نعوم تشومسكي: ترامب حصيلة مجتمع متداعٍ وماضٍ بقوة نحو الانهيار
صحيفة العرب
الرئيس الأميركي الخامس والأربعون هو "حصيلة مجتمع متداع وماضٍ بقوة نحو الانهيار"، التوصيف للمفكر السياسي الأميركي نعوم تشومسكي الذي أجاب في حوار للوكالة الألمانية أجراه أواخر الشهر الماضي عن سؤال: “.
وصف نعوم تشومكسي ترامب بأنه ظاهرة فريدة من نوعها، لم تتكرر مطلقا في أي من الأمم الصناعية الغربية المتحضرة، بمعنى أن قواعد الحزب لطالما كانت تعمد إلى اقصاء المرشحين الشعوبيين.
المفكرالأميركي قال إن أغلب من يؤيدون ترامب "ليسوا من الفقراء؛ أغلبهم من الطبقة العاملة البيضاء، الذين عانوا التهميش خلال حقبة النيوليبرالية، ولنكن أكثر دقة؛ بداية من عصر رونالد ريغن".
وأضاف تشومسكي أن الديمقراطيين تخلوا عن هذه الجموع في السبعينات، على الرغم من مواصلة ادعائهم عكس ذلك. ومنذ مدة طويلة لم يعد ممكنا الحديث عن "طبقة عمالية" في الولايات المتحدة؛ يجب الحديث عن "طبقة وسطى" عند الإشارة إلى "الطبقة العمالية"، حتى باتت تشعر هذه الطبقة "الآن بالمرارة وتضمر أحقاداً".
"عاملٌ آخر يعرفونه جيدا في أوروبا، يتمثل في تعزيز الشعبوية والقومية المتطرفة. وهناك ارتباط مباشر بين دعم الشعبويين المستبدين والتحمّس لصعود ترامب. الكثير منهم يشعرون بأنهم مهددون بصعود النسوية، وآخرون ( يشعرون بأنهم مهددون) من قِبل أوضاع يعتبرونها مُخلّة بالنظام الذي يرونه ملائما. من هذا الخليط خرجت توليفة شديدة الخطورة".
وعن خطورة هذه الظاهرة يقول تشومسكي إن الأمر "يتعلق بالتغيير الجذري الذي يطرأ على المنظومة السياسية؛ فالولايات المتحدة في الحقيقة هي دولة الحزب الواحد، ذي الوجهين السياسيين؛ أحدهما جمهوري والآخر ديمقراطي. لكن في الحقيقة، الأمر لم يعد على هذا النحو: لا زلنا بالفعل دولة حزب واحد، ولكنه حزب رجال الأعمال، الذي ليس له سوى وجه واحد، ولم يعد مهما ماذا يسمى، بعد أن اتجه الحزبان نحو اليمين."
ويرجع الوضع الصعب للأحزاب التي تحتل المرتبة الثالثة في الولايات المتحدة الأميركية إلى الإرث البريطاني حيث لا يوجد تمثيل سياسي متوازن، وإنما نظام انتخابي يعتمد على الأغلبية، وهـذا ما يزيد من صعوبة الأمر.
وصف تشومكسي ترامب بأنه حصيلة مجتمع متداع وماضٍ بقوة نحو الانهيار. لكنه أكّد في رده على تساؤل عما إذا كان ذلك يعني تهاوي المنظومة السياسية، بقوله "يجب أن نعترف بأن الوضع في أوروبا أسوأ. ففي أوروبا تعرضت الديمقراطية لضربة عنيفة حينما نقلت سلطة القرار السياسي إلى بروكسل. إنه تطور صادم. الولايات المتحدة انحدرت من الديمقراطية إلى البلوتقراطية (حكم طبقة الأثرياء)، مع ملحقات ديمقراطية".
نعم هنا يوجد قدر كبير من الحرية، ومجتمع مفتوح، وهناك الكثير من الأشياء الإيجابية، ومع ذلك وبكل بساطة، لا تحصل غالبية المجتمع على الحد الأدنى من التمثيل”.
ويتحدث المفكر اليساري عن ثلاثة أرباع المجتمع، ممثلوهم لا يكترثون لهم، خاصة الشريحة ذات الأجور المتدنية، ويزداد النفوذ كلما انضمت المجموعة إلى شريحة أعلى راتبا، إلى أن نصل إلى أعلى شريحة لنجد طبقة الواحد في المئة التي تتحكم في كل شيء.
«المونيتور»: بأصوات هؤلاء وصل ترامب إلى الرئاسة
The Christian Science Monitor
نشرت "كريستيان ساينس مونيتور" مقالاً للكاتب بيتر غرير، يناقش فيه نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي فاز فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الوصول إلى البيت الأبيض، واصفاً إياها بأنها نتائج تاريخية.
