ما هي أحـــلام الأكـــراد ، والأتــــراك ، والأمريكـــيين ؟.jpg)
…………وما هي أحـلام المـعارضة التي تحتـمي بالكـنف السعودي ؟
…………ما بقـــي من أحلامــــهم ، وما الـذي تبــــــــــــــــــــــخر ؟
ـــــــــــــــــــــالاستاذ محمد محسن ـــــــــــــــــــــــ سورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان التجييش كالرعود المزمجرة وبصخب كوني آت من كل حدب وصوب من دول الغرب والشمال والجنوب ، أمريكا تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور ، وأوروبا تقسم أنها ستشارك في هذه الحرب المصيرية المفصلية بكل ما تملك ، وكانت مشاركتها في ليبيا لاتزال ماثلة للعيان وطازجة ، أما محميات الخليج فلقد هزت أكتافها ووضع ملوكها وأمراءها وشيوخها أيديهم الوسخة على صدورهم متعهدين بكل ما يلزم من شروح فقهية ، وخزائن مفتوحة ، ورجال ، وعتاد .
أما تركيا فكانت الأسرع إلى اتخاذ القرار معتقدة أنها ستقتنص الفرصة الذهبية ، فبادرت إلى القيام بكل ما يلزم ، فنصبت المخيمات قبل اي فعل عسكري ، ودربت ، وسلحت ، وفتحت حدود ها من مشرقها إلى مغربها على مساحة تزيد على 800 كم .
.
أما الأكراد فكان بعضهم قد وقع في مصيدة " الربيع العربي " واعتبروا أنفسهم جزءاً من المعارضة التي التحقت بمعسكر العدوان ، بصفتها طابوراً خامساً أسند له خلخلة المجتمع من الداخل ، وزرع الفتن والتحريض على تدمير الوطن ، فشكل الأكراد الوحدات العسكرية إلى جانب " الجيش الحر " وتشاركوا في المؤتمرات حتى في أنقرة واستنبول ، ولكن وبأمر تركي تم فرزهم وابعادهم عن المعارضة بصنفيها التركي والسعودي ، ثم هاموا كاليتامى وبعد لأي وجدوا أنفسهم يتمسكون بعباءة أمريكا بعد أن كانوا يحسبون تاريخياً على المعسكر الروسي ، عندما كان أغلبهم يحمل راية الماركسية ، وهم الآن الورقة التي تساوم وتشتري بها أمريكا حصتها من الكعكة .
ترافقت تلك الرعود التي تتلاطم من كل جنبات الأرض ، مع حرب اعلامية ملأت الأرض والسماء زعيقاً متواصلاً كالزمهرير لم يكن له سابقة في التاريخ ، من حيث الحجم ، والفبركة ، والتناغم في جوقة من الكذب ، والافتراء ، وتضخيم الأحداث ، حتى تمكنت من صناعة رأي عام عالمي على سعة الكرة الأرضية ، صور له النظام العربي السوري " الديكتاتوري ، الفئوي ، الظالم " بانه يترنح وما هي غير ساعات أو ايام معدودات تعد على أصابع اليد الواحدة أو اليدين ومن ثم ينهار .
.
…..عندها وبعدها تهدأ الأكوان ، وتقف الرعود ، وتتكشف السماء عن زرقة وهدوء كأنها الجنة ، ويحل محل هذا النظام " القمعي " نظام ديموقراطي محمول على بساط من سندس واستبرق ، يهبط من السماء فيه المنُّ والسلوى ، ترتل وراءه شيوخ من السعودية وقطر والكويت آيات محكمات من مدونة إمام المذهب "محمد بن عبد الوهاب " الذي ابتدع مذهباً مخالفاً اُطلق عليه اسم " حشوية الحنابلة "والذي يدعو إلى قتل المخالف لأنه كافر والكافر يقتل ولوكان من المنتمين حتى إلى أي من المذاهب الأشعرية الأربعة ( الحنبلية ، والحنفية ، والشافعية ، والمالكية ) .
