من ديوانه ( قصائد بلا حجاب )
تفاحة الجنة
هل أكفرْ بتاريخِ البشرْ
هل أكفرُ بالتفاحةِ والشجرْ
وأبٍ أعادنا
الى عصرِ الجاهليةِ والحجرْ
ليقطفَ التفاحةَ ويلحقَ الأثرْ
هل لحقتَ يا أبتي الأثرْ
هل داعبتَ يا أبتي الأثرْ
هل أغواكَ يا أبتي الأثرْ
لتخالفَ تعاليمَ ربِ الكونِ
والشمسِ والقمرْ
هل قطفتَ التفاحة لتأكلَ الرمانْ
وتلعقَ جيدها وتنتبجُ الشفتانْ
وتغوص في أعماقها
لتُنجبَ الغلمانْ
يا أبتي التفاحةَ والغلمانْ
كارثةٌ في زمنِ الأحزانْ
في الجنةِ تقطفُ التفاحةَ
وعلى الأرضِ تُنجب الغلمانْ
ليقتلَ قابيلُ هابيلْ
ويُعلمنا الغرابُ كيف ندفنُ القتيلْ
والبرقُ والرعدُ كيف نُشعلُ الفتيلْ
لكننا شطارٌ في صناعةِ الجنينْ
نعرفُ كيف نغوصُ في الأرحامْ
نزرعُ الجنينْ
ونُخرجُ الجنينْ
ونقتلُ الجنينْ
وندفنُ الجنينْ
التفاحةُ والغلمانْ
خطيئةٌ في الجنة
وجريمةٌ على أرضٍ كرويةٍ تدورْ
لنبدأَ بالقتلِ والدفنِ والنفورْ
ونبنيَ القصورْ
ونخافُ أعينَ الحاسدينْ
فنشعلُ البخورْ
فتضحكُ الملائكةُ في السماءْ
يعيثونَ في الأرضِ فساداً
ويَسفُكونَ الدماءْ
ويُمارسونَ الرزيلةَ والفجورْ
ويخافونَ من أعينِ الحاسدينْ
فيُشعلونَ البخورْ
ويعيشونَ في الأرضِ خائبينْ
يخفونَ مافي الصدورْ
من القرآنِ الإنجيلِ والزبورْ
ينسونَ
أن الدنيا هي مسافةُ عبورْ
ليموتَ الناسُ أجمعينْ
ويُبعثونَ من جديدْ
منهم من يحمل كتابه باليسارْ
ومنهم من يحمله باليمينْ
ليعودوا الى الجنةِ خالدينْ
هي حياةُ الخلودْ
واليوم الموعودْ
وحديقةُ ورودْ
وعادٍ وثمودْ
وتكبرُ شجرةُ الرمانْ
اقطفها الآن يا أبتيْ
ولاتخشى وساوس الشيطانْ
هيَ حلالٌ على مرِ الزمانْ
هيَ حلالٌ على مرِ الزمانْ
د . جهاد صباهي