عبد المجيد: الشعب الفلسطيني مستمر في مقاومة الاحتلال وكل محاولات إخماد الانتفاضة باءت بالفشل.
اعداد وحوار جو ترزي ـ راما قضباشي
أكد أمين سر "تحالف القوى الفلسطينية" خالد عبد المجيد إن كل المحاولات التي تجري من قبل السلطة الفلسطينية لمنع تفجير انتفاضة فاعلة في الأراضي المحتلة والتنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني، باءت بالفشل خلال المرحلة الماضية، وبالتالي فإن الموقف الوطني الفلسطيني يتطلب من كل الفصائل تحديد موقفا واضحا من هذا التنسيق الأمني".
وأضاف "أن من أجل تحقيق ذلك نحن بحاجة إلى تحرك شعبي ضاغط على الدول العربية وتحرك دولي ضاغط على الكيان الصهيوني حتى نستطيع فك الحصار عن قطاع غزة."
وحول ملف حصار غزة أشار عبد المجيد إلى أن عملية انهاء الحصار لقطاع غزة عملية تتعلق بنضال شعبنا ودور فاعل للفصائل والقوى والهيئات والفعاليات الفلسطينية في داخل الأراضي المحتلة، وتأكيد الترابط والعمل لإنهاء الانقسام بين السلطتين والحركتين في فتح وحماس، وهذا يساعد في التفكير من أجل الضغط لإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة.
وتابع اضافة للحملات العربية والاسلامية والدولية التي يجب أن ترفع الصوت عاليا وتقوم بفعاليات لممارسة الضغط الحقيقي على كيان الاحتلال الصهيوني، لبلورة موقف عربي ودولي فاعل من أجل الضغط على الاحتلال، اضافة للتحرك على الساحتين العربية والدولية وفي الهيئات والمؤسسات الدولية، لفضح سياسة الاحتلال في التجويع لقطاع غزة وسياسة الحصار الظالم لقطاع غزة.
وأوضح عبد المجيد في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة والعالم لابد لنا كشعب فلسطيني وأبناء أمتنا العربية والإسلامية أن نأخذ دورنا من أجل تعديل موازين القوى في المنطقة لصالح حقوق الشعب الفلسطيني في ضوء معدلات جديدة تتبلور و تنشأ من جديد، ليكون للقضية الفلسطينية مكانا بارزا في هذه المعادلات والأزمات على الساحة الدولية.
وطالب أمين سر "تحالف القوى الفلسطينية"برفع مستوى المواجهة للاحتلال ومستوى المقاومة له في المدينة المقدسة، وأن نرفع مستوى المواجهة في الضفة الغربية وكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة لإجبار العدو على وقف الاقتحامات للمسجد الأقصى وعمليات الاستيطان والتهويد في القدس وفي الضفة الغربية،لافتا الى أن يكون هناك خطة فلسطينية عربية اسلامية عالمية من أجل القدس بهدف أن يكون هناك تحرك دولي كبير لحماية القدس بمقدساتها الاسلامية والمسيحية.
وفيما يلي نص الحوار بالكامل.
كيف ترون واقع التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في ظل الحديث عن مصالحة فلسطينية وبوادر استئناف المفاوضات السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين؟
من الواضح أن التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة الفلسطينية وجيش الاحتلال مستمر وارتفع إلى مستويات أعلى في ظل انتفاضة القدس، وتُعبر قيادات السلطة وفي المقدمة منها رئيس السلطة الفلسطينية وقادة أجهزته و وزرائه عن التزامهم بهذا التنسيق الأمني، حيث يحرصون على استمرار هذا التنسيق ويعتبرونه جزءا أساسيا من الالتزامات التي وقعوا عليها مع الاحتلال، وهم يقومون بعملية تزوير وتضليل لأبناء شعبنا، بأن هذا التنسيق الأمني مع الاحتلال هو لمصلحة الشعب الفلسطيني ومن أجل تسيير أمور ومصالح الشعب الفلسطيني، وهذا كذب وغير صحيح، فهناك تنسيق أمني لمتابعة نشطاء المقاومة والانتفاضة وهذا الأمر ألحق أضرارا كبيرة بمصالح شعبنا وبالمقاومة الفللسطينية.