ولكن الأتراك ــ العثمانيين الجدد ــ كانوا يرون غير هذا ولقد افصحوا عن نيتهم بشكل صريح وعلني فهم الأولى ، والأقرب ، والأقدر ، لأن تباشيرهم جاءت من تونس ، وتبعتها مصر الكنانة ، حيث اعتلى كرسي النظامين هناك " حزب الاخوان المسلمين " إذن فان احتمال تسيده هنا في سورية هو الأرجح ،
………….. ــ تذكروا عنجهيات الغنوشي ، وسطحية مرسي ــ ………
.
(………………أرغب إليكم العودة بأذهانكم إلى تلك الأيام السوداء . حتى تتمكنوا من إدراك حجم ما تحقق ، بفضل صمود شعبنا ، وبطولات جيشنا ، وصدق حلفائنا ………….)
.
أما أمريكا وأوروبا فهما معنيتان بإركاع سورية ، ودمجها بعد تأهيلها ضمن القطيع الرجعي التابع الممتد من ــ محميات الخليج ، حتى مليك المغرب " المعظم " بما فيها قزم الأردن فهو كالفاصلة بين جملتين ، لا تضيف معناً ولكن تعطي بعداً اضافياً ، وباركاع سورية تزاح الغمة عن قلب" اسرائيل " وذلك بمحاصرة حزب الله وإلغاء دور ايران ، وبعدها يصلون سدرة المنتهى ويحققون الحلم ، وتصبح المنطقة كلها مرتعاً لاستثماراتهم ، ومنتجعاً ، ومستراحاً لملوكهم ، وأمرائهم .
نعم وظفوا الدين ، والمذهب ، والقبيلة ، والقوم ، ولم يتركوا مرضاً إلا وأيقظوه ، حتى باتت سورية مرتعاً وملعباً لكل لاعب ، فجاءت إليها كل هوام الأرض ممن أكلت عقولهم الأفكار الدينية الظلامية ، وغيبتهم عن الواقع حد الهشاشة . كل قطيع منهم وظف لصالح دولة تسليحاً وتمويلاً ، حتى باتت جميع الحركات المسلحة تنتحُ من الفكر الديني الوهابي أو الاخواني وما بينهما ، وضاع في الزحام أولئك المعارضين اليساريين ، فمنهم من باس التوبة وعاد إلى مذهبه صاغراً ومعتذراً وأصبح يبشر بالطائفية كأي شيخ من شيوخ السعودية الأغبياء ، ومنهم من راح يغمغم ويلعن حظه ، " كمن ضاع بين الصفاقين "
……..تحالف عدواني واسع لكل طرف فيه رغبته وحلمه ومصلحته مع بعض التقاطعات في بعض المصالح .
.
1ــ الأكـــــــــــــــــــــــــــــراد
اهتبلوا الفرصة واعتقد وها ذهبية قياساً على تجربة الأكراد في العراق ، الذين ركبوا الهجمة الأمريكية " المضرية " وشكلوا كياناً في غفلة من باقي المكونات الوطنية العراقية ، كما اتخذوا من حزب العمال الكردستاني في تركيا ظهيراً ومسانداً ، ثم استخدموا " الربيع العربي " مطية يتسلقون على ظهره وفرصة لتحقيق حلم عمل على تحقيقه البعض من الأكراد الشوفينيين منذ زمن ليس بقريب ، وذلك بالتضييق على بعض المكونات العربية من الأقليات الدينية ــ سريان ، آشوريين ، كلدان ، أرثوذكس ، وبعض المكونات العربية الأخرى ــ ودفعوها دفعاً إلى الهجرة القسرية ، والذين كانوا يشكلون غناً وطنياً بحفاظهم على لغات المنطقة القديمة كبستان من الزهور المتنوعة بتقاليدهم ، بثقافاتهم ، بانتمائهم ، بتنوعهم اللغوي .
