![](/userfiles/12741897_1684026645200985_7423802925221812783_n(11).jpg)
يبدو ان مجتمع أوغاريت حافظ على تصوره بخصوص الأرض المتوارثة من جيل الى جيل داخل قريته أو مدينته أو عائلته ..ولا يجوز بيعها لأي كان من خارج قريته لأن هذه الأرض كان يعتبرها ضمانة الاستقرار الاقتصادي والمعيشي داخل أسرته وقريته ..وثمة اعتقاد أن أوغاريت عرفت ما يسمى "اليوبيل ".. وهو الطقس الذي بموجبه تعاد أرض العائلة أو العشيرة إليها والتي كانت قد بيعت ومر على وجودها خارج ملكية العشيرة خمسون عاماً بالضبط..وإذا صح أن الكلمة الوغاريتية /ypl/ تعني يوبيلاً..فهذا يعني أن اهل اوغاريت كانوا يقيمون هذه الطقس بشكل دوري ..
على كل حال من اطلاعي على بعض الوثائق التي تتعلق بذلك.. اعتقد بان المواد الأوغاريتية شكلت مرحلة جديدة في تطور مؤسسة الشهود والنظام المشاعي في اوغاريت ..وإن هذه المؤسسة أي مؤسسة الشهود نشات من الإجراءات الأولية عندما كانت العشيرة أي جهاز الادارة المحلية هو الذي يشهد على صقات البيع والشراء..
حيث آثارت اهتمامنا بعض الوثائق التي اكتشفت في أوغاريت التي تتعلق طبيعتا بعمليات بيع وشراء ..تعدد لأسماء الصفقات ..فبعضها شهد فيها اربعة شهود وبعضها خمسة حتى سبعة ..نستنج من ذلك أولاً.. أن الشهود كانوا يمثلون طرفي الصفقة الذين دعاه كل من البائع والشاري للقيام بهذه المهمة ..ثانياً:ليس بالضرورة ان يكون الشهود من كبار الموظفين المحليين ..يدل ذلك اختلاف عددهم من وثيقة لأخرى وعدم الإشارة الى القابهم..
ولا بد ان كثيرأو معظم هذه العقود كانت عبارة عن عظاءات قدمها الملك ..وتنقل ملكيتها من مالك أو صاحب إقطاعية إلى آخر وهي تتعلق بمنازل وكروم زيتون أو عنب أو أشجار خاصة بالاستخدام المنزلي وصناعة المفروشات ومزارع أو ماشية ..
ويمكن أن تشمل هذه العقود الممالح ايضاًَ..
ان مضمون هذه العقود مكرر ..لكن يبدو أن كاتب العدل كانت له بعض الحرية في كتابة نص العقد.. ويظهر وكأنه رسمي من خلال استعمال عبارة التقديم..
مثلاً .."اعتباراً من هذا اليوم " ثم يذكر العطاء مع وصفة وذكر اسم المنتفع الجديد وكذلك الاسم القديم ويمكن للابناء وأحيانا الاحفاد ان يتشاركوا في نقل الملكية ..ثم يأتي بعد ذلك بند ب"عدم المطالبة "لا أحد يستطيع في المستقبل أن يحاجج الملكية ..وسوف نورد نموذج لعقد بيع موثق من قبل ملك اوغاريت عميشتمرو ..يقول العقد.."اعتباراً من هذا اليوم نقل عميشتمرو ابن نقميبا ملك اوغاريت بيت إيل ..وأرض رابعانو حوه وأرض ابن لبنا الى عماتا رونو "
أو أبنائه ..ختم عميشتمرو ابن نقميبا ملك أوغاريت"
ان العقود المثبتة بأحكام قليلة العدد وهي تتعلق بمطالبات بحقوق الملكية في هذه الحالة يقدم الملك بفصل الحكم ويقدم رقماً يستعمل في المستقبل كصك للملكية..
ان معظم هذه العقود المختومة لاتذكر شهوداً وعلى الأكثر هناك أحياناً اسم الكاتب الذي كتبها ..
في المقابل هناك فئات آخرى من العقود التي مر جزءً منها امام الملك وجزءً آخر أمام الشهود …
وينطبق ذلك على عقود شراء أو تحرير مرهونات أو للتبني أو للتقاسم ..لكن عندما كانت تحفظ عند علية القوم /بيت رابعانو..وبيت رشابابو..وبيت أورتينو..فهي كلها ..مرت امام الشهود..
نقول : كي تفهم جيداً مجتمع أوغاريت في كل أبعاده ..يجب علينا أن نستفيد من جميع أنواع النصوص المكتشفة والتي لم يتسنى للعلماء من قراءتها كلها ..فكل قراءة جديدة سيضيف جزء الى اجزاء اللغز الكبير الذي لن ينتهي أبداً…
التي احبها واعشقها هي اوغاريت ..هي ثناء لقلبي ..
عاشق أوغاريت..غسّان القيّم .