· في حديث مع الزميل الشاعر فؤاد حسن حسن تسر لنا الشاعر اليسار الحكيم ببعض ما يعتمر في قلبها منذ بدايتها مع الكتابة والى لحظة تشعر فيها انها ملكت زمام الحرف
اليسار الحكيم حديثنا يبدأ بالبداية عن هواية الكتابة وكيفية ممارستها ومتعتها..
= بدأت الميول للكتابة في سنوات الدراسة الأولى بالمرحلة الإبتدائية وكنت مميزة بمادة التعبير والنشيد وقد وفقني الله بأساتذة صقلوا هذه الهواية وبدأوا يرشدوني ويصححون لي ما اكتب ويهتمون بحروفي ويعطونني فسح من الأوقات للإلقاء والمشاركة بالمهرجانات الطليعية وخلال المرحلة الإعدادية كنت اشارك بإتحاد شبيبة الثورة بتقديم المهرجانات وإلقاء بعض القصائد التي كنت اختارها من قرأتي للشعر بكل انواعه وبدأت تتبلور هذه الموهبة لأنتقل لبداية الكتابات الخاصة كالخواطر والمعايدات للأصدقاء إضافة إلى ولادة أول نص وكان لوالدي اذكر مطلعه …لوجه كريم كالزمان أبي.
. ياطهراً من النور وحجراً من الكعبة ..
ياجنة أهداني الله اليها ..
.وهكذا بدأت أكتب للأم والوطن والصديقات والمعلمات حتى انتقلت بالمرحلة الثانوية وأخذت كتاباتي منحى آخر أكثر عمقاً وربما حملت مشاعر المراهقة التي تحلم بالصبا
في مكان ما عارضني الأهل لأني كنت بعالم من خيال ودب الخوف من ان اترك واجبي الدراسي فأنشغل بالكتابة وهي التي تحمل الكثير ممابداخلي وكان الإعتراض ان انهي درسي وبعدها ألتفت للهواية مهما كانت . ولكن بيوم من الأيام أرسلت مديرة ثانوية الفنون دعوة للأهل لحضور معرض المدرسة الذي كان يقام سنوياً وكانت على علم بما يتمناه أهلي بخصوص الكتابة ليتفاجئ أبي وأمي بأن جمهرة من المدراء والمسؤولين حضروا وأنا من سيقدم الحفل وألقي احد نصوصي الصغيرة وكانت فرحة لاتوصف لما علا صوت التصفيق والإعجاب ومن هنا بدأ الأهل ينظرون لهوايتي بجدية وإحترام
فما لبث أبي ان جمع نصوصي المتواضعة وارسلها لشخص فنسخها وأعدها للطباعة وبعد سنوات افاجئ بأنه نشرها بلبنان بغير إسمي وكنت قد انهيت المعهد وإتجهت للتدريس متناسية كل ماكنت بصدده بعد خيبة وتعب
راهنت على الزمن رغم ان أهلي وأخصهم أبي كان دأوباً ان اتابع كتابة ولا اتوقف حتى بدأ حبر عروقي ينبض من جديد وبدأت أخط رويداً رويداً بضع حروف تحمل عشقاً لصبية في مقتبل العمر
أذكر ان نصاً كان إسمه رجل الريح من أجمل النصوص التي رسمها قلمي الهاوي بيوم ما ولكنها ذهبت أدراج الريح وضاعت بين الأوراق العتيقة
تزوجت وحملت لأنصرف بشكل نهائي عن الكتابة وماعدت اميل لها ابداً وبعد ان كبر أولادي بعض الشيء عاد ذاك الحبر يسري بين كريات دمي ليولد من جديد نص ثم يتلوه الكثير
من قصائدي التي أحب رغم أنهم كلهم أحبائي… نصي النثري
بَابُ الغَرام ….
سُحبٌ في عُيونِ ليلٍ حالكٍ
نُجومُ تَرّوي صَفحاتِ الخَيال
حَدَّ التوقِ
لِشَغفٍ مِن غابِرِ العِشقِ
تَطوفُ مَجرّاتٍ بعِطرِ الشوق
مَنثورٌ عَبيرُ الرّغبَةِ
مَذبوحٌ بمَسلّةٍ
تَنخرُ الرّوحَ
مُترَفةٌ بالسُّموم
سوداءُ الكُفوفِ
تَمتَدُ إِختالَت بالأرجوان
تَرسُم الشَّفقَ حُروفاً مُثمِرةً
تُمطرُ سَفرّجلاً وتُفاح
ُتَقتَلِعُ الوّجَعَ مِن كَبدِ السّماء ع
َاريَةٌ هيَ الأحلامُ
كَطِفلةٍ في مهدٍ على خدِّ الحياةِ
شَامَةٌ وشمٌ للأزل
سرمديُّ الوجودِ
مُخضّبٌ بالصّبابةِ
يَدنِفُ الإثمُ سِحراً
فلا تَدنُ مِن سورِ الكَيان
بابهُ لَعنَةٌ للغَرام .
