National Interest
كتب المدير التنفيذي لمركز "National Interest" بول ساندرز Paul Saunders مقالة نشرت على الموقع التابع للمركز، رأى فيها أن سياسة واشنطن تجاه سوريا والتي تمثلت مؤخرًا في الضربات الجوية الأميركية على مواقع الجيش السوري في دير الزور تضر بأميركا نفسها، وتُصعِّب معالجة الأزمة السورية، مرجحًا أن يرث خليفة أوباما الأزمة السورية، ما يُحتّمُ على أوباما اتخاذ قرارات صعبة حيال سوريا قبل مغادرته البيت الأبيض بعد أربعة أشهر.
وإذ لفت الكاتب إلى أن الغارة الأميركية على مواقع الجيش السوري في دير الزور تجعل تنفيذ اتفاق الهدنة بين الولايات المتحدة وروسيا عملية صعبة التحقق، أوضح أن الضربات الأميركية تعزز انعدام الثقة بين الطرفين، وأشار الكاتب في السياق إلى شدة اللهجة التي صبغت بيان الخارجية الروسية، حيث اتهم الطيارين الأميركيين بالتواطؤ مع تنظيم "داعش" الإرهابي.
الكاتب شدد أيضًا على أن رفض المسؤولين الأميركيين للمخاوف الروسية يُعدُّ "نرجسي وغير عملي"، مذكرًا بأن وسائل الإعلام الأميركية كانت تحدثت قبل أيام فقط من حادثة دير الزور عن معارضة "البنتاغون" للاتفاق الأميركي الروسي، وخاصة التعاون العسكري مع روسيا، وأضاف الكاتب أنه" ليس بالأمر البعيد أن يُنظر إلى حادثة دير الزور على أنها محاولة من قبل "البنتاغون" لإحباط الاتفاق الأميركي الروسي".
كذلك أكَّد ساندرز أن "عدم معالجة المخاوف الروسية تُصعّب وقف القتال في سوريا، كما أن الغارة الجوية على دير الزور سيكون لها تداعيات سلبية على العلاقات ما بين الولايات المتحدة والحكومة السورية"، مضيفًا "إنّ التوصل إلى تسوية في سوريا دون تدخل عسكري أميركي كبير يقتضي موافقة الرئيس السوري بشار الأسد"، وشرح بأنّ واشنطن تعول على موسكو في هذا الإطار، وفي الوقت نفسه تعول عليها من أجل إقناع الأسد "بضرورة الرحيل"، حسبما قال الكاتب.
على ضوء كل ذلك، شدد الكاتب على أن التعاون الأميركي الروسي العسكري هو القرار الأساس الذي يواجهه أوباما، الذي يبدو حتى الآن مؤيدًا للتعاون لكن ليس بشكل علني وواضح، سواء أكان في سوريا أم في ليبيا أو أوكرانيا، وعليه حذر الكاتب من تداعيات الـ"نصف حلول" التي يعتمدها أوباما.
صحيفة "نيوروك تايمز" من جهتها نشرت تقريرًا بتاريخ الثامن عشر من أيلول الحالي، اعتبرت فيه أن حادثة دير الزور وضعت أميركا في موقف "دفاعي"، وقوضت مساعيها الهادفة إلى خفض العنف و"فتح الممرات الإنسانية" في سوريا، لكن استهداف الطيران الحربي الأميركي للجنود السوريين كشف الصعوبات التي يعاني منها البيت الأبيض بوضع استراتيجية متماسكة في الحرب السورية، كما أن للولايات المتحدة أهداف متناقضة في هذه الحرب، من هزيمة "داعش" إلى إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم"، حسبما جاء في تقرير الصحيفة.
وإذ لفت التقرير إلى أن حادثة دير الزور سمحت للحكومة الروسية بأن تقول أن خلفية الحادثة هي الرفض الأميركي لمشاركة المعلومات الاستخباراتية، وسمحت كذلك للحكومة السورية بالقول أن واشنطن تحاول حماية "داعش"، نبّه التقرير إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يواجه الكثير من المعارضين في الداخل حيال الاتفاق الذي توصل إليه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول الهدنة في سوريا، أبرز هؤلاء المعارضين هو وزير الحرب آشتون كارتر
بيروت نيوز- نفحات القلم .