.هل سينتهي الدور والوظيفة لكل من اسرائيل ومحميات الخليج ؟
……..كانت " اسرائيل " الذراع العسـكرية وتلك ذراع اغتيال العقل
……. سورية وحزب الله والحلفاء سيلغون الدور والوظيفة لكلـــيهما
ـــــــــــــــــــــالاستاذ محمد محسن ــــــــــــــــــــــــ سورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يجهلن أحد أن الغرب عندما " خلق اسرائيل " لم يكن هدفه اعادة بناء " هيكل سليمان " المزعوم " أو إعادة " الحق التاريخي " لقبيلة بني اسرائيل " ، فهذا آخر هم من همومهم ، بل يجب ان لا يجهلن أحد أن الغرب كان من أوليات القضايا التي فكر بها عندما قرر خلق دولة اسرائيل ، أو التي دفعته للتفكير بذلك دفعاً هي الرغبة بالخلاص من يهود أوروبا المرابين ، الذين يعيشون في " جي توات " معزولة ، منعتهم تقاليدهم ومعتقداتهم وأفكارهم الدينية من الانخراط بالمجتمعات التي يعيشون في ظهرانيها لأنهم يعتبرون أنفسهم بأنهم " شعب الله المختار " وبأن باقي الشعوب هي خدم لهم يحق لهم استعبادها " غوييم " لذلك وطوال القرون لم يتمكنوا من الانصهار في النسيج الاجتماعي الغربي لا يمانهم بأنهم الأعلون ، مما شكل عبئاً ثقيلاً على البنيات الاجتماعية هناك . ــ يمكن قراءة تاجر البندقية لشكسبير ــ
فكان أن تلاقت مصلحتان في عملية واحدة ، الأولى كما قلنا الخلاص منهم واخراجهم من الغرب الأوروبي كما أخرجوا من اسبانيا عندما أخرج العرب منها عنوة ، والثانية وهي الأهم أن يشكلوا حاجزاً بشرياً وعسكرياً ، وخنجراً مسموماً يستخدم عند اللزوم وكزراع قوية طويلة لتأديب الدولة التي تحاول التحرر من ربقة الاستعمار الغربي ، كأن تحاول الإمساك باستقلالها السياسي والاقتصادي ، فضلاً عن استنزاف طاقات المنطقة العربية المادية والبشرية من خلال حروب قصيرة أو طويلة .
ولقد قامت اسرائيل قبل التأسيس في عام 1948وبعده بهذه المهمة بكل جدارة وخاضت عدة حروب ، أهمها حرب عام 956 على مصر حرب القناة ــ ولكن حرب الأيام الستة عام 1967كانت الحرب المفصلية التي حولت التاريخ وأركعت المنطقة ، حيث حققت " اسرائيل " انتصاراً كاسحاً على النظامين التقدميين في سورية حزب البعث ، ومصر عبد الناصر ، ووجهت ضربة قاتلة لحركة التحرر العربية ، اصابت شظاياها المنطقة كلها ، بل ساهمت بهزيمة كل حركات التحرر في العالم ، تلك الهزيمة النكراء التي لم نبرأ منها حتى الآن ، بل يجب ان نثق أن كل ما جرى ويجري منذ ذلك الحين هي عقابيل ونتائج مأساوية ناتجة عن تلك النكسة المذلة المهينة .
مات عبد الناصر العظيم قائد حركة التحرر العربية غماً أو اغتيالاً لا فرق وهو وأحد من أهم أعمدة حركة عدم الانحياز الخمسة ، وحل محله نظام السادات نظام اتفاقية " كامب ديفد " مع عدونا التاريخي " اسرائيل " ، وخرجت مصر من الخندق المعادي للإمبريالية العالمية " واسرائيل " إلى حضن الغرب وبصداقة مع اسرائيل ، ثم بدأت تتآكل كقوة اقتصادية وسياسية وخسرت كل مواقعها في افريقيا وغيرها .
