The Telegraph
كتبت الباحثة في مركز الدين والجيوسياسة راشيل برايسون، تقريرًا في صحيفة "ديلي تلغراف"، تتساءل فيه عن الدور الذي بات يؤديه الأطفال في هجمات تنظيم "داعش".
وتقول برايسون إن "الأطفال يعدون مهمين في فن الحرب، ليس لأنهم المصدر الذي لا ينضب للنزاع، لكن لأن جماعات، مثل تنظيم "داعش"، تستخدم الأطفال من أجل تأمين جيل المستقبل من المقاتلين والأتباع وتدريبه. والمثال القريب على الأطفال الذين قاموا بهجمات، هو الطفل الذي فجر حزامه الناسف في حفلة زفاف، ولم يكن عمره يتجاوز الـ12 أو الـ14 عاما".
ويستدرك التقرير، بأنه رغم أن تنظيم "داعش" لم يعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي نفذ في مدينة غازي عنتاب، فإنه معروف في استخدامه الأطفال وسيلة في الحرب، وجزءًا من أساليبه، حيث إنه يقوم بتجنيد الأطفال في سن صغيرة؛ لتثقيفهم، وتدريبهم على العنف وممارسته، ويعرضهم لأيديولوجية متطرفة، مشيرًا إلى أنه يتم إدخال الأطفال في المناطق الخاضعة للتنظيم في كل من العراق وسوريا إلى المدارس ومعسكرات التدريب، وتعليمهم كيفية القتل وتنفيذ الهجمات، ويتم تنحية مستقبلهم وطموحاتهم جانبا، واستبداله بالدمار.
وتلفت الصحيفة إلى أن استخدام الأطفال لا يقتصر على تنظيم "داعش"، بل إنه موجود لدى جماعات أخرى، مشيرًة إلى أن تنظيم "أبي سياف" في الفلبين استخدم الأطفال لحراسة السجناء، بالإضافة إلى أن حركة "طالبان" ضمت عددا من الأطفال إلى صفوفها منذ منتصف عام 2015، حيث دربتهم ونشرتهم للقيام بعدد من المهام العسكرية.
وترى الكاتبة أن من الأمور الصادمة ما جاء في تقرير أعدته الأمم المتحدة قبل فترة، أشار إلى أن واحدة من كل خمس عمليات انتحارية نفذتها حركة "بوكو حرام" النيجيرية كانت من تنفيذ أطفال، لافتًة إلى أن تنظيم "داعش" تحديدًا استخدم الأطفال للقيام بعمليات نفسية متعددة، منها تقديم صورة عنه بأنه يدير دولة فاعلة، وتغذية حرب جيلية متعددة الوجوه.
ويجد التقرير أن حضور الأطفال يجلب معه اهتمام الإعلام، ويعطي التنظيم منبرا لينشر أيديولوجيته، مشيرًا إلى أنه يتم استخدام الأطفال وسيلة لتجنيد أطفال آخرين، وتذهب الجماعات المتطرفة بعيدا في تجنيد الأطفال لخدمة قضيتها، وتقوم بجذبهم، بل إجبارهم من خلال عدة طرق.
وتفيد برايسون بأنه في كثير من الحالات يتم إجبار الأطفال على الانتظام في الجماعات المتطرفة بما لا بتوافق مع رغبتهم، كما ورد في تقرير لمنظمة الطفولة العالمية، الذي كشف عن اختطاف تنظيم "داعش" لآلاف الأطفال، منوهةً إلى أن هناك 22 طفلاً من بين 51 ضحية قتلوا في هجوم الأحد، الذي نفذ في تركيا، ما يكشف عن أن الأطفال حول العالم هم ضحايا أيديولوجية التطرف، سواء كانوا معرضين مباشرة لها وتدربوا عليها، أم متفرجين أبرياء.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالقول إن "جماعات مثل تنظيم "داعش" تقوم بتدمير الماضي والحاضر والمستقبل، وتقوم بحرمان الأطفال من طفولتهم، من خلال غمرهم من رأسهم إلى أسفل قدميهم في عالم الإرهاب".
ترجمة عربي 21