تحتكر بعض المجتمعات الكبرى العلم دونما رغبة مباشرة بذلك وربما يساعدها في ذلك تخلف المجتمعات الأخرى وتأخرها من جهة ، وطابع نظرية المعرفة نفسها الذي جعل منها تراكم طبقات كتيمة يستعصي النفوذ إلى جذورها والغوص في أسسها من جهة أخرى. قد يرفض البعض هذا الكلام ويتهيأ له بأنه بعيد عن الواقع ، لكن هل الرفض فقط ، كافٍ ؟! ماذا لو سلمنا باحتكار العلم جدلاً لنثبت صحته من عدمها ، كما فعل الباحث السوري أريوس الأسمر الذي وقف حيادياً أمام ثقافة الغرب الذي يعيش به والشرق الذي أتى منه ، فقدم رؤية جديدة للنظام الشمسي يعرضها في قالب ينقد فيها من سبقه من خلال أبحاث قام بها بنفسه ، وفي نفس الوقت يقدم لنا دعوة مجانية للبحث واختبار العلوم التي قُدِمت لنا جاهزة وقمنا نحن بفعل الاستهلاك دون التمحيص فيها حتى ، فيقول الباحث أريوس بناء على أن الشمس ليست مركز الكون وبما أن نظام كوبر نيكوس كان قائماً على مركزية الشمس فالحركة في النظام القديم تم تفسيرها على هذا الأساس في النموذج القديم فيثير هو_أريوس_ التساؤل التالي ألا يستدعي اعتبار أن الشمس ليست مركزاً كما هو متفق عليه اعادة النظر بالنظام ككل من حيث الحركة والدوران ؟؟؟؟ ، وفي محفل الحديث عن مركز النظام الشمسي نطرح مثالا نظرية بطليموس عن مركزية الأرض التي كانت سائدة لمدة خمسة عشر قرناً إلى أن أتى كوبر نيكوس الذي كان متردداً في نقد بطليموس لكنه تجرأ لاحقاً وأعلن أن الشمس هي مركز الكون إلى أن تم اعتماد نموذجه أيضاً لقرون ، ويكمل الباحث أريوس فيقول أن النماذج المعتمدة سابقاً قد أبقت بعض الأمور في خانة الإفتراض ومع التقادم ومرور الوقت وبسبب عدم وجود فرضيات جديدة تم تبني هذه الافتراضات على أنها علم!!!! أيضاً يتابع الباحث أريوس في مضمار رؤيته الذي يقدمها عن النظام الشمسي فيفسر الدوران المعاكس للأجرام السماوية مثل ً كوكب الزهرة الذي يدور مع عقارب الساعة "بالنظر من أعلى النظام الشمسي" عكس كوكب الأرض الذي يدور عكس عقارب الساعة كغيره من الكواكب ، فيقولً أن : سبب دوران كوكب الزهرة عكس الكواكب الاخرى يعود للميل الحوري الخاص به فالكواكب التي تدور مع عقارب الساعة تكون بميلانها أكبر من الزواية القائمة ٩٠_١٨٠ والأخرى التي تدور عكس عقارب الساعة فذلك أن ميلان محورها أقل من الزواية القائمة ٠_٩٠ في حين أن العلماء تباينت تفسيراتهم في اختلاف دوران الزهرة عن غيره فبعض أساتذة الفيزياء وعلماء الفلك من قال أن السبب هو اصطدامات عملاقة حصلت في الكوارث الكونية المبكرة للنظام الشمسي مما سبب انقلابه رأساً على عقب، وآخرين اقترحوا شيئاً مختلفاً أن كوكب الزهرة لم ينقلب أبداً!!!!!!!!! بل أنه تباطأ إلى أن توقف تماماً ثم عاد وعكس اتجاه دورانه وهذه أحد التفسيرات الكثيرة وعليه يعتقد أريوس السوري أن الكواكب تدور مع وعكس عقارب الساعة في نفس الوقت ذلك أنها تخلق اتجاهين متعاكسين ، ويرى أن السبب بذلك يعود للحقل المغناطيسي الذي يخلقه الجسم المركزي الذي تدور حوله الأجرام السماوية، وبنفس السياق يفسر أريوس دوران كوكب اوروانوس حول محوره فهو يدور كالعجلة أي بشكل أفقي وكذلك أقماره لها نفس حركة الدوران الخاصة به،بذلك نرى أنه استطاع فصل الفلسفة عن النظام الشمسي التي كانت عالقة به من قبل ،فمثلاً الفكر الذي طرحه الفيلسوف امانويل سويدنبورغ حول تشكل النظام الشمسي والذي طوره من بعده الفيلسوف إيمانويل كانت في القرن السابع عشر هو عينه الفكر الذي كان قد طرح مسبقا من قبل الفيلسوف رونيه ديكارت . الملهم الحقيقي لسويدنبورغ. وكمتمم للنظام الذي قدمه أريوس يتابع فيقول أن لديه تفسير بحسب رأيه لانحراف مسار الأجسام حول الأجرام المركزية ويورد مثالا دوران الكواكب حول الشمس فيرى أن كل الأجسام يقطعون خط استواء الشمس في دورانهم وبناء على أن الشمس تدور حول نفسها بحركتين متعاكستين مع وعكس عقارب الساعة فهي بذلك تخلق حيزين مضادين أعلى خط استوائها وأسفله ولأن الكواكب لن تستطيع بأحد قسميها العلوي أو السفلي منفصلا الدوران حول خط استواء الشمس فذلك يعني أنها ستسلك مسارا منحرفا لتمر في خط استواء الشمس ،ويأردف أريوس بناء على عدم مركزية الشمس في النظام الشمسي ولأن لها مسارا خاصا في مجرة درب التبانة فإن ذلك برأيه يستدعي أن تدور الكواكب حول الشمس بمسارين نصف دائريين بنفس اتجاه حركة الشمس وهذا ما يمنعها برأيه أن تدور دورة كاملة . أيضا يرى الباحث أن النظم الشمسية السابقة قدمت عدة تفسيرات عن ظاهرة عدم وجود أقمار لعطارد والزهرة فكانت النظم سابقاً تقول أن السبب هو كبر الحجم ، ذلك التفسير الذي دفع الباحث أريوس للشك ودليله هو أن بلوتو الذي لم يعد يعتبر ضمن مجموعتنا الشمسية نظراً لصغر حجمه إلا أن لديه خمسة أقمار !!!!!!! فيعتقد أريوس أن السبب ليس كبر الحجم لدى هذه الكواكب بل السبب هو عدم دورانها حول نفسها مما يجعلها عاجزة عن خلق حيز لنفسها يمنع وجود كواكب تدور حولها ، بذلك يكون الباحث أريوس قدم لنا رؤية تقبل مبدأ الخطأ والصواب ، لكنها تحفزنا على البحث والشك والعودة لمركبة العلم التي خرجنا عن مسارها فيرسل لنا دعوة مفتوحة للاطلاع على العلم برؤية جديدة ذلك أننا ابتعدنا عن التفكير العلمي الممنهج في قبول الحقائق وبتنا نذعن عند أي اكتشاف أو ابتكار يروج له الغرب على أنه ثورة ونقبله دون التمحيص في جوانبه وأبعاده بل وحتى أن مايحدث بات لا يمت لنا بصلة حتى وإن كان الموضوع المتناول في العلم موضوعاً عاماً وهو جزء من المعرفة البشرية التي من حقنا ليس فقط الإطلاع عليها بل ونقدها، فهذا الكون كوننا جميعاً وهو ليس حكراً على أحد
-اعداد وقراءة
نور قره –