إننا نعتبر أن كل المحاولات التي تجري من قبل السلطة الفلسطينية لمنع تفجير انتفاضة فاعلة في الأراضي المحتلة والتنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني، باءت بالفشل خلال المرحلة الماضية، وبالتالي فإن الموقف الوطني الفلسطيني يتطلب من كل الفصائل تحديد موقفا واضحا من هذا التنسيق الأمني، ومن الخطوات التي تتطلب وضوحا في المواقف من السلطة الفلسطينية التي أصبحت عبئا على الشعب الفلسطيني، هي الخطوات الجادة لعدم توفير غطاء لاستئناف مفاوضات جديدة، ومنع عملية تضليل جديدة لشعبنا بعد أن مر أكثر من 22 عاما على اتفاقات أوسلو، وبعد أن أصبح القسم الأكبر من أراضي الضفة الغربية تحت سيطرة المستوطنين والمستوطنات وبالتالي فإنه لامجال لأي مسار سياسي دون أن يكون هناك انسحاب كامل للاحتلال والمستوطنين من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا لن يتم إلّا بإعادة استنهاض قوى شعبنا من أجل اجبار هذا الاحتلال على الانسحاب من الأراضي المحتلة.
هل لديكم من أفكار عملية لإنهاء الحصار الجائر في قطاع غزة، الذي شل الحياة العملية والحياتية بها، وعدم تواصل قطاع غزة مع الضفة الغربية نتيجة الانقسام السياسي والاقتصادي الذي أثر على المواطن الفلسطيني بشكل كبير نتيجة تواصله؟
عملية انهاء الحصار لقطاع غزة عملية تتعلق بنضال شعبنا ودور فاعل للفصائل والقوى والهيئات والفعاليات الفلسطينية في داخل الأراضي المحتلة، وتأكيد الترابط والعمل لإنهاء الانقسام بين السلطتين والحركتين في فتح وحماس، وهذا يساعد في التفكير من أجل الضغط لإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة، اضافة للحملات العربية والاسلامية والدولية التي يجب أن ترفع الصوت عاليا وتقوم بفعاليات لممارسة الضغط الحقيقي على كيان الاحتلال الصهيوني، لبلورة موقف عربي ودولي فاعل من أجل الضغط على الاحتلال، اضافة للتحرك على الساحتين العربية والدولية وفي الهيئات والمؤسسات الدولية، لفضح سياسة الاحتلال في التجويع لقطاع غزة وسياسة الحصار الظالم لقطاع غزة، اضافة إلى الضغط على الحكومات العربية وتعرية سياساتهم وخاصة الحكومات التي تتحكم بالنظام العربي الرسمي (السعودية ومصر)، والعمل من أجل فتح معبر رفح ليكون هو متنفس آخر لفك الحصار من الجهة العربية الوحيدة وهي جمهورية مصر العربية، هذا يساعد على فك الحصار وتخفيف المعاناة لأبناء شعبنا، وإذا تم فتح معبر رفح اضافة للضغط المصري المطلوب والضغط العربي لمنع الدول العربية التي وقعت اتفاقات مع العدو لوقف التزاماتها وعدم الاستجابة لشروط الاحتلال بعدم ادخال مواد غذائية أو عدم ادخال أي شيء لقطاع غزة، من أجل تحرر الارادة العربية في انقاذ الشعب الفلسطيني وانقاذ أهلنا في قطاع غزة وتحمل مسؤولياتهم التاريخية في هذه العملية، ومن أجل تحقيق ذلك نحن بحاجة إلى تحرك شعبي ضاغط على الدول العربية وتحرك دولي ضاغط على الكيان الصهيوني حتى نستطيع فك الحصار عن قطاع غزة.
