفلسطينية في الأردن، عمل كمفوض سياسي مع قوات العاصفة مع المقاتلين وفي اعداد الدورات الثقافية السياسية للمقاتلين، كان له شرف المشاركة بحرب تشرين التحريرية، واصل العمل في أوساط المخيم والمقاتلين والنضال المسلح ضد العدو الصهيوني عندما قام باجتياح لبنان 1982، نواصل النضال داخل الوطن المحتل وفي ساحات الشتات حيث نتواجد فقضيتنا قضية عادلة ووطننا مغتصب ووشعبنا لازال قيد الاحتلال
التعقيب حول التنسيق والتعاون الأمني بين سلطة الاحتلال والسلطة الفلسطينية في رام الله:
التنسيق والتعاون الأمني مابين السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية لكيان الاحتلال من الالتزامات المترتبة على السلطة طبقاً لاتفاق أوسلو وبقيت السلطة متمسكة بهذا الالتزام، بينما العدو الصهيوني أدار الظهر لكل الالتزامات المترتبة عليه، "ونحن ضد هذه الالتزامات جملة وتفصيلا ولا نرى فيها أية ميزة على الاطلاق وأي فائدة للشعب الفلسطيني"، والسلطة حريصة على تطبيق اتفاق أوسلو أكثر من كيان الاحتلال الصهيوني، إن التنسيق الأمني يعمل على اخماد روح المقاومة وتجريد الشعب الفلسطيني من السلاح ومطاردة وملاحقة المقاومة السرية والكشف عنها، وتسليم بعض المقاومين للعدو الصهيوني، ويعتبر التنسيق صفحة سوداء في تاريخ السلطة.
اذا كان الشعب تحت الاحتلال فالقانون هو مقاومة هذا الاحتلال لكن السلطة التي هي من ثمار أوسلو بقيت ملتزمة بالاتفاقية وما يترتب عليها من تعاون وتنسيق أمني، ورغم الصيحات العالية التي انبثقت من عموم الفصائل الفلسطينية تطالب السلطة بالكف عن التنسيق والتعاون الأمني، وكان من ضمن القرارات الصادرة عن المجلس الوطني لمنظمة التحرير هو التوقف عن التنسيق والتعاون الأمني، لكن نجد أن رئيس السلطة يدافع عن التنسيق ويعتبره لمصلحة الشعب الفلسطيني و يعلن صباحا مساءا أنه ضد المقاومة بالسلاح أو في الحجر، وهذا أمر مؤسف للغاية، فالشعب الفلسطيني لازال تحت الاحتلال ويخوض مرحلة التحرر الوطني، والعدو الصهيوني يُمعن تهويداً و استيطاناً في الأراضي الفلسطينية وتدنيساً للمقدسات في القدس، وً وزج الألوف من أبناء شعبنا في المعتقلات والإعدامات التي نراها في الشوارع بتهمة حمل السكين.
ورغم ضراوة التنسيق والتعاون الأمني وفخر الكثيرين من الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية أنهم أجهضوا 200 عملية، وبالرغم من أن العدو الصهيوني لازال يعول على التنسيق الأمني ويُشيّد به ، إلّا أن الشعب الفلسطيني لازال يناضل ويقاوم وليس بوسع أحد على الاطلاق أن ينهي مقاومته قد يضعفها أو يحاصرها لكن ليس بمقدوره أن ينهيها.
الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى وممارسات الاحتلال لتهويد القدس ماذا فعلتم للحد من هذه الممارسات:
الهدف من مشروع التهويد طرد الشعب الفلسطيني من أرضه لأن الاستيطان هو استيطان احلالي ليحل محل أهل الأرض الأصليين ولم يقتصر التهويد على القدس فقط بل شمل كل الأراضي الفلسطينية.
القدس تتغير معالمها وأسماؤها ويضعون أيديهم على المباني الفلسطينية ويضغطون على المقدسيين تمهيداً لإخراجهم تدريجياً من القدس لأنهم قلقين من الوضع الديموغرافي فالفلسطينيين لازالوا متمسكين في القدس، لذلك هم حريصون على أن يطردوا أهلها بكل الوسائل العنصرية.
