كتبت صحيفة الوطن العمانية افتتاحيتها صباح اليوم سلطت فيها الضوء على الانتصار التاريخي للجيش العربي السوري على الارهاب في مدينة حلب.
الصحيفة قالت في بداية افتتاحيتها "وبخروج آخر مسلح من مدينة حلب الشهباء، تطوي هذه المدينة العريقة صفحة تاريخية كتبها أبناؤها وأبناء الجيش العربي السوري، والشعب السوري كله بدمائهم، مسطرين أروع ملاحمهم البطولية في العصر الحديث، وضد أشرس هجمة تآمرية تدميرية إرهابية في التاريخ الحديث تستهدف وطنهم سورية، ومن يكتب تاريخ نصره بدمائه إنما هو يعطر هذا النصر بتلك الدماء الزكية، والحلبيون خاصة والشعب السوري عامة ماضون في مسيرة انتصارهم على الهجمة الإرهابية المدعومة من أكثر من ثمانين دولة، ومصرون على تسجيل حضورهم التاريخي وتعميد انتصارهم المؤزر وتعطيره بدمائهم، دفاعًا عن كرامتهم وعرضهم وشرفهم وعن أرضهم ووطنهم".
وأضافت الصحيفة العُمانية أنه "اليوم حلب تجلي صفحة مؤلمة وحزينة بعد أن طالتها يد التخريب والتدمير والتآمر بتدمير مصانعها وتفكيك آلاتها وبيعها خردة في السوق السوداء التركية، وتهجير الصناع المهرة، والشباب السوري الحريص على وضع لبنات بناء وطنه، وفي سبيل تشرب معاني الإخلاص للوطن والعمل من أجله، وتأمين مظاهر العيش الكريم داخل بلاده ووسط أهله، حرص على تعلم المهن الشريفة التي تتميز بها حلب عن أجداده وآبائه".. وتابعت "ومن يفهم ويعي لابد له أن استوعب مغزى استهداف البنية الأساسية، وتدمير مظاهر العيش الكريم للشعب السوري، وتدمير بنى الاقتصاد السوري، وتدمير المصانع السورية التي لم تمثل اكتفاءً ذاتيًّا للشعب السوري فحسب، وإنما مثلت حالة تنافسية لمثيلتها من المنتجات والصناعات خاصة لدى الدول التي لاتزال تقود مؤامرة التدمير والتفتيت في سوريا، وفي الوقت نفسه أفادت الكثير من المستوردين العرب بجودتها وأسعارها التنافسية".
وأشارت الوطن الى أنه "من يأتي لتدمير البنى الأساسية من مدارس ومستشفيات وجسور وطرق ومزارع وصوامع للحبوب ومصانع الأقمشة والمنسوجات، ويستهدف المنشآت العسكرية من منصات رادار ومطارات وطائرات، ويدمر القواعد العسكرية ومراكز الأمن والشرطة، لا يمكن لرجل صحيح العقل سوي الفطرة سليم المنطق أن تخدعه شعارات الكذب والزيف والتدليس بأن هذه الهجمة الإرهابية المدعومة من أكثر من ثمانين دولة جاءت لمساعدة الشعب السوري، ولم تأتِ لإبادة الشعب السوري وتدمير بلاده وتهجيره منها، ولعل المجازر الإرهابية واستهداف أبناء الشعب السوري بالغازات الكيماوية السامة، وتدمير منازلهم، وحرق مزارعهم، وتهجيرهم قسرًا إلى أوروبا وملاجئ الشتات، هي جرائم وحدها كفيلة بتصويب الأفكار والحقائق المشوشة لدى السواد الأعظم من الناس الذين خدعتهم ماكينات الإعلام التآمرية والسوداء بالمشاهد المصورة والصور المفبركة والمدلسة، والتي تكفلت بدفع تكاليف إنتاجها وإخراجها لخداع الناس وغسل أدمغتهم بأن ما يحدث في سورية "ثورة" وأن الجيش العربي السوري يحارب هذه الثورة المزعومة وليس هجمة إرهابية غادرة وعابرة للحدود".
ولفتت الصحيفة الى أنه أهم ما يأتي في هذا السياق، كيف يعقل أن يوصف تدخل كيان الاحتلال الإسرائيلي بصورة مباشرة وعملية في الشأن السوري بأنه لدعم الشعب السوري، وذلك بقيامه بضرب أهداف عسكرية سورية وتدمير مخازن أسلحة ومراكز علمية، وبدعم التنظيمات الإرهابية المسلحة بالسلاح، وبإنشاء مستشفيات ميدانية لعلاج عناصر هذه التنظيمات، في الوقت الذي يبيد فيه الشعب الفلسطيني ويدمر المقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى، ويعيث في الأرض الفلسطينية المحتلة فسادًا، ويواصل الإعدامات الميدانية وحملات الاعتقال واحتلال الأراضي الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين المقدسيين بحجج كثيرة واهية؟
وختمت الصحيفة بالقول إن "عودة حلب إلى الحضن السوري الدافئ مثلما تمثل عودة وطنية وتاريخية مجيدة، وتكتب تاريخًا جديدًا، يفتح انتصارها أبواب الحقائق على مصراعيها. ولعل احتفال أبنائها بهذا الانتصار التاريخي، وفرحتهم بعودتها طاهرة من رجس الإرهاب، كفيل بإفحام المتباكين وإخراس ألسنتهم، وبرهان ساطع لمن تردد أو لا يزال يبحث عن شمس الحقيقة".