هناك نداءات وحملات متعددة من قبل مؤسسات محلية وخارجية داعيةً إلى مقاطعة بضائع المستوطنات ومنتجاتها، حيث تم الاكتشاف مؤخراً مواد غذائية فاسدة بها وتم ضبطها، من قبل دائرة التموين بوزارة الاقتصاد ما هو تعقيبكم على ذلك وكيف يمكن التخلص من هذه الآفة الخطرة وهي المستوطنات في الضفة الفلسطينية وإجراءات الاحتلال والمستوطنين التعسفية بحق المواطنين في الضفة؟
في السنة الأخيرة زادت عملية مقاطعة بضائع المستوطنات من قبل شعوب الدول الغربية وخاصة في أوروبا وازدادت حملة المقاطعة للمستوطنين والمستوطنات وحتى للكيان الصهيوني،كما أن ملاحقة مجرمي الحرب كان لها الأثر البالغ في ارباك الاحتلال، لكن للأسف الشديد هذه المقاطعة الدولية التي نمت بجهود ناشطين فلسطينيين وعرب ومسلمين وأحرار العالم الذين يتضامنون مع الشعب الفلسطيني جاءت في ظل موقف عربي متردي وفي ظل تطورات خطيرة ومدمرة تشهدها المنطقة العربية، حيث استطاع الكيان الصهيوني أن يستفيد منها وأن يوظفها من أجل عزلته، وأعتقد أن استمرار العمل من أجل رفع مستوى المقاطعة ومن أجل زيادة حملات المقاطعة في العالم وفضح وتعرية الأنظمة العربية التي تسعى لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني والقيام بتحركات وفعاليات شعبية في الدول العربية ضد سياسة التطبيع ومناهضة التطبيع وكل اللقاءات والاتصالات التي تجري مع الكيان الصهيوني، تساهم كلها بهذه الحملة ضد الكيان الصهيوني، وبالتالي هذا يساعد في الضغط السياسي وليس المقاطعة فقط.
وفي ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة والعالم لابد لنا كشعب فلسطيني وأبناء أمتنا العربية والاسلامية أن نأخذ دورنا من أجل تعديل موازين القوى في المنطقة لصالح حقوق الشعب الفلسطيني في ضوء معدلات جديدة تتبلور و تنشأ من جديد، ليكون للقضية الفلسطينية مكانا بارزا في هذه المعادلات والأزمات على الساحة الدولية، خاصة أن العديد من الأزمات في المنطقة تُبحث بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والدول الكبرى وهذه المعادلات الجديدة قد تفتح الطريق من أجل أن يتم التأكيد على اعطاء الفلسطينين حقوقهم المشروعة وفي المقدمة منها حق الفلسطينين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها وحق تقرير المصير، وبالتالي فإننا نعتقد أن هذا الدور المُلقى على عاتقنا وعلى أبناء أمتنا هو الذي سيساهم في تأكيد واعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على الساحتين العربية والدولية.
هناك اقتحامات يومية ومتكررة من قبل جنود وقادة الاحتلال ومستوطنيه للمسجد الأقصى مما يشكل خطراً على حرمته ما هو ردكم على هذه الإجراءات الغير أخلاقية بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وسبل الرد بالطرق المناسبة إضافة إلى الرسائل التي توجهونها للأمة العربية والإسلامية في دول العالم لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك؟
لم تتوقف يوما من الأيام عملية اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى برعاية وحماية جنود الاحتلال الصهيوني وهذه العملية مستمرة في محاولة لفرض الأمر الواقع وفي محاولة لمزيد من العمليات التهويد في مدينة القدس، وبالتالي علينا كفلسطينيين أن نرفع من مستوى المواجهة للاحتلال ومستوى المقاومة له في المدينة المقدسة، وأن نرفع مستوى المواجهة في الضفة الغربية وكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة لإجبار العدو على وقف الاقتحامات للمسجد الأقصى وعمليات الاستيطان والتهويد في القدس وفي الضفة الغربية، و أن يكون هناك خطة فلسطينية عربية اسلامية عالمية من أجل القدس بهدف أن يكون هناك تحرك دولي كبير لحماية القدس بمقدساتها الاسلامية والمسيحية، وفي مقدمة هذه التحركات دور شعبنا الفلسطيني وفصائل المقاومة التي يجب أن تقوم بدورها في المواجهة الفاعلة للمحتلين والمستوطنين ومنع الكيان الصهيوني من الاستمرار في سياسة الاستيطان والتهويد في المدينة المقدسة.
