. المعارضة عندما تحمل السلاح تتحول إلى حركة عصيان
……….حركات العصيان جميعها ارهابــية وبأفق دينــي ومذهــــبي
……….ما دامـت ارهابـيــة لمـاذا يدعـمها الغــرب " العلــماني " ؟
ـــــــــــــــــــــــــالاستاذ محمد محسن ــــــــــــــــــــــــــــــ سورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يطلب من اي محاور تعريفاً لمصطلح المعارضة السياسية يتبادر للذهن فوراً ــ التعريف التالي ــ " هي الحركة التي تتبنى برنامجاً سياسياً ، أو اقتصادياً ، أو ثقافياً ، يتعارض حد التناقض أحياناً مع النظام القائم "، لأن هذا التعريف هو المعتمد حتى قاموسياً وفي جميع المنتديات السياسية ، وهذا المفهوم في الأعم الأغلب يضم تحت دائرته جميع المعارضات السياسية في العالم ، أما وأن يقال أن هناك مجموعة أو مجموعات تحمل السلاح ضد نظامها ، فهذا لا ينطبق عليها تعريف المعارضة ولا مفهومها في القاموس السياسي ، ولا تندرج تحت هذا العنوان بل يجب ادراجها تحت عنوان العصيان المسلح .
.
وتحت هذا المفهوم العام للمعارضة تشكلت في سورية عدة تشكيلات للمعارضة السياسية منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي ، منها حزب البعث العربي الديموقراطي ، الذي قمت أنا شخصياً بتشكيل تنظيم كامل له شمل جميع المحافظات السورية بعد حركة 13تشرين ثاني 1970 ، لمرتين ، كما أُسست رابطة العمل الشيوعي التي تحولت إلى حزب العمل ، وبعض الحركات الشيوعية والناصرية الصغيرة الأخرى ، هذه التشكيلات الحزبية المعارضة كل بحسب برنامجه السياسي والاقتصادي والثقافي ، عارضت سياسة النظام الداخلية وبعض سياساته الخارجية سراً وعلناً ، وعانت الأمرين من الملاحقة الأمنية الدائمة ، وخضع الآلاف منهم للسجن ، والتعذيب ، والتشريد ، حتى والجلد ، والتسريح ، من النظام القائم في حينه نتيجة مواقفها السياسية ، والفكرية ، والنضالية ، والبرامجية ، ولكنها لم تحمل السلاح ، حتى أنها لم تفكر بذلك ، وبقيت معارضاتها ضمن الاطار الفكري أو الدعوي ، قولاً ، أو كتابة ،:
، وسجنت أنا كاتب هذه السطور أكثر من مرة ولسنوات ، وسرحت من عملي ، وجلدت ، وجوعت وذقت الأمرين ، من أجل ذلك ، ولكن لم نفكر أن نحمل السلاح ، ولم يدر في خلدنا ذلك ، وما جرى علينا جرى على حزب العمل الشيوعي ، وبعض الحركات السياسية الأخرى ، ولم أسمع أن هناك أي من هذه الأحزاب السياسية قد فكر بحمل السلاح .
بل غالبية الذين انتسبوا لتلك الحركات بقيت معارضتهم سلمية ، والكثير من هذه الغالبية تقف الآن مع الوطن بكل ما تملك من وعي ، وخبرة ، وايمان ، ضد الحرب الهمجية القذرة ، ونسوا كل معاناتهم ، لأن الوطن لا يباع بمصلحة شخصية .
.
