.هل فعـل " الربيـــع العربي " فعله وأدى مهمـــــــــاته ؟.jpg)
……………….ما هي النتــــــــــائج التـــي ترتبــــــــت علـــــــــــــيه ؟
……………….كيف سيتـــم كنــــس آثاره ومآســـيه وكل مخلــــــفاته ؟
ــــــــــــــــــــالاستاذ محمد محسن ـــــــــــــــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غيمة سوداء مرت على بلادنا العربية من مغربها حتى المشرق ، أمطرت دماً ، وقيحاً ، وظلمة ، ودماراً ، وموتاً ، وأنهاراً من الدموع ، كلها جاءت بقرار أمريكي أوروبي بهدف استكمال السيطرة على كامل المنطقة ، متوائم مع رغبة اقليمية جامحه لإرضاخ ومن ثم الخلاص من الدول التي لم تقدم الولاء والطاعة للعدو الأمريكي المهيمن ، وسحق أنظمتها المشاكسة ، واركاع من لم يركع بعد ، وهذا ينعكس اقليمياً على ايران الدولة المتمردة وغير المنضبطة ، وذلك بتقليم أظافرها وانهاء دورها في المنطقة ، وبالتتابع يؤدي هذا حتماً إلى اغلاق جميع المنافذ على حزب الله عدو " اسرائيل " ، الذي لقنها دروساً فهمتها بسرعة ، وبأن يدها الطويلة التي كانت تضرب من تشاء وفي الوقت الذي تشاء ستقطع وستُضرب حتى الإيلام إن ضَربت ، وكان في حسبان الجميع أن هذه الحرب ستؤدي تلقائياً إلى إلغاء المجال الحيوي لروسيا الاتحادية والتضييق عليها ، وانهاء أي تواجد لها خارج البحر الأسود واغلاق منطقة الشرق الأوسط برمتها أمامها .
.
اتخذ هذا القرار في الوقت الذي كانت فيه أمريكا سيدة العالم بدون منازع ، فقررت خوض حروبها هذه لأول مرة بالوكالة محمولة على ظهور دول اقليمية ، وبذلك تحصد النتيجة بدون أن تخسر شيئاً ، فلها القيادة والتوجيه وعلى الدول الإقليمية مع بعض المساهمات الدولية من أوروبا وغيرها النهوض بأعباء الحرب المادية والبشرية ، ولا بأس أن تستخدم جميع الأسلحة السوداء والبيضاء بما فيها استخدام سلاح الإرهاب الظلامي ، الذي تربى في حضن السعودية فكراً وتمويلاً وبرعاية أمريكية ، هذا السلاح الذي وظف ضد الاتحاد السوفييتي في افغانستان وكان فعالاً وأعطى نتائج باهرة ، لذا لابد من زجه لتكون النتيجة سريعة وباهرة أكثر ، ولكن بصيغتيه ــ الاخوانية + الوهابية ــ الحركتين المتناحرتين تاريخياً والمتحالفتين مرحلياً لا نجاز المهمة المطلوبة منهما ، ومن ثم تتم تصفية الضعيف وتأكيد سيطرة القوي الأقدر على حماية المصالح الغربية أكثر .
اتخذ ذلك القرار تحت لافتة " الربيع العربي " تيمناً " بالثورات البرتقالية " وبنفس الرغبة والهمة والأسلوب ، مع تباين في الأدوات المنفذة ، وكان هذا القرار بالنسبة للغرب استراتيجياً ، وكبير أهمية لأن تدجين جميع دول المنطقة العربية وتركيعها ، يمد في عمر محميات الخليج التابعة والملحقة العتيقة لعقود اضافية ، والتي ترفع راسها شاكرة أمريكا في كل صباح والمساء بصفتها الحامي والنصير ، صحيح أنها تأخذ عصب اقتصادها النفط ولكن مقابل الرعاية والعناية والحماية ، وهذا بالعرف الدولي مصلحة مقابل مصلحة ، فضلاً عن أن هذا يمدد قدرتها أيضاً على القيام بدورها ووظيفتها على الوجه الأكمل ، كما وينهي الخطر المحدق بالحليف " الاسرائيلي " ويحقق المصالح الغربية في آن ، فالفرصة مواتية فأمريكا هي السيد المطلق ، وزراعها الطويلة تصل إلى آخر نقطة في العالم ، بدون منافس أو معاند .
