ولد قسطنطين سيمونوف في بيوترغراد عام 1915 ، درس في معهد مهني وعمل في المصانع ، وبدأ في نشر أشعاره منذ أواسط الثلاثينات ثم عمل مراسلا حربيا في الشرق الأقصى عام 1939 حيث كانت قد بدأت الاشتباكات مع القوات الالمانية. .
كانت نتاجاته المبكرة مفعمة بالحس الأممي والإيمان بالمستقبل ، وبطله شاب مندفع نحو المآثر والفداء مع اهتمام بالعالم الداخلي للإنسان.. وينخرط في الحرب الوطنية العظمى كذلك مراسلا حربيا لجريدة "كراسنايا زفيزدا"، ومن أهم أعماله في مرحلة الحرب ( من المفكرة ) و( معك وبدونك ) . تتوحد لديه إبداعيا التوجهات الوجدانية مع النمط الوثائقي مما جعل أسلوبه مميزا في العديد من الأعمال . وقد لعبت قصائده العاطفية دورا هائلا أثناء الحرب في تعميق الحس الوطني المقاوم واستقراء الواقع الاستثنائي الذي يعيشه الجنود على الجبهات ، حتى أن قصيدته "انتظريني سوف أعود" انتشرت كالنار في الهشيم وباتت تنسخ في معظم رسائل الجنود لحبيباتهم وزوجاتهم .. ويقول تيخانوف عنه : إن جيل سيمونوف هو جيل الخنادق والمعارك وحين يتذكر هذا الجيل الحرب سيتذكر سيمونوف حتما وهذا ليس بقليل ..
ساهم سيمونوف في المعارك في صفوف الجيش السادس بما في ذلك في معارك تحرير أوروبا ، من هنا انعكست وقائع الحرب بجلاء في أشعاره مبرزة خواصها الإنسانية الأليمة والحميمة،. كما كتب بعض الأعمال النثرية إبان الحرب مثل ( أيام وليال ) . وبعد الحرب كتب أعمالاً روائية مثل ( رفاق السلاح ) وثلاثية ( الأحياء والأموات ) و ( لا يولد الناس جنوداً ) و ( الصيف الأخير ) .
وبعد الحرب وسع الشاعر من رحلاته حيث شده حسه الأممي للتفاعل مع كوبا وفييتنام مركزا على ضرورة تلاحم النضال من أجل السلام كما في كتابه ( الأصدقاء والأعداء )
ساهم سيمونوف في العمل الصحفي في جميع مراحل حياته وشغل منصب نائب لرئيس اتحاد الكتاب السوفييت . توفي قسطنطين سيمونوف في 28 آب عام 1979 .
إعداد : محمد عزوز