ولكن لا يجوز أن نخرج من هذه القضية المفصلية الهامة ، بدون أن ننوه إلى أن سجن تلك الكوادر المثقفة ، والعقلانية ، والعلمانية ، واليسارية ، وابعادها عن العملية الاجتماعية ، والسياسية ، والفكرية ، لم تؤدي فقط إلى هدر طاقاتها الوطنية ، العقلانية ، الإيجابية ، المنتجة ، والمخلصة من عملية البناء الوطني ، بل أفرغت الساحة وتركت نهباً لصالح القوى والعناصر الانتهازية ، التي تسللت إلى الحزب والدولة ، والحركات الدينية الاسلامية المحلية " الاخوانية " والمستوردة " الوهابية " ، والتي كان مجتمعنا قد لفظها في الستينات من القرن الماضي ، والتي كانت قد خسرت غالبية مواقعها الاجتماعية والسياسية لصالح القوى العقلانية ، والتقدمية ، ، كما لا يجوز أن نغفل أن النظام قد أفسح لها في المجال على الأقل بدلاً من أن نقول وصلت العلائق بين النظام وبين بعضها حد التحالف ، وحتى لا ننسى يجب أن نتذكر أن " حزب الاخوان المسلمين "عندما شعر بفائض من فرط القوة ، كيف حمل السلاح في أواخر السبعينات من القرن الماضي ومارس اغتيال الكوادر العلمية ، والفكرية ، والسياسية ، بشكل فردي أو جماعي ، وحرق باصات النقل وفجر المقار الأمنية بالمفخخات ، كما قام بالعصيان المسلح المشهور واستخدم السلاح ضد الجيش الوطني ، وضد مؤسسات الدولة العلمية والادارية في أكثر من منطقة .
.
لاريب وبدون وجل أو تجاهل أو مداورة يجب أن نقول أن النظام في تلك الفترة ارتكب خطأين قاتلين هما :
…..عندما لاحق وسجن القوى الوطنية السلمية العقلانية وترك الساحة كما أفدنا حكراً للانتهازيين وللحركات الدينية بشتى مشاربها .
……من خلال شعار التضامن العربي تسللت الوهابية من بين العلاقات السورية السعودية .
وأعتقد أن تلك السياسات الخاطئة هي التي شكلت بعض الأرضية أوقد تكون قد شكلت تجربة عملية لما يجري اليوم .
بهذا التوصيف يمكن أن نطلق على تلك الحركات السياسية التي انتهجت الطريق المدني في نضالها بالمعارضة الوطنية ، التي كان هدفها اصلاح السلطة من خلال تغيير الكثير من سياساتها الداخلية بوجه خاص ، كوقف عجلة الفساد وعملية افساد من لم يفسد بعد التي قامت بها ثلة من السلطويين ــ كخدام ، وطلاس ، والشهابي ، وغيرهم كثير ، والذين باعوا الوطن عند أول مفترق ، والمال المسروق مولوا به الحركات الإرهابية ، والذين عمموا ثقافة الفساد ، حتى بات الفساد غير مزموم ومنتشر كالوباء ، بل من لا يمارسه يعزل حتى من سربه ويعتبر متخلفاً ولا ينتمي إلى هذه المرحلة ، أما السياسات الخارجية ، فكان على راسها التقارب مع دول الرجعيات العربية التي كنا نعتبرها حليفاً من الباطن" لإسرائيل " والتي من خلالها تسلل " المذهب الوهابي التكفيري " والتقارب مع الرجعيات العربية يعني بالضرورة المصالحة الخجولة ومن وراء الستار على الأقل مع الغرب بزعامة أمريكا ، مع العلم أن ليس لهذين العدوين من حليف دائم وما يحدث اليوم مثال فاقع على صدق هذه المقولة .
.
أما ما يطلق على الذين انشقوا عن الدولة وحملوا السلاح ضد جيشهم وشعبهم ومؤسسات دولتهم ، وتحالفوا مع دول العدوان ضد بلدهم في هذه الحرب القذرة واستجدوا من دول العدوان قصف وتدمير بلادهم ، فهم أقل ما يقال بهم وعليهم ولهم " عملاء ، جواسيس ، خونة ، طابور خامس ، عصاة " ، أما اطلاق تعبير معارضة عليهم فهو خطأ في المصطلح مقصود من قبل دول العدوان .