ومن ذلك التاريخ بدأ العد العكسي وبدلاً من أن تقود مصر وسورية حركة التقدم والعقلانية في المنطقة ، احتلت السعودية موقع القيادة والريادة بمالها وبفقهها التحريفي التكفيري الظلامي أمسكت بالمنطقة بكلتا يديها وقادتها كلها نحو التخلف والتزمت الديني والرجعة إلى ما قبل ألف عام ، ، بعد أن هدمت وامتصت وسربت واغتالت كل ما أنتجته حركات التحرر .
وما حروب " الربيع العربي " المجنونة إلا تتويجاً للتبدلات الارتدادية التي طرأت على المنطقة ، بعد أن تبوأت السعودية مركز التوجيه والقيادة ، وبعد أن احتكر الغرب القطب العالمي الأوحد ، فخطط للحرب على أن تكون الضربة القاضية لاجتثاث كل القوى العقلانية وكل الأنظمة التي لم تعلن رضوخها ولم تستسلم بعد للمخططات الغربية ، وبذلك تتغير بنية المنطقة بحيث تستسلم جميع الدول غير المنضبطة والتي تعمل أحياناً على تنغيص الغرب ، ليتم ادخال " اسرائيل " في النسيج الاقليمي لتكون شريكاً من جهة وحام ونصير لمحميات الخليج من جهة ثانية وكل الأنظمة الرجعية في المنطقة .
توهم الغرب وحلفاؤه أنهم حققوا انتصارات سريعة على جميع الدول التي " زارها الربيع العربي " ولكن ثبت أن الانتصار الموهوم كان وبالاً على الدول التي هزمت وعلى الدول التي قادت الحرب المجنونة ، وذلك بانتشار وباء الإرهاب .
ولكن الذي غير جميع المعايير ولم يكن في الحسبان هو صمود الشعب العربي في سورية ، وكسره لجزوة الهجمة البربرية ، وتحديه ، وتمرده ، ورفضه ، ومن ثم انتقاله إلى المواجهة والتصدي ، وصولاً إلى تراجع المد العدواني رغم استخدامهم لأقذر سلاح في العالم ألا وهو سلاح الإرهاب ، وبالتالي رجحان الكفة لصالح سورية وحلفائها على حساب دول الاستعمار الغربي والدول الخليجية الخانعة والعميلة ، التي كانت تتهيأ لتكون أداة حماية لأي فكر يحارب العقل ويدعو للاستسلام والتسليم ، ويزرع التناقض حد الخلاف ومن ثم التصارع على آراء قيلت قبل قرون ، ولكن الذي بدأت تباشيره تظهر هزيمة نكراء للفكر الديني التكفيري المتخلف ، وصولاً إلى لملمة الغرب الاستعماري لقلوعه عن المنطقة ، وتخليه عن الأنظمة التي باتت عبئاً عليه ــ محميات الخليج ــ بعد أن كانت الحليف الذي يلعب دور التفتيت في المنطقة و" اسرائيل " دور التأديب ، .
وأعتقد أن بعض التأمل وجوجلة للواقع السياسي والعسكري الآن سيوصلنا إلى قناعة غريبة ، أن موقف اسرائيل من هذه الحرب يثير العجب لأنه يخالف كل الأدوار التي لعبتها في جميع العقود السابقة ، لأن دورها كان دائماً دوراً اساسياً عسكرياً مباشراً في أي حرب في المنطقة هذا ما اعتادت عليه في سابق الأيام .
…………………فما بالها في هذه الحرب الضروس ؟
لقد اكتفت بالتدخل غير المباشر وفي أماكن محدودة ، أو القيام بدور استخباراتي أو تسليحي أو استشفائي ، وبصيغة خجولة .
….ألا يستحق هذا التأمل ومن ثم التساؤل الذي يضمر استغراباً ؟؟!!
جميع دول العدوان الاقليمية والدولية تدخلت بشكل من الأشكال ولكن " اسرائيل " كان تدخلها على استحياء وبشكل غير مباشر غالباً ، أو بالأحرى كان تدخلها ثانوياً إذا ما قيس بتدخل دول المنطقة كلها ،
نعم لقد كانت تضرب من تريد وتعمل على تأديب من تريد وكانت السماء مستباحة لها وكذلك الأرضين فماذا الذي تغير ؟؟ .
