دور الادارة في عملية التحديث والتطوير في سورية الجديدة
الادارة المؤهلة هي العمود الفقري لاعادة اعمار سورية
عبد الرحمن تيشوري
منذ رحيل القائد الخالد حافظ الاسد مبكيا عليه ووصول القائد الشاب الدكتور بشار الاسد الى موقع رئاسة الدولة في عام 2000 اشاع هذا القائد الطبيب مشروعا تحديثيا تطويريا لسورية وبدأ الجميع يتحدث عن التطوير والتحديث رغم ان الكثير من الناس الذين رفعوا راية التطوير والتحديث كانوا هم السبب في وصول البلد الى ما هو عليه الامر الذي استدعى التطوير والتحديث لذا اقول لهم انتم لستم اداة اصلاح وتطوير وتحديث والمطلوب ادارة جديدة لتنفيذ مشروع الاصلاح والتطوير
الادارة المهنية المدربة المؤهلة هي العمود الفقري لنمو المجتمع وحل مشاكله
لا توجد في العالم انظمة ناجحة واخرى فاشلة بل توجد ادارات ناجحة وادارات فاشلة والادارة هي الاساس في استغلال واستثمار الموارد لانها تربط وتنسق بين عوامل الانتاج بهدف ضمان تحقيق اعلى كفاءة ممكنة تساهم في رفع معدلات النمو والتطور وتعمل على رفع المستوى المعاشي لجميع افراد المجتمع
بناء على ذلك اصبح علم الادارة في وقتنا الحاضر العمود الفقري لنمو المجتمعات وتطورها الحضاري ولقد اثبتت الدراسات والتجارب العملية ان تقدم الشعوب وتطورها الحضاري لايتم بمجرد توفر الثروات او استيراد احدث الاجهزة والتقنيات بقدر ما يعود الى الادارة العلمية والكفوءة القادرة على حسن استثمار واستغلال هذه الثروات والتجهيزات التقنية بالشكل الامثل الذي يلبي احتياجات المجتمع بمختلف فئاته وشرائحه
ففي عالمنا المعاصر مجتمعات وشعوب كثيرة تملك ثروات صنعية هائلة ورغم ذلك لا يزال الفقر والجهل والمرض يفتك بشعوبها لافتقارها الى الادارة الجيدة القادرة على استثمار ثرواتها لمصلحة شعوبها والكثير من دولنا العربية خير مثال على ذلك
في حين ان هناك شعوب ومجتمعات اخرى لا تملك الا موارد نادرة ومحددة لكنها تمكنت بفضل الادارة من تحقيق وتائر نمو عالية وارتقت الى اعلى درجات سلم التطوير والحضارة وخير مثال عليها اليابان وهولندا وسويسرا وماليزيا وغيرها
انطلاقا من هنا نرى اننا بامس الحاجة الى اصلاح اداري او تنمية ادارية تكون اساسا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة لان العناصر الادارية هي الاداة والوسيلة لاستثمار الموارد وتوجيهها وفقا لمصلحة البلد
ونحن بحاجة سريعة الى ذلك ورغم ذلك لم نوجد الاداة الاصلاحية وهي وزارة او هيئة التنمية الادارية / الا عام 2015 / تارة يؤسسون معهد للتنمية الادارية ويبقى الخريجين بعيدا عن العمل وتارة المعهد الوطني للادارة العامة ويقول 50 خريج يكفي علما اننا بحاجة سنويا الى الف 200 خريج لان كل مفاصل الادارة في سورية تحتاج الى استبدال وتثقيف والى تطوير والى تحديث
اهمية الادارة العلمية المدربة
يكفي دلالة على اهمية الادارة ودورها في عملية التنمية ما قاله مدير احدى كبريات الشركات الامربكية "… خذوا منا كل اموالنا وتجهيزاتنا وممتلكاتنا واتركوا لنا ادارتنا سنعيد كل ذلك خلال بضعة سنوات .."
هذا القول بليغ او رائع وقد درسناه خلال اتباع الدورة التحضيرية في المعهد الوطني للادارة العامة وانا اقول هل يعي المعنيون والمدراء العامون والوزراء اهمية ذلك اهمية هذا القول ويفكرون بسورية ومصلحتها ومصلحة اجيالها ويعطون للادارة العلمية الكفوءة والنزيهة الاهمية التي تستحقق عند اصدارهم قرار تسمية مدير او معاون مدير او رئيس دائرة او قسم او….