ولما كان كل أولئك الخونة الذين حملوا السلاح بجميع تلا وينهم ومسمياتهم ، قد باتوا بمثابة عصابات مسلحة إرهابية تقاتل تحت لافتات وشعارات مذهبية ودينية ، مدعومين من كل دول الشر ــ معسكر العدوان ــ الذي يضم كما يزعمون " دول الديموقراطيات الغربية العلمانية " المتحالفة مع أعتى دول الرجعيات الدينية والتي لم يعد لها مثيل في العالم ، والتي يعرف القاصي والداني أنها بفكرها الديني هي من زرعت الفكر الارهابي في العالم .
بعد هذه الفضيحة التي بات العالم يدركها وهي تحول جميع المعارضات إلى حركات ارهابية بأفق ديني ، فاين اصبحت شعارات " اليساريين ، والمثقفين العلمانيين المطالبين ــ بالحرية ، والديموقراطية ، والدولة العلمانية ؟ــ الذين كانوا يزعمون أنهم من " المعارضة "انها الكذبة التي لم تعد تنطلي إلا على الذين " أكل الدين بعقلهم حلاوة " فباعوا العقل لمن يشتري من الارهابيين ، والحاقدين ، والعملاء ،
والذين كانوا جميعاً "معارضين مثقفين قشريين ، وحاقدين ، والطامعين بالسلطة ، والمفرغين عقلياً المتدينين "، كلهم باتوا مطية ذلولاً للغرب الاستعماري بقيادة الدولة الطاغية الباغية أمريكا ، التي لا تسخر الفكر الديني وتوظفه لمآربها بل تتعامل مع الشيطان لتحقيق مصالحها ، وكل ما ترفعه من شعارات في كل حروبها والتي تزعم فيها أنها تريد ارساء أنظمة ديموقراطية في العالم هو افتراء وكذب مفضوح ولافتة لتمرير مخططاتها التي تقوم على تركيع كل نظام لا يرعى مصالحها .
.
هذه " المعارضات " بعضها كان يعرف اللعبة ، وبعضها كان الحقد قد اعمى بصيرته فتاه ولم يعد له هوية ، لكن الكل بات أثير الحركات الإرهابية التي ترفع الشعارات الدينية والمذهبية والتي خرجت بشكل مطلق وجازم من تحت مصطلح " المعارضة " لتقع تحت دائرة مصطلح " حركات العصيان المسلح " وبكل قوانين الدنيا يحق لأي نظام أن يواجه العصيانات المسلحة ، بكل أنواع الأسلحة لإخمادها ، وبخاصة عندما ترفع تلك الحركات شعارات دينية تكفر الآخر الذي لا يدين بمذهبها بالذات ، سواء أكانت " اخوانية " أو وهابية " أو بين الصفاقين " . لأن الأحزاب الدينية لا تبني أوطاناً يعيش فيها الجميع من كل المذاهب والأديان متساوين أمام القانون ، بل تبني دولة مذهبية دينية وباقي المذاهب والأديان تعامل ككفار يستحقون القتل أو كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة .
.
إذن لم تعد هناك حركات معارضة سياسية في بلادنا بل خرجت من تحت ذاك المصطلح ، وتحولت إلى حركات ارهابية مسلحة وجب على كل مواطن محاربتها والوقوف في وجهها ، كما لم يعد من الممكن على دول الغرب الاستعماري أن تضلل أحداً بزعمها أنها راعية للديموقراطية في العالم ومعنية بحمايتها ، بل باتت مكشوفة وأنها تتحالف مع الشيطان " الإرهاب هنا " من أجل مصالحها ولو على أنهار من دماء الشعوب .
.
……… نحن نعلن على رؤوس الأشهاد أننا مع أية معارضة سياسية وطنية مخلصة هدفها الإصلاح ، وسنكون جزءاً منها في المستقبل ، ولكن نحن الآن نقف مع شعبنا ضد الوحش الإرهابي وكل معسكر العدوان ــ الغربي ، والعربي ، والاقليمي ــ الداعم له .