.
أما تركيا بهويتها "الأرد وغانية العثمانية الجديدة " فطموحها أكبر من ذلك بكثير ، فهي وبعد ان درست الواقع من كل جوانبه ، وطبيعة القوى التي ستقود التمرد ومن ثم الحرب تحت لافتة " الربيع العربي " ، هي بغالبيتها تنتمي للفكر الديني الإخواني المتحالف مع قوى اسلامية أخرى تتلاقى واياها على الرغبة الجا محه بإسقاط النظام والثأر منه ومن ثم الاستيلاء على السلطة ، هذا ما أوصل تركيا إلى قناعة أن الزمن القادم سيكون تركياً بامتياز ، لأن تبوء حزب الإخوان المسلمين سدة الحكم في أكثر من بلد عربي ، في تونس ، ومصر ، وسورية ، سيحقق لها السيطرة وفرض الوصاية وادخال المنطقة ضمن مناطق نفوذها ، وهذا يعطيها الحق بالتفاوض مع الغرب من مواقع القوة للدخول في الاتحاد الأوروبي بصفتها الدولة الإقليمية الأهم في الشرق الأوسط . أما باقي الدول حتى الخليجية منها فسياتي دورها في الهجمة الثانية ، لأن الاطاحة بالدول المارقة عن طريق " الربيع العربي " سيسهل اسقاط محميات الخليج بسرعة الضوء لأنها عبارة عن ممالك مهزوزة وهشة البنيان ، وهذا سيفتح المجال أمام تركيا رحباً لإعادة مجد السلطنة العثمانية ولكن بثوب جديد يحمل بعض خصائص المرحلة الراهنة ، كل هذا يؤهلها لتلعب دوراً أكبر في حماية مصالح الغرب مما يجعل هذا الغرب يطلب ودها أكثر من الماضي ، ويحسب حسابها عند توزيع الغنائم والمكاسب التي ستجنى من المنطقة .
.
أما محميات الخليج فكان الحلم المبني على " الربيع العربي " كبيراً أيضاً يوازي أو يفوق الحلم العثماني في الوقت الذي يتناقض معه من جهة أخرى ، لأن بين الاتجاهين الدينين ما صنع الحداد ، فكل منهما يكفر الاخر ويلعنه بل يعتبره كافراً ومثواه النار ، ولكن لابأس من التحالف الآن بين الاتجاهين لإنجاز النصر السريع ، على الدول المارقة ، ليتم تصفية الحليف المؤقت والخلاص منه في الوقت الملائم .
كل هذه الأحلام كانت تراود الدول الغربية التي اتخذت القرار بإشعال الحرب في المنطقة ، والتي ابدعت شعار الحرب فاطلقت عليه اسم " الربيع العربي " الكل المشترك في هذه الحرب بما فيهم عملاء الداخل يتطلعون إلى ساعة الصفر ، ويكاد يراهن الجميع على أن النتيجة قاب قوسين أو أدنى ، لأن الظرف الدولي موات فالقيادة العالمية المطلقة حكراً على أمريكا ولا منازع ، وكل الغرب يشارك فيها كل بحجم مصالحه ، يضاف إلى هذا الحشد كل الدول في العالم التي توالي وتدور في الفلك الأمريكي ، فاذا ما أضفنا إلى كل هذا الدول الاقليمية ــ الرجعيات العربية بأمرة السعودية وتركيا الأردوغانية ــ المتعطشة جميعها إلى سحق الأنظمة التي لا تشاركها موقفها السياسي ،وفلسفتها الدينية ، ولا تنضوي تحت العباءة الأمريكية والتي بالتالي تشكل عليها خطراً وجودياً .
.