لم يحسب هؤلاء المتعصبين حساباً للديموغرافيا من مكان تواجدهم في شريط حدودي ضيق يشكلون فيها أقل من 10% ، ولم يحسبوا حساباً للجغرافيا حيث هناك فواصل جغرافية واسعة بين مكوناتهم المحصورة بين "مكونين " في القامشلي ، حتى عفرين ، مع بعض التواجدات في بعض القرى الحدودية المتفرقة ، والمساحة الفاصلة بين المكونين تزيد على 600 كم .
انتقل الأكراد بسرعة من تحت العباءة الروسية التاريخية إلى تحت العباءة الأمريكية ، حيث خططت لهم ومولتهم وساندتهم بالسلاح والعتاد حتى والرجال فحققوا تقدماً متسارعاً ، على حساب العديد من الفصائل الارهابية المسلحة المتواجدة في المنطقة التي هي بنت شرعية لدول معسكر العدوان ، لذلك كان هين عليها اخلاء المناطق بأمر من مشغليها ، مع بعض الحروب الصغيرة نسبياً هنا وهناك مع بعض الحركات الإرهابية غير المنضبط .
ولكنهم سرعان ما أدركوا ان أمريكا ستبيعهم في اللحظة المناسبة إلى تركيا الحليف التاريخي لأمريكا والعضو الدائم في حلف الناتو ، واذا ما أضفنا إلى ذلك الانشقاقات الواسعة والانسحابات من بين صفوفهم من الفصائل العربية ، التي ضُلل بعضها ووظف لصالح أعداء الوطن ، وبعضهم الآخر عاد إلى حضن الوطن .
………….. ….لقــــد بات الأكــــــــــــراد أيتـــــــــــــــــاماً
.
2ــ الأتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراك
من يعود ويراجع عنترياتهم وعربد اتهم وتهديداتهم والآمال التي كانوا يراهنون عليها عند تفجر بركان الحرب القذرة على سورية ، يشعر كم كان الحلم التركي كبيراً وواسعاً ثم راح يتقلص حتى كاد يتلاشى ، ولكنهم وبذريعة التقدم الكردي دخلوا الأراضي السورية بدباباتهم وجنودهم تحت لافتة محاربة الإرهاب بواسطة " الجيش الحر "
هذا العدوان كان بموافقة أمريكية وبقبول روسي مشروط ، على أن يبقى محدوداً ، وهو بشكل من الأشكال يتقاطع بجانب منه مع المصلحة الوطنية وذلك بقبر الحلم الكردي المتغطرس ، ولكن يبقى عدواناً سافراً .
هذا الاجتياح الجزئي سيستثمر أمريكياً وتركياً وسعودياً في المفاوضات " السلمية "على قاعدة أن الجيش الحر ساهم في" دحر " الارهاب ولكن أي ارهاب ؟ الارهاب الذي خلقه ، وسلحه ، وموله ، ومكنه ، معسكر العدوان وعلى وجه الخصوص تركيا ، ولكن هيهات أن تمس الثوابت الوطنية التي استشهد من أجلها خيرة شبابنا ، والتي تقوم على الوحدة الوطنية ، والديموقراطية ، وابعاد الدين عن الدولة .
.