……….حركات العصيان جميعها ارهابــية وبأفق دينــي ومذهــــبي
……….ما دامـت ارهابـيــة لمـاذا يدعـمها الغــرب " العلــماني " ؟
ـــــــــــــــــــــــــالاستاذ محمد محسن ــــــــــــــــــــــــــــــ سورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يطلب من اي محاور تعريفاً لمصطلح المعارضة السياسية يتبادر للذهن فوراً ــ التعريف التالي ــ " هي الحركة التي تتبنى برنامجاً سياسياً ، أو اقتصادياً ، أو ثقافياً ، يتعارض حد التناقض أحياناً مع النظام القائم "، لأن هذا التعريف هو المعتمد حتى قاموسياً وفي جميع المنتديات السياسية ، وهذا المفهوم في الأعم الأغلب يضم تحت دائرته جميع المعارضات السياسية في العالم ، أما وأن يقال أن هناك مجموعة أو مجموعات تحمل السلاح ضد نظامها ، فهذا لا ينطبق عليها تعريف المعارضة ولا مفهومها في القاموس السياسي ، ولا تندرج تحت هذا العنوان بل يجب ادراجها تحت عنوان العصيان المسلح .
.
وتحت هذا المفهوم العام للمعارضة تشكلت في سورية عدة تشكيلات للمعارضة السياسية منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي ، منها حزب البعث العربي الديموقراطي ، الذي قمت أنا شخصياً بتشكيل تنظيم كامل له شمل جميع المحافظات السورية بعد حركة 13تشرين ثاني 1970 ، لمرتين ، كما أُسست رابطة العمل الشيوعي التي تحولت إلى حزب العمل ، وبعض الحركات الشيوعية والناصرية الصغيرة الأخرى ، هذه التشكيلات الحزبية المعارضة كل بحسب برنامجه السياسي والاقتصادي والثقافي ، عارضت سياسة النظام الداخلية وبعض سياساته الخارجية سراً وعلناً ، وعانت الأمرين من الملاحقة الأمنية الدائمة ، وخضع الآلاف منهم للسجن ، والتعذيب ، والتشريد ، حتى والجلد ، والتسريح ، من النظام القائم في حينه نتيجة مواقفها السياسية ، والفكرية ، والنضالية ، والبرامجية ، ولكنها لم تحمل السلاح ، حتى أنها لم تفكر بذلك ، وبقيت معارضاتها ضمن الاطار الفكري أو الدعوي ، قولاً ، أو كتابة ،:
، وسجنت أنا كاتب هذه السطور أكثر من مرة ولسنوات ، وسرحت من عملي ، وجلدت ، وجوعت وذقت الأمرين ، من أجل ذلك ، ولكن لم نفكر أن نحمل السلاح ، ولم يدر في خلدنا ذلك ، وما جرى علينا جرى على حزب العمل الشيوعي ، وبعض الحركات السياسية الأخرى ، ولم أسمع أن هناك أي من هذه الأحزاب السياسية قد فكر بحمل السلاح .
بل غالبية الذين انتسبوا لتلك الحركات بقيت معارضتهم سلمية ، والكثير من هذه الغالبية تقف الآن مع الوطن بكل ما تملك من وعي ، وخبرة ، وايمان ، ضد الحرب الهمجية القذرة ، ونسوا كل معاناتهم ، لأن الوطن لا يباع بمصلحة شخصية .
.