ان نجاح سورية في عملية التطوير والتحديث المنشودة مرهون بالاجابة عن هذا التساؤل
ففي الوقت الذي نجد فيه الدول المتقدمة وشركاتها المختلفة تتنافس فيما بينها وتتسابق لتقديم افضل الاغراءات المادية والمعنوية لاجتذاب اصحاب المهارات والكفاءات الادارية المتميزة وتدفع لهم ما يريدون
نجد وزارئنا ومديرينا يتتسابقون في ابتكار افضل الاساليب للتضييق على اصحاب المهارات والكفاءات ووضع العراقيل والصعوبات امامهم لتطفيشهم واخراجهم من دائرة الضوء والمنافسة او وضعهم في الاماكن الغير مناسبة لهم
الكفاءة والخبرة والنزاهة اساس الاختيار والتعيين والاسناد
هذا قانون الادارة الناجحة
انطلاقا مما ذكرناه يجب ان يلاقي موضوع الادارة واصحاب الكفاءات الادارية انتباها واهتماما من المسؤولين واصحاب القرار بحيث تصبح الكفاءة والجدارة المسطرة التي يتم على اساسها اختيار القيادات الادارية القادرة على استيعاب التقنيات المتطورة والفن الاداري الحديث
وان لا يترك هؤلاء الاشخاص بلا عمل تحت امرة من هم ادنى منهم علما ومعرفة وتاهيلا على الاقل نسميهم مستشارين لحين تكليفهم باعمال ادارية رئيسية
الادارة اليوم علم وفن ومهنة ولغة اجنبية وحاسوب وبريد الكتروني وانترنت وخبرة اختصاص وضرورة ملحة وحتمية وبدونها لايمكن النجاح بعمليات التحديث والاصلاح والتطوير ولعل الخمس سنوات الماضية من عمر العهد الجديد كافية لتؤكد صحة كلامي ووجهة نظري
كفى اضاعة وقت ولنتخلص من كل الذين يكتبون ( يرجى الاطلاع والتوجيه – يرجى اقرار ما ترونه مناسبا – للتريث… )
لنحاسب المسؤول ونسأله ماذا فعل ماذا قدم كيف انفق الموازنة ماذا انجز ؟
لماذا تقاعس عن ممارسة الصلاحيات لماذا فرط بمصلحة الشعب لماذا اضاع الوقت ؟
ويجب معاقبة المسؤول عن كل ذلك اذا قام به ويجب شكره وتحفيزه وترقيته اذا قام بواجبه وابدع في الانجاز وكان حريصا على المال العام والوقت العام
وما هي الادارة ومن هو المدير ومن يعينه يجب ضبط وتحديد الجهة التي تعاير هذا الامر؟
اذا كنا فعلا جادين وصادقين باحداث التحديث والتطوير والتغيير واللحاق بالعالم والانتماء الى العصر فما علينا الا الاسراع باصلاح ادارتنا العامة من خلال تطعيمها بعناصر ادارية كفوءة ومؤمنة بالاصلاح وتعمل للوطن وليس لها حتى تكون قادرة على تلبية طموحات قائد الوطن وجماهير الشعب في التطوير والتحديث واتاحة الفرصة لكل مواطن لممارسة دوره في بناء وتطوير الوطن من موقعه الخاص
فليبدأ كل منا فردا او ضمن الجماعة التي يعمل معها باحترام الوقت وتحمل المسؤولية وليكون فعالا ومنتجا وحاضرا ومشاركا ويكسب الرهان مع الزمن ومع الاخرين
على الحكومة الجديدة والقيادة السياسية والحزبية ان تحدد وان تضع قياسات للمدير والادارة وان يخلق حراك سياسي واقتصادي وثقافي واداري واعلامي في البلد ليصبح البلد ورشة عمل كبيرة في شتى المجالات وشتى الميادين لان البلد يحتاج اليوم كثيرا الى العمل بعد كل التخريب الذي حصل فيه – ولا يحتاج الى التنظير والمسافة بيننا وبين الاخرين كبيرة جدا وهم لن ينتظرونا لنلحق بهم وانما سائرون بخطوات متسارعة
= دورك مهم وصوتك مهم ونقدك مهم ايها السوري الشريف / الموظف العام والمواطن /
أرجو التفاعل والمشاركة في مشروع التنمية الادارية
لانه خلاص لنا جميعا ويطور بلدنا واقتصادنا وادارتنا
تهيئة المديروالموظف والمواطن السوري الجديد واعداده للتنمية الادارية
والتنمية المجتمعية
في سورية الجديدة المتجددة
الاعمال الحكومية تتم بالموظفين والاهداف ايضا تتحقق بالافراد الموظفين المؤهلين والخطط ايضا تنفذ بالعناصر البشرية المؤمنة بها والمنفذة لها ومن هنا تقع مسؤلية كبيرة جدا على كل من يقوم بعمل اداري عام فالادارة ماهي الا انجاز الاعمال عن طريق الافراد والموظفيين العموميين فالانسان اذا هو صانع التنمية وهو منطلقها وهدفها ومديرها وقائدها وميسرها ومشرفها
لذا لا يمكن الفصل اليوم بين القائد الاداري العام واحتمالات التطور ولا يمكن تحقيق تنمية ادارية حقيقية وتحقيق شعار سورية الجديدة بدون مواطن جديد وآليات جديدة وثقافة جديدة وسلوكيات جديدة لذا اقول هنا العلاقة بين الدولة والمواطن كالعلاقة داخل الاسرة الواحدة وهنا اقتبس قول السيد الرئيس حول التربية والاخلاق لان الانسان الذي تربى تربية صالحةلا يمكن ان يخطئ بحق مجتمعه ودولته /يوجد فرق بين الدولة كوطن والحكومة كسلطة منفذة للسياسات /
ومؤسف جدا كي نكون صريحين وجريئين في هذا الموضوع اننا نجد في بعض دوائر الدولة ومؤسساتها موظفين او عمالا او مديرين يعاملون ابناء شعبهم من المراجعين والمرتفقين وكأنهم اعداء وحثالة ؟؟؟؟!!!
