..مستقـــبل ممــلكة بنـــي سعــــــود ، ومحميـــــة قطـــــــــــــــر
……….منذ النشأة أسند لهما دور تمـــزيق وتشـــويه الدين الاسلامي ؟
……….لماذا تغـــــولوا في الـــــــدم السـوري ، فــهل هـم في منـــأى ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــالاستاذ محمد محسن ــــــــــــــــــ سورية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يحدث في المنطقة منذ منتصف القرن الماضي أن غاصت دولة بكل مؤسساتها العسكرية والمدنية وخزائنها المالية في مستنقع الحرب الدائرة في بلد عربي جار أو في أي بلد في المنطقة ، مثلما غاصت الدولتان السعودية وقطر حتى الركب في الدماء السورية ، من أين نبت كل هذا الحجم من الحقد والعداء ؟ هل هو عداء قديم قدم تكوين هاتين الدولتين ؟ أم هو حديث تساوق مع القرار الأمريكي ، الغربي ، الاسرائيلي ، التركي ، الذي اتخذ " بتدمير" سورية الدولة " المارقة ".
…………..فما هو ثأرهم مع الدولة السورية ؟؟:
… عداء الغرب واسرائيل للدولة السورية يمكن فهمه وهو :؟؟
1ــ من الغزو الأمريكي للعراق وتدميره وتفتيته ومحاولة اخراجه من عمقه العربي العقلاني .
2ــ عدم الاستجابة لإملاءات " كولن باول" وزير الخارجية الأمريكية اثناء الغزو الوحشي للعراق .
3ــ الوقوف بكل الطاقات إلى جانب حزب الله في مقاومته "لإسرائيل " .
4ــ العلاقة الاستراتيجية مع ايران التي تقف إلى جانب المقاومات اللبنانية والفلسطينية ضد "اسرائيل ".
هذه النقاط الأربعة كلها حتى مع بعض ملحقاتها ومتمماتها لا تبدو في الظاهر تمس مصالح السعودية وقطر ، أو تدفعهما لرفع درجة العداء لسورية إلى الدرجة التي عبرا عنها عملياً ، بل تبدو متوافقة تماماً مع ما يجب أن يكون جزءاً من واجبهما القومي حتى والاسلامي .
ولكن هذا الفهم المبسط والسطحي لدور هاتين الدولتين ، جعلنا نقع في سذاجة التحليل وعدم القدرة على ادراك بواعث منشأ هاتين المحميتين والدور المناط بهما ، لأننا وقعنا جميعاً مع بعض التباينات في ورشة تضليل مصطلح " التضامن العربي " ، الذي قادنا إلى حالة عماء ، وعدم ادراك مدلولات هذا المصطلح الملغوم ، لأن التضامن بين بعض الدول يقتضي تواجد مجموعة مشتركات وأهداف هامه وأساسية في الاقتصاد والسياسة ، وإن لم تكن متطابقة فهي لا تحمل تناقضات في الغايات والأهداف .
.
ولكن إن هاتين المحميتين ومن يقف معهما في نفس الخندق من الدول " العربية " كانت ومنذ التأسيس قد أسست لغايات محددة ومهمات وأدوار مرسومة ، كما كانت عليه ولادة " اسرائيل " مع فارق بالدرجة وتباين في الدور .
ولكن وللتاريخ كان عبد الناصر وحزب البعث وحركة التحرر العربية في الستينات من القرن الماضي قد أدركوا أن تحرير فلسطين لابد وأن يمر عبر تحرير عمان والرياض ، ولكن وبعد السبعين من القرن الماضي حلت فكرة التضامن العربي محل التناقض فتسلل الفكر الوهابي إلى الساحة السورية بكل هدوء .
ألا يثير الاهتمام والتأمل بل والدهشة تمكين قبيلة بني سعود البدوية الرعوية ، من السيطرة على اقدس مقدسات المسلمين مكة والمدينة في ظل الامبراطورية البريطانية ؟!!، وطرد أشراف مكة والقيمين على طقوس الحج منذ ما يزيد على ألف عام ؟ وتسليمها لبني سعود بعد ان تعهدوا بنصرة وحماية وتبني " الدين " الوهابي ؟ ، الذي ومنذ الأيام الأولى لسيطرتهم على الكعبة ، قاموا بقتل وطرد كل من تبقى من أشراف مكة ، كما أغلقوا جميع المدارس الدينية الاسلامية التي كانت تدرس فقه المذاهب الأشعرية الأربعة ــ الحنفي ، والمالكي ، والشافعي ، والحنبلي " وألزم الكافة باتباع الدين الوهابي ــ دين وليس مذهب ــ.