ولكن لا يجوز أن نخرج من هذه القضية المفصلية الهامة ، بدون أن ننوه إلى أن سجن تلك الكوادر المثقفة ، والعقلانية ، والعلمانية ، واليسارية ، وابعادها عن العملية الاجتماعية ، والسياسية ، والفكرية ، لم تؤدي فقط إلى هدر طاقاتها الوطنية ، العقلانية ، الإيجابية ، المنتجة ، والمخلصة من عملية البناء الوطني ، بل أفرغت الساحة وتركت نهباً لصالح القوى والعناصر الانتهازية ، التي تسللت إلى الحزب والدولة ، والحركات الدينية الاسلامية المحلية " الاخوانية " والمستوردة " الوهابية " ، والتي كان مجتمعنا قد لفظها في الستينات من القرن الماضي ، والتي كانت قد خسرت غالبية مواقعها الاجتماعية والسياسية لصالح القوى العقلانية ، والتقدمية ، ، كما لا يجوز أن نغفل أن النظام قد أفسح لها في المجال على الأقل بدلاً من أن نقول وصلت العلائق بين النظام وبين بعضها حد التحالف ، وحتى لا ننسى يجب أن نتذكر أن " حزب الاخوان المسلمين "عندما شعر بفائض من فرط القوة ، كيف حمل السلاح في أواخر السبعينات من القرن الماضي ومارس اغتيال الكوادر العلمية ، والفكرية ، والسياسية ، بشكل فردي أو جماعي ، وحرق باصات النقل وفجر المقار الأمنية بالمفخخات ، كما قام بالعصيان المسلح المشهور واستخدم السلاح ضد الجيش الوطني ، وضد مؤسسات الدولة العلمية والادارية في أكثر من منطقة .
.
لاريب وبدون وجل أو تجاهل أو مداورة يجب أن نقول أن النظام في تلك الفترة ارتكب خطأين قاتلين هما :
…..عندما لاحق وسجن القوى الوطنية السلمية العقلانية وترك الساحة كما أفدنا حكراً للانتهازيين وللحركات الدينية بشتى مشاربها .
……من خلال شعار التضامن العربي تسللت الوهابية من بين العلاقات السورية السعودية .
وأعتقد أن تلك السياسات الخاطئة هي التي شكلت بعض الأرضية أوقد تكون قد شكلت تجربة عملية لما يجري اليوم .
بهذا التوصيف يمكن أن نطلق على تلك الحركات السياسية التي انتهجت الطريق المدني في نضالها بالمعارضة الوطنية ، التي كان هدفها اصلاح السلطة من خلال تغيير الكثير من سياساتها الداخلية بوجه خاص ، كوقف عجلة الفساد وعملية افساد من لم يفسد بعد التي قامت بها ثلة من السلطويين ــ كخدام ، وطلاس ، والشهابي ، وغيرهم كثير ، والذين باعوا الوطن عند أول مفترق ، والمال المسروق مولوا به الحركات الإرهابية ، والذين عمموا ثقافة الفساد ، حتى بات الفساد غير مزموم ومنتشر كالوباء ، بل من لا يمارسه يعزل حتى من سربه ويعتبر متخلفاً ولا ينتمي إلى هذه المرحلة ، أما السياسات الخارجية ، فكان على راسها التقارب مع دول الرجعيات العربية التي كنا نعتبرها حليفاً من الباطن" لإسرائيل " والتي من خلالها تسلل " المذهب الوهابي التكفيري " والتقارب مع الرجعيات العربية يعني بالضرورة المصالحة الخجولة ومن وراء الستار على الأقل مع الغرب بزعامة أمريكا ، مع العلم أن ليس لهذين العدوين من حليف دائم وما يحدث اليوم مثال فاقع على صدق هذه المقولة .
.
أما ما يطلق على الذين انشقوا عن الدولة وحملوا السلاح ضد جيشهم وشعبهم ومؤسسات دولتهم ، وتحالفوا مع دول العدوان ضد بلدهم في هذه الحرب القذرة واستجدوا من دول العدوان قصف وتدمير بلادهم ، فهم أقل ما يقال بهم وعليهم ولهم " عملاء ، جواسيس ، خونة ، طابور خامس ، عصاة " ، أما اطلاق تعبير معارضة عليهم فهو خطأ في المصطلح مقصود من قبل دول العدوان .