3ــ الســـــعودية والمعارضـــــــــة التي تحتــمي بهــا
ليس المحزن فقط بل الذي يثير العجب من الموقف غير المفهوم والذي لا يحكمه عقل ولا منطق ، احتماء المعارضة " اليسارية " التي كانت تزعم أنها تطالب بالديموقراطية احتمت ولجأت إلى حضن وكنف مملكة بني سعود لإنقاذها من النظام السوري الديكتاتوري الفاشي الذي لا يشبه النظام السعودي " السوبر ديموقراطي " والذي يجب أن يحتذى !!!!،
نعم هناك مال وفير ، ولكن " هل يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه "
السعودية الدولة الأكثر فساداً ورجعية في العالم ، كان همها دائماً اغتيال الدولة السورية لذلك وظفت كل حركات المعارضة بكل أجنحتها وتلا وينها لاغتيال الدولة السورية لسببين :
……لأن سورية وحلفاءها يشكلون خطراً على " اسرائيل الحليف من الباطن " والمعول عليه في المستقبل
… .. ولأن أي نزوع عقلاني في المنطقة يشكل خطراً وجودياً على كيان المملكة الهش .
.
4ــ الولايــات المتــحدة الأمريـكية + اوروبــــا
كل هذه الرغبات والمصالح التي فندناها فيما سبق ، والتي كانت تحلم بها القوى والدول الاقليمية والتي تبخر الكثير منها ، يمكن أن تجير جميعها لخدمة المصالح الغربية بزعامة أمريكا ، مع اضافات أخرى قد يتعلق بعضها بطبيعة النظام السوري البديل الذي كان مأمولاً تنصيبه والذي سيرث الأرض وما عليها ، فتركيا وأمريكا تريدانه بصبغة دينية اخوانية ، والسعودية تريده نظاماً وهابياً يشبهها .
لا يجوز أن نتغافل عن أن الصراع لايزال على اشده بالرغم من أن شوطاً كبيراً على طريق النصر قد تم تجاوزه .
………………..ولكــــــــــــــــــــــــــــــــــن
لقد صرف معسكر العدوان النظر عن اسطوانته المشروخة :
…………………. " رحيل الأسد "
…………………." حكومة كاملة الصلاحية "
………………….بات " الكانتون " الكردي في خبر كان
…………….ونحـــــــــــن نريـــــــــــــــــــــــــد
…..وطنــاً ، قويــاً ، موحــداً ، عاقــلاً ، حــراً ، مستــقلاً ،
…………………تحرسه أرواح الشهداء ………
.jpg)
…………وما هي أحـلام المـعارضة التي تحتـمي بالكـنف السعودي ؟
…………ما بقـــي من أحلامــــهم ، وما الـذي تبــــــــــــــــــــــخر ؟
ـــــــــــــــــــــالاستاذ محمد محسن ـــــــــــــــــــــــ سورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان التجييش كالرعود المزمجرة وبصخب كوني آت من كل حدب وصوب من دول الغرب والشمال والجنوب ، أمريكا تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور ، وأوروبا تقسم أنها ستشارك في هذه الحرب المصيرية المفصلية بكل ما تملك ، وكانت مشاركتها في ليبيا لاتزال ماثلة للعيان وطازجة ، أما محميات الخليج فلقد هزت أكتافها ووضع ملوكها وأمراءها وشيوخها أيديهم الوسخة على صدورهم متعهدين بكل ما يلزم من شروح فقهية ، وخزائن مفتوحة ، ورجال ، وعتاد .
أما تركيا فكانت الأسرع إلى اتخاذ القرار معتقدة أنها ستقتنص الفرصة الذهبية ، فبادرت إلى القيام بكل ما يلزم ، فنصبت المخيمات قبل اي فعل عسكري ، ودربت ، وسلحت ، وفتحت حدود ها من مشرقها إلى مغربها على مساحة تزيد على 800 كم .
.
أما الأكراد فكان بعضهم قد وقع في مصيدة " الربيع العربي " واعتبروا أنفسهم جزءاً من المعارضة التي التحقت بمعسكر العدوان ، بصفتها طابوراً خامساً أسند له خلخلة المجتمع من الداخل ، وزرع الفتن والتحريض على تدمير الوطن ، فشكل الأكراد الوحدات العسكرية إلى جانب " الجيش الحر " وتشاركوا في المؤتمرات حتى في أنقرة واستنبول ، ولكن وبأمر تركي تم فرزهم وابعادهم عن المعارضة بصنفيها التركي والسعودي ، ثم هاموا كاليتامى وبعد لأي وجدوا أنفسهم يتمسكون بعباءة أمريكا بعد أن كانوا يحسبون تاريخياً على المعسكر الروسي ، عندما كان أغلبهم يحمل راية الماركسية ، وهم الآن الورقة التي تساوم وتشتري بها أمريكا حصتها من الكعكة .
