
سارة أرزوني – بيروت برس –
يقضي الكثير من الشباب ساعات يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي، يتابعون ما يقوله الناشطون والسياسيون والفنانون، ويحاولون التعليق على تصريحاتهم التي ربما تكون آراء خاصة أو مواقف حصلت معهم أو تقرير بالصور عن تحركاتهم اليومية.
فهل أصبح هذا النوع من النشاطات موازيًا لأي نوع من الرياضات او الهوايات التي نملأ بها أوقات فراغنا؟ أم إنّ البعض يعتمدها كعمل له أو أسلوب حياة يفضل أن يتعايش معه؟
إن كنا نتحدث عن أوقات فراغ فلا مشكلة بملئها بما يستهوي الشاب، ولكن ماذا عمّا إذا أصبحت هذه المتابعات واجبًا يوميًا يلزم الفرد نفسه بها، ولو على حساب عمله وواجباته، أو إذا ما أصبحت أخبار الناشطين من العناوين الرئيسية التي تتصدر نشرات الأخبار وكأنّ وسائل الإعلام أصبحت تعتمد على هذه الاخبار لتشبع فضول شريحة كبيرة من المواطنين ملّت من الأخبار السياسية التي لا تحرك ساكنًا، وأصبح انشغالنا بتصريح عن مكان قضاء عطلة نهاية الاسبوع أو صورة معدلة على الفوتوشوب أو فيديو كليب مثير للجدل أو حلقة تلفزيونية أثارت ضجة أو فاتورة مطعم أراد صاحبها تسليط الضوء على قصةٍ حصلت معه دون الانتباه للعواقب.
يضع محمد هذه النشاطات ضمن إطار العلاقات الاجتماعية التي لا يمكنه القيام بها عن قرب بسبب قضائه وقتًا طويلًا في العمل. أما سوزان، فتعتبر هذه الصفحات مساحة لتنشيط الحركة الاجتماعية مع شبابٍ من عمرها من مختلف فئات المجتمع، بينما تحاول فرح أن تعبر عن آرائها بكل مشاكل المجتمع وتشارك غيرها بالمواقف التي ربما تحصل معها، مستغلّة هامش الحرية الممنوح مع وسائل التواصل المذكورة.
جملةٌ واحدةٌ يضعها أحد الناشطين على صفحته كفيلةٌ بأن تشعل المواقع كافة، بين أخذٍ وردّ يستمر لأيام عديدة، الى أن تولد قصةٌ جديدةٌ تسرق الأضواء من سالفتها. وتزداد حدة التفاعل مع ازدياد أعداد المتابعين للناشطين، الذين أصبح البعض منهم معروفًا للقنوات التلفزيونية ونشرات أخبارها.
بين إيجابياتٍ يراها البعض من هذه النقاشات، وسلبياتٍ ربما تقع على عاتق البعض الآخر، يفضل قسمٌ من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن يتابعوا عن بعدٍ دون الإدلاء بأي رأي بالمواضيع المطروحة، مع الحفاظ على متابعاته للبقاء على تماس مع "المستجدات" المثارة بين الأروقة.