الم يكن من الطبيعي والمألوف والمنسجم مع تاريخ اسرائيل الطويل ودورها في المنطقة ، أن تنتهز فرصة الحرب البربرية غير المسبوقة التي قادتها وفجرتها الدول الحليفة لإسرائيل ، على سورية لتساهم بشكل رئيسي وأساسي ومباشر وتستخدم كل طاقاتها ، فهي فرصة نادرة لتحقق كل أحلامها التي طالما سعت إليها ، وذلك بتمزيق سورية وتفتيتها إلى كانتونات متقاتلة متناحرة .
…………….ولكنها لم تفعل … فما غدى مما بدى …..
……………..لقد تحولت اسرائيل " الوحش الكاسر ، واليد العدوانية الطويلة ، القادرة ، الفاعلة ،
………………………….إلى
دولة إذا ضَربت في أرض غير أرضها ستُضرب على قفاها بنعال حزب الله وحلفائه ، أو على أنحاء جسمها من جبال الطور حتى جبل الشيخ ، نعم لأول مرة في التاريخ تتحول اسرائيل إلى دولة عادية ، ان ضربت وآلمت ، ستضرب وستتألم ، صحيح أنها الأقدر ولكن بنيتها الاجتماعية التي تشكلت على اساس شركة تضامنية في أرض غير أرضها ، يحميها جيش قوي وحلفاء يتبادلون المصالح معها ، لا تتحمل خسارة أو حتى نصف خسارة ، اي أن واقعها السياسي والاجتماعي والاقتصادي يعتبر أن أية خسارة هي بوزن هزيمة ، لأن الخسارة ستؤدي حتماً إلى أن ترتفع الصواري وتنشر القلوع لتبحر الجموع إلى البلدان التي تضمن لها الطمأنينة والهدوء والربح الوفير . أما أرض الميعاد وهيكل سليمان وتلك الهرطقات الدينية فلم تكن سوى اللافتات التي لملمت تحتها كل شذاذ الآفاق من كل بلاد الشرق والغرب لتشكل دولة الدور والوظيفة .
…. لقد قال السيد حسن نصر الله جمله الذهبية
…..إنها أوهى من بيت العنكبوت ، وأن ضَربت سنَضرب حيفا وما بعد بعد حيفا .. لا يوجد شبر في الأراضي المحتلة إلا وتصله صواريخنا .. وسنكون حيث يجب أن نكون .. ولا تستبعدوا أن نعطي الأوامر باحتلال الجليل .
نعم الجازمة القاطعة لقد " سرق " حزب الله وحلفاؤه دور اسرائيل ووظيفتها ورموهما في مزابل التاريخ ، وباتت عارية ، كأي دولة في المنطقة غير مستقرة ، سيتخلى عنها حماتها ومشغلوها في آن ، وستبحث عن حلفاء لها في المنطقة ــ كمملكة بني سعود ، أو قطر ــ لعلها تجد مخرجاً ، ولكن لن يخرجها من وهدتها أي حليف أو عميل لأن الدائرة التي دارت عليها ستدور حتماً على حلفائها ــ محميات الخليج ــ التي باتت هي مكشوفة الظهر ايضاً ، والتي لم تعد قادرة القيام باي خدمة للغرب الذي حماها ورعاها .
لذلك قلنا ونعود فنقول ان هذه الحرب ستشكل نقطة انعطاف وتحول على مستوى المنطقة بشكل خاص وعلى مستوى العالم .
….. فالمنطق يقول من تنتهي وظيفته ودوره كما هو الحال بالنسبة " لإسرائيل " ومحميات الخليج ، يتلاشى وينتهي ويتآكل بدون أن يكون له نصير أو معين ، وبخاصة وفق المفهوم الغربي " البراغماتي " للعلاقات بين الدول .