مشروع التهويد من أقدم المشاريع التي عملت على ضم القدس منذ العام 1967 ويعتبر القدس هي عاصمة اسرائيل الأبدية والوحيدة، ولازال المساس بالمقدسات قائم على قدم وساق وتحديداُ المسجد الأقصى والحفريات بحثاُ عن الهيكل المزعوم مما عرض أساسات المسجد إلى الخلل وإلى الهدم في أي وقت، أمام صمت العالم العربي والإسلامي، نسينا أن القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عليه أُسري النبي محمد عليه الصلاة والسلام ومنها عرج إلى السماء، القدس دخلت الوجدان الاسلامي في الاسراء والمعراج، ودخلت التاريخ الاسلامي منذ أن فتحها عمر بن لخطاب.
تصريحات المسؤوليين السعوديين التي تطالب الشعب الفلسطيني بتسليم السلاح، تصب في المؤامرة على محور الصمود والمقاومة، فالسعودية ومعظم الدول العربية يعملون على بناء تحالفات عسكرية وسياسية وأمنية مع الكيان الصهيوني على اعتبار أن هناك عدو آخر هو الجمهورية الاسلامية الايرانية.
إن مواجهة مثل هذا المشروع الكبير ليس بوسع فصيل كان كبيراً أو صغيراً أن يقوم بهذه المهمة الكبرى لوحده، إاذا لم يرتبط بمشروع وطني فلسطيني شامل مقاوم، تبقى فرصة سانحة للعدو الصهيوني أن يواصل مشروع التهويد والاستيطان، نحن نساهم بفعلنا الوطني بمقاومتنا حتى ولو كانت محدودة بإفشال هذا المشروع ونعمل باستمرار على رص صفوف شعبنا وتجميع القوى الفلسطينية على العمل في أوساط الشباب الفلسطيني في داخل الأرض المحتلة، للمزيد من المقاومة والمواجهة حتى نربك العدو الصهيوني ونفشل أهدافه التهويدية الاستيطانية.
زيارات عباس للدول العربية وخاصة الزيارة الأخيرة للرئيس السيسي ماذا تفيد القضية الفلسطينية:
السلطة في أسوأ أحوالها وهي لا تملك أمرها، تحركها مرهون بموافقة كيان الاحتلال، السلطة ترفض أن تجري مراجعة وتقيم لربع قرن من تجربة أوسلو والمفاوضات، ولأنها ملتزمة بالمفاوضات تعيش الأزمات أكثر وأكثر وهذا يجعل السلطة في تخبط تبحث عن مكان وموقع لها، فتتنقل من عاصمة لأخرى وهي تدرك أن المؤامرة القادمة ليست تقتصر على مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، وإنما على فرض الحل للشعب الفلسطيني من خلال الدور العربي الرسمي ومحاولة البدء بتوجه لتعديل ما يسمى المبادرة العربية لتكون مبادرة تطبيع قبل أن تكون مبادرة انسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، كل هذا تمهيداً لفرض الحل لتصفية الشعب الفلسطيني.
السلطة اذا ما بقيت في موقعها السياسي ومتمسكة بالمفاوضات والاتفاقيات هي تذهب بنفسها للهاوية وتُذهب معها القضية الفلسطينية ومستقبل الشعب الفلسطيني.
زياراتها للعواصم العربية والأجنبية لا تجديها نفعاً لأن اليوم العالم لا يحترم سوى للأقوياء ولأن العالم اليوم لا يحترم إلّا من هو قابض على حقوقه ويقاتل لأجلها، هناك قوى تتكالب على تصفية القضية الفلسطينية، لأن تصفيتها مرتبطة بارتباط وثيق لما يسمى مشروع الشرق أوسط الجديد "مشروع التفتيت والتجزئة والقضاء على قوى الصمود والمقاومة واستهداف ايران من ناحية واستهداف سورية والتهديدات المتواصلة على حزب الله واستمرار حصار قطاع غزة والضغط على أهل القطاع المقاومين كل هذا في اطار مشروع تصفوي قادم"، الفائدة الوحيدة التي يمكن أن تتحقق للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية، أن تمتلك الساحة الفلسطينية مشروعا وطنيا مقاوما ومرتبطا بتحالفات مع قوى المقاومة الخقيقية في الأمتين العربية والاسلامية وإعادة استحضار البعد الاسلامي للقضية الفلسطينية.