ويقول غرير إن الأمريكيين البيض في الريف قاموا بثورة سياسية لم يسبق لها مثيل في تاريخ أمريكا الحديث، دافعين برجل الأعمال الملياردير دونالد ترامب إلى انتصار رئاسي مذهل، مشيرًا إلى أن "النتيجة تعد بشكل أساسي رفضا لواشنطن، بالإضافة إلى أنها أطاحت بطبقة الخبراء، الذين بقوا حتى مساء الثلاثاء يعتقدون أن هيلاري كلينتون متجهة نحو فوز واضح، وإن كان بهامش ضيق، لكن اندفاعًا جمهوريًا لم تكشفه الاستطلاعات كلها أبقى على الحزب الجمهوري مسيطرا على مجلس النواب ومجلس الشيوخ أيضا".
وينقل المقال، عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا البروفيسور دونالد غرين، قوله في رسالة بريد إلكتروني: "قللت الاستطلاعات من شأن قوتين؛ إحداهما سخط الناخبين، والأخرى هي مدى ولاء الجمهوريين لمرشح حزبهم، بالرغم من تردد قيادات الحزب بشأن ترامب".
وتشير الصحيفة إلى أن "النتيجة ستبقى لمدة أربعة أعوام على الأقل، تكون فيها واشنطن موحدة تحت حكم حزب واحد، وتحبس أنفاسها لاحتمال تحول حاد في اتجاه البلد في قضايا رئيسة، مثل السياسة الخارجية والتجارة والهجرة والصحة والبيئة".
ويبين الكاتب أنه "على نطاق أوسع بالنسبة للبلد، فإن انتصار ترامب يقلب السرد للسنوات القليلة الماضية، فكثير من الناخبين المحافظين البيض وصلوا إلى حالة من اليأس؛ بسبب ما رأوه بأنه تراجع أمريكا اقتصاديًا وعسكرياً وثقافيًا، ولشعورهم بأن البلد تنزلق نحو الهاوية، والآن هم قلبوا الطاولات على الناخبين الديمقراطيين بشكل قاطع".
ويلفت المقال إلى أنه بعد أن اتصال هيلاري كلينتون بترامب؛ للاعتراف بهزيمتها، فإنه قال لمؤيديه إنه هنأها على قيامها بـ"حملة قوية جدًا جدًا"، بالإضافة إلى أنه دعا إلى التصالح، وقال إنه وقت لتضميد جروح البلد وللوحدة، "كوننا شعبا واحدا موحدا"، وأضاف: "أعد كل مواطن في أرضنا، بأنني سأكون رئيسا للأمريكيين كلهم، وهذا أمر مهم بالنسبة لي.. ولأولئك الذين اختاروا ألا يدعموني.. أمد يدي إليكم، لنصائحكم ومساعدتكم؛ لنستطيع توحيد بلدنا العظيم هذا".
ويقول غرير إنه "يصعب على أي حزب المحافظة على الرئاسة لثلاث فترات متتابعة، وقد يكون هذا الأمر أدى دورا في فوز ترامب، لكن لدى إلقاء نظرة أولية على فوزه، فيبدو كأنه كان قدرا محتوما؛ حيث شكل البيض، الذين ليست لديهم شهادات جامعية، لبّ التيار المؤيد له، وخرجوا بأعداد كبيرة للتصويت".
ويضيف الكاتب أن "هذه الانتخابات خلطت نظام الولايات المتأرجحة المعهود، حيث فاز ترامب في كل من فلوريدا وأوهايو قبل منتصف الليل، كما فاز في ويسكونسن وبنسلفانيا، وشكلت الضواحي الغنية والمناطق النائية قلب التأييد له، فحصل على هوامش كبيرة في أماكن مثل مقاطعة نيوتن، وجورجيا، التي تبعد حوالي ساعة عن أتلانتا، وزيارة إلى هذه المنطقة في يوم الانتخابات كفيلة بإظهار أنها مضمونة لصالح ترامب، وكان المصوتون المؤيدون لترامب يأتون بأعداد كبيرة في سيارات بيك آب كبيرة".
وتورد الصحيفة نقلا عن آل فورتشيون، وهو مدير شركة شاحنات، قوله إن لديه قضايا سياسية مهمة، يعتقد أن ترامب سيقوم بمعالجتها إن تم انتخابه، وهي خلق وظائف جديدة، وإصلاح النظام الصحي، والاستقلال في مجال الطاقة عن الشرق الأوسط.
وينوه المقال إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت أن ترامب كسب أصوات 80% من الناخبين الذين اعتبروا "التغيير" هو أهم أولوياتهم، مشيرًا إلى أن فورتشيون يعد واحدًا من هؤلاء الناخبين، وقال فورتشيون: "آمل بالتأكيد بأن يكون له أثر على الرئاسة، وأعتقد أنه سيأخذ البلاد إلى ما هو أسمى مما اعتدنا عليه في السنوات الثماني الأخيرة".