هناك زيارات مكوكية للرئيس عباس إلى بعض الدول العربية والأجنبية وكان لقاءه الأخير مع السيسي والملك عبدالله كيف ترون هذه الزيارات وما تحمله من معاني للقضية الفلسطينية أم الخروج من المأزق الحالي؟
نحن لا نعوّل كثيرا على هذه الزيارات ولا على موقف عباس أو موقف الدول العربية التي يزورها، بالرغم من أن هناك محاولات من قبل أطراف دولية وعربية لخلق بديلا عنه، وهو من خلال زياراته وتحركاته يحاول اثبات حضوره ودوره على الساحة العربية والدولية، لكن لا نعتبر أن الزيارات المتكررة سواء في مصر أو في الأردن اللتين غاضبتا من الرئيس الفلسطيني وقلقهما من سياساته، اضافة إلى التزامات من هاتين الدولتين ودول عربية أخرى مع أطراف أخرى سواء كانت اقليمية أو عربية أو دولية، وبالتالي بعيدا عن التزين لأي طرف من الأطراف الفلسطينية نعتبر أن هذه الزيارات وهذه اللقاءات لا تؤدي إلى أية نتيجة بل هي مزيد من تعويم الحالة الفلسطينية القائمة في السلطة الفلسطينية أو العمل من أجل خلق بديل لهذه السلطة وهذا البديل سيكون أكثر سوءا من قيادة السلطة الحالية، نحن لسنا مع هذه السلطة الحالية ولسنا مع أي فريق يتم ترتيبه من بدائل من قبل أطراف عربية أو اقليمية أو دولية، ونعتبر أن المسؤولية الأساسية تقع على فصائل المقاومة الفلسطينية سواء داخل منظمة التحرير أو خارجها المطالبة بفضح هذه السياسات الفلسطينية الرسمية أو السياسات العربية الرسمية، التي تحاول توظيف القضية الفلسطينية بغطاء فلسطيني سواء كان عباس أو حماس، من خلال التحالفات التي تجري سواء من قبل حماس مع قطر وتركيا أو من قبل عباس مع مصر والأردن والجامعة العربية والسعودية ودول الخليج وكل هذه السياسات نحن لا نعتقد أن للشعب الفلسطيني مصلحة فيها بل هناك مصالح لهذه الدول وهذه الأطراف العربية والإقليمية التي تسعى لتوظيف الحالة الفلسطينية بما يخدم مصالحها على حساب حقوق شعبنا، ولاحظنا في الفترة الأخيرة عمليات التطبيع التي جرت واعادة العلاقات بين تركيا واسرائيل والزيارات واللقاءات التي قام بها الجنرال السعودي السابق أنور عشقي مؤخرا إلى تل أبيب ولقاءاته مع نائب وزير الخارجية وأعضاء الكنيست الاسرائيلي، بتسويق وسمسرة وغطاء من قبل قيادات السلطة الفلسطينية، اضافة إلى المواقف واللقاءات السرية والعلنية التي يقوم بها الجنرالات السعوديين وفي المقدمة منهم تركي الفيصل الذي أجرى لقاءات عدة وأدلى بتصريحات مسيئة لشعبنا الفلسطيني والمقاومة.
الكل متخوف من سياسة وبرامج ليبرمان المستقبلية كيف ترون هذه السياسة من قبل وزير يدعو للمفاوضات السياسية وفي نفس الوقت يقول: إن الحرب على غزة اقتربت؟
القضية لا تتعلق ب ليبرمان بل تتعلق بحكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف ومن هذه الحكومة ليبرمان ونتنياهو وبالتالي هذه الحكومة تناور باستعدادها للعودة للمفاوضات السياسية سواء من خلال تصريحات نتنياهو أو تصريحات ليبرمان لكنها في نفس الوقت تستعد للحرب سواء الحرب على غزة أو الحرب في الشمال باتجاه حزب الله في لبنان وسورية، ونعتقد أن الأزمات التي يواجهها الكيان الصهيوني والمأزق الذي يواجهه اليمين الاسرائيلي يحاول دائما تصدير أزماته باتجاه الاقدام على حرب مع المقاومة أو مع دول عربية في السابق، وبالتالي يجب أن نأخذ بعين الاعتبارهذه السياسات وان نكون حذرين ويقظين لمواجهة كل الاحتمالات لأن هذا العدو ليس أمامه سوى سياسة التصعيد وسياسة التهويد وسياسة الحروب، وبالتالي يجب أن تكون المقاومة جاهزة لهذا الاحتمال سواء في الجنوب من قطاع غزة أو في الشمال في لبنان ومحور المقاومة
رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي هليفي يقول مؤتمر هرتسليا ـ 16: «سورية لن تنعم بوحدة أراضيها تحت زعامة قائد واحد في السنوات القريبة القادمة، وان أسوأ نهاية ممكنة للصراع في سورية بالنسبة إلى إسرائيل هي اندحار الدولة الإسلامية " داعش" وانحسار رقعة نفوذها وتأثيرها وبقاء المحور الراديكالي المتمثل بإيران وحزب الله ».يقول هليفي هذا الكلام بحضور المعارضة السورية في مؤتمر هرتسيليا, كيف تقيمون مشاركة أحمد مجدلاني ممثلاً عن السلطة الفلسطينية و عصام زيتون ممثلاً عن المعارضة السورية، باسم «الجيش الحر»، في هذا المؤتمر؟
لا زال القلق عند الاسرائيليين من محور المقاومة المشكل من سورية وايران وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية وبالتالي فإن الكيان الصهيوني وظف ونسق وتحالف ودعم المجموعات الارهابية المسلحة والأجهزة الاستخباراته الإقليمية والدولية التي لعبت دورا كبيرا في عملية التدمير التي جرت في المنطقة, وقام جيش الاحتلال الصهيوني بحماية ودعم للمجموعات المسلحة في بعض المناطق السورية المحاذية للجولان المحتل وفي منطقة حوران وبالتالي فإن هذا المؤتمر الذي عقد في هرتسيليا والذي حضره أحمد مجدلاني ممثلاً عن السلطة الفلسطينية بتكليف من قيادة السلطة و عصام زيتون ممثلاً عن المعارضة السورية باسم الجيش الحر, هو الرسالة التي تبعثها هاتين الجهتين سواء السلطة الفلسطينية التي تنسق أمنيا مع الاحتلال بمشاركة أحمد مجدلاني هي مشاركة معيبة وخيانة عظمى ألحقت العار بالسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وقياداتها وألحقت أضراراً كبيرة بالشعب الفلسطيني, وهنا نستغرب موقف بعض القوى الفلسطينية التي لم تصدر موقفا ولم تحرك ساكنا تجاه هذا الأمر, ومن المعيب أن يكون هناك مسؤول فلسطيني يحضر ويناقش أمن الكيان الصهيوني في مؤتمر هرتسيليا أما بالنسبة لعصام زيتون الذي حضر المؤتمر فهذه رسالة مما يسمى المعارضة السورية لإبداء حُسن النوايا للعدو الصهيوني لسياساتهم وعلاقاتهم المستقبلية مع هذا الكيان, كما أنهم مستعدون لعقد اتفاقات الاستسلام معهم مثل السلطة الفلسطينية والأردن ومصر, ومستعدين لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وهذا ما يرفضه الشعب العربي السوري كما رفض الشعب العربي الفلسطيني هذه السياسة من قبل قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية , لكننا على يقين أن الشعب السوري والدولة السورية لن يُمكنا هؤلاء من الاستمرار في سياساتهم في تطبيع العلاقات أو في التعامل مع الاحتلال الصهيوني وسيحاسبون على ما قاموا به وسيدفعون الثمن غالياً وكذلك سيتم محاسبة بعض القيادات الفلسطينية التي شاركت في المؤتمر أمثال أحمد مجدلاني وغيره من الذين ينسقون ويشاركون الاحتلال في أمنه.
وهذه ليست الزيارة الأولى لبعض قيادات الجيش الحر أو المعارضة السورية للكيان الصهيوني, بل هذا هو برنامج المعارضة المطلوب من قبل أمريكا ومن قبل بعض الدول العربية ومن قبل تركيا وهي التي تدفع بهذا الاتجاه لإنهاء الصراع العربي الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية, حيث لاحظنا في الفترة الأخيرة الزيارات واللقاءات المتكررة لبعض الشخصيات العربية أمثال الجنرال السعودي "أنور عشقي" وهم يحاولون من خلال هذه الزيارات واللقاءات ابداء حُسن النوايا, ليثبتوا "لإسرائيل" أنهم تلاميذ نجباء في سياساتهم المستقبلية وأصبح هذا الأمر مكشوفا لجماهير شعبنا ولأمتنا العربية.