ادانة السلطة الفلسطينية للإرهاب في فرنسا:
هو انفصام وانفصال ودليل على أن عباس يبحث عن مصالحه الضيقة، الارهاب واحد وان كانت الأهداف ليست واحدة، فالارهاب الصهيوني في فلسطين في اطار مشروع التهويد والاستيطان وتصفية القضية الفلسطينية، والارهاب الذي يضرب سورية في اطار تدمير الدولة المركزية وتهديم الجيش الوطني وفي اطار تقسيم سورية وتجزئتها وفي اطار بعث الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب العربي السوري، والارهاب في اليمن أيضا لتقويض مقومات صمود الشعب اليمني وتجزئته وللسيطرة عليه من قبل دول الخليج، والارهاب في أوروبا الغربية هذا انتقاما من ممارسات ومواقف بعض الدول تجاه قوى الارهاب الذي احضنته في المرحلة السابقة.
واذا لم تتكاتف الجهود الدولية لوقف الارهاب سيتمدد، الارهاب الذي يجري في بلادنا حاضنته الفكرية موجودة في التراث الاسلامي ومن هنا أهمية أن تعود المؤسسات الدينية الكبرى لإعادة الصورة الناصعة للإسلام وأن توضح ارتباط هذا الارهاب اليوم بماقبل 200سنة من عصور ظلامعصور ظلامعصور ظلام مرت على الأمة الاسلامية، بفعل قوى أخذت من الدين ستارا لها وبالحقيقة هي قامت على تشويهه، مايجري اليوم من ارهاب ترعاه السعودية بالفكر الوهابي هذا ليس حديثا وانما عمره قرون من الزمن، البيئة الممولة والداعمة للإرهاب موجودة في ارجاء الدول العربية وتحديدا دول الخليخ، فإذا لم يكفوا عن دعم هذا الارهاب وتمويله واستخدامه هم يضرون بأمن الأمة ويلقون الأذى على الدين الاسلامي.
الكثيرون يرددون أن الارهاب هو صنيعة أمريكية هذا ليس صحيحا بالمطلق أمريكا شريك فالإرهاب له حاضنة فكرية بالتراث الاسلامية الارهاب يحضنه ويموله دول كالخيج لكن التشكيل العسكري لوظيفة سياسية وأغراض سياسية، لكن أمريكا لم تصنع قوى ارهابية دينية هي رعتها ومولتها ووظفتها لأغراض سياسية التدمير في منطقة الشرق الأوسط .
مشعل نتفهم وضع تركيا في ترتيب أوراقها الداخلية وندعوها في ذات الوقت للاستمرار في دورها تجاه قضايا الأمة أي دور ايجابي لتركيا في نصرة قضايا الأمة!!
لازال الأخ مشعل وحركة حماس في اطار مشروع الاخوان المسلمين، لذلك يروا في تركيا صديقة وحليفة وشريكة لهم في مشروع الاخوان المسلمين في المنطقة ومن هنا الاحتفالات التي جرت بدعوى من حماس في قطاع غزة نصرة لاردوغان وفرحا لفشل الانقلاب الذي جرى كتعبير عن هذه العلاقة التي تربط فيما بينهم، ثم جاءت تصريحات بعض المسؤولين من حماس وهم يقولون أنهم جاهزين أن يفدوا بدمائهم شواطئ تركيا، فللأسف كان عليهم أن يقولوا نفدي بدمائنا شواطئ فلسطين وخاصة انها محتلة وتمر بها البوارج الصهيونية والزوارق الصهيونية المسلحة التي تعتدي دائما ويوميا على قطاع غزة والصيادين الفلسطينين، وتقوم بعملها العدواني على شعبنا في كل مكان.