…………..انه استنتاج يؤازره التاريخ ومسار الحرب .
……..كانت " اسرائيل " الذراع العسـكرية وتلك ذراع اغتيال العقل
……. سورية وحزب الله والحلفاء سيلغون الدور والوظيفة لكلـــيهما
ـــــــــــــــــــــالاستاذ محمد محسن ــــــــــــــــــــــــ سورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يجهلن أحد أن الغرب عندما " خلق اسرائيل " لم يكن هدفه اعادة بناء " هيكل سليمان " المزعوم " أو إعادة " الحق التاريخي " لقبيلة بني اسرائيل " ، فهذا آخر هم من همومهم ، بل يجب ان لا يجهلن أحد أن الغرب كان من أوليات القضايا التي فكر بها عندما قرر خلق دولة اسرائيل ، أو التي دفعته للتفكير بذلك دفعاً هي الرغبة بالخلاص من يهود أوروبا المرابين ، الذين يعيشون في " جي توات " معزولة ، منعتهم تقاليدهم ومعتقداتهم وأفكارهم الدينية من الانخراط بالمجتمعات التي يعيشون في ظهرانيها لأنهم يعتبرون أنفسهم بأنهم " شعب الله المختار " وبأن باقي الشعوب هي خدم لهم يحق لهم استعبادها " غوييم " لذلك وطوال القرون لم يتمكنوا من الانصهار في النسيج الاجتماعي الغربي لا يمانهم بأنهم الأعلون ، مما شكل عبئاً ثقيلاً على البنيات الاجتماعية هناك . ــ يمكن قراءة تاجر البندقية لشكسبير ــ
فكان أن تلاقت مصلحتان في عملية واحدة ، الأولى كما قلنا الخلاص منهم واخراجهم من الغرب الأوروبي كما أخرجوا من اسبانيا عندما أخرج العرب منها عنوة ، والثانية وهي الأهم أن يشكلوا حاجزاً بشرياً وعسكرياً ، وخنجراً مسموماً يستخدم عند اللزوم وكزراع قوية طويلة لتأديب الدولة التي تحاول التحرر من ربقة الاستعمار الغربي ، كأن تحاول الإمساك باستقلالها السياسي والاقتصادي ، فضلاً عن استنزاف طاقات المنطقة العربية المادية والبشرية من خلال حروب قصيرة أو طويلة .
ولقد قامت اسرائيل قبل التأسيس في عام 1948وبعده بهذه المهمة بكل جدارة وخاضت عدة حروب ، أهمها حرب عام 956 على مصر حرب القناة ــ ولكن حرب الأيام الستة عام 1967كانت الحرب المفصلية التي حولت التاريخ وأركعت المنطقة ، حيث حققت " اسرائيل " انتصاراً كاسحاً على النظامين التقدميين في سورية حزب البعث ، ومصر عبد الناصر ، ووجهت ضربة قاتلة لحركة التحرر العربية ، اصابت شظاياها المنطقة كلها ، بل ساهمت بهزيمة كل حركات التحرر في العالم ، تلك الهزيمة النكراء التي لم نبرأ منها حتى الآن ، بل يجب ان نثق أن كل ما جرى ويجري منذ ذلك الحين هي عقابيل ونتائج مأساوية ناتجة عن تلك النكسة المذلة المهينة .
مات عبد الناصر العظيم قائد حركة التحرر العربية غماً أو اغتيالاً لا فرق وهو وأحد من أهم أعمدة حركة عدم الانحياز الخمسة ، وحل محله نظام السادات نظام اتفاقية " كامب ديفد " مع عدونا التاريخي " اسرائيل " ، وخرجت مصر من الخندق المعادي للإمبريالية العالمية " واسرائيل " إلى حضن الغرب وبصداقة مع اسرائيل ، ثم بدأت تتآكل كقوة اقتصادية وسياسية وخسرت كل مواقعها في افريقيا وغيرها .
