نص مكتشف في أوغاريت تحتوي على وثيقة .. تتضمن اتفاقية لحماية التجار –
………………………………………………………………………………………..
غسّان القيّم
—————-
تعود هذ ه الوثيقة الى عهد الملك الأوغاريتي » عميشتمرو الثاني « منتصف القرن الثالث عشر ق.م
وهي تشكل أهمية استثنائية لإتفاق معقود بين ملك قرقميش »انيتيشوب« وعميشتمرو الثاني ملك أوغاريت . وتحدد هذه الوثيقة الإجراءات الواجب اتخاذها لحماية التجار الأوغاريتيين المقيمين في قرقميش والحفاظ على حياتهم وأملاكهم وكذلك حماية تجار قرقميش المقيمين في أوغاريت والحفاظ على أملاكهم . ولاتخفي هذه الوثيقة الأهمية الدولية القانونية لها . لكن الغريب بأن على أرض كل من الدولتين كان هناك ناس خارجون على القانون لا يعاقب من يقتلهم أو يسرقهم أو يعتدي عليهم . تقول الوثيقة : صاغ انيتيشوب ملك قرقميش وابن شوهو رونوا وحفيد شاروكوشوخا اتفاقا بين قرقميش وأوغاريت ووقعه هكذا : اذا ماقتل التجار الذين يمولهم ملك أوغاريت في قرقميش فليلق القبض على قاتليهم وليدفع سكان قرقميش تعويضا عن ملكيتهم وأشيائهم كاملة كأخوة لهم . فليدفعوا ثلاث وزنات من الفضة ثمنا لكل شخص مقتول ويؤدي سكان أوغاريت القسم بصدد ملكية هؤلاء لأشيائهم . أما سكان قرقميش فليدفعوا لقاء هذه الأشياء لقاء هذه الملكية . واذا ماوجدوا جثامين هؤلاء ولم يجدوا قاتليهم فينبغي على سكان قرقميش أن يأتوا الى أوغاريت ويقسموا القسم على أنهم لايعرفون المجرمين وأن أشياء هؤلاء التجار ومايملكون قد فقدت . وينبغي على سكان مدينة قرقميش أن يدفعوا ثلاث وزنات من الفضة مقابل كل شخص مقتول واذا ما قتل تجار ملك قرقميش في أوغاريت فينبغي على سكان مدينة أوغاريت أن يلقوا القبض على المجرمين وأن يدفعوا ثلاث وزنات فضة لقاء كل شخص مقتول ولقاء أشيائه وملكيته واذا لم يلق القبض على المجرمين فيجب على سكان أوغاريت أن يأتوا الى » نو بانوا وغوراتو « ويقسموا أمام اخوتهم التجار انهم لايعرفون المجرمين وأن أشياءهم وأملاكهم قد فقدت وعندها ينبغي على سكان أوغاريت أن يدفعوا ثلاث وزنات من الفضة بدلا عن كل شخص مقتول . لقد صاغ » انيتيشوب« ملك قرقميش هذا الاتفاق ووقعه . وكل من يخالف نص هذا الاتفاق أداد السماوي – شاماش السماوي سيدة كوبايا سيدة قرقميش نيكال – سيدة » نوبانا« وسيدة »غوراتون « هن السيدات الحقيقيات لقسمه « . وأخيرا نقول إن هذا الاتفاق المذكور له أهمية من حيث جوهر البنود القانونية التي وردت فيه فكل طرف من طرفي الاتفاق بأن أن يلقي القبض على قاتلي التجار ويعاقبهم ويعيد ماسلب من الضحايا على أساس القسم الذي يؤديه أخواتهم الشهود . ( من المرجح أن المقصود بهؤلاء الأخوة زملاء الضحية أو الضحايا من التجار ) لكن مايثير الفضول ان مثل هذه المسألة تعالج في مملكة أوغاريتية في العاصمة نفسها بينما في قرقميش لا تجري معالجتها في المركز الرئيس بل في نوبانو أوغوراتو وهما مركزان دينيان مقدسان مما يسهل عملية أداء القسم في أكثر المعابد مهابة .
ما أروعك يا أوغاريت ..تثيرين دهشتنا دائما بما تختزن اسرارك من مكنونات واخبار ندهش بسماعها ..
–عاشق أوغاريت– غسّان القيّم-