ترافقت تلك الرعود التي تتلاطم من كل جنبات الأرض ، مع حرب اعلامية ملأت الأرض والسماء زعيقاً متواصلاً كالزمهرير لم يكن له سابقة في التاريخ ، من حيث الحجم ، والفبركة ، والتناغم في جوقة من الكذب ، والافتراء ، وتضخيم الأحداث ، حتى تمكنت من صناعة رأي عام عالمي على سعة الكرة الأرضية ، صور له النظام العربي السوري " الديكتاتوري ، الفئوي ، الظالم " بانه يترنح وما هي غير ساعات أو ايام معدودات تعد على أصابع اليد الواحدة أو اليدين ومن ثم ينهار .
.
…..عندها وبعدها تهدأ الأكوان ، وتقف الرعود ، وتتكشف السماء عن زرقة وهدوء كأنها الجنة ، ويحل محل هذا النظام " القمعي " نظام ديموقراطي محمول على بساط من سندس واستبرق ، يهبط من السماء فيه المنُّ والسلوى ، ترتل وراءه شيوخ من السعودية وقطر والكويت آيات محكمات من مدونة إمام المذهب "محمد بن عبد الوهاب " الذي ابتدع مذهباً مخالفاً اُطلق عليه اسم " حشوية الحنابلة "والذي يدعو إلى قتل المخالف لأنه كافر والكافر يقتل ولوكان من المنتمين حتى إلى أي من المذاهب الأشعرية الأربعة ( الحنبلية ، والحنفية ، والشافعية ، والمالكية ) .
ولكن الأتراك ــ العثمانيين الجدد ــ كانوا يرون غير هذا ولقد افصحوا عن نيتهم بشكل صريح وعلني فهم الأولى ، والأقرب ، والأقدر ، لأن تباشيرهم جاءت من تونس ، وتبعتها مصر الكنانة ، حيث اعتلى كرسي النظامين هناك " حزب الاخوان المسلمين " إذن فان احتمال تسيده هنا في سورية هو الأرجح ،
………….. ــ تذكروا عنجهيات الغنوشي ، وسطحية مرسي ــ ………
.
(………………أرغب إليكم العودة بأذهانكم إلى تلك الأيام السوداء . حتى تتمكنوا من إدراك حجم ما تحقق ، بفضل صمود شعبنا ، وبطولات جيشنا ، وصدق حلفائنا ………….)
.
أما أمريكا وأوروبا فهما معنيتان بإركاع سورية ، ودمجها بعد تأهيلها ضمن القطيع الرجعي التابع الممتد من ــ محميات الخليج ، حتى مليك المغرب " المعظم " بما فيها قزم الأردن فهو كالفاصلة بين جملتين ، لا تضيف معناً ولكن تعطي بعداً اضافياً ، وباركاع سورية تزاح الغمة عن قلب" اسرائيل " وذلك بمحاصرة حزب الله وإلغاء دور ايران ، وبعدها يصلون سدرة المنتهى ويحققون الحلم ، وتصبح المنطقة كلها مرتعاً لاستثماراتهم ، ومنتجعاً ، ومستراحاً لملوكهم ، وأمرائهم .