اعود الى عنوان الورقة والسؤال من هو المواطن الحقيقي؟؟؟ الذي يبني سورية الجديدة؟؟؟ والذي يطور الادارة السورية ؟؟؟ ساجيب بحدود معرفتي علني اقدم فائدة لسورية
المواطن الحقيقي الرقيب : هو الانسان الواعي الذي يشعر بالانتماء الى وطنه ويتمتع باحساس عالي بالمسؤولية تجاه هذا الوطن ويحرص على مصلحة الوطن ويغلبها على مصلحته الخاصة الآنية لانهما يلتقيان من حيث النتيجة في نقطة واحدة وباختصار المواطن الحقيقي هو الذي يدرك ماله وما عليه ويحترم نفسه ويحترم الاخرين مهما تعددت او تعالت او دنت مراتبهم وعلى المواطن الا يتبنى اية فكرة او مصطلح او موقف دون فهم وتحليل وتمحيص وتدقيق وبشكل عام يتم تهيئة المواطن للتنمية عبر عدة محاور:
1- التربية والتعليم النوعي الناقد التحليلي التركيبي الاستدلالي وليس البصمي الحفظي
2- التربية المنزلية والمدرسية المبنية على الاخلاق والصدق والثقة والعمل والانجاز
3- النظام الوظيفي العام الذي ينمي العمل الجماعي كفريق واحد
4- النظام الوظيفي القائم على الكفاءة الذي لا يضيع حق احد
5- النظام الوظيفي العام الذي ينمي محبة الأخر ومحبة الوطن
6- النظام الوظيفي الجديد القادم الى سورية مع تطبيق رؤية وزارة التنمية الادارية الجديدة
7- لذلك نقول يجب تهيئة هذا المواطن وهذا الموظف وانتقائه وتدريبه لانه هو منطلق التنمية وهو صانع التنمية وهو هدف التنمية وهو قائد التنمية واذا تمت تهئيته بشكل صحيح عندئذ سيؤدي دوره بشكل صحيح وعلى اكمل وجه عبر:
8- المساهمة الفعالة في بناء الوطن وحيث هو موجود في عمله في حزبه في نقابته في منزله في اسرته
9- ان يكون عين الوطن الايجابية الحريصة على تطبيق القانون وليس عدوا للوطن مثل كمال لبواني وبرهان غليون وغيرهم
10- ان يكون متعاون مع الدولة والحكومة لتصبح قوية في الداخل والخارج وهنا اقول نحن النظام انا من النظام وانتم من النظام وجميعنا نمثل الدولة السورية
اذا استطعنا الوصول الى ذلك ويجب ان نصل ولاخيار لنا الا ان ننتصر على جبهة الفساد والتنمية الادارية فهذا يؤكد بناء مجتمع سوري جديد وسورية جديدة سليمة في الداخل لا يمكن لقوة في الدنيا ان تستطيع هدمها واختراقها وهنا نركز دائما على علمانية الدولة وعلمانية الحكومة وحيادية الوظيفة العامة ومهنية الوظيفة العامة لنصل الى سورية الجديدة ونحقق التنمية الادارية والتنمية الشاملة المرغوبة التي تنعكس ايجابا على كل السوريين بغض النظر عن احزابهم ومعتقداتهم ومراتبهم دنت او علت والوزير والمدير مثل أي مواطن
هذا هو الاساس المتين والقوي الذي يبني المجتمع السوري الجديد المتماسك الراسخ القوي الذي لا تهزه اكبر قوى العالم ولا تخترقه زوابع خفافيش الظلام والدسائس والمؤامرات من الصهاينة والامريكان والعربان الذين لديهم مجازين دوليا بعلم النفس وعلوم الادارة والبرمجة اللغوية العصبية ليدخلوا على ثقافتنا ومواطننا وعلومنا واداراتنا وجيشنا وديننا ويدمروا ويخربوا كما يحصل وتعرفون خلال سنوات الحرب الفاجرة على الشعب السوري
وانا دائما اشكر الدكتور الوزير النوري الذي يحرض فينا الكتابة والبحث في هذه القضايا بعد كل لقاء تلفزيوني او ورشة عمل واعبر عن شكري وعميق تقديري واحترامي لكل العاملين السوريين الشرفاء الذين يعملون بصمت وبشكل واضح من اجل سورية الجديدة وادارة عامة جديدة مبتكرة لحلول لمشاكل السوريين وتعيد البسمة الى المواطن السوري
عبد الرحمن تيشوري