ليس في التاريخ سابقة تمكنت فيها دولة واحدة أن تجمع خلفها غالبية دول العالم في حرب كما فعلت أمريكا في هذه الحرب ، إلى درجة يكاد العالم الغربي وكل الدول التي تدور في فلكه ، مع كل توابعه ، وعملائه ، وحواشيه ، بحيث لم تبقى دولة من هذا التكتل العريض إلا وزرّت قرنها في هذه الحرب ، بحجم من الحجوم وبشكل من الأشكال إن لم يكن عسكرياً ، فمالياً ، أو استخباراتياً ، وإلا فإعلامياً وهو أضعف الإيمان .
هذا " الربيع العربي الأسود " الذي استنفر جميع القوى الحاقدة والمتعطشة للسلطة اليسارية القشرية منها وغير اليسارية ، وجميع الهيئات الظلامية غير العقلانية في المنطقة ، لتتحالف مع أعداء الوطن والأمة معسكر الطغيان الأمريكي حتى مع "اسرائيل " وبدون حياء .
هذا المعسكر العدواني كله تكاتف لذبح سورية الوطن ، سورية التاريخ والحضارة ، سورية الموقف المناهض للاستعمار الغربي ، والمعادي "لإسرائيل " سورية الشعب الساعي لإرساء الدولة المدنية العقلانية المعادية للفكر الديني الظلامي التحريفي .
.
…..نعم هدموا الشجر والحجر وسفكوا الدماء أنهاراً ، ويتموا الأطفال ، حتى ذهلت الأم عن وليدها ، وفتتوا البنى الاجتماعية ، وأيقظوا كل الأمراض الاجتماعية ، المذهبية ، والدينية ، والقبلية ، والقومية ، حتى دفعوا الولد إلى أن يقتل أمه ، والطفل إلى أن يمسك مدية ليذبح جندياً كما تذبح الشاة ، وحرقوا البشر أحياءً ، وأكلوا الأكباد ، وسبوا النساء وباعوها بسوق النخاسة .
………كل شرور العالم طبقت ونفذت في الجسد السوري ، حتى لم تبقى فيه محط ابرة إلا وفيها جرح غائر .
………………………….ولكـــــــــــــــــــــــــــــــــــن ………
لم يدر في خلد معسكر العدوان بكل مكوناته الدولية بما فيهم رهط المعارضين العملاء ، والموتورين دينياً ، والحاقدين ، والجواسيس ، وكل الذين الشخصيات الهشة ، لم يدر في خلدهم أن تكون النتيجة والمحصلة كما وصلت إليه ، فأصيب الجميع بخيبات الأمل ، وبات البعض يتهم البعض الاخر بالتخلي وعدم الوفاء .
بل كانت النتيجة الباهرة المبهرة التي اقتنصها جيشنا البطل من بين الآلام ، قد أذهلت العالم ، والتي تقوم على قاعدة أن العدو لم يستطع تحقيق أي من أحلامه وطموحاته ، بل انقلبت الموازين وباتت المبادرة بيد شعبنا البطل الذي سيفرض شروطه على الاخر المهزوم .
.
…… وشروط شعبنا أن لا نساكن خائناً باع وطنه ، ولا اسلامياً متطرفاً ظلامياً ، وأن لا نسمح " لإسرائيل " بالاستقرار في أرضنا ، وأن نلعن محميات الخليج في العشيات والأصباح وأن نحملها كل ما فات ، وأن نزيح غيمة الرأسمالية العالمية بعباءتها الأمريكية عن سمائنا وارضنا ، ………..وأن نمسك بأيدينا مفتاح استقلالنا السياسي والاقتصادي ، ونخلص السياسة من الدين ، والدين من السياسة ، ونعيد رجال الدين إلى مساجدهم وكنائسهم ، ونتطلع نحو المستقبل بعين الأمل والعمل . إلى دولة مدنية عقلانية ، يعيش فيها الجميع بحرية ومساواة ، ويسود فيها القانون ، دولة تمد اليد الصادقة المتعاونة مع كل الأصدقاء والحلفاء بما يحقق خير الجميع ومصلحتهم ، ويسهم في اضافة لبنات قوية للبنيان الإنساني المأمول والمنتظر .