نعم وظفوا الدين ، والمذهب ، والقبيلة ، والقوم ، ولم يتركوا مرضاً إلا وأيقظوه ، حتى باتت سورية مرتعاً وملعباً لكل لاعب ، فجاءت إليها كل هوام الأرض ممن أكلت عقولهم الأفكار الدينية الظلامية ، وغيبتهم عن الواقع حد الهشاشة . كل قطيع منهم وظف لصالح دولة تسليحاً وتمويلاً ، حتى باتت جميع الحركات المسلحة تنتحُ من الفكر الديني الوهابي أو الاخواني وما بينهما ، وضاع في الزحام أولئك المعارضين اليساريين ، فمنهم من باس التوبة وعاد إلى مذهبه صاغراً ومعتذراً وأصبح يبشر بالطائفية كأي شيخ من شيوخ السعودية الأغبياء ، ومنهم من راح يغمغم ويلعن حظه ، " كمن ضاع بين الصفاقين "
……..تحالف عدواني واسع لكل طرف فيه رغبته وحلمه ومصلحته مع بعض التقاطعات في بعض المصالح .
.
1ــ الأكـــــــــــــــــــــــــــــراد
اهتبلوا الفرصة واعتقد وها ذهبية قياساً على تجربة الأكراد في العراق ، الذين ركبوا الهجمة الأمريكية " المضرية " وشكلوا كياناً في غفلة من باقي المكونات الوطنية العراقية ، كما اتخذوا من حزب العمال الكردستاني في تركيا ظهيراً ومسانداً ، ثم استخدموا " الربيع العربي " مطية يتسلقون على ظهره وفرصة لتحقيق حلم عمل على تحقيقه البعض من الأكراد الشوفينيين منذ زمن ليس بقريب ، وذلك بالتضييق على بعض المكونات العربية من الأقليات الدينية ــ سريان ، آشوريين ، كلدان ، أرثوذكس ، وبعض المكونات العربية الأخرى ــ ودفعوها دفعاً إلى الهجرة القسرية ، والذين كانوا يشكلون غناً وطنياً بحفاظهم على لغات المنطقة القديمة كبستان من الزهور المتنوعة بتقاليدهم ، بثقافاتهم ، بانتمائهم ، بتنوعهم اللغوي .
لم يحسب هؤلاء المتعصبين حساباً للديموغرافيا من مكان تواجدهم في شريط حدودي ضيق يشكلون فيها أقل من 10% ، ولم يحسبوا حساباً للجغرافيا حيث هناك فواصل جغرافية واسعة بين مكوناتهم المحصورة بين "مكونين " في القامشلي ، حتى عفرين ، مع بعض التواجدات في بعض القرى الحدودية المتفرقة ، والمساحة الفاصلة بين المكونين تزيد على 600 كم .
انتقل الأكراد بسرعة من تحت العباءة الروسية التاريخية إلى تحت العباءة الأمريكية ، حيث خططت لهم ومولتهم وساندتهم بالسلاح والعتاد حتى والرجال فحققوا تقدماً متسارعاً ، على حساب العديد من الفصائل الارهابية المسلحة المتواجدة في المنطقة التي هي بنت شرعية لدول معسكر العدوان ، لذلك كان هين عليها اخلاء المناطق بأمر من مشغليها ، مع بعض الحروب الصغيرة نسبياً هنا وهناك مع بعض الحركات الإرهابية غير المنضبط .
ولكنهم سرعان ما أدركوا ان أمريكا ستبيعهم في اللحظة المناسبة إلى تركيا الحليف التاريخي لأمريكا والعضو الدائم في حلف الناتو ، واذا ما أضفنا إلى ذلك الانشقاقات الواسعة والانسحابات من بين صفوفهم من الفصائل العربية ، التي ضُلل بعضها ووظف لصالح أعداء الوطن ، وبعضهم الآخر عاد إلى حضن الوطن .
………….. ….لقــــد بات الأكــــــــــــراد أيتـــــــــــــــــاماً
.