ولما كان كل أولئك الخونة الذين حملوا السلاح بجميع تلا وينهم ومسمياتهم ، قد باتوا بمثابة عصابات مسلحة إرهابية تقاتل تحت لافتات وشعارات مذهبية ودينية ، مدعومين من كل دول الشر ــ معسكر العدوان ــ الذي يضم كما يزعمون " دول الديموقراطيات الغربية العلمانية " المتحالفة مع أعتى دول الرجعيات الدينية والتي لم يعد لها مثيل في العالم ، والتي يعرف القاصي والداني أنها بفكرها الديني هي من زرعت الفكر الارهابي في العالم .
بعد هذه الفضيحة التي بات العالم يدركها وهي تحول جميع المعارضات إلى حركات ارهابية بأفق ديني ، فاين اصبحت شعارات " اليساريين ، والمثقفين العلمانيين المطالبين ــ بالحرية ، والديموقراطية ، والدولة العلمانية ؟ــ الذين كانوا يزعمون أنهم من " المعارضة "انها الكذبة التي لم تعد تنطلي إلا على الذين " أكل الدين بعقلهم حلاوة " فباعوا العقل لمن يشتري من الارهابيين ، والحاقدين ، والعملاء ،
والذين كانوا جميعاً "معارضين مثقفين قشريين ، وحاقدين ، والطامعين بالسلطة ، والمفرغين عقلياً المتدينين "، كلهم باتوا مطية ذلولاً للغرب الاستعماري بقيادة الدولة الطاغية الباغية أمريكا ، التي لا تسخر الفكر الديني وتوظفه لمآربها بل تتعامل مع الشيطان لتحقيق مصالحها ، وكل ما ترفعه من شعارات في كل حروبها والتي تزعم فيها أنها تريد ارساء أنظمة ديموقراطية في العالم هو افتراء وكذب مفضوح ولافتة لتمرير مخططاتها التي تقوم على تركيع كل نظام لا يرعى مصالحها .
.
هذه " المعارضات " بعضها كان يعرف اللعبة ، وبعضها كان الحقد قد اعمى بصيرته فتاه ولم يعد له هوية ، لكن الكل بات أثير الحركات الإرهابية التي ترفع الشعارات الدينية والمذهبية والتي خرجت بشكل مطلق وجازم من تحت مصطلح " المعارضة " لتقع تحت دائرة مصطلح " حركات العصيان المسلح " وبكل قوانين الدنيا يحق لأي نظام أن يواجه العصيانات المسلحة ، بكل أنواع الأسلحة لإخمادها ، وبخاصة عندما ترفع تلك الحركات شعارات دينية تكفر الآخر الذي لا يدين بمذهبها بالذات ، سواء أكانت " اخوانية " أو وهابية " أو بين الصفاقين " . لأن الأحزاب الدينية لا تبني أوطاناً يعيش فيها الجميع من كل المذاهب والأديان متساوين أمام القانون ، بل تبني دولة مذهبية دينية وباقي المذاهب والأديان تعامل ككفار يستحقون القتل أو كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة .
.
إذن لم تعد هناك حركات معارضة سياسية في بلادنا بل خرجت من تحت ذاك المصطلح ، وتحولت إلى حركات ارهابية مسلحة وجب على كل مواطن محاربتها والوقوف في وجهها ، كما لم يعد من الممكن على دول الغرب الاستعماري أن تضلل أحداً بزعمها أنها راعية للديموقراطية في العالم ومعنية بحمايتها ، بل باتت مكشوفة وأنها تتحالف مع الشيطان " الإرهاب هنا " من أجل مصالحها ولو على أنهار من دماء الشعوب .
.
……… نحن نعلن على رؤوس الأشهاد أننا مع أية معارضة سياسية وطنية مخلصة هدفها الإصلاح ، وسنكون جزءاً منها في المستقبل ، ولكن نحن الآن نقف مع شعبنا ضد الوحش الإرهابي وكل معسكر العدوان ــ الغربي ، والعربي ، والاقليمي ــ الداعم له .