أما أن يقول أن تركيا تقوم بدورها تجاه قضايا الأمة، تركيا تقوم بدورها تجاه قضايا الأخوان المسلمين تركيا في الآونة الأخيرة أبرزت من جديد عمق علاقتها بالكيان الصهيوني حيث تمت تسوية الخلافات فيما بينهم، التي نشأت اثر سفينة مرمرة، وكل المعلومات كانت تشير أن العلاقات لم تتوقف مع الكيان فالعلاقات مع الكيان قوية تجاريا وعسكريا وتركيا شريكة في حلف الشمالي الأطلسي، ومن تركيا يخرج الارهابون ليفتكوا بسورية، الاشادة بتركيا وعدم مطالبتها بالعبث وتدمير التي ترتكبها بحق سورية هو أمر مؤسف أن يصدر عن قائد تنظيم في الساحة الفلسطينية، وهو يعرف حجم التواطؤ والتآمر والعدوان واحتضان الارهاب وتزويد الارهابيين الذين يفتكون بسورية بالمال والسلاح.
تصريحات هيلثي الأخيرة رئيس الاستخبارات الكيان الصهيوني في مؤتمر هرتسيليا أن سورية لن تنعم بوحدة أراضيها تحت زعامة قائد واحد في السنوات القريبة القادمة ونلاحظ في هذا المؤتمر مشاركة المعارضة السورية ألم تتجلى الرؤية وتصبح واضحة أمام البعض أن كيان الاحتلال الصهيوني يدعم المعارضة السورية لفتك محور المقاومة والعمود الفقري له سورية لكسرها وانهاء المقاومة:
منذ اليوم الأول في الحرب على سورية كان البعد الصهيوني حاضرا ربما لم يكن ملموسا لكافة العالم، لكنه كان حاضرا الكيان الصهيوني شريك في مشروع التفتيت والتجزئة في أرجاء الأمة، الكيان شريك في ضرب مقومات صمود.
شرط وجوده وشرط استمرار بقائه هو أن يدمر ويضعف كل من حوله وأن يبقى هي القوة القائدة والمتفوقة على كل القوى من حوله، فلذلك هو لم يكن محايدة أو متفرج، كان يرصد الأحداث في سورية، ويدعم المسلحين بكل أشكال الدعم وفتح المشافي لهم، كيف يطلبون الحرية من كيان هو قائم أصلا على اغتصاب الأراضي وأشلاء الشعب الفلسطيني، في مؤتمر هرتسيليا كان ما يسمى بالجيش الحر حاضر، و الممثلين الصهاينة كانوا موجودين في مؤتمر المعارضة الايرانية في باريس وكان ممثل عن السلطة الفلسطينية موجودا، وهذا أمر مؤسف أن تقوم السلطة بهذا الدور تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني خاصة، أنها منذ انتصار الثورة الاسلامية الايرانية وحتى الآن وهي لم تتوقف عن الدعم فلذلك الكيان الصهيوني شريك في مايجري وحليف لدول عربية تتآمر على سورية وعلى مقومات الصمود، حليف لدول عربية تتآمر على حزب الله واليمن وهناك معلومات أن طيارين صهاينة شاركوا بالعدوان على الشعب اليمني فلذلك ليس من تعريف للكيان الصهيوني الموجود في قلب الأمة إلّا أنه استعمار استيطاني عدواني توسعي عنصري في الفكر والأهداف والتنظيم من يريد أن يتناسى هذا التشخيص لهذا الكيان الصهيوني يخطئ، فالكيان لن يتوقف عن هذا الدور والوظيفة التي أنشئ من أجلها.
عن الطفل الذبيح الشهيد عبد الله عيسى
والأسئلة المثارة إعلامياًالصمت ليس فضيلة… وليس حكمة… وفي كثير من الأحيان هو خطيئة وطنية وقومية… وربما هو عار يلحق بمن اختار أن يلوذ بالصمت.
