أرض بعل …هي النداء الداخلي العتيق للأنسان ليخرج عرقه بالري الإلعي فتشتعل المواسم غلالاً مقدسة..وعندما لا يسعفه يساعده على الجفاف ..أولا تستجاب صلاة الاستسقاء ..يعرف المزارع العريق أن الالع بعل يكون غائب في العالم الاسفل ..وفي جوف /موت/ إله العالم الاسفل فيصير نادباً قحطه في ندب الإله حتى تنقضي السنوات العجاف ويكون ما يريد.. في الأسطورة الأوغاريتية قصر بعل ..حيث تثير الأسطورة بعض التساؤل
في قضية بناء قصر لبعل..ونرى هنا في نص الأسطورة أن بنات بعل ..رضيّة وبدرية وطلية بأنهن يمتلكن مقامات أو مظلات وليس لبعل مثل ذلك فما سير ذلك ؟….
ربما يعني ذلك أن الزراعة التي تعتمد على مياه مطر السماء للاخصاب والانتاج
لم تكن في العصور الموغلة في القدم منتشرة بعد على طول الجبال الساحلية السورية وأنها ما ان اصبحت كذلك أي عندما تكاثر السكان في المنطقة وجرى تحويلها الى منطقة زراعية منتجة ..أصبحت رمزياً /دينياً / أرض بعل هو ملكها ومحييها ..وبالتالي يجب بناء قصر لبعل يليق به..
نرى هنا أن عشيرة وأولادها يمثلون القوى الطبيعية السابقة لعصر الزراعة..
أي لعصر الجهد الانساني في الإنماء والخصب..
كذلك فأن بدرية وطليّة اللتين ترمزان الى قوى طبيعية ثابتة لها حصة في عملية الاخصاب الزراعي..أي في الأسطورة لها مساكن…
إن مطالبة عناة الشديدة والعنيفة لبناء قصر لبعل لتثبيت ملكه ..وقتالها مع الإله /موت/ وتخليص بعل من جوفه ترمز اسطورياً إلى فعل انساني مدعوم من إله المطر المحيي بعل ليجعل الزراعة البعلية اساس معيشة الانسان..
الاشارة هنا إلى الارتباط الوثيق بين المطر في عدانه والسلام والرخاء البشري الذي يعتمد الزراعة كأساس لمعيشته….
بعل أغاريت هو الحدث تم التفسير ثم الرمز..وبين القناعات والمفاهيم الدينية الناتجة عنه ..والطقوس المعبرة عن إحيائه في ممارسات شعبية عميقة المغزى…
أوغاريت التي تعيش مع كل فلاح يزرع أرضه وينتظر المطر ليقول بان أرضه هي ارض بعل..
التي أعشقها اسمها أوغاريت هي ثناء لقلبي ..
عاشق أوغاريت ..غسّان القيّم..