.jpg)
……………….ما هي النتــــــــــائج التـــي ترتبــــــــت علـــــــــــــيه ؟
……………….كيف سيتـــم كنــــس آثاره ومآســـيه وكل مخلــــــفاته ؟
ــــــــــــــــــــالاستاذ محمد محسن ـــــــــــــــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غيمة سوداء مرت على بلادنا العربية من مغربها حتى المشرق ، أمطرت دماً ، وقيحاً ، وظلمة ، ودماراً ، وموتاً ، وأنهاراً من الدموع ، كلها جاءت بقرار أمريكي أوروبي بهدف استكمال السيطرة على كامل المنطقة ، متوائم مع رغبة اقليمية جامحه لإرضاخ ومن ثم الخلاص من الدول التي لم تقدم الولاء والطاعة للعدو الأمريكي المهيمن ، وسحق أنظمتها المشاكسة ، واركاع من لم يركع بعد ، وهذا ينعكس اقليمياً على ايران الدولة المتمردة وغير المنضبطة ، وذلك بتقليم أظافرها وانهاء دورها في المنطقة ، وبالتتابع يؤدي هذا حتماً إلى اغلاق جميع المنافذ على حزب الله عدو " اسرائيل " ، الذي لقنها دروساً فهمتها بسرعة ، وبأن يدها الطويلة التي كانت تضرب من تشاء وفي الوقت الذي تشاء ستقطع وستُضرب حتى الإيلام إن ضَربت ، وكان في حسبان الجميع أن هذه الحرب ستؤدي تلقائياً إلى إلغاء المجال الحيوي لروسيا الاتحادية والتضييق عليها ، وانهاء أي تواجد لها خارج البحر الأسود واغلاق منطقة الشرق الأوسط برمتها أمامها .
.
اتخذ هذا القرار في الوقت الذي كانت فيه أمريكا سيدة العالم بدون منازع ، فقررت خوض حروبها هذه لأول مرة بالوكالة محمولة على ظهور دول اقليمية ، وبذلك تحصد النتيجة بدون أن تخسر شيئاً ، فلها القيادة والتوجيه وعلى الدول الإقليمية مع بعض المساهمات الدولية من أوروبا وغيرها النهوض بأعباء الحرب المادية والبشرية ، ولا بأس أن تستخدم جميع الأسلحة السوداء والبيضاء بما فيها استخدام سلاح الإرهاب الظلامي ، الذي تربى في حضن السعودية فكراً وتمويلاً وبرعاية أمريكية ، هذا السلاح الذي وظف ضد الاتحاد السوفييتي في افغانستان وكان فعالاً وأعطى نتائج باهرة ، لذا لابد من زجه لتكون النتيجة سريعة وباهرة أكثر ، ولكن بصيغتيه ــ الاخوانية + الوهابية ــ الحركتين المتناحرتين تاريخياً والمتحالفتين مرحلياً لا نجاز المهمة المطلوبة منهما ، ومن ثم تتم تصفية الضعيف وتأكيد سيطرة القوي الأقدر على حماية المصالح الغربية أكثر .
اتخذ ذلك القرار تحت لافتة " الربيع العربي " تيمناً " بالثورات البرتقالية " وبنفس الرغبة والهمة والأسلوب ، مع تباين في الأدوات المنفذة ، وكان هذا القرار بالنسبة للغرب استراتيجياً ، وكبير أهمية لأن تدجين جميع دول المنطقة العربية وتركيعها ، يمد في عمر محميات الخليج التابعة والملحقة العتيقة لعقود اضافية ، والتي ترفع راسها شاكرة أمريكا في كل صباح والمساء بصفتها الحامي والنصير ، صحيح أنها تأخذ عصب اقتصادها النفط ولكن مقابل الرعاية والعناية والحماية ، وهذا بالعرف الدولي مصلحة مقابل مصلحة ، فضلاً عن أن هذا يمدد قدرتها أيضاً على القيام بدورها ووظيفتها على الوجه الأكمل ، كما وينهي الخطر المحدق بالحليف " الاسرائيلي " ويحقق المصالح الغربية في آن ، فالفرصة مواتية فأمريكا هي السيد المطلق ، وزراعها الطويلة تصل إلى آخر نقطة في العالم ، بدون منافس أو معاند .