2ــ الأتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراك
من يعود ويراجع عنترياتهم وعربد اتهم وتهديداتهم والآمال التي كانوا يراهنون عليها عند تفجر بركان الحرب القذرة على سورية ، يشعر كم كان الحلم التركي كبيراً وواسعاً ثم راح يتقلص حتى كاد يتلاشى ، ولكنهم وبذريعة التقدم الكردي دخلوا الأراضي السورية بدباباتهم وجنودهم تحت لافتة محاربة الإرهاب بواسطة " الجيش الحر "
هذا العدوان كان بموافقة أمريكية وبقبول روسي مشروط ، على أن يبقى محدوداً ، وهو بشكل من الأشكال يتقاطع بجانب منه مع المصلحة الوطنية وذلك بقبر الحلم الكردي المتغطرس ، ولكن يبقى عدواناً سافراً .
هذا الاجتياح الجزئي سيستثمر أمريكياً وتركياً وسعودياً في المفاوضات " السلمية "على قاعدة أن الجيش الحر ساهم في" دحر " الارهاب ولكن أي ارهاب ؟ الارهاب الذي خلقه ، وسلحه ، وموله ، ومكنه ، معسكر العدوان وعلى وجه الخصوص تركيا ، ولكن هيهات أن تمس الثوابت الوطنية التي استشهد من أجلها خيرة شبابنا ، والتي تقوم على الوحدة الوطنية ، والديموقراطية ، وابعاد الدين عن الدولة .
.
3ــ الســـــعودية والمعارضـــــــــة التي تحتــمي بهــا
ليس المحزن فقط بل الذي يثير العجب من الموقف غير المفهوم والذي لا يحكمه عقل ولا منطق ، احتماء المعارضة " اليسارية " التي كانت تزعم أنها تطالب بالديموقراطية احتمت ولجأت إلى حضن وكنف مملكة بني سعود لإنقاذها من النظام السوري الديكتاتوري الفاشي الذي لا يشبه النظام السعودي " السوبر ديموقراطي " والذي يجب أن يحتذى !!!!،
نعم هناك مال وفير ، ولكن " هل يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه "
السعودية الدولة الأكثر فساداً ورجعية في العالم ، كان همها دائماً اغتيال الدولة السورية لذلك وظفت كل حركات المعارضة بكل أجنحتها وتلا وينها لاغتيال الدولة السورية لسببين :
……لأن سورية وحلفاءها يشكلون خطراً على " اسرائيل الحليف من الباطن " والمعول عليه في المستقبل
… .. ولأن أي نزوع عقلاني في المنطقة يشكل خطراً وجودياً على كيان المملكة الهش .
.
4ــ الولايــات المتــحدة الأمريـكية + اوروبــــا
كل هذه الرغبات والمصالح التي فندناها فيما سبق ، والتي كانت تحلم بها القوى والدول الاقليمية والتي تبخر الكثير منها ، يمكن أن تجير جميعها لخدمة المصالح الغربية بزعامة أمريكا ، مع اضافات أخرى قد يتعلق بعضها بطبيعة النظام السوري البديل الذي كان مأمولاً تنصيبه والذي سيرث الأرض وما عليها ، فتركيا وأمريكا تريدانه بصبغة دينية اخوانية ، والسعودية تريده نظاماً وهابياً يشبهها .
لا يجوز أن نتغافل عن أن الصراع لايزال على اشده بالرغم من أن شوطاً كبيراً على طريق النصر قد تم تجاوزه .
………………..ولكــــــــــــــــــــــــــــــــــن
لقد صرف معسكر العدوان النظر عن اسطوانته المشروخة :
…………………. " رحيل الأسد "
…………………." حكومة كاملة الصلاحية "
………………….بات " الكانتون " الكردي في خبر كان
…………….ونحـــــــــــن نريـــــــــــــــــــــــــد
…..وطنــاً ، قويــاً ، موحــداً ، عاقــلاً ، حــراً ، مستــقلاً ،
…………………تحرسه أرواح الشهداء ………