أكتب النثر لأنه الأقرب لروحي كما أكتب التفعيلة والعامية (المحكي) واليوم أنا بصدد نشر باكورة أعمالي من نصوص نثرية وهي ما جادت به سنين من الكتابة أختار منها ماهو الأجمل والأعمق والجدير بالبقاء بين دفتي كتاب . هناك مايصنف الشعر والأدب بين نص نثري و قصيدة شعر أنا اجد كل مايخرج من الشعور هو شعر وهناك من يطلق على نفسه ألقاباً ويعيش الدور متفانياً به أنا لم تغرني الألقاب وأراني بعيدة جداً عنها وأحسب أن المخولين بإطلاق التسميات يجب ان يكونوا نقاداً أوكتاباً على مستوى رفيع أو أدباء مخضرمين لهم باع طويل بهذا الشأن
يعجبني الكثير من الشعراء من الجاهلية لليوم ، كثر قرأت لهم وأتمنى ان أجيد نصاً واحداً كما أجادوا نصوصهم …قديماً احب معلقة عنترة العبسي ويعجبني جرير نصوصه غنية بالإشباع والمتعة أحب المتنبي كثيراً وأجده قريباً جداً بمفرداته الرقراقة السهلة أحب بدر شاكر السياب كثيراً يطربني شعره وأحمد شوقي ومحمود درويش والشاعرة الرائعة نازك الملائكة التي استزيد من نصوصها لأغني حروفي ونزار القباني الذي اذهلت نصوصه العالم وما تزال حروفه تغنى وتغنينا .
تسألني ماهو الأفضل بالشعر التفعيلة أم الحديث " النثر"
أنا أحب النثر كثيراً ولكن لاشك أن أصل الشعر تفعيلة وهي الأكثر إمتاعاً وعذوبة ولكن النثر عالم خيالي لامباشرة ولاتقيد بقافية و وزن ولا شطر، حر كطائر الحر تهيم به الحروف وتغزل نصاً لو اجدناه كأدونيس لكان عالماً مسحوراً جميلاً ومؤثراً فالحداثة مطلوبة ولكن ليس لنكران الأصالة إنما لإضافة لون مشرق جديد على عالم بات كل شيء فيه يتطلب التحديث .
الشعر لغة سامية وراقية ومن المؤكد ان من يهتم به له حساسية معينة ومتفوقة ومتذوق جيد للحرف ويجب كما أي شيء في حياتنا ان يوظف بالإطار الصحيح وأن يؤخذ على محمل الجد والإهتمام فوزارة الثقافة أعلنت طرطوس عاصمة الشعر لأن الشعر حضارة وتاريخ ترابط ومحبة فهل سمعت يوماً عن شاعرة كتب بالكهره والبغضاء وأحبه الناس مؤكد لا لذلك هي لغة التآلف والمحبة والسلام ….
في ختام حديثي اتمنى ان نرتقي بما نحب ونهوى وأن تعلوا كلماتنا لتكون نجوماً وتوظف بالشكل الصحيح لتكون دواتنا كالبارودة في هذه الحرب القذرة على بلادنا واتمنى السلام لبلدي والأمن والإستقرار وأهديكم آخر نص لي متمنية ان ينال إعجابكم …
وَطر المُنى ………..
يا حُلوتي ..
. مُذ قُلـتِ لي :
-أغريتَني …
و سبيتني باللحظِ في حُلمِ الوصالْ
باللّمسةِ الأحلى
رَسمّتُ رجولَتي بأناملِ العشّقِ المُسافرِ من جنونٍ في الخيالْ
أسّرجتُ خيلَ الليلِ
تصّهلُ في الفضا
والسِّحرُ ورديٌّ
ينامُ على يدي يسري
بأوّردتي ليَحترقَ المُحالْ
والنّبضُ من نارٍ تَثورُ
ولا يَكنُّ لهيبُها
والعِطرُ فاضَ معَ الجوى
ثمِلاً يُدغدغُ وردةً نشّوى
يشقُ الصّمتِ َيُغوي بالجمالْ
يا حُلوتي ..
. مُذ قلتِ لي
: هيا نُسابق نسمةً
نرنو إلى وَطرِ المُنى
بتلاتُ زهرٍ أينعتْ
فتِدفقَ الشّهدُ النّديُّ على المدى
والقُبلةُ الأبهى
تُخاتِلُ ثغرَكِ الرّيانَ خمريَّ الغِلالْ …
وفي النهاية جزيل الشكر لموقع وجريدة نفحات القلم وللاستاذة الاديبة منيرة احمد وللصديق الشاعر. فؤاد حسن