بقلم الكاتب والاعلامي والشاعر داود ابو شقرا – سورية
****************************
حقيقة، ومع أنني اعتزلت الكتابة السياسية على الرغم من عملي بها لأكثر من ربع قرن، وكان من زبائني اليوميين (روبرت فيسك وجوناثان راندال وباتريك سيل وإيتامار رابينوفيتش وشمعون شيفتر وشاؤول ميناشيه)… وكبار الكُتَّاب الصحفيين في العالم. أقرأ كتاباتهم وأعالجها أداعبها وأقلبها وأحلل ما فيها لتلمس قراءة دواخلها وما بين سطورها لأحررها من بعض غموضها وربما من سمومها عند البعض الآخر.
بمعنى أنني تمرست في الكتابة السياسية وتحليلها لدرجة أنها صارت تشاركني أحلامي، وتقاسمني أيامي. وبعد فترة اكتشفت أن الثقافي والأدبي والفكري أهم من السياسي، فاتجهت إليه غير آسف على واقع إعلامي مزري جعلنا في ذيل الإعلام العالمي مع أننا مصدر للخبر في كل الوسائل الإعلامية، وظل مسؤولو الإعلام السوري يرددون "لقد فاجأتنا الأزمة" وفعلا فاجأتهم الأزمة، ومازالوا متفاجئين منذ ست سنوات، ويبدو أنهم سيبقون في الحالة هذا حتى تستيقظ سيراليون من سباتها، وتصير الصومال رأس الثقافة العربية وقمة هرم الإعلام السوري، كل ذلك لأنهم لم يعدوا لصف ثان ولا ثالث بل بقي الزعيم زعيما ولم يترك كرسيه إلا وأورثها لابنه أو لابنته، فالمدير خلَّف مديراً والمذيعة ورَّثت مذيعةً، والمخرج صار ابنه مخرجا فور نيله الثانوية العامة في حين تنتظر طوابير المتخرجين من كلية الإعلام منذ سنوات، والأنكى أن أهم المحررين السياسيين في سورية تم تهميشهم أو تطفيشهم ، ولذلك قررت اعتزال التحرير السياسي والعمل بالبرامج الثقافية.
أقول مع أنني أعتزلت الكتابة في السياسة منذ زمن إلا أنني مع هذا لم أستطع منع نفسي من الضحك والقهقهة، كما لم أستطع منع أصابعي من الكتابة في السياسة وأنا أستمع لخطاب السيدة (سامنثا باور) المندوبة الأميركية الدائمة في مجلس الأمن والتي أضحكتتي أكثر من " قلق " السيد (بان كي مون) أو "أبوكمون" كما تقول (ستي الختيارة)، وأضحكني أكثر التباكي الخليجي على الشعب السوري الذي منعوا عنه حتى زيارة دول مجلس التعاون الخليجي ليتحفنا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن بلاده استقبلت مليونين ونصف المليون سوري، طبعا أتحدى السيد الجبير أن يعلن عن 25 اسما من المليونين ونصف المليون. كل هذا التباكي على السوريين تجاوزته السيدة باور اليوم بتباكيها على حلب!…
من كان يتصور أن باور كدولتها أحن من الأم على ولدها؟
ضحكت وضحكت، لكن ما قطع الضحك و(طارت السكرة وجاءت الفكرة) هو كيف سيتعامل جهابذة إعلامنا مع هذا الخطاب المعجون بالكثير من الدهاء والخبث الإعلامي وبإرسال الرسائل المرمزة والمتضمنه ذلك الحنان المتدفق. أي أنها ملكية أكثر من الملك. وحنونه أكثر من البجعة، والدليل قولها بتأثر واضح:
" الطيران الروسي والسوري يضربان البنية التحتية في حلب".
لولولوليش …. واشنطن تتباكى على البنية التحتية في حلب. هذا يعني من سيعمر حلب غير الأم الحنون أميركا حتى أنها عينت باور (لتقلع ) بنا في عملية إعادة إعمار البنية التحتية الحلبية!!!
فظيعة أميركا!
كانت عبارات دارجة عن ممثلات هوليود تقول من مثل: " يا اخي… من أين الأميركان بيجيبوا هالحريم!؟"…
الآن فهمنا العبارة عندما تعرفنا إلى ممثلة أميركا في الأمم المتحدة وبهذا اتحدت (الويلات المتحدة) مع منظمة (أبو كمون) أي ( الأمم المنتحرة) على أعتاب نيويورك فبعد أن الانتهاء من معالجة الإرهاب العالمي الذي أودى ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك هاهم يشدون الرحال إلى حلب لقطف العنب وكأنهم لم يسمعوا قول الشاعرة الإماراتية (أحلام) التي تشبه أحلامهم في بلادنا: " اللي ما يطال العنب حامض عنه يقول".
هذا العنب الحامض والعالي الذي لن يذوقه الثعلب الأميركي هو العنب الحلبي.