هذا " الدين "الذي يكفر جميع المذاهب الاسلامية الأخرى السنية والشيعية ، لأنه أخذ بمذهب ابن تيمية الذي اعتبر زنديقاً ومات في سجن القلعة بدمشق ، لأنه جسد الله وشبهه على شاكلة انسان له فم ورأس وأرجل ، وعهد لتلك الأسرة بالتعاون مع محمد بن عبد الوهاب مؤسس " الدين الوهابي " تدمير جميع الأوابد والآثار والأضرحة الاسلامية الموجودة في الجزيرة العربية ، حتى لا يترك اثراً يدل على تاريخ الخلفاء والتابعين وتابعي التابعين ، ؟ وهناك مصادر تؤكد أنه كان من بين المهمات تدمير الكعبة ، ولكنهم رجعوا عن ذلك القرار لأسباب تتعلق بعدم القدرة على استعداء ومواجهة غضب الشعوب الإسلامية لأن هذا لا طائل قبلهم لتحمله .
.
اي وباختصار اسند لبني سعود نشر دين ــ وليس مذهب ــ يتناقض مع ما جاءت به المذاهب الاسلامية جميعها ، وهذه مهمة قد تقل عن الدور الذي اسند " لإسرائيل "، "فإسرائيل " تستنزف طاقاتنا البشرية والمادية وتحول دون أية حالة استقرار في المنطقة قد تؤدي إلى قيام تكتلات سياسية أو اقتصادية بين مصر وسورية بشكل رئيسي ، وتلك ــ السعودية ــ تقوم بدور مسيلمة الكذاب وذلك من خلال تحريف الاسلام وتشويه صورته وتحويله من دين يجب ان يدعي للمحبة والسلام إلى دين يكفر الآخر المخالف ، ويلعب بوعي الشعوب الاسلامية ويجوفها ويحولها إلى أدوات قتل وتخريب وتفجير الصراعات على أسس مذهبية ،
وكلا الدورين والوظيفتين لإسرائيل والسعودية تقودان إلى خلخلة المنطقة وتسهيل اللعب على تناقضاتها ، وحرمانها من حقها في الاستقرار والتقدم ، ومنذ العهد الوطني وحتى الآن لم ينجُ نظام من الأنظمة العربية من واحدة أو أكثر من مؤامرات بني سعود .
ولكنهما ولأول مرة و منذ عشرات العقود تسفر هاتين المحميتين وتوابعهما عن روحهما العدوانية وبشكل سافر ومفضوح وبحقد ووحشية لامثيل لهما ، وبالتحالف المباشر مع " اسرائيل " العدو التاريخي للامة العربية ، ضد الدولة التي كانت تسمى الدولة " الشقيقة " سورية ، وفتحوا حظائر وحوشهم الارهابيين ليرتووا من الدم السوري ، وهم يقهقهون ، ويسددون فاتورة الدم إلى القتلة المأجورين من خزائنهم المملوءة بالذهب الأسود ، وبالقار كقلوبهم .
لم يعد السؤال لماذا ؟ وما هو المبرر لهذا الانخراط بالحرب على سورية حتى شحمتي الأذنين يحمل أي مبرر ، بل السؤال المنطقي والذي يجب ان يجاب عليه .
………………………….لماذا الآن ؟؟
كانت مكاتب الدراسات الاستخبارية وتلك العاملة في تقرير السياسات الاستراتيجية في امريكا بشكل خاص ، وفي جميع الدول الغربية حتى واسرائيل ، قد أجمعت أن تدمير سورية سيستغرق على ابعد حد شهراً أو شهرين ، شأنها شأن /56 / بلداً في العالم كانت أمريكا قد لعبت في بنيتها السياسية ونجحت في تغيير أنظمتها ، مستغلة الفرجة الزمنية التي تلت انهيار الاتحاد السوفييتي ، حيث أصبحت سيدة العالم ، وبيدها " كرباج " التأديب من تشأ تمته ومن ينصاع تعتمده تابعاً ذليلاً ، وآخر هذه المعارك ستكون في سورية الدولة المارقة .
