(جنّة الشعر)
بدَّلتُ في ساحةِ الآلامِ أحزاني
ورحتُ أترعُ في الصهباءِ أشجاني
ما منْ مواسٍ لآلامي
يُهَدْهِدُها إلا القصيد الذي بالشّعرِ واساني
فَصِرتُ من قلقٍ أمضي إلى قلقٍ
وأنجمُ الليلِ سُمَّاري وندماني
فجنَّةُ الشوكِ للأشرارِ تَجْمَعُهُمْ
وجنَّتي ضَوْعُ نسربنٍ وريحانِ
بَسْتَنْتُ منْ ألقِ الصهباءِ بُستاني
وأقبلَ البدرُ غِبَّ الليلِ ناجاني
فَفيضُ شعري تحنانٌ أجودُ بهِ
وخالصُ الشّعرِ يأتي فَيْضَ تحناني
مهما زماني أرزاني وأثكلني
وكلُّ هَمٍّ بهذي الأرضِ أضناني
فإنَّني سأظلُّ العمرَ في وَلَهٍ
وأملأ الأرضَ من شعري وأوزاني
الشّعرُ يمضي خلوداً وارفاً أبداً
أمَّا الغُثاءُ غُثاءُ الأرضِ فالفاني
وأترعُ الرّاحَ منْ صهباءَ رافلةٍ
بسدرةِ المنتهى منْ حبٍّ وإيمانِ
أموجُ بالألقِ الحاني أُلَمْلِمُهُ
وكلُّ كأسِ صفاءٍ جاءَ ساقاني
يا جنَّةَ الشّعرِ هيمي في مرابعِنا
كأيْكَةٍ سُلْسِلَتْ منْ زقِّ أزماني
لنا القِطافُ بيومِ الحشرِ منْ عسلٍ
ومنْ رؤى الكَشْفِ في سحرٍ وتبيانِ
ويَلْتَوي الدَّهرُ إذ يبغى اللّواءَ لنا
فما عِتِيٌّ بهذي الأرضِ ألواني
حيان محمد الحسن