نشب خلاف بين متحف فان غوخ في أمستردام، والأكاديمية بوغوميلا أوفشاروف، الأستاذة في جامعة تورنتو في كندا، والتي زعمت في مؤتمر صحافي، أن لديها دفاتر بمثابة كراسة الرسم، التي استخدمها فان غوخ عند سفره لجولة في الريف عام 1888، وتم إحضار دفتره بواسطة الباحث رونالد بيكفانس، والذي وصفه بالاكتشاف الأكثر ثورية في تاريخ فان غوخ، إلا أن المتحف أصدر بيانًا أوضح فيه أن الرسومات ليس من قبّل فان غوخ لكنها مُقلدة، وتمسكت أوفشاروف بمزاعمها، وأعربت عن دهشتها عندما شاهدت الدفتر.
وأضافت أوفشاروف "لم يتضح تاريخ الدفتر بدقة إلا أن مالكته التي فضلت إخفاء هويتها، حصلت عليه من والدتها منذ أكثر من 50 عامًا، لكن ليس لديها اي فكرة عن صلتها بفان غوخ، وبالنسبة لها كان دفتر رسومات جميلة، واحتفظت به من والدتها". وذكرت مالكة الدفتر شهادتها في كتاب جديد عن الرسوم، موضحة أن والدتها عثرت عليه بجانب مجلة بخط اليد، عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، بعد قصف آرل والمنطقة المحيطة بها، من قبّل طائرات التحالف.
وتابعت المالكة "عقب الدمار عثرت جدتها على مجموعة مواد أرشيفية في غرفة منفصلة، بما فيها كتاب كبير من الرسومات ودفتر ملاحظات بخط اليد، ولأنها لم تكن تعلم أي شيء عن الفن، فلم يكن لديها فكرة عن أهمية هذا الاكتشاف، وأعطت دفتر الرسومات لوالدتي ومن ثم لي كهدية في عيد ميلادي العشرين وتم وضعه في خزانه".
وزعمت المالكة، أن فان غوخ أخذ هذا الدفتر من قبّل غوزيف وماري غينوكس، أصحاب مقهى دي لا غير في آرل، حيث مكث الفنان منذ مايو/ أيار، إلى سبتمبر/ أيلول 1888، ومن المرجح أنه استخدمه نظرًا للجودة العالية لورق الدفتر. واستعان به أثناء قيامه بجولة في الريف، ورسم فيه بعض الرسومات المميزة، وتشير الأدلة التي قدمتها أوفشاروف إلى أن فان غوخ طلب من طبيبه فليكس ري، إعادة الدفتر إلى غوزيف وماري غينوكس، واستمرت أوفشاروف في العمل لمدة 3 أعوام، وتعتقد أن لديها أدلة دامغة لإثبات طبيعة الدفتر، إلا أن المتحف أوضح في بيانه أنه بعد فحص 56 عملًا من أعمال فان غوخ، بواسطة الباحثين، أقر المتحف أن الرسومات ليست لفان غوخ.
وجاء في بيان المتحف "بنى الباحثون رأيهم على أساس أعوام من البحث في رسومات فان غوخ الأصلية، ويضم متحف فان غوخ 500 من رسوماته و4 من كراسات رسمه، وأوضح الباحثون أن هذه الرسومات هي مجرد تقليد لرسومات فان غوخ، وبفحص الباحثون أسلوب وطريقة فان غوخ في الرسم، أوضحوا أن هذه الرسومات تحتوي على أخطاء طبوغرافية، واعتمد صانعها على رسومات غير ملونة لفان غوخ"، وإن كانت الرسومات حقيقية لتألق الضوء منها، مثل لوحة Yellow House و Night Cafe و Starry Night.
وواصلت أوفشاروف حديثها قائلة "وصل فان غوخ إلى آرل متعبًا وشاعرًا بخيبة الأمل، ومريض للغاية بعد أن شرب الكثير في باريس، وعمل باجتهاد خلال الصيف، ولكن تدهورت حالته العقلية في نهاية عام 1888، واختلف اختلافًا كارثيًا مع صديقه بول غوغان وقطع أذنه في ديسمبر/ كانون الأول وقتل نفسه عام 1890، وفي 1888 جاء إلى بروفانس باحثًا عن الراحة، ومتفائلًا على أمل أنه سيجد شيئًا في الريف من شأنه إنعاشه".