انتقد الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن تغطية الاعلام الغربي المتحيزة لما يجري في سورية مؤكدا أن الاعلاميين الغربيين يعتمدون في تقاريرهم حول سورية على مصادر مجهولة الهوية وما اصطلح تسميته “شهود عيان” مع تجاهلهم لاحتمال أن يكونوا إرهابيين أو متواطئين مع التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” و”جبهة النصرة”.
وتقود الولايات المتحدة وحلفاؤها الاقليميون حملات تضليل اعلامي هيستيرية لتشويه ما يجري في سورية وقلب الحقائق لتحقيق أجندات معينة وساقت هذه الدول على مدى السنوات الماضية اكاذيب كثيرة لتحقيق اهدافها بما فيها أكذوبة ما تسمى “المعارضة المعتدلة” ووجود فوارق بينها وبين التنظيمات الإرهابية الأخرى.
واستغرب كوكبيرن في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية من حقيقة أن الصحفيين الغربيين يخشون على حياتهم ويرفضون الدخول إلى المناطق التي تنتشر فيها التنظيمات الارهابية أو ما تطلق عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها تسمية “معارضة معتدلة” لكنهم رغم ذلك يعتمدون في تقاريرهم على أشخاص مجهولي الهوية قد يكونون بكل بساطة تابعين لهذه التنظيمات أو متواطئين معها.
وأكد كوكبيرن أن التنظيمات الإرهابية بمن فيها “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرهما تعتمد على بث الاخبار الكاذبة سواء بشكل مباشر او عن طريق وسطاء أو ما يسمى “شهود عيان” في محاولة لإنقاذ نفسها مشيرا إلى أن وسائل الاعلام الغربية تتحمل المسؤءولية في نقلها تقارير وقصصا مشكوكا بأمرها او منقولة من جانب واحد.
وكان موقع مون اوف الاباما الامريكي اكد في تقرير له مؤخرا ان وكالات الأنباء والصحف الغربية تستأجر كتاباً ودبلوماسيين وخبراء لنقل صورة مشوهة عما يجري في سورية عموما وحلب خصوصا مشيرا إلى أن مواقف وسائل الإعلام الغربية منحازة بشكل واضح إذ أنها لا تفسح المجال أمام رأي آخر مثل سكان حلب أنفسهم.
كما اكد الموقع أن وسائل الاعلام الامريكية والغربية تحاول التغطية على الانتهاكات التي ترتكبها الولايات المتحدة وحلفاؤها من خلال استغلالها الأوضاع الإنسانية للشعب السوري ولا سيما في مدينة حلب لتحقيق أهدافها في سورية وتشويه سمعة روسيا وعمليتها العسكرية الجوية ضد الإرهاب التي حققت منذ انطلاقها في ال30 من أيلول عام 2015 ما عجزت عنه قوات تحالف واشنطن المزعوم ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
وحول تغطية وسائل الاعلام الغربية والاقليمية المنحازة والمسيسة بشكل واضح للازمة في سورية لفت كوكبيرن الى ان هذا الامر ليس بجديد وان وسائل الاعلام الامريكية والغربية بررت غزو العراق عام 2003 بترويجها لأكذوبة ما تسمى “أسلحة دمار شامل” كما اعتمدت انذاك على تقارير غير موثوقة ومعلومات متحيزة اطلقها “شهود عيان” مجهولون.
واشار كوكبيرن الى ان الامر ذاته حدث في ليبيا حيث روجت وسائل الاعلام الغربية لقصص لا اساس لها من الصحة ودعمت تدخل حلف شمال الاطلسي “الناتو” فيها وبررت وجوده وكانت النتيجة ما وصلت اليه البلاد من حالة فوضى كارثية.
وكان موقع غلوبال ريسيرتش البحثى الكندى أكد فى مقال نشره فى ايار الماضى أن الغرب يعتمد دعاية اعلامية مكثفة تشوه حقيقة ما يجرى فى حلب بين الجيش العربي السوري وحلفائه فى مواجهة تنظيمات “داعش” و”جبهة النصرة” و”جيش الاسلام” و”أحرار الشام” الارهابية المدعومة من السعودية وتركيا وحلف شمال الاطلسي مبينا أن وسائل الاعلام الغربية تبارت فى اطلاق الاكاذيب والزعم بأن سكان المدينة مهددون من قبل الجيش العربى السورى فيما يظهر بوضوح أن المدنيين الذين يرزحون تحت نيران القذائف يطالبون الجيش بالقضاء على هذه التنظيمات الإرهابية.