Ynetnews
كشفت مصادر سياسيّة رفيعة في تل أبيب النقاب عن أنّ دبلن وجهّت إنذارًا حادًّا للكيان الصهيوني حول قضية مُواصلة استخدام الموساد الصهيوني (الاستخبارات الخارجيّة) لجوازات السفر الإيرلنديّة المُزورّة في تنفيذ عمليات اغتيال شخصيات فلسطينيّةٍ وعربيّةٍ.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريّة، فقد جاء الإنذار الإيرلندي، شديد اللهجة، بعد أنْ أدلى سفير العدو الصهيوني في دبلن، زئيف بوكر بحديث صحافيٍّ لإذاعةٍ محليّةٍ إيرلنديّةٍ، ورفض من خلاله التعهّد بأنّ "إسرائيل" لن تستخدم جوازات السفر الإيرلنديّة لمُواصلة عمليات الموساد. وبحسب الصحيفة العبريّة قال السفير بوكر: "لا أضمنّ شيء، أنا رجل دبلوماسيّ وأعمل في وزارة الخارجية".
الناطق بلسان الخارجيّة في تل أبيب، عمانوئيل نحشون، عقّب على القضيّة، قائلاً للصحيفة العبريّة "إنّ وظيفة السفير هي تطوير العلاقات الدبلوماسيّة مع الدولة التي يخدم فيها، ولا علاقة له، لا من قريبٍ ولا من بعيد، بالقضايا الأمنيّة"، على حدّ تعبيره.
وكان الموساد الصهيوني قد استخدم جوازات سفر ايرلنديّة مزورة لدخول دبي، واغتيال القياديّ الفلسطينيّ من حركة "حماس" محمود المبحوح، في كانون الثاني من العام 2010 الأمر الذي أثار غضبًا واسعًا.
وصرح مصدر مسؤول في السفارة الصهيونية حينها بأنّه تمّ استخدام ستة جوازات سفر مزورة، بعضها يحمل أرقامًا حقيقية، وأوضحت السفارة بأنّ هذا الحادث يضع الأمن الايرلنديّ في موقف حرج.
أمّا الحكومة الإيرلندية فقد أعلنت آنذاك أنّها ستطرد دبلوماسيًا "إسرائيليًا" وذلك ردًا على استخدام جوازات سفر ايرلندية مزورة في اغتيال المبحوح.
وقال بيان لوزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن إنّ التحقيق الذي قامت به السلطات الايرلندية يُشير بوضوح إلى تورط وكالة مخابرات أجنبّية، وهناك أسباب مقنعة للاعتقاد بأنّ "إسرائيل" مسؤولة عمّا جرى.
كما قررت الحكومة الإيرلنديّة أنّه للاحتجاج على هذا العمل غير المقبول فإنّه سيطلب من "إسرائيل" سحب عضو غير محدد من (أعضاء) سفارتها في دبلن.
على صلةٍ بما سلف، فإنّ عميلاً سابقًا لـ"الموساد" نشر في "إسرائيل" رواية باسم (دبي) تدور أحداثها حول اغتيال المبحوح. وكتب العميل السابق، واسمه يومي عيني، الرواية ونشرها حول هذا الموضوع الحساس لأنّه "بحسبه من المهم جدًا لي أنْ اظهر أنّه ليس هناك في العالم جهاز غير "الموساد" مؤهّل لتنفيذ عمل كالذي تمّ في دبي، ومن اجل أنْ يعود الخوف ويستوطن قلوب أعدائنا"، على حدّ تعبيره.
وتشير الرواية الصادرة باللغة العبرية عن دار نشر (ساعر) وتقع في 137 صفحة، إلى أنّها تستند إلى المعطيات المنشورة لكنها تكمل النواقص بإضافات خيالية. وسبق لعيني أنْ كان من مؤسسي وحدة النخبة في سلاح الاستخبارات المتخصصة بالتنصت وحل الشيفرات المسّماة (الوحدة 8200)، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية (امان) قبل أنْ ينتقل للعمل في "الموساد".
وقال عيني، الذي شارك في عمليات للموساد في الخارج إنّ مثل هذه العملية لا يمكن لغير "الموساد" تنفيذها. وأضاف: "تقديري هذا عمل "الموساد". وكصاحب خبرة عملياتية مؤكدة فإننّي أقول إنّه ليس هناك ولا يوجد جهاز مؤهل لتنفيذ عمل نظيف كهذا من دون أنْ يُضبط".
وتابع قائلاً: "هذه العملية تمّ تنفيذها على الرغم من تزوير الجوازات التي كُشفت، وتوثيق الأحداث بكاميرات الفيديو في الفندق والمطار، وهي كاميرات للمفارقة تمّ تركيبها بأيدي شركةٍ "إسرائيليّةٍ".
الجدير بالذكر أنّ معظم التفاصيل في حبكة رواية (دبي) جمعها عيني من وسائل الإعلام الصهيونية والأجنبيّة. والبقية كانت من وحي خياله الخاص، بما في ذلك الإجابة على السؤال : كيف اغتيل المبحوح؟.
رأي اليوم