من لا يريد التعبير عن مشاعر السخط والغضب، وعن الإدانة والاستنكار لهذه الجريمة البشعة، التي يندى لها جبين الإنسانية، وعن كل الجرائم التي اُرتكبت بحق الشعب السوري الشقيق، رجالاً ونساءً، شباباً وشابات، أطفالاً وفتية، عسكريين ومدنيين، على خلفية سياسية لأن ذلك يتعارض مع مواقفه وقناعاته، فإن الخلفية الإنسانية والواجب الإنساني يحتم عليه أن يفعل.
وعكس ذلك فإن المشهد يكون، ضياع فكري.. وسقوط سياسي.. وتبلد بالمشاعر والأحاسيس.. ومن كل ما يمت للمشاعر والعواطف الإنسانية النبيلة.
وإذا كانت هذه الكلمات تمت اليوم إلى جريمة ذبح الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى على أيدي عصابات القتل والإجرام، فإنها تطال كل جريمة جرى ارتكابها في سورية، وهي جرائم ممتدة على مدار خمس سنوات مضت ولا تزال.
لقد دفعني للكتابة في هذا الموضوع بعض الأسئلة الإعلامية المثارة، حول دوافع الصمت من قبل بعض الفصائل الفلسطينية، عدا البيانات الصادرة عن حركة فتح الانتفاضة، وعن الجبهة الشعبية القيادة العامة، إضافة إلى بيان تحالف القوى الفلسطينية.
ولقد جاء هذا السؤال على قناة الميادين من قبل الإعلامي القدير الأستاذ كمال خلف في حديثه مع السيد أنور عبد الهادي مدير عام الدائرة السياسية.
لقد طرح السيد خلف سؤاله باندهاش كبير، وهو أمر لافت حقاً، ومهما كان بوسع المرء أن يشرح ويحلل ويفسر المواقف على خلفية سياسية، خاصة أن الأزمة التي تلف الساحة الفلسطينية وفصائلها كبيرة ومتعددة الجوانب، إلا أن هذا لا يعفي أي جماعة سياسية كانت فصيلاً، أو حزباً، أو منظمة، أوهيئة، أن تلوذ بالصمت حتى لا يسجل عليها موقف.
وعليها أن تفعل وتعبر عن سخطها وغضبها وإدانتها واستنكارها على خلفية إنسانية، فنحن أمام جرائم تطال الإنسان والإنسانية، تطال الأبرياء، تطال الأطفال، تطال مقومات الحياة، في بلد عربي شقيق صامد ومقاوم، يقف اليوم في وجه أعتى مؤامرة تستهدف الأمة كلها في مشرقها ومغربها.
لكل من يلوذ بالصمت، وكأنه لم يسمع، أو يرَ أن يراجع مواقفه، ويتذكر أن المناضلين في سبيل الحرية والتحرر منحازون فعلاً وقولاً للإنسان والإنسانية.
ومرة أخرى، فإن الضياع الفكري، والتوهان السياسي،ـ والتبلد بالأحاسيس والمشاعر، والتنصل من القيم والمشاعر والعواطف الإنسانية النبيلة يذهب بأصحابه للضياع، وعلى كل من يفعل ذلك أن يراجع بعمق ومسؤولية، ليس مواقفه السياسية فحسب، بل انتماؤه الفعلي للناس، لآلام الناس وعذاباتها.
أما الطفل الذبيح الشهيد عبد الله عيسى فهو شهيد سورية، وأحد ضحايا الجريمة المرتكبة على أرضها.
من قتله هم نفس العصابات التي قتلت محمد الدرة وفارس عودة والطباخي، والفتى أبو خضير، وأطفال الدوابشة، ومن جرى إعدامهم بالشوارع من شباب وشابات في شوارع ومدن الضفة الغربية على مرأى ومسمع العالم الذي تبلدت مشاعر الأحاسيس في أرجائه.
لروحه الرحمة، لأروح أطفال سورية الرحمة، لأرواح أطفال اليمن والعراق ولبنان وليبيا، وكل أرض عربية ترتكب فيها الجرائم الرحمة.
والتاريخ يعلمنا أن دمائهم لن تذهب هدراً.. وإن غداً لناظره قريب