.
أما تركيا بهويتها "الأرد وغانية العثمانية الجديدة " فطموحها أكبر من ذلك بكثير ، فهي وبعد ان درست الواقع من كل جوانبه ، وطبيعة القوى التي ستقود التمرد ومن ثم الحرب تحت لافتة " الربيع العربي " ، هي بغالبيتها تنتمي للفكر الديني الإخواني المتحالف مع قوى اسلامية أخرى تتلاقى واياها على الرغبة الجا محه بإسقاط النظام والثأر منه ومن ثم الاستيلاء على السلطة ، هذا ما أوصل تركيا إلى قناعة أن الزمن القادم سيكون تركياً بامتياز ، لأن تبوء حزب الإخوان المسلمين سدة الحكم في أكثر من بلد عربي ، في تونس ، ومصر ، وسورية ، سيحقق لها السيطرة وفرض الوصاية وادخال المنطقة ضمن مناطق نفوذها ، وهذا يعطيها الحق بالتفاوض مع الغرب من مواقع القوة للدخول في الاتحاد الأوروبي بصفتها الدولة الإقليمية الأهم في الشرق الأوسط . أما باقي الدول حتى الخليجية منها فسياتي دورها في الهجمة الثانية ، لأن الاطاحة بالدول المارقة عن طريق " الربيع العربي " سيسهل اسقاط محميات الخليج بسرعة الضوء لأنها عبارة عن ممالك مهزوزة وهشة البنيان ، وهذا سيفتح المجال أمام تركيا رحباً لإعادة مجد السلطنة العثمانية ولكن بثوب جديد يحمل بعض خصائص المرحلة الراهنة ، كل هذا يؤهلها لتلعب دوراً أكبر في حماية مصالح الغرب مما يجعل هذا الغرب يطلب ودها أكثر من الماضي ، ويحسب حسابها عند توزيع الغنائم والمكاسب التي ستجنى من المنطقة .
.
أما محميات الخليج فكان الحلم المبني على " الربيع العربي " كبيراً أيضاً يوازي أو يفوق الحلم العثماني في الوقت الذي يتناقض معه من جهة أخرى ، لأن بين الاتجاهين الدينين ما صنع الحداد ، فكل منهما يكفر الاخر ويلعنه بل يعتبره كافراً ومثواه النار ، ولكن لابأس من التحالف الآن بين الاتجاهين لإنجاز النصر السريع ، على الدول المارقة ، ليتم تصفية الحليف المؤقت والخلاص منه في الوقت الملائم .
كل هذه الأحلام كانت تراود الدول الغربية التي اتخذت القرار بإشعال الحرب في المنطقة ، والتي ابدعت شعار الحرب فاطلقت عليه اسم " الربيع العربي " الكل المشترك في هذه الحرب بما فيهم عملاء الداخل يتطلعون إلى ساعة الصفر ، ويكاد يراهن الجميع على أن النتيجة قاب قوسين أو أدنى ، لأن الظرف الدولي موات فالقيادة العالمية المطلقة حكراً على أمريكا ولا منازع ، وكل الغرب يشارك فيها كل بحجم مصالحه ، يضاف إلى هذا الحشد كل الدول في العالم التي توالي وتدور في الفلك الأمريكي ، فاذا ما أضفنا إلى كل هذا الدول الاقليمية ــ الرجعيات العربية بأمرة السعودية وتركيا الأردوغانية ــ المتعطشة جميعها إلى سحق الأنظمة التي لا تشاركها موقفها السياسي ،وفلسفتها الدينية ، ولا تنضوي تحت العباءة الأمريكية والتي بالتالي تشكل عليها خطراً وجودياً .
.
