The Wall Street Journal

يصل جون كيري إلى جنيف اليوم الخميس، لإجراء المزيد من المحادثات حول سوريا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وفي حين يمكن التوصل إلى اتفاق يجب ألا يتوقع أحد سلاماً دائماً.
في قمة مجموعة العشرين في الصين تحدث أوباما عن "ثغر في الثقة" مع روسيا بوصفها العقبة الرئيسية أمام أي اتفاق. لكن كما يظهر الاتفاق النووي الإيراني فإن لهذه الإدارة طريقة واحدة في سد مثل هذه الثغر من خلال قبول شروط الخصم.
المشكلة تكمن في أن لدى أوباما القليل من النفوذ والمصداقية. كل جهود الإدارة الأميركية لتمويل وتدريب وكلاء لها للقتال ضد النظام السوري كانت في غير محلها ما أدى إلى خلق فراغ سده داعش وجبهة النصرة.
خلافاً لتوقعات أوباما بأن سوريا ستكون مستنقعاً لفلاديمير بوتين فإن الروس أثبتوا أن الوسائل العسكرية المحدودة يمكن لها أن تحول الحرب لمصلحة نظام الأسد وزيادة نفوذهم في الشرق الأوسط. روسيا فرضت وقائع عسكرية على الأرض بحيث باتت الولايات المتحدة اليوم تتوسل بوتين من أجل تقديم تنازلات.
وتعتمد الإدارة الأميركية على زيارة كيري الأخيرة إلى جنيف كمحاولة جديدة لاختبار النوايا الروسية ومما لا شك فيه أن لافروف سيكون سعيداً في ترتيب وقف لإطلاق النار في مقابل ثمن مناسب. الولايات المتحدة سبق أن تخلت عن رحيل الأسد فوراً كشرط لعملية الانتقال السياسي. من جهتها تريد روسيا وقفاً لإطلاق النار يتيح لها ضرب أي هدف تعتبره "إرهابياً" ما يعني أي طرف معارض للأسد.
إن اللعبة الأوسع التي تمارسها روسيا هي في استخدام نفوذها في سوريا من أجل التخلص من العقوبات المالية التي فرضت عليها جراء "غزوها" أوكرانيا. يوم الأربعاء وافق الدبلوماسيون الأوروبيون على تجديد بعض تلك العقوبات لستة أشهر أخرى، لكن عقوبات الاتحاد الأوروبي الأوسع ستكون موضع نقاش في تشرين الأول المقبل. لطالما مارس الكرملين لعبة خلق المشاكل التي يمكن حلها من خلال دفع ثمن معين وسوريا تعتبر مشكلة مناسبة.
لا شيء من هذا سيخفف معاناة المدنيين في سوريا ناهيك عن المصلحة الأميركية في عزل نظام الأسد وتدمير خصومه الجهاديين لوقف تدفق المهاجرين وعدم الاستقرار الإقليمي.
في تصريحاته يوم الإثنين الماضي شدد أوباما على ضرورة استخدام وقف إطلاق النار للانتقال إلى محادثات جدية بخصوص الحل السياسي. في هذه المرحلة فإن أكثر ما يحتاجه الشعب السوري كحل سياسي هو إدارة جديدة في واشنطن.