…تربع هذا الملك على عرش أوغاريت بعد وفاة الملك نقميبا ..وعميشتمرو الذي يعني اسمه "عم إستمرى" ويعني استمرى الشعب ..
وقد وقعت في عهده أحداث سياسية هامة نقلت إلينا بوساطة الرقم الفخارية المترجمة و الكثيرة التي دونت عليها رسائل وقوانين ومعاهدات ..موقعة باسمه وخاتمه..
اعتلى هذا الملك العرش وهو صغير السن نسبياً ..أمه كانت الملكة الأوغاريتية الأكثر صيتاً وشهرة في اوغاريت أحت ملكو وهي ليست أوغاريتية من اصل عموري ..اعتلت عرش اوغاريت بعد وفاة زوجها نقيميا..حتى تمكن ابنها الأثير عميشتمرو من الوصول الى السن القانونية .. تزوج من ابنة الملك العموري "بن تشينا "وعاصر الملك الحثي "ختوشلي الثالث "/1282-1250/قبل الميلاد..خلال أواخر سنين حكمه..ويبدو أنه توفي خلال حكم "تودخليا " خلال الربعين الثالث والثاني من القرن الثالث عشر قبل الميلاد..
في هذه الفترة من تاريخنا السوري القديم ساد السلام ربوع الشام ..بعد أن قررت الدولتان المصرية والحثية بعد معركة "قادش"الشهيرة وقف جميع العمليت العسكرية والحربية بينهما ..والأعتراف بالوضع الراهن الذي كان قائماً آنذاك في بلاد الشام..
لقد حافظ الملك الأوغاريتي "عميشتمرو على الماهدات والمواثيق التي أبرمها مع أسلافه مع الحثيين والآشوريين في عهد الملك الآشوري الذائع الصيت "سلمانصر الأول /1273-1242/ /قبل الميلاد..وقد تمنع عميشتمرو عن تقديم العون العسكري للحثيين ..وقدم لهم عوناً مادياً بدلاً من ذلك ..ومن المحتمل أن يكون الدافع لهذا الموقف تيقن ان تكون كفة الآشوريين لا بد ان راجحة في النهاية في هذه المعركة ..
وبنفس الوقت فهو لم يغضب الحثيين إذ لهم العون المادي الذي لايقل أهمية عن المقاتلة في صفوفهم ..
والجدير بالذكر ان عونه المادي قد زاد عن المبلغ الذي حددته الاتفاقيات الدولية بينهم..
وأخير أقول :بكل ثقة وتأكيد ..لقد حملت لنا يا اوغاريت الحياة الى كل جنة شكرا لك من القلب ..
أوغاريت التي تدهشنا في كل موسم أثري بحكاية جديدة ومكتشفات أكثر روعة ودهشة تبشرنا دائما بنتائج سارة تعودنا ان نسمعها عن تاريخها المديد لتخبرنا عن حياتها وعاداتها وملوكها..
..عاشق أوغاريت ..غسان القيّم..