ليس في التاريخ سابقة تمكنت فيها دولة واحدة أن تجمع خلفها غالبية دول العالم في حرب كما فعلت أمريكا في هذه الحرب ، إلى درجة يكاد العالم الغربي وكل الدول التي تدور في فلكه ، مع كل توابعه ، وعملائه ، وحواشيه ، بحيث لم تبقى دولة من هذا التكتل العريض إلا وزرّت قرنها في هذه الحرب ، بحجم من الحجوم وبشكل من الأشكال إن لم يكن عسكرياً ، فمالياً ، أو استخباراتياً ، وإلا فإعلامياً وهو أضعف الإيمان .
هذا " الربيع العربي الأسود " الذي استنفر جميع القوى الحاقدة والمتعطشة للسلطة اليسارية القشرية منها وغير اليسارية ، وجميع الهيئات الظلامية غير العقلانية في المنطقة ، لتتحالف مع أعداء الوطن والأمة معسكر الطغيان الأمريكي حتى مع "اسرائيل " وبدون حياء .
هذا المعسكر العدواني كله تكاتف لذبح سورية الوطن ، سورية التاريخ والحضارة ، سورية الموقف المناهض للاستعمار الغربي ، والمعادي "لإسرائيل " سورية الشعب الساعي لإرساء الدولة المدنية العقلانية المعادية للفكر الديني الظلامي التحريفي .
.
…..نعم هدموا الشجر والحجر وسفكوا الدماء أنهاراً ، ويتموا الأطفال ، حتى ذهلت الأم عن وليدها ، وفتتوا البنى الاجتماعية ، وأيقظوا كل الأمراض الاجتماعية ، المذهبية ، والدينية ، والقبلية ، والقومية ، حتى دفعوا الولد إلى أن يقتل أمه ، والطفل إلى أن يمسك مدية ليذبح جندياً كما تذبح الشاة ، وحرقوا البشر أحياءً ، وأكلوا الأكباد ، وسبوا النساء وباعوها بسوق النخاسة .
………كل شرور العالم طبقت ونفذت في الجسد السوري ، حتى لم تبقى فيه محط ابرة إلا وفيها جرح غائر .
………………………….ولكـــــــــــــــــــــــــــــــــــن ………
لم يدر في خلد معسكر العدوان بكل مكوناته الدولية بما فيهم رهط المعارضين العملاء ، والموتورين دينياً ، والحاقدين ، والجواسيس ، وكل الذين الشخصيات الهشة ، لم يدر في خلدهم أن تكون النتيجة والمحصلة كما وصلت إليه ، فأصيب الجميع بخيبات الأمل ، وبات البعض يتهم البعض الاخر بالتخلي وعدم الوفاء .
بل كانت النتيجة الباهرة المبهرة التي اقتنصها جيشنا البطل من بين الآلام ، قد أذهلت العالم ، والتي تقوم على قاعدة أن العدو لم يستطع تحقيق أي من أحلامه وطموحاته ، بل انقلبت الموازين وباتت المبادرة بيد شعبنا البطل الذي سيفرض شروطه على الاخر المهزوم .
.
…… وشروط شعبنا أن لا نساكن خائناً باع وطنه ، ولا اسلامياً متطرفاً ظلامياً ، وأن لا نسمح " لإسرائيل " بالاستقرار في أرضنا ، وأن نلعن محميات الخليج في العشيات والأصباح وأن نحملها كل ما فات ، وأن نزيح غيمة الرأسمالية العالمية بعباءتها الأمريكية عن سمائنا وارضنا ، ………..وأن نمسك بأيدينا مفتاح استقلالنا السياسي والاقتصادي ، ونخلص السياسة من الدين ، والدين من السياسة ، ونعيد رجال الدين إلى مساجدهم وكنائسهم ، ونتطلع نحو المستقبل بعين الأمل والعمل . إلى دولة مدنية عقلانية ، يعيش فيها الجميع بحرية ومساواة ، ويسود فيها القانون ، دولة تمد اليد الصادقة المتعاونة مع كل الأصدقاء والحلفاء بما يحقق خير الجميع ومصلحتهم ، ويسهم في اضافة لبنات قوية للبنيان الإنساني المأمول والمنتظر .