ومن ذلك التاريخ بدأ العد العكسي وبدلاً من أن تقود مصر وسورية حركة التقدم والعقلانية في المنطقة ، احتلت السعودية موقع القيادة والريادة بمالها وبفقهها التحريفي التكفيري الظلامي أمسكت بالمنطقة بكلتا يديها وقادتها كلها نحو التخلف والتزمت الديني والرجعة إلى ما قبل ألف عام ، ، بعد أن هدمت وامتصت وسربت واغتالت كل ما أنتجته حركات التحرر .
وما حروب " الربيع العربي " المجنونة إلا تتويجاً للتبدلات الارتدادية التي طرأت على المنطقة ، بعد أن تبوأت السعودية مركز التوجيه والقيادة ، وبعد أن احتكر الغرب القطب العالمي الأوحد ، فخطط للحرب على أن تكون الضربة القاضية لاجتثاث كل القوى العقلانية وكل الأنظمة التي لم تعلن رضوخها ولم تستسلم بعد للمخططات الغربية ، وبذلك تتغير بنية المنطقة بحيث تستسلم جميع الدول غير المنضبطة والتي تعمل أحياناً على تنغيص الغرب ، ليتم ادخال " اسرائيل " في النسيج الاقليمي لتكون شريكاً من جهة وحام ونصير لمحميات الخليج من جهة ثانية وكل الأنظمة الرجعية في المنطقة .
توهم الغرب وحلفاؤه أنهم حققوا انتصارات سريعة على جميع الدول التي " زارها الربيع العربي " ولكن ثبت أن الانتصار الموهوم كان وبالاً على الدول التي هزمت وعلى الدول التي قادت الحرب المجنونة ، وذلك بانتشار وباء الإرهاب .
ولكن الذي غير جميع المعايير ولم يكن في الحسبان هو صمود الشعب العربي في سورية ، وكسره لجزوة الهجمة البربرية ، وتحديه ، وتمرده ، ورفضه ، ومن ثم انتقاله إلى المواجهة والتصدي ، وصولاً إلى تراجع المد العدواني رغم استخدامهم لأقذر سلاح في العالم ألا وهو سلاح الإرهاب ، وبالتالي رجحان الكفة لصالح سورية وحلفائها على حساب دول الاستعمار الغربي والدول الخليجية الخانعة والعميلة ، التي كانت تتهيأ لتكون أداة حماية لأي فكر يحارب العقل ويدعو للاستسلام والتسليم ، ويزرع التناقض حد الخلاف ومن ثم التصارع على آراء قيلت قبل قرون ، ولكن الذي بدأت تباشيره تظهر هزيمة نكراء للفكر الديني التكفيري المتخلف ، وصولاً إلى لملمة الغرب الاستعماري لقلوعه عن المنطقة ، وتخليه عن الأنظمة التي باتت عبئاً عليه ــ محميات الخليج ــ بعد أن كانت الحليف الذي يلعب دور التفتيت في المنطقة و" اسرائيل " دور التأديب ، .
وأعتقد أن بعض التأمل وجوجلة للواقع السياسي والعسكري الآن سيوصلنا إلى قناعة غريبة ، أن موقف اسرائيل من هذه الحرب يثير العجب لأنه يخالف كل الأدوار التي لعبتها في جميع العقود السابقة ، لأن دورها كان دائماً دوراً اساسياً عسكرياً مباشراً في أي حرب في المنطقة هذا ما اعتادت عليه في سابق الأيام .
…………………فما بالها في هذه الحرب الضروس ؟
لقد اكتفت بالتدخل غير المباشر وفي أماكن محدودة ، أو القيام بدور استخباراتي أو تسليحي أو استشفائي ، وبصيغة خجولة .
….ألا يستحق هذا التأمل ومن ثم التساؤل الذي يضمر استغراباً ؟؟!!
جميع دول العدوان الاقليمية والدولية تدخلت بشكل من الأشكال ولكن " اسرائيل " كان تدخلها على استحياء وبشكل غير مباشر غالباً ، أو بالأحرى كان تدخلها ثانوياً إذا ما قيس بتدخل دول المنطقة كلها ،
نعم لقد كانت تضرب من تريد وتعمل على تأديب من تريد وكانت السماء مستباحة لها وكذلك الأرضين فماذا الذي تغير ؟؟ .