.
هذا القرار لم يجد هواً عند السعودية فقط بل لاقى قبولاً واستحساناً ، لأن ساعة الحسم قد قربت لتدمير الدولة المشاكسة وغير المنضبطة حليفة ايران ونصيرة حزب الله ، وعدوة المعسكر الغربي الحامي والنصير ، وهذا يعني العداء " لإسرائيل " الحليفة من الداخل ، فأعلنتا استعدادهما والجزيرة" قطر" وتعهدتا بتسديد قيمة " فاتورة " الحرب مهما بلغت وأعلنتا استعدادهما لفتح خزائنهما المالية على مصاريعها ، وترسانتهما العسكرية ، وتسليح كل رعاع الأرض الذين عملت السعودية عبر عقود في تجويف عقولهم وتفريغها وحشوها بالفكر الوهابي التحريفي ، من خلال عملية تضليل ممنهجة ، ومن خلال شراء الكثير من خطباء المساجد ورجال الدين والدعاة وبخاصة في العالم الغربي .
ولكن السؤال المركزي الا يوجد في " الأسرة المالكة " اي عاقل ويسأل نفسه هذا السؤال واسئلة أخرى يطرحها منطق الأمور :
……..هل ستبقى مملكتنا بمنأى عن كل ما يحدث ؟؟!!
هل داعش وأخواتها ان ربحت الحرب في سورية والعراق ــ لن تربح ــ هل ستكتفي أم ستكون قبلتهما الكعبة والمدينة ؟؟ وبعد أن ثبت للعالم شعوباً ودولاً أن السعودية فقهاً وسلوكاً هي مفرخه الإرهاب الذي بات آفة عالمية ، فهل سيقولون للملكة " طبت عيشاً "، أم ستلقى جزاء " سنمار " أو جزاء " بروتس "
هذه المملكة الغبية التي هدرت أموال النفط الأسود على تمزيق المنطقة اجتماعياً وسياسياً ودينياً وفقهياً ، ومولت بنوك الغرب وشركاته بدلاً من ان توزع بعض تلك العائدات على فقراء المنطقة والتي تبلغ يومياً .
10000000برميل في اليوم × 50 $ =500000000 مليون دولار يومياً وهذا يساوي بالليرات السورية ×50 =25000000000ل.س تخيلوا كل هذه المبالغ اليومية تصرف على ــ البغاء ، واللهو ، وتمويل المؤامرات ، وشراء الدعاة للدين الوهابي ، وحماية المصالح الغربية ــ .
.
هذه المملكة باتت مهددة ولن تكون بمنأى من :
…داعش وأخواتها لأنها ستكون الموئل الأخير لهما بعد هزيمتهما من سورية والعراق ــ وسيهزمون ــ فهي الأم المرضعة ، وهي الحضن الدافئ .
…والطامة الكبرى أن أمريكا ستقلب لها ظهر المجن ، وستبيعها في سوق النخاسة مملكة عهر ، وغباء ، وسفه ، وقتل ، بعد أن باتت عالة عليها ، وسبة على جبينها ، وبعد أن أدينت من قبل كل شعوب الأرض ، وحملت تبعة الإرهاب العالمي منذ 11 ايلول 2001 وحتى انتهاء هذا الوباء ويتم اجتثاثه .
ولن تكفي المليارات اليومية التي تجنيها من النفط الأسود قلوب ملوكها كدية للأمريكيين الذين ماتوا في البرجين .
…وعليهم أن لا ينسوا أن المطالبة الأمريكية بالتعويضات ليست إلا الفاتحة لجميع الدول التي عضها الارهاب بنابه ، لأنها ستطالبها بكل ما تسبب ارهابيوها الذين أرضعتهم من فقهها ومولتهم من خزائنها ودفعتهم للقتل والتدمير في كل أنحاء الأرض .
…………….انها المملكة الغبية العاهرة التي ستنهار…………..
…………أما قطر الجزيرة فستعطى "هدية على البيعة "