وسجل يا تاريخ.
****************************
حقيقة، ومع أنني اعتزلت الكتابة السياسية على الرغم من عملي بها لأكثر من ربع قرن، وكان من زبائني اليوميين (روبرت فيسك وجوناثان راندال وباتريك سيل وإيتامار رابينوفيتش وشمعون شيفتر وشاؤول ميناشيه)… وكبار الكُتَّاب الصحفيين في العالم. أقرأ كتاباتهم وأعالجها أداعبها وأقلبها وأحلل ما فيها لتلمس قراءة دواخلها وما بين سطورها لأحررها من بعض غموضها وربما من سمومها عند البعض الآخر.
بمعنى أنني تمرست في الكتابة السياسية وتحليلها لدرجة أنها صارت تشاركني أحلامي، وتقاسمني أيامي. وبعد فترة اكتشفت أن الثقافي والأدبي والفكري أهم من السياسي، فاتجهت إليه غير آسف على واقع إعلامي مزري جعلنا في ذيل الإعلام العالمي مع أننا مصدر للخبر في كل الوسائل الإعلامية، وظل مسؤولو الإعلام السوري يرددون "لقد فاجأتنا الأزمة" وفعلا فاجأتهم الأزمة، ومازالوا متفاجئين منذ ست سنوات، ويبدو أنهم سيبقون في الحالة هذا حتى تستيقظ سيراليون من سباتها، وتصير الصومال رأس الثقافة العربية وقمة هرم الإعلام السوري، كل ذلك لأنهم لم يعدوا لصف ثان ولا ثالث بل بقي الزعيم زعيما ولم يترك كرسيه إلا وأورثها لابنه أو لابنته، فالمدير خلَّف مديراً والمذيعة ورَّثت مذيعةً، والمخرج صار ابنه مخرجا فور نيله الثانوية العامة في حين تنتظر طوابير المتخرجين من كلية الإعلام منذ سنوات، والأنكى أن أهم المحررين السياسيين في سورية تم تهميشهم أو تطفيشهم ، ولذلك قررت اعتزال التحرير السياسي والعمل بالبرامج الثقافية.
أقول مع أنني أعتزلت الكتابة في السياسة منذ زمن إلا أنني مع هذا لم أستطع منع نفسي من الضحك والقهقهة، كما لم أستطع منع أصابعي من الكتابة في السياسة وأنا أستمع لخطاب السيدة (سامنثا باور) المندوبة الأميركية الدائمة في مجلس الأمن والتي أضحكتتي أكثر من " قلق " السيد (بان كي مون) أو "أبوكمون" كما تقول (ستي الختيارة)، وأضحكني أكثر التباكي الخليجي على الشعب السوري الذي منعوا عنه حتى زيارة دول مجلس التعاون الخليجي ليتحفنا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن بلاده استقبلت مليونين ونصف المليون سوري، طبعا أتحدى السيد الجبير أن يعلن عن 25 اسما من المليونين ونصف المليون. كل هذا التباكي على السوريين تجاوزته السيدة باور اليوم بتباكيها على حلب!…
من كان يتصور أن باور كدولتها أحن من الأم على ولدها؟
ضحكت وضحكت، لكن ما قطع الضحك و(طارت السكرة وجاءت الفكرة) هو كيف سيتعامل جهابذة إعلامنا مع هذا الخطاب المعجون بالكثير من الدهاء والخبث الإعلامي وبإرسال الرسائل المرمزة والمتضمنه ذلك الحنان المتدفق. أي أنها ملكية أكثر من الملك. وحنونه أكثر من البجعة، والدليل قولها بتأثر واضح:
" الطيران الروسي والسوري يضربان البنية التحتية في حلب".
لولولوليش …. واشنطن تتباكى على البنية التحتية في حلب. هذا يعني من سيعمر حلب غير الأم الحنون أميركا حتى أنها عينت باور (لتقلع ) بنا في عملية إعادة إعمار البنية التحتية الحلبية!!!
فظيعة أميركا!
كانت عبارات دارجة عن ممثلات هوليود تقول من مثل: " يا اخي… من أين الأميركان بيجيبوا هالحريم!؟"…
الآن فهمنا العبارة عندما تعرفنا إلى ممثلة أميركا في الأمم المتحدة وبهذا اتحدت (الويلات المتحدة) مع منظمة (أبو كمون) أي ( الأمم المنتحرة) على أعتاب نيويورك فبعد أن الانتهاء من معالجة الإرهاب العالمي الذي أودى ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك هاهم يشدون الرحال إلى حلب لقطف العنب وكأنهم لم يسمعوا قول الشاعرة الإماراتية (أحلام) التي تشبه أحلامهم في بلادنا: " اللي ما يطال العنب حامض عنه يقول".
هذا العنب الحامض والعالي الذي لن يذوقه الثعلب الأميركي هو العنب الحلبي.
وسجل يا تاريخ.