الم يكن من الطبيعي والمألوف والمنسجم مع تاريخ اسرائيل الطويل ودورها في المنطقة ، أن تنتهز فرصة الحرب البربرية غير المسبوقة التي قادتها وفجرتها الدول الحليفة لإسرائيل ، على سورية لتساهم بشكل رئيسي وأساسي ومباشر وتستخدم كل طاقاتها ، فهي فرصة نادرة لتحقق كل أحلامها التي طالما سعت إليها ، وذلك بتمزيق سورية وتفتيتها إلى كانتونات متقاتلة متناحرة .
…………….ولكنها لم تفعل … فما غدى مما بدى …..
……………..لقد تحولت اسرائيل " الوحش الكاسر ، واليد العدوانية الطويلة ، القادرة ، الفاعلة ،
………………………….إلى
دولة إذا ضَربت في أرض غير أرضها ستُضرب على قفاها بنعال حزب الله وحلفائه ، أو على أنحاء جسمها من جبال الطور حتى جبل الشيخ ، نعم لأول مرة في التاريخ تتحول اسرائيل إلى دولة عادية ، ان ضربت وآلمت ، ستضرب وستتألم ، صحيح أنها الأقدر ولكن بنيتها الاجتماعية التي تشكلت على اساس شركة تضامنية في أرض غير أرضها ، يحميها جيش قوي وحلفاء يتبادلون المصالح معها ، لا تتحمل خسارة أو حتى نصف خسارة ، اي أن واقعها السياسي والاجتماعي والاقتصادي يعتبر أن أية خسارة هي بوزن هزيمة ، لأن الخسارة ستؤدي حتماً إلى أن ترتفع الصواري وتنشر القلوع لتبحر الجموع إلى البلدان التي تضمن لها الطمأنينة والهدوء والربح الوفير . أما أرض الميعاد وهيكل سليمان وتلك الهرطقات الدينية فلم تكن سوى اللافتات التي لملمت تحتها كل شذاذ الآفاق من كل بلاد الشرق والغرب لتشكل دولة الدور والوظيفة .
…. لقد قال السيد حسن نصر الله جمله الذهبية
…..إنها أوهى من بيت العنكبوت ، وأن ضَربت سنَضرب حيفا وما بعد بعد حيفا .. لا يوجد شبر في الأراضي المحتلة إلا وتصله صواريخنا .. وسنكون حيث يجب أن نكون .. ولا تستبعدوا أن نعطي الأوامر باحتلال الجليل .
نعم الجازمة القاطعة لقد " سرق " حزب الله وحلفاؤه دور اسرائيل ووظيفتها ورموهما في مزابل التاريخ ، وباتت عارية ، كأي دولة في المنطقة غير مستقرة ، سيتخلى عنها حماتها ومشغلوها في آن ، وستبحث عن حلفاء لها في المنطقة ــ كمملكة بني سعود ، أو قطر ــ لعلها تجد مخرجاً ، ولكن لن يخرجها من وهدتها أي حليف أو عميل لأن الدائرة التي دارت عليها ستدور حتماً على حلفائها ــ محميات الخليج ــ التي باتت هي مكشوفة الظهر ايضاً ، والتي لم تعد قادرة القيام باي خدمة للغرب الذي حماها ورعاها .
لذلك قلنا ونعود فنقول ان هذه الحرب ستشكل نقطة انعطاف وتحول على مستوى المنطقة بشكل خاص وعلى مستوى العالم .
….. فالمنطق يقول من تنتهي وظيفته ودوره كما هو الحال بالنسبة " لإسرائيل " ومحميات الخليج ، يتلاشى وينتهي ويتآكل بدون أن يكون له نصير أو معين ، وبخاصة وفق المفهوم الغربي " البراغماتي " للعلاقات بين الدول .
…………..انه استنتاج يؤازره التاريخ ومسار الحرب .