ويقول غرير: "الآن على ترامب أن يفي بما يتوقع ناخبوه منه، وهم يتوقعون منه أن يكون حازماً في تحركاته".
وتذكر الصحيفة أن تايلر برويلارد من ولاية هامبشير في الشمال، قام بالتسجيل للانتخاب بصفته جمهوريا يوم الثلاثاء، ثم قام بالتصويت لدونالد ترامب، ويتوقع أن يكون التغيير سريعا في السياسات الأمريكية، بناء على من هو ترامب فقط، ويقول برويلارد: "أظن أنه سيكون هناك فرق كبير بين الوضع الآن وما كان عليه الأشخاص الآخرون كلهم الذين مروا علينا، بسبب الطريقة التي يتصرف بها (ترامب) فقط".
ويرجح الكاتب أن تتسبب خسارة مرشحة الحزب الجمهوري هيلاري كلينتون، بمعركة تبادل الاتهامات داخل الحزب الديمقراطي، حيث سيدفع الجناح الليبرالي في الحزب، ممثلا بالسيناتور إليزابيث وارين والسيناتور بيرني ساندرز، للدفع نحو التغيير الجذري في أجندة الحزب.
ويؤكد المقال أن "ترامب يمثل تغييرًا كبيراً لشخصية الحزب الجمهوري، مركزا دون خجل على الأمريكيين البيض، على خلاف رغبات زعامة الحزب، ورفض مبادئ التجارة الحرة، التي يتبناها التيار الرئيسي في الحزب الجمهوري، ومع أن ذلك أكسبه الرئاسة عام 2016، إلا أن الوجه المتغير لأمريكا، حيث يزيد عدد سكان الهيسبانو، وتقل نسبة البيض، قد يتحدى هذه المقاربة في السنوات القادمة".
وتختم "كريستيان ساينس مونيتور" مقالها بالإشارة إلى قول الأستاذ المساعد في العلوم السياسية في جامعة "سوذرن ميثوديست" ماثيو ويلسون، إن استراتيجية ترامب "ليست استراتيجية جيدة على المدى الطويل".
ترجمة عربي 21
«لوموند»: انتخاب ترامب زلزال ضرب العالم
Le Monde
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرWا تحدثت فيه عن تداعيات فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقالت الصحيفة، في التقرير إنه في الوقت الذي سبب فيه انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي زلزالا كبيرا في أوروبا، فإن انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة سيتسبب في وقوع زلزال يهز العالم بأسره.
وذكرت الصحيفة أن المرشح الجمهوري وعد خلال حملته الانتخابية بإعادة مجد وعظمة الولايات المتحدة. كما تعهد بإعطاء الأولوية لإعادة رفاهية ورخاء الأميركيين، فهو يرى أن البلاد تعيش في حالة خراب تام. ولهذه الأسباب كان ترامب يصر على ضرورة عودة الولايات المتحدة إلى سياسة الانعزال والتقوقع، والتركيز على إعادة بناء البلاد من الداخل.
وأضافت الصحيفة أنه لا أحد يعلم بتفاصيل وحيثيات برنامج السياسة الخارجية الذي سيتبعه ترامب، نظرا لأن مستشاريه في هذا المجال ليسوا من المشهورين في الساحة السياسية العالمية. لكن على الرغم من ذلك، لم يتوان ترامب عن الإشارة في حواراته وتصريحاته إلى الخطوط العريضة للسياسة الدبلوماسية التي سيتبعها أثناء فترة توليه للحكم.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب ينتقد التدخل الأميركي في الخارج، فضلا عن العمليات العسكرية التي أطلقتها إدارة جورج بوش الابن، على غرار سلفه باراك أوباما الذي لطالما وعد "بإعادة القوات الأميركية إلى الوطن".
وبيّنت الصحيفة أن ترامب سيتبع سياسة متطرفة تجاه بقية العالم، تقوم على زيادة حجم الجيش الأميركي بالأساس، وتسعى إلى عقد تحالفات جديدة تخدم المصالح الرئيسية للولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن هناك علامة استفهام كبيرة تتعلق بطبيعة العلاقة التي تربط ترامب بروسيا. فخلال حملته الانتخابية، مدح ترامب مرارا وتكرارا الرئيسي الروسي فلاديمير بوتين، واعتبره "زعيما أفضل من أوباما".
كما تساءلت الصحيفة عن إمكانية خدمة ترامب لأجندة بوتين وطموحاته في التوسع، سواء فيما يتعلق بجورجيا أو أوكرانيا أو الشرق الأوسط.